كاتدرائية الرقاد: جوهرة الكرملين

فؤاد أحمد عايش
كاتب وروائي أردني
(Fouad Ahmed Ayesh)

الحوار المتمدن-العدد: 8470 - 2025 / 9 / 19 - 15:06
المحور: قضايا ثقافية
    

تقف كاتدرائية الرقاد، أو كاتدرائية رقاد السيدة العذراء، شامخة في قلب الكرملين بموسكو، شاهدة على أكثر من خمسة قرون من التاريخ الروسي. بُنيت بين عامي 1475 و1479 بأمر من الأمير إيفان الثالث، واستعان المعماري الإيطالي أريستوتيلي فيوروفانتي بخبرته ليمنحها طرازًا يجمع بين أناقة النهضة الإيطالية وروح العمارة الروسية القديمة. منذ اكتمالها أصبحت مركزًا روحيًا وسياسيًا، إذ احتضنت مراسم تتويج القياصرة الروس وصلوات كبرى في أهم لحظات الدولة.

تتميز الكاتدرائية بتصميم بسيط في مخططه، بقباب ذهبية لامعة ترتفع فوق جدران بيضاء قوية. أما داخلها فتعج الجدران والقباب بلوحات جدارية وأيقونات ثمينة رسمها أعلام فن الأيقونات الروس، مثل ديونيسيوس وأندريه روبليف. يلتقي الزائر هناك بتاريخ الفن الأرثوذكسي، حيث تتداخل الألوان الزاهية مع أجواء مهيبة، تعكس عمق الروحانية التي شكّلت هوية الكنيسة الروسية.

لم تكن كاتدرائية الرقاد مجرد مكان للعبادة، بل مركزًا للمناسبات الوطنية الكبرى. فقد استُخدمت لتتويج القياصرة والأباطرة الروس، ولإعلان القرارات المصيرية، كما استقبلت جثمان أعظم البطاركة والأساقفة. حتى اليوم، تُعدّ رمزًا لوحدة الإيمان والتقاليد، ووجهة أساسية للحجاج والسياح الباحثين عن التعرف على جذور روسيا الروحية.

تظل كاتدرائية الرقاد أكثر من معلم معماري؛ إنها شهادة حية على التقاء التاريخ بالدين والفن، وعلى الدور المحوري الذي أدته موسكو عبر القرون في صياغة ملامح الهوية الروسية. وبين جدرانها العتيقة وصدى صلواتها القديمة، يلمس الزائر نبض حضارة لا تزال تتجدد بروحها العميقة وإرثها الخالد.

#فؤاد_أحمد_عايش (هاشتاغ)       Fouad_Ahmed_Ayesh#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل