وحيد محمود محمد
كاتب و باحث
(Waheed Eyada)
الحوار المتمدن-العدد: 8469 - 2025 / 9 / 18 - 23:46
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
حينما يصبح القائد مواطنًا عاديًا
القيادة ليست كلمات رنانة ولا أوامر صادرة من المكاتب، بل هي قربٌ من الناس ومشاركة لهمومهم. هذا ما جسّده الدكتور **خالد عبده**، مدير إدارة التعليم الفني بالقاهرة، عندما قرر التخفي في زي بسيط ليختلط بالطلاب وأولياء الأمور، متابعًا عن قرب ما قد تغفله التقارير الرسمية.
خطوة د. خالد تعكس فلسفة القيادة الميدانية التي عرفها التاريخ الإسلامي؛ فقد كان **عمر بن الخطاب رضي الله عنه** يتفقد أحوال الرعية ليلاً ليتأكد من عدله، وكان **عبد الله بن عمر** يتجول في الأسواق مراقبًا أوضاع الناس. الجوهر واحد: أن القائد الحق يعيش وسط المجتمع لا بعيدًا عنه.
هذا النموذج يتكرر كذلك في الأدب الشعبي والعالمي: من **روبن هود** الذي انتصر للفقراء، إلى **جان فالجان** الذي عاش بين البسطاء ليحميهم من الظلم، وصولًا إلى **الشاطر حسن** في تراثنا الشعبي. كلها رموز تجسد أن القيادة لا تنجح إلا بالتواصل المباشر مع الناس.
> وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
> *"لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها: لمَ لمْ تمهد لها الطريق يا عمر؟"*
> عبارة تختصر جوهر القيادة: المسؤولية عن كل فرد مهما كان بسيطًا.
إن ما قام به د. خالد ليس مبادرة عابرة، بل رسالة بأن الرقابة لا تتحقق من بعيد، بل من قلب الميدان. وهي شجاعة أخلاقية تؤكد أن المنصب تكليف لا تشريف، وأن النجاح الحقيقي يقاس بمدى ارتباط القائد بمجتمعه.
خاتمة
إننا بحاجة لمثل هذه النماذج الملهمة، التي تُعيد تعريف القيادة كمسؤولية وطنية وإنسانية. ومن هنا تبرز أهمية أن تُكرم الدولة المصرية شخصيات كهذه، لتكون حافزًا ونبراسًا يحتذي به كل مسؤول في مواقع القيادة.
#وحيد_محمود_محمد (هاشتاغ)
Waheed__Eyada#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟