أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - وحيد محمود محمد - فلسطين .. فضحت عبوديتنا














المزيد.....

فلسطين .. فضحت عبوديتنا


وحيد محمود محمد
كاتب و باحث

(Waheed Eyada)


الحوار المتمدن-العدد: 8344 - 2025 / 5 / 16 - 16:13
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في عالمٍ هرم فيه الضمير وتهالك فيه الإحساس، بقيت - فلسطين - كأنها المرآة التي لا ترحم، تكشف عوراتنا نحن المتفرجون… المتخمون… المستلقون تحت أجهزة التكييف، بينما أطفالها ينامون على حجارة الجوع، وأمهاتهم يحتضنن الأكفان كأنها وسائد الرجاء.

في أرض فلسطين، الحقيقة لا تحتاج إلى مونتاج.
فلا مخرج هوليودي – مهما أوتي من عبقرية – يستطيع أن يصنع مشهدًا لطفل يُنتزع من تحت الركام وهو ممسك بيد أخيه الشهيد، أو أمٍّ تُقبّل جثة ولدها الثالث وتقول بثبات:

"ولادي بيتعوضوا… القدس ما تتعوضش."

لكن لنتوقف لحظة...
لنعقد مقارنة بسيطة بين تلك الأرض الجريحة...
وبين صفقات “الرخاء” و”الازدهار” التي تُبرم على بُعد مئات الكيلومترات من ساحات الدم.

تذكّروا معي:
ترامب – نعم "البيزنس مان البرتقالي" – في أربعة أيام فقط، حلب من خزائن الخليج تريليونات الدولارات… لم يطلق فيها رصاصة، ولم يقدّم فيها شهيدًا… فقط ابتسم، لوّح، ووقّع.
صفقات خرافية... بأسلحة لا تُستخدم إلا ضد الشعوب، وبمشروعات لا تُبنى إلا على حساب الكرامة.

لو أن تلك التريليونات صُبّت في عروق الأمة، لتحولت كل مدينة عربية إلى باريس وجنيف ولندن في وقت واحد!
لكن يبدو أن العار له خطّ إنتاج نشط في منطقتنا… لا يتوقّف، ولا يخجل.

في المقابل…
أطفال فلسطين يبحثون عن كسرة خبز بين ركام المنازل !
أمهات فلسطين يرضّعن أبناءهن على وقع القصف.
شيوخ فلسطين يزرعون الزيتون في بقايا المقابر.

كل هذا بينما حكام الخليج ، في مشهد لا يحتاج إلى خيال، يمسكون بجلاليبهم كي لا تسقط منهم أمام كاميرات رئيس البيت الأبيض.

ما نعيشه ليس فقط احتلالاً للأرض…
إنه احتلال للكرامة، للوعي، للعقل.
نحن محتلون... لكن بلا مدافع.
مستعبدون... لكن باسم التقدم.
مذبوحون... لكن بكواتم الصوت.

نحن نعيش عبودية من نوع آخر… عبودية تحت رايات “البراند”، و"الترند"، و”الفاشن”.

أما في غزة، والضفة، والقدس... فهناك من يرفع راية “لا إله إلا الله” ويجعلها سلاحه، وعزاؤه، وميراثه.

فلسطين ليست مجرد وطن محتل.
هي فضيحتنا…
هي ذلك الصفعة التي تُوجّه إلينا كل يوم، فنغمض أعيننا ونقول: "ليست شأني و انا هعمل ايه يعني !".

فلسطين هي النبض الأخير للكرامة في جسد الأمة البارد.
هي آخر صرخة في زمن الخرس.
هي المعركة التي لا تنقلها الفضائيات "اللطيفة"، لأنها تُفسد بهجة البرامج الرمضانية وصفقات الإعلانات.

أمةٌ لو كانت تملك ذرة من الحياء، لباعت ذهب قصورها واشترت به أقلامًا لأطفال غزة.
أمة لو كانت تفهم، لعكفت على ربط مستقبلها ببوابة المسجد الأقصى لا ببوابة البيت الأبيض.

لكن الواقع أن فلسطين هي الوطن الوحيد الذي يعيش رغم الموت.
بينما نحن أموات رغم الحياة.

هي من تقاتل…
ونحن من نكتب البوست.
هي من تقدّم أبناءها قرابين للمسجد الأقصى…
ونحن من نتنافس على من يحصل على أكبر عدد من التفاعلات.

أيها الأحرار الحقيقيون في غزة والقدس وكل فلسطين:
انتم الشهداء الأحياء .
انتم وجعنا و فخرنا
، و نقطة الضوء الوحيدة في واقعنا الأسود ..

أما نحن، فلا نملك إلا أن نبكي أمام شاشاتنا…
نبكي، لا لأننا فقدناكم…
بل لأننا فقدنا أنفسنا منذ زمن بعيد !



#وحيد_محمود_محمد (هاشتاغ)       Waheed__Eyada#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقصة الماريونيت
- ليه كدا يا سوسو!؟
- عصير الرمان!
- البيت الكبير
- ورقة الجوكر !
- أفلا يتدبرون !؟
- عناقيد العنب!
- شاهوار تصنع الحلم !
- و تشرق سماء ال ياسر !
- التعليم في عيون السينما !
- جيل جديد.. حلم جديد
- جيل جديد ..حلم جديد
- جيل جديد..حلم جديد
- جيل جديد .. حلم جديد
- التعليم بين السينما و الواقع !
- الفستان الاحمر
- كبسولة يومية (١)
- كبسولة يومية (٢)
- جهاد الدموع
- علي باب الدار


المزيد.....




- وزير الخارجية السوري يصل إلى بغداد لحضور القمة العربية نيابة ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات غوتيريش: تصرفات الغرب قوضت النزاهة ...
- المجلس الرئاسي الليبي يعقد اجتماعا طارئا بعد أحداث دراماتيكي ...
- المؤسسات التعليمية تتحول لمخيمات نزوح
- لماذا تشهد العلاقات الإماراتية الأمريكية -دفعة نوعية غير مسب ...
- محكمة أمريكية تصدر حكما قاسيا في قضية الهجوم على صاحب -آيات ...
- ليبيا.. المتظاهرون يطالبون بـ-إسقاط الأجسام السياسية وحل كاف ...
- مكانة التطبيع في السياق النيوليبرالي المغربي
- أبل تحجب مجددا لعبة -فورتنايت- من متجر تطبيقاتها حول العالم ...
- مسؤولون كبار: إسرائيل تسير نحو العزلة إن لم تتوصل لاتفاق


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - وحيد محمود محمد - فلسطين .. فضحت عبوديتنا