أحمد سليمان
شاعر وكاتب في قضايا الديمقراطية
(Ahmad Sleiman:poet And Writer On Democratic Issues)
الحوار المتمدن-العدد: 8459 - 2025 / 9 / 8 - 11:10
المحور:
حقوق الانسان
ما صدر عن القضاء الفرنسي من مذكّرات توقيف بحق مسؤولين سوريين، وفي مقدّمتهم بشار الأسد، يُشكّل خطوة مهمة لكنه ما يزال يقف عند حدود الإشهار القانوني والإعلان القضائي. هذا المستوى من التحرك، رغم أهميته الرمزية والتاريخية، لا يرقى بعد إلى مستوى الملاحقة الفعلية والإلزامية التي تضمن منع الإفلات من العقاب.
إنّ مجرد الإعلان عن الملاحقات يذكّر العالم بأن القضية السورية وعدالة ثورتها لم تسقط من الذاكرة، وأن الانتهاكات الممنهجة التي ارتكبها النظام السوري ما تزال تحاصر الضمير الدولي، وتكشف عجز النظام القانوني الأممي عن القيام بواجبه. فحتى الآن، لم يصدر عن الأمم المتحدة أي موقف واضح يدين الحماية الروسية لبشار الأسد وحاشيته، ما يكرّس فجوة خطيرة في منظومة العدالة الدولية.
هذه اللحظة تستدعي الانتقال من حدود الإعلان إلى خطوات قضائية ملموسة تستند إلى مبدأ الاختصاص العالمي، وإلى تعاون أوسع بين المحاكم الأوروبية والدولية من أجل بناء مسار عدالة حقيقي يشمل جميع الضحايا، لا الصحفيين الأجانب فقط، بل أيضًا عشرات الآلاف من السوريين الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لكلمة الحق والمطالبة بالحرية.
إنّ معركة العدالة في سوريا هي معركة ضد النسيان وضد التطبيع مع الجريمة، وهي رهان على مستقبلٍ تُبنى فيه دولة القانون، لا دولة الحصانة والإفلات من العقاب.
* ينُشر في وقت واحد بالتزامن مع نشطاء الرأي
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟