أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خليل الشيخة - كتاب: الطوطم والتابو - كامل















المزيد.....



كتاب: الطوطم والتابو - كامل


خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 8458 - 2025 / 9 / 7 - 18:14
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


كتاب: الطوطم والتابو
الطوطم والتابو – سيغموند فرويد
مقدمة:
نشر فرويد هذا الكتاب على شكل مقالات عام 1912 ثم ضمه لكتاب في عام 1913. وهذه عادة فرويد أنه يحلل احداث وشخصيات في التاريخ والأدب معتمداً بشكل رئيسي على منهاج التحليل النفسي الذي عمل عليه طوال حياته، ونحن سواء قبلنا تفسيراته أم رفضناها، فإن الرجل قد خط بقلم عريض في تاريخ علم النفس وجعل منه علماً يؤخذ به بعد أن كان جزءاً من الفلسفة من قبل. هذا الكتاب يناقش منشأ الدين البدائي منذ أن كان الطوطم هو الأساس في الأديان البدائية وهو يعتمد على مؤرخين كبار من أمثال جيمس فريزر وخاصة مؤلفه الذهبي (الغصن الذهبي). ورغم انه ولد لعائلة يهودية، لكنه اتبع الطريقة العملية بتحليل الدين اليهودي خاصة في مؤلفه المشهور (موسى والتوحيد). كتب في عام 1907 بأن هناك تشابه ملحوظ بين عصاب الأفعال القهرية وبين الطقوس والشعائر الدينية، فالعصاب القهري هو دين مشوه، والدين عصاب قهري عام.
الأفكار الرئيسية للكتاب مع رقم الصفحة:
هناك ما يسمى بالقدرة المطلقة للأفكار التي توجد في السحر عند البدائيين، أما في الطوطمية، فإن المقدس هو دائماً حيوان. تدعي القبيلة انها انحدرت منه والمصدر لهذا البحث يوجد في كتاب (الطوطمية والزواج الخارجي) للكاتب جيمس فريزر ثم الغصن الذهبي. ففي الطوطمية، هناك تحريم وحظر للاتصال الجنسي بين عشيرة الطوطم، وهناك مساواة بين الأب والطوطم هو يأتي في تحريم قتل الأب (6). إن قتل الأب هو نواة الطوطمية ونقطة البداية في نشأة الديانة. ففي كل سنة يقتل الطوطم ويلتهمه أبناء العشيرة ثم يناح عليه بعد ذلك، ويعقب الحداد احتفالا كبيراً وهذا كله تحت سيطرة رجل قوي واحد وغيور. والزواج الخارجي هو حصيلة قتل الأب بعد أن قرر أبناء العشيرة أن يكفروا عن خطيئتهم في قتل الأب (7). الديانة المسيحية فيها آثار هذه الطوطمية على شكل تناول الخبز والنبيذ وهذا ما أشار إليه فريزر وروبرت سميث (8). اعتقد الإنسان البدائي انه يتحكم بالعالم بواسطة الأفكار (9). كتب ماكس شور أن نظرية قتل الأب قد حدثت مرات عدة في التاريخ وآلاف المرات حتى قررت العشيرة أن تسلك مسلك حضاري آخر (11). فسر دركهايم أن هذا الانتقال كان نتيجة انصدام الأطفال بقتل الأب وهم الذين غيروا التشريعات عندما كبروا وظلت هذه الحادثة تقلقهم (12). يقول المفكر الإنكليزي توماس هوبز (1588- 1679) الإنسان منقاد إلى شهواته وأهوائه ولا يهتم إلا بالمنفعة الخاصة به ويقف عقله في خدمة أنانيته والعقد الاجتماعي هو نتيجة لوقف هذا التوحش (13). يعتبر سكان استراليا عرقاً مميزا، فهم مازالوا يأكلون الثمار ويصطادون الحيوان ولا يربون سوى الكلاب، وكل عشيرة تسمى باسم طوطمها (23). هناك احتفالات تقام حيث يقلد فيها أبناء العشيرة رقصات الحيوان وحركاته (24). يوجد هناك قانون يقول إن اتباع نفس الطوطم لا يجوز أن يتزاوجوا ومحظور عليهم أي علاقة جنسية لأن الزواج مرتبط خارج العشيرة وانتهاك هذا الحظر يؤدي بصاحبه للموت (25). أما في ويلز الجنوبية التي تسكنها قبيلة التاتاثي، فإن الرجل يقتل وتضرب المرأة أو تطعن بالرمح حتى تقارب على الموت، والسبب أنهم لا يقتلونها مباشرة لأنه من المحتمل أن تكون قد أجبرت على ذلك. حتى مجرد الحب بين أبناء العشيرة بين المرأة والرجل يعاقب بالموت. الطوطم هو وراثي، فإذا تزوج أحدهم وهو من قبيلة الكنغر والمرأة من طوطم النعام، فإن الأطفال ذكوراً أو إناثاً يصبحون جميعاً من عشيرة المرأة أي النعام. هذا الزواج الخارجي يمنع أيضاً الاتصال الجنسي بين الأم والأخوات وتصبح كل نساء القبيلة أو العشيرة قريبة بالدم (26). فهم يستعيضون عن قرابة الدم بالقرابة من الطوطم. المرأة من عشيرة النعام يحق لأب الأطفال من العشيرة الأخرى أن يتصل ببناته لأن الأولاد يتبعون لعشيرة الأم أي النعام (27). وفي العادة يتم الزواج بامرأة واحدة ما عدى المناسبات والاحتفالات. أي القرابة هنا ليست بين فرد وآخر، بل بين فرد وجماعة. هناك شكل آخر يقول فيه فيزون أن هذا يشبه الزواج الجماعي، أي يكون عدد من الرجال يتزوجون عدد من النساء من قبيلة أخرى، ويكون فيها الأطفال أخوة (28). يقول سبنسر دغيلين أن الزواج الجماعي مازال قائماً حتى الآن في قبيلة الأدرا يواتا وهذا الزواج خلف آثاراً في اللغة والعادات (29). في جزيرة ليبر يغادر الفتى أهله بدءا من سن البلوغ وينام في "النادي" ويزور أهله طلبا للطعام، ولكن إذا كانت أخته في البيت فعليه الانصراف، وإذا تقابل الأخ مع الأخت فعليها أن تهرب أو تختبئ منه (31). يحصل هذا بين الأم والأبن. فإذا طلب بعض الطعام، فهي لا تعطيه باليد، بل تضعه أمامه وتظل تعامله بشكل رسمي كما ورد في كتاب "الطوطمية والزواج الخارجي" (32). وفي مناطق أخرى، يشمل هذا الحظر والهروب بين الجنسين مثل بنات العم وبنات العمة والخال والخالة كما هو بين الأخ وأخته. يقول المبشر الهولندي حول هذه العلاقات بأن انفراد رجل بامرأة سوف يقود إلى اتصال جنسي (33). يسري هذا على قبيلة افريقية في الاتصال الجنسي، فإن الزوج يتجنب زوجة أخيه ولا يأكل معها في صحن واحد ويتحدث معها بخوف ويسلم عليها بصوت مرتجف، وينطبق هذا الحظر بين زوج المرأة وأمها أي حماته، فهو يتجاهلها دائماً حيث يجري هذا في القبائل الأسترالية وبعض القبائل الإفريقية (34). في جزر سللون ايجوز لا يحق للرجل منذ زواجه أن يرى حماته ولا يتحدث إليها ولا حتى ذكر اسمها على لسانه (35). كتب السير ج. لوبوك في مؤلفه عن زواج الخطف ( The (origin of civilization- marriage by capture السابق في الزمن، وهذا النوع من الزواج يستاء الأهل منه كثيراً (36). مرة سئلت إحدى نساء الزولو عن سبب الحظر بين الحماة وزوج ابنتها فقالت: ليس من الصحيح أن يرى الرجل الثديين اللذين ارضعا زوجته. وهنا نقول أن حتى النكتة بين الشعوب المتمدنة حول الحماة يدلل على هذه المشاعر المتناقضة في العلاقة بين الودية والعدائية والرغبة من الأم في امتلاك البنت (37). لا شك أن الأقوام المتوحشة أحست بخطورة رغبات الإنسان في سفاح القربى التي آلت فيما بعد إلى اللاشعور، واعتبروا أن هذه الرغبات تستحق أقسى درجات القمع (40).
- التابو وازدواجية الانفعالات العاطفية: في الأصل تابو هي كلمة بولينزية وتعني مقدس، أو مبارك، أو شيء رهيب، أو خطير، أو محظور (41). فالتابو يهدف إلى حماية الأشخاص مثل الكهنة وزعماء العشائر والتأمين على الضعفاء من نساء وأطفال ومن اناس عاديين ضد سلطان القوة السحرية أو لمس الجثث او تناول الأطعمة (42). فمن ينتهك التابو هو نفسه يصبح تابو ويمكن إنقاذ هذا الشر بالكفارات وطقوس الطهارة. هنا ينشأ وسطاء للتابو باستطاعتهم التوسط بينهم وبين الناس العاديين (43). هناك تابو دائم وتابو مؤقت، فالدائم مثل الكهنة والزعماء أما المؤقت مثل الحيض والنفاس والمحارب قبل وبعد الغزو. الناس في العادة لا يعلمون لماذا هذا المحظور ولا يسألون عنه، فالشخص الذي أكل من الحيوان المحرم دون علمه، يكتئب بعمق وينتظر موته ثم يموت فعلاً بعد ذلك (44). يقسم فونت التابو إلى ثلاث أقسام: تابو الحيوانات وتابو البشر ثم تابو المواضيع الأخرى. تابو الحيوانات هي المنع من الأكل أو القتل والبشر مثل النساء أثناء الحيض وبعد الولادة والأطفال عند ولادتهم (46). هؤلاء الناس يظنون أن الجن والشيطان أو الأرواح مخيفة في الجسم المحرم (47). يقول فونت أن التصورات الجنية تنقل الأوامر التابوية إلى التصورات الآلهة (48). هناك تشابه بين التابو ومرض الإكراه (49). لا ينفخ زعيم الماوري في النار لأن ذلك النفس المقدس سينتقل من النار إلى القدر ومن ثم إلى طعام الشخص وهذا يتسبب في موت ذلك الشخص. ومثال ذلك على شابة متمدنة قالت لزوجها أن يبعد شيء اشتراه من السوق عن البيت لأنه اشتراه من مكان اسمه الوعول على اسم صديقة لها نفس الاسم (50). إن أهم وأقدم المحظورات التابوية هما القانونان الأساسيان للطوطمية: هي عدم قتل الحيوان الطوطمي وعدم الإتصال الجنسي مع أبناء العشيرة (54). كان يشكل الملك تابو والوزير هو الوحيد الوسيط بين الملك والناس (55) هناك تابوات مفروضة من قبل الكهنة والزعماء من أجل ضمان ملكيتهم وامتيازاتهم (58).
- معاملة الأعداء: هناك تابوات مقرونة بالأعداء والزعماء والأموات. مثل طريقة قتل العدو أو مصالحة العدو المقتول، كما أنه هناك تقيدات بالقتل وتصرفات تكفيرية وتطهير للقاتل من خلال إجراءات طقوسية. ففي جزيرة يتمور وعند دخول المحاربين والرجوع مع رؤوس الأعداء المقهورين تقدم الاضحيات من أجل مصالحة العدو أو روحه ويجري فيه ندب على العدو المقتول وطلب السماح منه بأن يجري حواراً معه لمصالحة روحه (59). أما في أمريكا الشمالية، يظل الحداد على العدو المقتول والمسلوخ رأسه لعدة شهور والسبب في ذلك هو هيمنة الخوف عليهم من أرواح القتلى من الانتقام يصاحب ذلك تعبيرات عن الندم (60). لا يحق لقائد الحملة المحارب أن يعود لبيته لمدة شهرين ولا يرى زوجته أو يأكل معها، بل ولا يستطيع الأكل بنفسه بل شخص آخر يطعمه. أما في غينيا الجديدة يصبح كل من قتل عدواً نجساً فلا يحق له لمس امرأته أو أولاده حتى يصبح طاهراً ويغتسل ويمر بطقوس أخرى. ويطبق ذلك على النساء في الحيض (62). إذا قتل أحدهم عدواً، لا يتناول سوى السمك ولا يجوز أن يسرّح شعره ولا يحك رأسه (63).
- تابو الحكام:
الحكام والزعماء عند المتوحشين مقدسين، فعلى الناس أن تتقيهم لأنهم يحملون القوة السحرية باللمس الذي يحمل الموت للأفراد (64). هناك من قبائل النوبا في افريقيا من يجعل الملك يلمسه على كتفه العارية كي يشفى من علته، وحتى ملك بريطانيا شارل الأول أبرا مريضاً عام 1633 من البرص بعد لمسه (65). يذكر أن زعيم قبيلة ترك بقية من طعامه، فأتى غلام قوي وشجاع من القبيلة وكان جائعاً فأكل ما تبقى من الطعام، وبعد أن أخبروه بأن الطعام كان للزعيم انتابته تشنجات في جسمه ثم مات عند المغيب، كما حدث ذات الشيء لإمرأة (65).
ملوك وزعماء المتوحشين مجهزون بسلطة كبيرة لا يحوزها إلا الآلهة، هذه القدرة فقدت في مرحلة التمدن (66). في غينيا الشرقية في افريقية يعيش الملك الكاهن كركرلو لوحده في الغابة ولا يجوز له أن يلمس امرأة ولا يغادر كرسيه الذي ينام عليه وهو جالساً مهما حدث (68). إذا مات الملك في سيرلونه في افريقيا يبحث بعض الناس عن بديل، فيقترعون بالسر وينصبون الشخص المنتخب بالقوة، لأن المنصب غير محبب بالنسبة للناس. ويرى فريزر هذه الظروف هي التي أدت إلى فصل السلطة الروحية عن السلطة الزمانية (70). ثم يقول فريزر في مكان آخر أن شعب سيرلونة كانوا يضربون ملكهم الذي نصبوه وقد لا يعيش طويلاً بعد اعتلائه العرش وهذا يذكرنا بالعصابي الذي يرى في شخص قوة عظيمة وبالوقت نفسه يكن له كراهية شديدة (73). كان الملوك الأوائل غرباء، فهم مخصصون للتضحية بعد فترة قصيرة من الحكم في الأعياد والاحتفالات باعتبارهم ممثلين للإلهة (74).
- تابو الأموات: الشعوب البدائية تعتبر الأموات أقوياء، لكنهم أعداء. هناك عواقب تتبع لمس الميت، فعشيرة الماواري تعد كل من يلمس الجثة أو يشارك في دفنها نجساً. لذلك عندما يضعون الطعام أمامه، لا يلمسه بيده، بل بشفتيه وأسنانه ويديه خلف ظهره. بعد ذلك يجري تحطيم جميع الأواني التي استخدمها في تلك الفترة أو حتى الثياب التي يلبسها. كما أنه في بولينيويا تسود هذه العادات (75). هذه العادة قد تمتد بالزعيم ما بين خمسة أشهر إلى عشرة أشهر، ففي الشاسواب في كولومبيا البريطانية يتوجب على الأرامل أن يعيشوا منعزلين طيلة فترة الحداد ولا يحق لهم لمس جسمهم أو رأسهم بأيديهم (76). في منطقة غينيا الجديدة البريطانية يفقد الأرامل جميع الحقوق المدنية ويعيشون لمدة معينة مثل الصعاليك. وهناك تحذير من ذكر اسم المتوفي وهذه العادة منتشرة في مناطق متفرقة جغرافياً وهي تنتشر حتى في جنوب الهند وبلاد التتار والطوارق في صحراء المغرب ومناطق في اليابان وفي افريقيا الوسطى حتى أن ذكر اسم المتوفي عند الهنود الحمر يعتبر إهانة عقوبتها تماثل عقوبة الموت (77). ولذلك تجنباً لذكر اسم المتوفي عن طريق الخطأ، حاول البعض تغيير اسم المتوفي مباشرة بعد موته (78). وهناك مريضة نفسية في العيادة، كانت تتجنب كتابة اسمها خوفاً من أن يقع بيد أحد ويؤثر على شخصيتها بشكل سلبي (80). يعتقدون أن المتوفين يتحولون إلى أرواح شريرة بعد الموت لأنهم غير راضين على موتهم. فقد ينشأ عند البدائيين حالة من الحزن والألم بعد فقدانهم للشخص المحبوب، نوع من العدوانية المستترة في شعورهم، وقد يعتقد الشخص أن الرغبات الشريرة عند المتوفي هي التي قتلته حيث تظل العدوانية اللاشعورية ضد الميت (82). الضمير هو الإدراك الداخلي لخلجات رغبوية مستنكرة متوحدة فينا (91). كان العقاب دائماً من أسس النظام الجزائي البشري والحس النبيل عند العصابي هو في الأساس الخوف من العقاب كما عند المتوحشين (94). تبدي الحالات العصابية تطابقات ملفتة وعميقة مع النتاجات الاجتماعية العظيمة في مجالات الفن والدين والفلسفة (95). إن الهستيريا هي صورة مشوهة عن الإبداع الفني والعصاب القسري هو صورة مشوهة عن الدين والهوس الهذائي هو صورة مشوهة عن النظام الفلسفي. هنا تأتي الطبيعة اللإجتماعية للعصاب عن نزعتها البدائية في أن تهرب من الواقع غير المشبع إلى الم خيالي أكثر لذة (96).
- الأرواحية والسحر وطغيان الأفكار: الأرواحية هي علم التصورات الروحية أو علم الكائنات الروحية عامة. أما الأحيائية هي علم حياة الطبيعة التي تبدو لنا غير حية، ويدخل في ذلك تقديس الحيوانات وعبادة الأجداد (97). يعتقد الإنسان البدائي أن هذا العالم مليء بالكائنات الروحية التي تضمر له الخير والشر معاً وهي تؤثر في حوادث الطبيعة (98). مازال الموت خالي المضمون وصعب الاستيعاب سواء بالنسبة لنا أو للبدائي. وقد قدم هيوم مؤلفه "التاريخ الطبيعي للدين" بمثابة تبرير لإحياء الجمادات، فهو يقول: هناك نزعة للجنس البشري لأن يتصور جميع الكائنات على شاكلته. فالأرواحية هي نمط تفكير، فقد قدمت البشرية ثلاث أنواع من التفكير وهي الأرواحية ثم الدين ثم النمط العلمي (99). هناك فرق بين الشعوذة والسحر، فالشعوذة هي فن التأثير على الأرواح من خلال معاملتها كالبشر، بينما السحر أكثر أصالة من الشعوذة وهو اخضاع الحوادث الطبيعة للإرادة البشرية وحماية الفرد من الأعداء والأخطار (100). أكثر الطرق السحرية هي أن يضع المرء صورة عن العدو ثم يوجه له الأذى في أعضاء جسمه (101). كان الإله رع في مصر القديمة يقاتل ضد زمرة الشياطين بقيادة عدوه أبيس أو أبيب ثم يستمر القتال طوال الليل وهذه القوة ترسلها غيوماً تحجب نوره ولذلك تجري مساعدته في معبد طيبة بشكل شعيرة تضع صورة العدو أبيب من الشمع بهيئة تمساح أو حية ويكتب عليها بالحبر الأحمر أسم الشيطان ويلف بورق البردي والشعر الأسود ثم يقوم الكاهن بضربه والبصق عليه ورميه على الأرض ثم رفسه بقدمه اليسرى ويحرقه (جيمس فريزر- الفن السحري- ص 67) (102). اثنان من أساطير وعبادات لعبت بمراحل حضارية إلى يومنا هذا هما طريقنا بسحر المطر وسحر الخصوبة بشكل يسعى إلى استنزال المطر سحرياً عن طريق محاكاة أو تقليد الغيوم أو العاصفة المطرية. يقول فريزر إن الحظر التوراتي لتصوير أي شيء حي ليس صادرا بالتأكيد عن رفض للفنون التشكيلية، بل يقصد به انتزاع أداة السحر الذي يرفضه الدين العبري (102). كان اليابانيون القدماء يصنعون المطر بصب الماء في مصافي كبيرة ثم يقوم آخر بجر شراع ومجداف كأنها سفينة ثم يطوف بها حول القرية، أما الخصوبة، فكان أهل جاوا من الفلاحين يذهبون إلى مزارع الرز ليلاً كل مع زوجته ويمارسون الجنس تشجيعا لنبات الرز كي يثمر مثلهم، وعلى العكس، فإن العلاقات السفاحية تؤدي إلى الجفاف (103). بمعنى آخر، إذا أردتها أن تمطر فعليك فعل شيء مشابه. في مرحلة متطورة يقيم المرء بدلاً من السحر حجاً إلى مكان الإله ثم يتضرع إلى القديس القاطن هناك من أجل المطر، فإذا نزل المطر قال إن الإله أستجاب له وإن لم ينزل قال إنه لم يتضرع كفاية. ومن أجل الإضرار بالعدو يمكن أن تملك شعرة منه أو أظافره واسما له ثم يجري الاعتداء نظرياً عليه. ولذلك عندما يأكل جزء من العدو، فإنه يتملك الخصائص التي كانت للشخص. والمرأة عليها ألا تتناول الحيوان في الحمل كي لا يكون الجنين مثل الحيوان (104). إذا جرح الميلانيزي بقوس واستولى على ذلك القوس، حفظه بمكان رطب كي لا يلتهب الجرح وإذا ظل القوس مع العدو فيضعون الشخص قرب النار كي لا يلتهب الجرح. وحتى يومنا هذا، فإذا جرح فلاح بريطاني بالمنجل ينظف المنجل كي لا يلتهب الجرح، وحدث ذات يوم مع سيدة جُرحت ببسمار حيث دخل في أخمص قدمها، فطلبت من ابنها أن ينظف المسمار ويرميه دون أي تنظيف للجرح حيث ماتت بعد أيام بمرض الكزاز (105). يسلم البشر بأن هذه الأعمال السحرية لا تقدم شيئاً ما لم يتم الإيمان بها ومرافقة ذلك بالصلاة والدعاء والتقوى (107). هنا نلتقي بطغيان الأفكار بأوضح صورة في حال عصاب الإكراه. ليس الواقع المعاش هو الباعث، بل واقع الفكر هو المقياس لتكوّين الظواهر الطبيعية (109). يقول شوبنهاور، أن مشكلة الموت تقف على مدخل أية فلسفة (110). في حضارتنا اليوم، لم يدم طغيان الأفكار سوى على صعيد الفن وهو في الغالب يخدم نزعات لا وجود لها (112). إن الأرواح والجان هي إسقاطات لانفعالات باطنية، فالبدائي يجعل التخيلات الباطنية أشخاصا يسكن العالم بهم، فهي اسقاطات الأحداث النفسية على الخارج (114). والاروح الشريرة هي أول الأرواح عند البدائي بسبب ما يتركه الموت في أثره عنده (115). فالأرواحية هي نظام فكري عن العالم الخارجي (116). الخرافة في هذا النظام مثل الخوف أو مثل الحلم أو الروح الشريرة. بعض هؤلاء المتوحشون يغتسلون جيداً قبل بدء الحرب كي لا يستغل العدو رائحتهم ويوقع الضرر بهم (120). يظل نساء المتوحشين في المنزل ضمن تقيدات بشكل أنهم يؤمنون أن نساءهم إذا خانوا، فسوف يفشلون في الصيد (121). كثير من الشعوب المتوحشة لا تحتفظ بالأسلحة في المنزل. فهناك خرافة ألمانية قديمة تقول إن المرء لا يجب أن يضع السكين إلى الأعلى لأنه من الممكن أن تتأذى الملائكة والله منها (122).
- العودة الطفولية الطوطمية: نظام الطوطمية هو نظام للشعوب البدائية في استراليا وامريكا وافريقيا وهو بديل عن الدين ويقدم شكل من أشكال التنظيم الاجتماعي (123). قال الباحث الاسكتلندي ماكلينان في عام 1869 أن الطوطمية مازالت موجودة في عادات وتقاليد الشعوب المتحضرة وهناك كتاب للباحث ف- فونت 1912 بعنوان (مكونات سيكولوجية الشعوب) حيث يقول إن المرحلة الطوطمية تكونت في كل مكان بالجنس البشري (123). لخص س. رايتاج في كتابه (الشريعة الطوطمية) عام 1900 في 12 مادة: 1. لا يجوز قتل أو أكل حيوانات معينة.. 2. إذا مات الحيوان يدفن مثل أبناء القبيلة.. 3. قد يسري الحظر على جزء معين من الحيوان.. 4. إذا تحتم على البدائي قتل ذلك الحيوان فعليه أن يستعين بتعاويذ معروفة ... 5. إذا ضحى بالحيوان بمقتضى الشعائر البدائية، حينها يجري البكاء عليه بشكل احتفالي.. 6. يرتدي الناس جلود تلك الحيوانات الطوطمية.. 7. تسمى القبائل بأسماء طوطمهم .. 8. تستخدم قبائل كثيرة صور الحيوانات على الرايات أو يرسم مثل وشم على أجساد الرجال .... (9). إذا كان الطوطم مخيف، فإنه سيرحم أفراد القبيلة ... (10). يحمي حيوان الطوطم المنتمين إلى القبيلة من المخاطر ... (11). يتنبأ الطوطم بالمستقبل ويبلغ أتباعه ويخدمهم كقائد.. (12). غالباً ما يعتقدون بأنهم يرتبطون مع الطوطم بأصل مشترك (124). كتب جيمس فريزر كتاب (الزواج الخارجي والطوطمية) عام 1910 (125). الطوطم ليس فردا، بل هو نوع من الحيوانات أو النباتات (126). إن الطوطمية هي نظام ديني واجتماعي، وبعد التحضر تبقى رواسب الطوطمية في المجتمعات (127). إذا كان الطوطم حيوان مفترس أو ثعبان وأذى أحد أفراد القبيلة ينبذ هذا الفرد من القبيلة. وإذا أقترب الطوطم من أحد بيوت القبيلة، فهو بمثابة إشعار بالوفاة كي يأخذ أقاربه إليه (128). ينتقل الطوطم بين أبناء القبيلة عبر الأم (129).
- منشأ الطوطمية:
يقول بعض الباحثين أن بعض القبائل تريد تمييز نفسها بالأسماء عن بعضها البعض (133). نشر أ. لافغ كتاب عام 1905 بعنوان (سر الطوطمية) ونشر أيضاً (الأصول الاجتماعية) عام 1903 حيث يقول إن اسم الانسان عند البدائي مكون رئيسي من شخصيته وقطعة منه (135).
- النظريات السوسيولوجية:
لقد تقصى الباحث رانياخ رواسب النظام الطوطمي في العبادة والأحزان. والطوطمية تبدو له بأنها تضخيم للغريزة الاجتماعية. هناك كتاب ل دوركهايم بعنوان (الأشكال الأولية للحياة الدينية والنظام الطوطمي في استراليا) عام 1912 (137). فسر هيدون ان أصل الطوطمية هو أن كل قبيلة تعيش في الأصل من حيوان أو نبات معين تتاجر به وتتبادل السلع مع قبائل أخرى، ولذلك عرفت القبيلة بهذا الاسم. وضع فريزر ثلاث نظريات في نشوء الطوطمية، احداها نفسية (138). تعتقد عشيرة الأرونتا الأسترالية في بعث الأرواح إذ تتجمع من الأموات المسنين للطوطم في مكان معين منتظرين البعث ثم تدخل في أرحام النساء اللواتي يمررن في تلك الأماكن، ولذلك يستبعدون الفعل الجنسي في الحمل (139).
النظريات النفسية في الطوطمية:
يقول فريزر أن الطوطم يمثل ملجأ أميناً للنفس من الأضرار الخارجية، لكن تخلى فريزر عن ذلك فيما بعد (141). يفترض ماك لينال أن الزواج الخارجي نشأ من طريقة خطف النساء من قبيلة أخرى حيث هناك نقص بالنساء في القبيلة الخاطفة بسبب قتل البنات المولودات (148). أشار داروين إلى أن حياة القرود العليا مثل الإنسان، عاشت في جماعات صغيرة حيث كانت غيرة الذكر الأكبر سناً والأقوى تعيق الإباحية الجنسية، وما إن شب أحد اليافعين على السيادة ويكون الذكر الأقوى يقتل الآخرين أو يشردهم، أما الشبان الذين خسروا الصراع وهاموا على أنفسهم سوف يمنعون بدورهم سفاح القربى بين الأسرة الواحدة ومن ثم ترسخت هذه العادة بين أبناء العشيرة وتحولت إلى قاعدة بمجيء الطوطمية وهي: لا اتصال بين الأقارب (151). إن موقف الطفل تجاه الحيوان يتشابه مع موقف البدائي، لأن الطفل يخشى حيوانات معينة من لمسها أو حتى النظر إليه وهذه إحدى الأعراض السريرية لرهاب الحيوانات. غالباً ما تكون هذه الحيوانات من الأحصنة والكلاب والقطط (153). الخوف من الحيوانات في العادة هو الخوف من الأب، لأن الحيوان يمثل الأب، هناك طفل كان كلما مر به كلب يصرخ ويبكي ويقول له: عزيزي الكلب لا تمسني بسوء، سأكون عاقلاً ولن أعزف على الكمان. وهذا الخوف من الكلب هو خوف من الأب في الأصل (154). هناك طفل أيضاً كان يخاف كثيراً من الحصان وبعد العلاج وتطمينات من أبيه، كانت عنده رغبة في سفر أو موت الأب وهنا نرى أن الطفل يزيح قسماً من مشاعره بعيداً عن الأب إلى الحيوان (155). يقول البدائيون أن الطوطم هو جدهم وابوهم (158). فإذا كان الطوطم هو الأب، فهناك سبب في عدم قتل الطوطم وعدم الاتصال الجنسي للنساء اللواتي ينتسبون إلى هذا الطوطم وهذا يتطابق مع جرم أوديب الذي قتل أباه وتزوج أمه. كتب بروبرخسون سميث المتوفي عام 1894 كتاباً نشره عام 1889 بعنوان (ديانة الساميين) إذ يقول إن الساميين لديهم وليمة طوطمية تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وهي أن تكون الأضحية شخصية إلهية حيث تقدم على المذبح وتشكل أساس من شعائر الدين القديم. والأضحية هذه هي استرضاء الآلهة وتناولها شيء مشترك بين الناس وآلهتهم. القربان الحيواني يأكله الآلهة مع العابد، أما القربان النباتي فتترك للإله وحده، وهي تقديم باكورة الثمار وتمثل الإتاوة لصاحب الأرض. فيما بعد خصص الناس القسم السائل من الأضحية للإله وتوقف شرب الدم واستبدل بدم الكرمة أي النبيذ (159). وكان عند الساميين أنهم لا يحتفلون بأي عيد إلا بالإضحية مع الإله وباقي أفراد العشيرة، ولذلك نجد أن الأكل والشرب بين أعضاء القبيلة شيء مشترك بين العشيرة والإله. وما زالت هذه العادات سارية عند عرب الصحراء في الولائم فيما بينهم، فمن تقاسم لقمة واحدة مع بدوي ليس عليه أن يخافه بعد اليوم (161). ويقال في العبرية لأعضاء القبيلة أنتم من لحمي وعظمي، والقرابة هي مع الأم وعشيرتها، وإلى اليوم يأكل الرجال المتوحشين وحدهم منعزلين دون زوجاتهم وأولادهم (162). يبدو أن تدجين الحيوانات الأليفة قد وضع في كل مكان نهاية الطوطمية المنتشرة في الزمن القديم، كانت تسود عموماً أن قتل الثور عند الإغريق جريمة، وبعد العيد الأثيني، كانت تقام بعد التضحية محكمة شكلية يخضع لها جميع المشاركين للاستجواب ويقع الجرم أخيراً على السكين التي تلقى في البحر (164). يقول روبرتسون أنه عندما ظهرت الملكية الخاصة أصبحت التضحية عطاء إلى الآلهة. ولذلك نقلت الملكية من الإنسان إلى الآلهة. كان بدو سيناء في نهاية القرن الرابع بعد الميلاد يضحون بالجمل حيث يضعونه على مذبح حجري ويجعل زعيم القبيلة المشاركين يدورون ثلاث دورات حول المذبح ويغنون ثم يوقع في الأضحية الجرح الأول ويشرب الدم منه، ثم تهجم الجماعة كلها على الأضحية وتقطع بالسيف اللحم المرتعش وتلتهمه نيئاً قبل ظهور نجمة الصبح التي كانت الأضحية من أجلها، وبذلك يكونون قد ألتهموا كل الجمل بما في ذلك جلده وأحشاءه وهذا جزء من الطوطمية المتأخرة (165). يجري الحداد عند الهنود الحمر بعد التضحية بطوطمهم ثم يتبع ذلك فرحة بالعيد ويكون في هذا العيد الانحراف مسموح (167). لقد أكد لنا التحليل النفسي أن حيوان الطوطم هو الأب من خلال المواقف الازدواجية في الحداد ثم العيد الاحتفالي (168). واستناداً إلى الوليمة الطوطمية نقول إن الأخوة المشردون اتحدوا وقتلوا الأب وأكلوه وقضوا على سيطرته، وبأكله يتمثلون معه ويأخذون قوته ولعل هذا أول عيد بشري الذي بدأت معه التنظيمات الاجتماعية والقيود الأخلاقية والدينية. وربما تلك الجماعة أو الأخوة المطرودون يخطفون امرأة من مجموعة أخرى قبل أن يرجعوا ويقتلوا أباهم (168). ينصح التحليل النفسي بتصديق المتدينين المسيحيين الذين يقولون إن الإله هو الأب كما في الطوطمية وكثيراً من الأحيان ما يتحول الإله في الأساطير إلى حيوان مقدس (174). لا شك أن هناك نزوع لإحياء المثل الأعلى للأب عن طريق خلق الآلهة. حيث يصبح للإنسان إلهاً ثم يموت من أجله (175). مع ظهور الآلهة الآباء، انقلب المجتمع تدريجياً من مجتمع بلا أب إلى مجتمع منظم تنظيماً بطريركياً (167). عرف التنظيم الاجتماعي ملوكاً كالآلهة نقلوا النظام البطريركي إلى الدولة. الآن أصبحت التضحية لله وهو الذي طلبها وأمر بها حيث يقول فريزير في الغصن الذهبي أن الملوك الأوائل للقبائل اللاتينية كانوا غرباء ويلعبون دور الآلهة، ولذلك كان يجري الاحتفال بإعدامهم في أعياد معينة، كما أنه يبدو أن التضحية في الأديان السامية في كل سنة للإله كانت في طقس الأضحية البشرية (177). ولا شك أن الأضحية الحيوانية كانت البديل عن الأضحية البشرية وهي بمثابة قتل الأب الاحتفالي، لكن عندما استعاد بديل الأب هيئة بشرية أمكن للإضحية الحيوانية أن تتحول مرة أخرى إلى أضحية بشرية (178). مع حلول الزراعة، يصبح الأبن مهماً في فلاحة الأرض، فينتقل شبقه السفاحي إلى شكل رمزي في صورة الأرض الأم، ومن هنا نشأت آلهات وألهة مثل آتيس وأدونيس وتموز وأرواح نباتية، وهذه الآلهة هي شابة تنهل من محبة الآلهة الأم. فأدونيس يقتل من قبل حيوان مقدس لأفروديت، أما اتيس وهو حبيب كبيلا فيموت بالخصي، ثم انتقل الندب على هذه الآلهة إلى السرور ببعثها إلى طقوس دينية. عندما دخلت المسيحية لاقت منافسة من ديانة الميثرا. ويمثل الختان عند الأطفال رمز الخصاء وهذا الختان منتشر في العصور القديمة عند الكثير من الشعوب البدائية ويرافق الختان أحياناً عند البدائيين قص للشعر وقلع للأسنان أو قد يحلان محل الختان أحياناً (179). يمثل المسيح ميثرا الذي قتل الثور وخلّص الأخوة من المقلّ
ة النكراء والمسيح ضحى بنفسه وخلص زمرة الأخوة من الخطيئة الأصلية. إن الخطيئة المسيحية الأصلية للإنسان هي بلا شك خطيئة تجاه الأب الإله، والمسيح كان، يجب أن يضحي بحياته ليخلص البشرية من ذنب قتل الأبن، أي هي عبارة عن كفارة (180). يترافق مع هذه الأضحية التنازل التام عن المرأة التي من أجلها حصل التمرد على الأب. وعندما يصبح الأبن إله، بدلاً عن الأب، تصبح ديانة الأبن محل ديانة الأب وزمرة الأخوة تتبادل دم الإله وجسده بدل الأب، بقول فريزر: أن القربان المسيحي تضمن تضحية أقدم من المسيحية، وأن دوافع الانتحار لدى العصابيين هو القصاص من الذات على رغبات بالموت ضد الآخرين (181). في عقدة أوديب تلتقي بدايات الدين والأخلاق والمجتمع والفن، وهذه العقدة تمثل نواة جميع العصابات في الحياة السيكولوجية عند الشعوب (183). من المؤكد أنه لا توجد لدى المتوحشين والعصابيين تفريقات حادة بين الفكر والعمل، فإن العصابي معاق في تصرفه، أي الفكرة تكون بديل عن الفعل أما البدائي فليس معاقاً والفعل عنده بديل الفكرة وهذا يقول لنا أنه في البدء كان الفعل (188).
.....................................
- الطوطم والتابو – سيغموند فرويد – ترجمة أبو علي ياسين – دار الحوار - اللاذقية – ط1- 1978-



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب: الطوطم والتابو-3
- كتاب: الطوطم والتابو-2
- كتاب: الطوطم والتابو - 1
- كتاب: الجيش والسياسة - كامل
- كتاب الجيش والسياسة )2)
- كتاب: الجيش والسياسة (1)
- ماتفي كوجيمايكين
- حركات العامة الدمشقية كاملا
- حركة العامة الدمشقية (4)
- كتاب: حركات العامة الدمشقية (3)
- كتاب: حركة العامة الدمشقية (2)
- كتاب: حركة العامة الدمشقية (1)
- كتاب: جيل الهزيمة – الوحدة والانفصال كاملاً
- كتاب: جيل الهزيمة (3)
- كتاب: جيل الهزيمة (2)
- كتاب: جيل الهزيمة (1)
- الشكر للسعودية وأميرها
- كتاب: أصل العائلة والملكية والدولة
- أصل العائلة (5)
- أصل العائلة (4)


المزيد.....




- فيديو منسوب لـ-تدمير نقوش وتغيير أسماء مساجد في سوريا-.. ما ...
- تصريحات -مقززة-.. سيناتور جمهوري يهاجم فانس بعد دفاعه عن ضرب ...
- كارلو أكوتيس: من هو أول قديس من جيل الألفية؟
- يوآف شترن : -تم رصد المسيرة على أنها إسرائيلية لا طائرة معاد ...
- فرنسا: حكومة بايرو أمام امتحان تصويت الثقة وسط توقعات واسعة ...
- فلسطينيون في الضفة يستحمون بقارورة ماء والإسرائيليون يملؤون ...
- بقارب صغير وهتافات رياضية.. مراهقون جزائريون يعبرون المتوسط ...
- التعليم في زمن الإبادة.. 6 طرق مجرّبة لاستئناف الدراسة خلال ...
- غروسي يحذر من خطر نشوب صراع نووي: عالم يضم 25 دولة نووية سيك ...
- أورتاغوس وكوبر في بيروت.. ترامب: -سنرد لاحقاً- على رفض حزب ا ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خليل الشيخة - كتاب: الطوطم والتابو - كامل