|
كتاب: حركة العامة الدمشقية (2)
خليل الشيخة
كاتب وقاص
(Kalil Chikha)
الحوار المتمدن-العدد: 8373 - 2025 / 6 / 14 - 18:11
المحور:
الادب والفن
حركات العامة الدمشقية في القرن الثامن عشر والتاسع عشر للمؤلف عبد الله حنا عندما استقوى محمد علي في مصر، فتح ابنه سوريا ووصل إلى مشارف العاصمة العثمانية عام 1839 حيث قامت في نفس العام حركة التنظيمات التي أراد بها السلطان العثماني الحد من التدخل الأوروبي حيث امتدت حتى عام 1856، فقد شملت النظم الإدارية والمالية والحقوقية والعسكرية (33). قامت حركة تنظيمات أخرى بين عام 1856 حتى 1870 وهي التي نظمت حركة رأس المال الأجنبي مثل تأسيس البنك الإمبراطوري برأس مال بريطاني في عام 1867 حيث أصبحت الدولة تعترف بتملك الأرض للأجانب. في عام 1876 تمكنت جمعية تركيا الفتاة من إصدار الدستور للسلطنة (34). وعند ذلك، قام السلطان عبد الحميد الثاني بتعطيل الدستور بين عام 1876 وعام 1909 وحل البرلمان وابعد مدحت باشا صاحب اليد الطولى في وضع الدستور وانتهت حركة الإصلاح. في عام 1908 قامت جمعية الاتحاد والترقي بانقلاب على عبد الحميد وأعلنت الدستور المعطل منذ عام 1876 وحكمت حتى نهاية الحرب العالمية الأولى التي جلبت معها الاستعمار الغربي (35). - المنظمات الحرفية: ساد الفساد بين موظفين السلطان ولذلك ثارت العامة وهذا ما ساهم في تشكيل أرباب حرف وأصبح كل إنسان ينتمي لنقابة حرفية حيث قامت على سرية المهنة (36). وهنا أصبح لكل حرفة أو منظمة رئيس عرف شيخ الحرفة أو شيخ الكار ولمشايخ الحرف رئيس أعلى تخضع له سائر المنظمات الحرفية في المدينة ويساعده نقيب. وشيخ المشايخ يشترط به النسب الهاشمي، لكن بعد تطبيق التنظيمات الخيرية في منتصف القرن التاسع عشر توقفت سلطته مثل الضرب والسجن. فقد كانت هذه الحرف تحدد أيام العطل والأجور وساعات العمل (37). - الفصل الرابع – الحرف الدمشقية في كتاب القدسي 1883: شيخ المشايخ للحرفة لا يبدل ولا يعزل ولا ينتخب حتى يموت (39). المعلم عادة هو المالك أو المستأجر لأدوات العمل ووسائله وهو الذي يصدر أوامره للأجير. والصانع يقدم عمله على خبرته ومهارته، وهو مسؤول امام المعلم عما يسبب من ضرر في العمل (45). الأجراء هم الفئة الدنيا في المهنة وهم يتعلمون فنون الحرفة وقد يبدأ هؤلاء بشكل مجاني أو لقاء أجر زهيد (47). كانت أجرة الأجير الذي ينقل الطين والحجارة في البناء في أواخر القرن التاسع عشر حوالي سبعة قروش والصانع خمسة عشر قرشاً والمعلم عشرين قرشاً عشرين قرشاً. كان معظم البنائين والنحاتين من النصارى وليس لهم علاقة بشيخ مشايخ الحرفة (51). - الباب الثاني – الحياة الفكرية للعامة: لقد كان نظام ملكية الأرض في السلطنة في غالبيتها مملوكة وتابعة للدولة، أي للسلطان وولاته والجهاز الإقطاعي الحاكم. هذه الطبقة الإقطاعية الشرقية لا ترث الأملاك ولا تورث وهي في الغالب تقيم في المدن، إضافة أنها معرضة بشكل دائم للمصادرة وهذا ما خلق جواً من الحذر والرياء والخديعة والكذب وحبك المؤامرات، ضمن هذه الطبقة وهذا ما جعلها تختلف عن طبقة الاقطاع الأوروبية إذا أنها طبقة غير مستقرة (65). تطورت التجارة الداخلية بين المدن والقرى في منتصف القرن التاسع عشر، لكنه تطور بطيء لم يخلق طبقة رأسمالية (66). الصناعات الحرفية الطوائفية كانت تنظم في طوائف للحرفيين وهؤلاء ينظمون في الطرق الصوفية التي انتشرت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر (67). اتهم رجال التنوير بدمشق بالوهابية تارة وبالماسونية تارة أخرى، فقد وصلت الماسونية عام 1864 إلى سورية (68). لقد كان الفكر السائد في منتصف القرن التاسع عشر هو الفكر الصوفي بتياراته المختلفة الجامدة، لكن مع الحملة المصرية، تشكلت نهضة للفئات المثقفة المسيحية والمسلمة (69). كانت الطرق الصوفية بمثابة أحزاب للعامة ومجالها الأساسي في التنفيس عن كربتها وأحزانها وهمومها (70). - الفصل الثاني – الطرق الصوفية: بلغت الطرق الصوفية أوجها في القرنين الثاني عشر والثالث عشر وكان أشهرهم عبد القادر الجيلاني 561 هجري وعمر بن الفارض والشيخ عبد الغني النابلسي عام 1731م، ومحي الدين بن عربي وجلال الد-ين الرومي (71). يمكن القول أن فرق الصوفية كانت لها دويلاتها الخاصة ضمن إطار الدولة العثمانية، فقد تظاهر بعض الدراويش بأنهم مجاذيب لتغطية عن أهداف اجتماعية أو سياسية، وأهم الطرق الصوفية التي انتشرت في بلاد الشام هي البكتاشية التي تغلغلت في صفوف الإنكشارية والملوية وهم من الدراويش الراقصين والنقشبندية وهي طريقة توحيدية، وهناك طرق ترجع كما تقول بنسبها إلى فاطمة مثل الجيلانية والقادرية التي ظهرت في بغداد والبدورية التي لاقا رواجاً في مصر والدسوقية (72). الفصل الثالث – رجال الصوفية - أعيان العصر: عندما كان بعض الصوفية يتكلمون كلاماً غير مفهوم، يعتبره العامة كلاماً ملهماً (80). لقد اقتصرت فرص التعليم قديماً على الجوامع والزوايا والكتاتيب (82). من أعلام الذين عملوا في التنوير هم الشيخ طاهر الجزائري المولود في دمشق 1268 هجري (84). كان الشيخ من المتصوفين ثم ترك التصوف وكان له أثر على التطور الفكري، فمن حلقته تخّرج قادة الحركة الوطنية في الربع الأول من القرن العشرين. فقد توفي في عام 1920 عندما عاد من مصر. من أفكاره: وقفته ضد المؤلفين الذين يكتبون دون إضافة أي جديد، سعيه بالتوافق بين العلم والدين والعمران، وكان يقول إن الدين لا ينافي العلم الكوني وكان يحارب معتقدات الناس بأن الأرض مسطحة وهي ترقد على قرن الثور (85). كان لعبد الرحمن الكواكبي أثر كبير في التاريخ السوري، فقد ولد عام 1848 في حلب وأصدر جريدة الشهباء وهي أول صحيفة تصدر بالعربية في حلب، لكن اغلقتها السلطات العثمانية، فعمل في التجارة، وعندما طاردته السلطات العثمانية، هرب إلى مصر، وهناك نشر كتابه الشهير (طبائع الاستبداد ومصارع العباد) وام القرى وقد عرّف العوام بأنهم إذا جهلوا خافوا، وإذا خافوا استسلموا، ثم يقول أن جهل العامة هو السبب في شقائهم، وهم يشعرون بألآمهم لكنهم يجهلون أسبابها، ثم يرجعونها إلى السعد والحظ أو الطالع والقدر، ولم يكن له أي تأثير بين العامة، لكنه مؤثر جدا في النخبة (87). عندما قام الأتراك الاتحاديين بانقلاب 1908 ضد السلطان عبد الحميد، وقف يومها رشيد رضا في المسجد الأموي يطلب من الناس الرجوع إلى المنابع الإسلامية ضد الخرافات والتوسل بالقبور، لكن هاج الناس ضده وكادوا يفتكون به لولا أن البعض أخرجه بسرعة خارج المسجد (89). تأخر ظهور مثقفين تنوريين من المسلمين في نهاية القرن التاسع عشر وتركز في الطائفة المسيحية وطالبوا الدولة العثمانية بحكم ديمقراطي علماني يفصل الدين عن الدولة وحصل هذا في منتصف القرن التاسع عشر وحتى نهايته، وفي مقدمتهم كان رزق الله حسون الحلبي (1825 – 1880) وفرنسيس مراش الحلبي (1835 – 1874) وجبرائيل دلال الحلبي (1836 – 1892) ثم دعا الناس إلى الثورة، فألقت السلطات العثمانية عليه القبض ومات في السجن (90). الفصل الخامس – نماذج من العامة وفروسيتها – مراسم الاذكار: لجأ الناس إلى ما يسمى بمراسم الأذكار للنجاة في الدنيا والآخرة وكانت تقام كل يوم أثنين أو جمعة في المساجد أو الزوايا ويرددون اسم الله حتى يكاد ذلك يمنعهم من الشعور بأي جزء من اجسامهم، حتى لو قطعت أعضاءهم أو سلخت أجسادهم وهي أشبه بالتنويم المغناطيسي (95). ويقومون بضرب المزاهر والسيوف بخاصرتهم ووضع الحمر في فمهم وأتى الأطباء الأجانب ووصفوا حالتهم بأنها هستيرية لا يشعرون بألم أو يصابوا بمقتل طالما الشيخ جاكير بينهم (98). وهناك ما يسمى بالخلوة واستحضار الجن، فقد كان شيخ في حلب اسمه يوسف الشريف إذ ذكر ابنه عنه بأنه كان في الثلاثينات من القرن العشرين بأن اباه يتصل بالجن (101). علاوة على ذلك، كان للجبال قداسة عند الشعوب، ولذلك كان جبل قاسيون له أساطير ويعده العامة مكان مقدس، ويقال في الأسطورة أن آدم سكن في سفحه وفي أعلاه قتل قابيل اخاه هابيل ففتح الجبل فاهه لفظاعة الجرم وكان الجبل يبكي ثم أتت الملائكة تعزي آدم بابنه هابيل ثم في شرق قاسيون ولد إبراهيم (104). كانت الأجواء المسيحية قريبة من الأجواء المسلمة بالأساطير، لكنها عندما اتصلت بأوروبا، دفعها ذلك إلى التفكير (106). وقبل ذلك، كان للمسيحيين اساطيرهم كما رواها الكاهن الدمشقي عام 1747 أن امرأة بكى طفل في بطنها فسمعه أهل الدار فمات عند ولادته (107). كثيراً ما يجري ما يسمى مراسم الدوسة في موكب المتصوفين حيث يدوس الشيخ بفرسه فوق ظهور المريدين وسط التكبير والتهليل وهم لا يشعرون بشيء، إما إذا أحس أحدهم بالألم وجهر عندها يتهم بإيمانه، ولذلك لا يتجاسر أحد بالإعلان عن ذلك خوفا من الاتهام (110). كانت هناك عادة عند الناس في الأعراس، بأنهم يهربون العروس ويحجبونها عن الناس لفترة من الزمن عن الأنظار، خوفاً من العين الحاسدة، لكن مصدر هذه العادة نشأ من عدم خطف أحد الإنكشارية أو الباشوات بالعروس، خاصة إذا كانت العروس ذات جمال (112). كان هناك السيران وهو جزء مهم بين الناس وكانت جمعيات خاصة تهتم بتنظيم النزهات لأبناء الصنعة الوحدة (114). أما من ناحية المرأة، فهي لا تتجاسر على الخروج من بيتها دون حارس يحرسها، وإذا لم يتوفر ذلك تلبس الثياب الرثة أو تحني ظهرها خاصة نساء النصارى، ومنهم من لبس القنابيز (القنباز) (115). هناك خرافة حول الجراد وطير السمرمر تقول إذا واجهتك مشكلة الجراد فعليك إحضار السمرمر من أصفهان وهو كفيل بقتل الجراد، لكن عليك أن تقوم بهذه الرحلة إلى أصفهان واحضار الماء والطائر سيتبعك ثم لا تلتفت وراءك للخلف والشخص عليه أن يكون من أهل الصلاح
#خليل_الشيخة (هاشتاغ)
Kalil_Chikha#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كتاب: حركة العامة الدمشقية (1)
-
كتاب: جيل الهزيمة – الوحدة والانفصال كاملاً
-
كتاب: جيل الهزيمة (3)
-
كتاب: جيل الهزيمة (2)
-
كتاب: جيل الهزيمة (1)
-
الشكر للسعودية وأميرها
-
كتاب: أصل العائلة والملكية والدولة
-
أصل العائلة (5)
-
أصل العائلة (4)
-
أصل العائلة (3)
-
أصل العائلة (2)
-
كتاب أصل العائلة
-
كتاب البعث الشيعي
-
كتاب: الهزيمة والايديولوجيا المهزومة
-
كتاب البعث – كاملاً
-
كتاب البعث - الجزء الثاني
-
كتاب البعث – سامي الجندي (1)
-
كتاب الصراع على السلطة في سوريا كاملاً
-
كتاب: الصراع على السلطة في سوريا (4)
-
كتاب: الصراع على السلطة في سوريا (3)
المزيد.....
-
الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
-
تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير
...
-
سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي
...
-
كتاب -رخصة بالقتل-.. الإبادة الجماعية والإنكار الغربي تحت مج
...
-
ضربة معلم من هواوي Huawei Pura 80 Pro.. موبايل أنيق بكاميرات
...
-
السينما لا تموت.. توم كروز يُنقذ الشاشة الكبيرة في ثامن أجزا
...
-
الرِّوائي الجزائري -واسيني الأعرج-: لا أفكر في جائزة نوبل لأ
...
-
أحمد السقا يتحدث عن طلاقه وموقفه -الغريب- عند دفن سليمان عيد
...
-
احتفال في الأوبرا المصرية بالعيد الوطني لروسيا بحضور حكومي ك
...
-
-اللقاء القاتل-.. وثيقة تاريخية تكشف التوتّر بين حافظ الأسد
...
المزيد.....
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
المزيد.....
|