أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - كتاب: حركة العامة الدمشقية (1)















المزيد.....

كتاب: حركة العامة الدمشقية (1)


خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 8369 - 2025 / 6 / 10 - 18:11
المحور: الادب والفن
    


حركات العامة الدمشقية في القرن الثامن عشر والتاسع عشر للمؤلف عبد الله حنا
مقدمة مختصرة عن المؤلف:
من أراد دراسة تطور المجتمع السوري خلال عقد أو عقدين من الزمن بما فيه المدن والأرياف، فعليه الرجوع إلى مؤلفات الباحث لسوري الرصين عبد الله حنا، لأنه شذ في ابحاثه عن العادة المتبعة في دراسة التاريخ بواسطة الحاكم أو الملك أو السلطان، بل من خلال تفاعل البشر العامة مع الظروف السياسية والاقتصادية التي تتفاعل مع الحركة العامة للمجتمع وطريقة مساره مع عدم اغفال الحكام الذين يؤثرون بنشاط الناس. ولد عبد الله حنا في عام 1932 بقرية صغيرة في دير عطية التي وضع فيها حافظ الأسد أكبر صنم له كي يشاهده كل من أراد أن يزور دمشق أو يغادرها. حصل على إجازة في التاريخ من جامعة دمشق في عام 1958 نفس عام الوحدة مع مصر، ومن خلال نشاطه اليساري في عهد الوحدة طاردته أجهزة عبد الناصر فهرب إلى المانيا الشرقية وأكمل هناك دراسته في التاريخ حتى حصل على الدكتوراه في عام 1965. هو رجل معمر فقد توفى في تشرين الثاني من عام 2023 في المانيا، ورغم أنه كتب عن الثورة السورية وحلل قيامها وحركتها، لكنه توفى قبل أن يرى رحيل الطاغية عن دمشق. السبب أني اختصر أفكار هذا الكتاب بالرقم والصفحة هو لتسهيل التعرف على تاريخ سوريا بشكل عام وتاريخ دمشق بشكل خاص، فنحن السوريون لم نتعرف على تاريخ سوريا خلال ستة عقود من الزمن بسبب أن حزب البعث والأسدين بشكل خاص حاولوا طمس سوريا كوطن وكدولة لأنهم دمجوا أنفسهم في الدولة والوطن بشكل شخصي حتى أصبح يطلق على أرض مأهولة عمرها 10 الآف سنة ب (سوريا الأسد)، أي ملكية خاصة للعائلة.
الكتاب برقم الصفحة والأفكار الهامة:
الباب الأول: ظهرت الحرف اثناء عملية التقسيم الاجتماعي الثاني للعمل. فقد ظهر التقسيم الأول في انفصال قبائل الرعاة وعشائرها عن الكتلة المشاعية للمجتمع البدائي في العمل الزراعي. وظهر النشاط الحرفي كنشاط وعٍ في خدمة الزراعة وتربية الماشية، وحدث التقسيم الثاني حينما انفصلت الحرفة عن النشاط الزراعي والماشية (7). هناك وثيقة بعنوان (ضوء السراج فيما قيل في النساج) لشمس الدين بن طولون عام 953 هجري حيث كانت أكثر الحرف هي الحياكة التي كانت الأكثر انتشاراً بين عام 1475 – 1546 م وهي تهتم في حياكة القطن والجوخ والحصر، فقد أحاط هذه الحرف نظرة من الازدراء ولم يكن هؤلاء يتمتعون بحقوق الانسان في العهد العثماني من حيث الزواج والشهادة (9). قال القاسمي أيضاً في أواخر القرن التاسع عشر أن الحياكة صنعة دنيئة وغير شريفة وهناك وثيقة ثانية في القرن التاسع عشر تتكلم عن 437 حرفة موجودة في سوريا (10). كان الفلاحون يحملون انتاجهم إلى المدينة ويبادلونه بالحبوب واللحوم والبضائع الحرفية، وهو نوع من التبادل، فقد كانت الخانات عبارة عن مستودعات لخزن البضائع وفنادق لإيواء الغرباء (11). نما التبادل التجاري مع أوروبا في حلب منذ القرن السابع عشر وتأخر في دمشق حتى المنتصف الثاني من القرن التاسع عشر لأنه انحصر في ميناء بيروت وحيفا (12).
- الفصل الثاني – العامة: العامة هي خلاف الخاصة. يعود تسمية العامة بسبب كثرتهم ويقول السواد الأعظم وهم ليسوا أصحاب السلطة، وكان التجار حلقة وصل بين العامة والخاصة، وغالباً ما كانوا يوماً من العامة (13). أحياناً يطلق عليهم السوقة أو الرعية واسم السوقة هو يأتي من أن الملوك تسوقهم كما تشاء، والذين انتموا إلى العامة في العصر العباسي هم من أهل المهن والصناع والتجار والخدم والفلاحون والجند، واللصوص، والعيارون، والشطار. لم تكن العامة محترمة حيث وصف الجاحظ أهل الصنائع والباعة بأنهم من سقاط الناس وهم أيضاً الغوغاء وسماهم الغزالي بالدهماء أو الجهال أو الأوباش والرعاع (14). اشتهرت في القرن الخامس الهجري في العصر العباسي حركات العيارين والشطار من العامة، واتخذت طابعا ثورياً عنيفاً ثم توجهت ضد السلطة وأصحاب المال وأخذت طابع آخر ضد السلطة الأجنبية البويهية ثم السلجوقية. أما في بلاد الشام كانت السلطة العثمانية تعزل بشكل دائم مثل الدفتردار والقاضي وقائد الإنكشارية بشكل سنوي (15). ولذلك كانت هذه الفئة تعي خوف العزل والمصادرة، فقد تميزت بالبطش والشراسة وجمع الثروة بسرعة. لقد تألفت العامة في دمشق وحلب في القرن السابع والثامن عشر من الحرفيين وكانوا عماد العامة ويتكونون من المعلمين (أصحاب الحرف) وصنّاع (16). هناك من العامة الخدم سواء كانوا من الأحرار أو العبيد وهم فئة غير متماسكة كما الحال عند الحرفيين، وهناك الجند وهم من الأغراب وهؤلاء كانوا يقفون مع الخاصة ضد العامة (17). هناك الباعة وهم من العامة ويبيعون المواد الاستهلاكية، وهناك التجار وهؤلاء اتصلوا مع الحكام لكسب حمايتهم، علماً أن الذين اختصوا بالتجارة الأجنبية هم من المسحيين العرب (18). إن أهم أسباب التأخر البرجوازي عندنا هو ظهور البذرة البرجوازية في الوسط التجاري المسيحي وعدم تمكنها من قيادة العامة المسلمة، ولهذا كانت فئة ممقوتة اجتماعياً. هناك العامة الرثة وهي مؤلفة من اللصوص والمجرمين والشحاذين والقوادين والمتسكعين والغرباء والمهرجين والطبالين والراقصات والمجاذيب وهم جميعاً نتاج المجتمع الإقطاعي (19). اتصفت العامة الرثة بالفوضوية وعدم الانضباط أثناء أي تحرك ضد السلطة وهي تخرج عن أهداف الحراك وذات سياسة عشوائية وحرف المسار عن الوجهة الصحيحة وتحويل الهدف الاجتماعي والمطلبي لحراك غوغائي وطائفي لصالح الطبقة الاقطاعية الحاكمة، وعدم الصمود في القتال والتراجع وإعطاء المبرر لوصف تحرك العامة بانه فجور وزعزعة وتعصب مذهبي (20).
- الفصل الثالث مدن بلاد الشام والحكم العثماني الإقطاعي: وظف الفاطميون البربر عندما حكموا سوريا لقمع الناس لكن عرفت دمشق نهضة أيام حكم السلطان صلاح الدين الأيوبي (21). بعد الغزو المغولي عام 1260، حكم سوريا مماليك مصر خاصة مماليك الشراكسة الذين تميزوا بالسلب والإرهاب، وكما هو معروف، احتل السلطان سليم الأول سورية عام 1516 التي كانت خاضعة للمماليك ثم استولى على مصر وقضى عليهم (22). كانت الأراضي في العصر العثماني مقسمة إلى ثلاث أصناف: أراضي الدولة الأميرية والاوقاف وأراضي الملكيات الخاصة وهي قليلة نسبياً، فقد كان معظم سكان دمشق وحلب من الباشوات والبكوات الأتراك وموظفي الحامية وهم شريحة غير منتجة (23).
- حكام المدن: تتألف الولاية من ستة اشخاص – الوالي، المتسلم، القاضي، المفتي، والدفتردار (أي مدير الخزانة)، وآغا الإنكشارية، وكانت عادة تغيير الولاة بحيث لا يبقى في المنصب أكثر من سنة، فقد بلغ عدد ولاة العثمانيين على دمشق بين 1516 و1918 قرابة مئتين وسبعين والياً خلال أربعة قرون. هؤلاء الولاة كانوا من جنسيات أجنبية : صربية والبانية وشركسية ومجرية وايطالية، ونادراً ما كان عربي، وغالباً هم أطفال من النصارى يؤتى بهم عن طريق الشراء أو الأسر أو المصادرة، واستمر هذا الوضع حتى القرن الثامن عشر حيث بدأ فيه الولاة الأحرار (25).كان بعض اليهود موكل على جباية الأموال الأميرية ومسك حسابات الولاية والاطلاع على اسرارها، وكانوا يعملون بالصرافة والتجارة، ففي أوائل القرن التاسع عشر لمعت اسرة يهودية أتت من الأناضول وقبلها هرباً من محاكم التفتيش الإسبانية وعينوا كتاباً في كل من عكا ودمشق فأثرت هذه المهنة كثيراً منهم (26). فقد استفاد هؤلاء اليهود من اضطرار الفلاحين إلى الاستدانة لدفع الأموال الأميرية قبل الموسم بسبب الحساب القمري وبسبب أنهم صيارفة ويقدمون المال للموسم مقابل ربا رهيب، لكن بعد الحملة المصرية على سوريا عام 1822- 1840 ضعف نفوذ اليهود في دوائر الخزانة (27). لكن بعد ذلك، كانوا يستقبلون الولاة ويملؤون جيوبهم (28). كان على القاضي في دمشق أن يدفع الرشوة لمن يساعده في الوصول إلى المنصب، ولذلك كان يقبل الرشوة كي يعوّض ما دفعه ويحقق الربح. كان القضاة من أبناء العائلات المحلية مثل العزي والكزبري، أما المفتي كان يعين من قبل شيخ الإسلام في استنبول، والمفتي اقل منزلة من القاضي (29). تشكل الجهاز الإداري كل من الوالي والمتسلم والقاضي والمفتي والدفتردار وهؤلاء جميعاً في مقابل الإنكشارية في السلطة العسكرية. فقد أبتكر العثمانيين منذ عهد أورخان طريقة جديدة للجيش عن طريق استرقاق أطفال بلاد الحرب وتربيتهم في الخدمة كعساكر للسلطان وسموا بالإنكشارية أي (النظام الجديد) (30). فقد تحول هؤلاء من ضباط أمن ودفاع إلى آلات شر وفساد، ووصل الأمر بهم إلى أن الكثير منهم لا يذهب إلى ثكنته إلا لقبض الراتب التي تسمى العلوفات وقد كانوا يهربون في الحرب (31). تحولت هذه الكتل الإنكشارية إلى المهن والحرف وأصبحت ترث احتكار هذه المهن وتنشر الفساد بين الناس في أواخر القرن السابع عشر ثم تدهور الاقتصاد ودب الفساد وخرجت الأقاليم عن طاعة الحكومة المركزية وانحطت الثقافة، فقد حاول السلطان سليم الثالث (1789- 1807) الإصلاح، لكن ثار عليه الإنكشارية وخلعوه ثم قتلوه (32). قام السلطان محمود (1826) بإبادة الإنكشارية وحل محلهم فرق الدراويش التابعة لهم المعروفة بالبكتاشية، وبهذا زال أحد مصادر الفوضى والفساد التي تلقت ضربة قاسية.



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب: جيل الهزيمة – الوحدة والانفصال كاملاً
- كتاب: جيل الهزيمة (3)
- كتاب: جيل الهزيمة (2)
- كتاب: جيل الهزيمة (1)
- الشكر للسعودية وأميرها
- كتاب: أصل العائلة والملكية والدولة
- أصل العائلة (5)
- أصل العائلة (4)
- أصل العائلة (3)
- أصل العائلة (2)
- كتاب أصل العائلة
- كتاب البعث الشيعي
- كتاب: الهزيمة والايديولوجيا المهزومة
- كتاب البعث – كاملاً
- كتاب البعث - الجزء الثاني
- كتاب البعث – سامي الجندي (1)
- كتاب الصراع على السلطة في سوريا كاملاً
- كتاب: الصراع على السلطة في سوريا (4)
- كتاب: الصراع على السلطة في سوريا (3)
- كتاب: الصراع على السلطة في سوريا (2)


المزيد.....




- إجراءات إيران الفنية ستدخل حيز التنفيذ فور إصدار الوكالة الد ...
- بمزانية 40 مليون دولار وأكثر”متى موعد عرض فيلم 7dogs” رئيس ه ...
- طلاق جديد في الوسط الفني المصري
- كلاكيت: السينما تاريخ من الموجات والتيارات
- مسرحية ابطالها مكفوفين تروي حكاية كربلاء مع الدولة العثمانية ...
- مصر تدشن أول خطوة لإحياء اللغة الهيروغليفية القديمة
- مؤرخ في جحيم غزة.. خبير فرنسي يكتب عن القطاع الذي اختفى
- -افتتاحية رقص العالم-.. الباليه الوطني الروسي في قلب القاهرة ...
- -أبناء الثقافة الثالثة-.. قصص نساء يعشن بين أكثر من بلد وثقا ...
- انطلاق أسبوع الثقافة الروسية في طهران


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - كتاب: حركة العامة الدمشقية (1)