أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - كتاب: حركات العامة الدمشقية (3)















المزيد.....

كتاب: حركات العامة الدمشقية (3)


خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 18:11
المحور: الادب والفن
    


الباب الثالث – تحركات العامة بين 1700 – 1830 القوى السياسية: تألفت القوى السياسية في دمشق من المنظمات الحرفية التي لبست الطرق الصوفية وكان ذلك أحد مظاهر الاحتجاج غير المباشر على النظام القائم كما كانت القوى الدينية من رجال دين وقضاة وإفتاء يقومون بتقويم المنكر باليد أو باللسان (131). كانت السلطة الحاكمة مؤلفة من الوالي ونائبه المتسلم والدفتردار أي المحاسب وآغا الإنكشارية وكانت هذه القوى تتصارع وتعتمد أحيانا على العامة واتصفت الإنكشارية بالقلق والتوتر وعقد النقص والخوف من العزل ولذلك كان همهم إرهاق الأهالي بإخذهم الأموال وجمعه بسرعة. قبل الحملة المصرية على سوريا، كانت السلطة العثمانية تهتم بالجنود الاقطاعيين المعروفين بالسباهية أي الفرسان الذين منحوا اقطاعات وزعامات ثم اولت ذلك للإنكشارية الذين جمعوا من بلاد الحرب عن طريق الخمس أو الدفشرمة أي المصادرة. بعد توقف الفتوحات، أخذ قادة الجند في دمشق يقبلون في صفوفهم رجال عصابات وأرباب الحرف والفلاحين حيث عرفوا هؤلاء بالإنكشارية المحلية تميزاً عن الذين أتوا من إسطنبول (132). ظهر في بلاد الشام ثلاث طوائف من الإنكشارية وهم القابي قول أي عبيد السلطان وهم إنكشارية الدولة وهؤلاء غالباً غرباء ومشاة ولا يتصلون بالأهالي، ثم الإنكشارية المحلية وكانوا من الفرسان وهم أبناء الشام وأقاموا في حي الميدان وحي ساروجة واتسموا بحب السيطرة واضطهاد الآخرين وعاثوا فسادا في الأرض وكانوا شراً على الناس وأحيانا كانوا يقفون مع الناس عندما يشعرون بضعفهم أمام الوالي ثم هناك المرتزقة وكانوا من أخلاط الناس ويختصون في حراسة الحج الشامي وكانوا فاسدين وقد جلب بعضهم من بغداد أو الموصل (133). قام علماء دمشق في عام 1707 ضد الوالي عندما فرض على الأهالي الأموال فرد عليهم بنفي بعضهم إلى صيدا، إلا أن السلطان عفى عنهم (137). وحدث ذلك مرة أخرى عندما فرض الوالي ضرائب في عام 1716 فثار الناس وأيدهم هذه المرة القابي قول الذين هاجموا السرايا وكان هؤلاء من عساكر البلد بدلاً عن الإنكشارية. أما في عام 1725 كثر الظلم مما دفع أحد الطرق الصوفية إلى مقاومة الظالمين، فاعتقلهم الوالي ابي طوق حيث قاد المقاومة خليل البكري الصديقي فعزل الوالي ونهبوا بيت الصراف اليهودي ابن جوبان صديق الوالي (139). في تلك الأثناء، عين إسماعيل باشا العظم (1725- 1730) وكان يحتكر المواد الغذائية، خاصة اللحم واعتمد في سلطته على المغاربة. وفي 1730 اندلعت ثورة العامة في إسطنبول احتجاجاً على الإسراف والهزيمة التي مني بها الجيش العثماني في فارس بقيادة بائع ثياب الباني الأصل اسمه علي باترونا. فأيد الإنكشارية الانتفاضة ثم انضم رجال الدين وهنا سلم السلطان وزراءه للثائرين فأعدموهم ثم عزل السلطان أحمد وبدل عنه السلطان محمود الأول، فقضى هذا على الثورة وأمر إسماعيل باشا ببناء مدرسة وحمامات ومقاهي ودكاكين (141). عين سليمان باشا العظم والياً من عام 1734 إلى عام 1738، فقضى على قطاع الطرق وفرض هيبته وتودد إلى أهالي دمشق (144). غالباً ما تفرز حركة الجماهير أناساً أشقياء يستغلون الحركة ويخونون رفاقهم ويتطلعون إلى تسلق الحكم (14).
- الفصل الثالث – أسعد باشا العظم (1743 – 1757): خلف سليمان باشا في ولاية الشام ابن أخيه أسعد باشا بن إسماعيل العظم وكان من أشهر آل العظم وأطولهم مدة حكم، لكن عندما صادرت السلطة العثمانية أملاك عمه سليمان باشا، تظاهر أسعد بعدم الاهتمام والإهانة التي لحقت بحريم عمه (147). في عام 1745 تظاهرت العامة بسبب قلة الخبز وغلاء الأسعار وهاجمت السرايا، فقال لهم أسعد باشا أن الأمر بيد القاضي، لكنه كان يجمع ثروته من تجارة الحبوب وعن طريق جمع الضرائب واستغلال القحط بسبب الجراد واحتكار المواد، وعندما أتى القمح من حماة إلى دمشق هبط رطل الخبز من 6 مصاري إلى 3 مصاري وكانت العملة المصرية هي الدارجة آنذاك (151). ففي عام 1748 كثر الغلاء وأصبح الخبز ب 7 مصاري وأوقية الزيت بمصريتين واللحم بست وثلاثين مصرية للرطل وكثرت بنات الهوى (153). فقد خزن حامد أفندي القمح عام 1748 وزاد الأسعار دون رحمة (154).
الفصل الرابع – تحركات العامة من عام 1757 إلى عام 1830: بعد أن ذهب أسعد باشا من دمشق إلى حلب، بأمر السلطان تخلخل ميزان القوى العسكرية في ولاية دمشق، فأتى حسين باشا وقام العامة بالتمرد (157). ففي عام 1757 نهب محمل الحج جميعه من خلال شيخ عرب بني صخر قعدان الفائز، فخيم الحزن على الأهالي بسبب نهب المحمل (160). ثم حلت ما بين عام 1759 و1760 كوارث وزلازل ثم أتى الطاعون، فمات كل يوم ألف ضحية وانحبست الأمطار أيضاً (162). هاجمت قوات المملوك المصري علي بيك الكبير (1728-1773) بقيادة محمد أبو الذهب وسانده الشيخ ظاهر العمر 1771 (163). بعد الوالي الجزار، حكم الشام عبد الله باشا العظم عام 1798 ووصلت أخبار الحملة الفرنسية على مصر إلى أهالي دمشق، لكن عندما مات الجزار في عكا، قتل الناس في دمشق أعوانه جميعاً (169).
- الفصل الخامس – الأهداف لتحركات العامة: لم تكن انتفاضات العامة ضد السلطة المركزية في إسطنبول، بل وجهت ضد السلطة الاقطاعية المحلية في كل ولاية، وفي الغالب، قامت هذه التحركات بسبب ارتفاع الأسعار واحتكار المواد الغذائية (175). فقد مثلت حركة الصوفيين إضراب سياسي صامت للعامة. في بداية القرن التاسع عشر، بدأت الحرف البسيطة في سوريا تتلقى ضربات من البضائع المصنعة في أوروبا ثم زادت الضرائب والغرامات، فبدأت بوادر الثورة عام 1831. فمعظم من اشترك في الثورة هم أصحاب الحرف والمعلمين والصناع والأجراء والإنكشارية المحلية المتمركزة في حي الميدان حيث أطلق على زعمائها اسم الأغوات ثم تبعهم تجار المدينة بمختلف درجاتهم (188). قام السلطان محمود الثاني في عام 1828 بإبادة فرق الإنكشارية في استنبول وتأسيس جيش حديث وفرضت ضريبة الصلبان على الدكاكين والمخازن والمغاليق مقدار 2 مصرية وهي نفس القيمة المفروضة على أهل الذمة من المسيحيين واليهود فسار الناس إلى السرايا فأطلق النار عليهم ووقع 12 قتيل، فثار الأهالي ومعهم زعماء الإنكشارية المحلية وأغاوات الميدان (189).
- الفصل الثالث – الاستيلاء على السرايا: تمرد أهل البلد في 16 أيلول من عام 1831 وقتلوا بعض عسكر الوالي. لكن عندما دخل عسكر الوالي حي القنوات، أخذوا الحريم وعملوا بهن عملاً يرثى له، ثم تجمع أهل البلد وهاجموا العسكر فهرب الوالي مع عساكره واشتعلت النيران في المدينة (198). وبعد أن هاجموا السرايا، توجّه الثائرون إلى جامع المعلق وخان الدالاتي، وكان في الجامع 1500 عسكري فحاول الثائرون حرق الجامع لكن بعد استسلام العساكر قتلى الكثير منهم (102). في تلك المرحلة، لم تتعرض الأقلية المسيحية أو اليهودية لأي اعتداء بثورة 1831 رغم أن اليهود الصيارفة كانوا قد سيطروا على مالية استنبول وعكا ودمشق (207).
- الحكومة الوطنية الشامية: امتنع تجار المدن السورية البيع والشراء من دمشق بسبب الثورة فيها ثم نقل تجار بيروت املاكهم من دمشق خوفاً من انتقام السلطان، ثم اشترى الناس البواريد والسلاح ومعهم القرى لملاقاة القوات العثمانية، لكن السلطان عفا عن أهل دمشق من أجل سير قافلة الحجاج بأمان (217). وعندما أتى الوالي الجديد والمتسلم، خرج الناس لملاقاته. لكن إذا أردنا تقييم ثورة أيلول التاريخية من ناحية الطبقة الإقطاعية المسيطرة، فنرى أنها كانت تعيش في المدن خلافاً للإقطاع الأوروبي فهم يشرفون على الفلاحين من المدينة، وبالطبع فإن إقامة هذه القوى الإقطاعية قد ضيق الخناق على المؤسسات الحرفية ومنعها من النمو (220).
- الباب الخامس – الخلفيات السياسية لفتنة عام 1860: بدأن النزعة القومية في لبنان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ولم تنتشر في دمشق إلا في بداية القرن العشرين، فقد أثر الحكم المصري (1831- 1841) في سورية من عدة نواحي. فقد سقطت عكا في يد إبراهيم باشا عام 1932 ثم وصل إلى دمشق في حزيران من نفس العام، فخرجت القوى العسكرية المتواجدة في دمشق لملاقاته، وكان لديه جيش ومعدات حديثه، وعندما شاهدوا المدافع والنظام، تقطعت قلوبهم من الخوف ولاذوا بالفرار بعد أن قتلى منهم 10، فقد تلقى جيش إبراهيم تدريبه على يد الفرنسيين واستعملوا أسلحة فرنسية، وهنا فر الوالي مع عساكره إلى حمص ودخل إبراهيم باشا إلى دمشق واعجب أهل دمشق بالنظام الجديد وطريقة تنظيمه ونادى المنادي أن العملة المصرية هي المتداولة منذ الآن ولهم الأمان، ثم دعا خطيب المسجد الأموي للسلطان ولمحمد علي باشا، وأقام إبراهيم ديواناً مؤلفاً من عشرين شخصاً من أعيان البلد وشارك النصارى بذلك وواحد من اليهود، وعمل بعض المسحيين وبعض اليهود وكلاء للشركات الأوروبية مما زاد حفيظة الناس لهذه المساواة بين الجميع (236). لقد سلبت عساكر باشا لب الناس بالإعجاب بما كانت تتمتع به من نظام وطاعة الأوامر وعدم تعديها على الناس ودفع ما تشتريه من المحلات لأنهم لم يروا ذلك من عساكر العثمانيين إضافة إلى الفوضى والفساد الذي كانوا يمارسونه ضد الأهالي (240). في البداية، رضي أهل الشام بالإدارة المصرية لأنها انقذتهم من بطش الولاة وزالت كابوس العسكر العثماني،



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب: حركة العامة الدمشقية (2)
- كتاب: حركة العامة الدمشقية (1)
- كتاب: جيل الهزيمة – الوحدة والانفصال كاملاً
- كتاب: جيل الهزيمة (3)
- كتاب: جيل الهزيمة (2)
- كتاب: جيل الهزيمة (1)
- الشكر للسعودية وأميرها
- كتاب: أصل العائلة والملكية والدولة
- أصل العائلة (5)
- أصل العائلة (4)
- أصل العائلة (3)
- أصل العائلة (2)
- كتاب أصل العائلة
- كتاب البعث الشيعي
- كتاب: الهزيمة والايديولوجيا المهزومة
- كتاب البعث – كاملاً
- كتاب البعث - الجزء الثاني
- كتاب البعث – سامي الجندي (1)
- كتاب الصراع على السلطة في سوريا كاملاً
- كتاب: الصراع على السلطة في سوريا (4)


المزيد.....




- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - كتاب: حركات العامة الدمشقية (3)