أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - كتاب: الطوطم والتابو-3















المزيد.....

كتاب: الطوطم والتابو-3


خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 8451 - 2025 / 8 / 31 - 18:17
المحور: الادب والفن
    


كتاب الطوطم والتابو -سيغوموند فرويد
5. إذا ضحى بالحيوان بمقتضى الشعائر البدائية، حينها يجري البكاء عليه بشكل احتفالي.. 6. يرتدي الناس جلود تلك الحيوانات الطوطمية.. 7. تسمى القبائل بأسماء طوطمهم .. 8. تستخدم قبائل كثيرة صور الحيوانات على الرايات أو يرسم مثل وشم على أجساد الرجال .... (9). إذا كان الطوطم مخيف، فإنه سيرحم أفراد القبيلة ... (10). يحمي حيوان الطوطم المنتمين إلى القبيلة من المخاطر ... (11). يتنبأ الطوطم بالمستقبل ويبلغ أتباعه ويخدمهم كقائد.. (12). غالباً ما يعتقدون بأنهم يرتبطون مع الطوطم بأصل مشترك (124). كتب جيمس فريزر كتاب (الزواج الخارجي والطوطمية) عام 1910 (125). الطوطم ليس فردا، بل هو نوع من الحيوانات أو النباتات (126). إن الطوطمية هي نظام ديني واجتماعي، وبعد التحضر تبقى رواسب الطوطمية في المجتمعات (127). إذا كان الطوطم حيوان مفترس أو ثعبان وأذى أحد أفراد القبيلة ينبذ هذا الفرد من القبيلة. وإذا أقترب الطوطم من أحد بيوت القبيلة، فهو بمثابة إشعار بالوفاة كي يأخذ أقاربه إليه (128). ينتقل الطوطم بين أبناء القبيلة عبر الأم (129).
- منشأ الطوطمية:
يقول بعض الباحثين أن بعض القبائل تريد تمييز نفسها بالأسماء عن بعضها البعض (133). نشر أ. لافغ كتاب عام 1905 بعنوان (سر الطوطمية) ونشر أيضاً (الأصول الاجتماعية) عام 1903 حيث يقول إن اسم الانسان عند البدائي مكون رئيسي من شخصيته وقطعة منه (135).
- النظريات السوسيولوجية:
لقد تقصى الباحث رانياخ رواسب النظام الطوطمي في العبادة والأحزان. والطوطمية تبدو له بأنها تضخيم للغريزة الاجتماعية. هناك كتاب ل دوركهايم بعنوان (الأشكال الأولية للحياة الدينية والنظام الطوطمي في استراليا) عام 1912 (137). فسر هيدون ان أصل الطوطمية هو أن كل قبيلة تعيش في الأصل من حيوان أو نبات معين تتاجر به وتتبادل السلع مع قبائل أخرى، ولذلك عرفت القبيلة بهذا الاسم. وضع فريزر ثلاث نظرية في نشوء الطوطمية، احداها نفسية (138). تعتقد عشيرة الأرونتا الأسترالية في بعث الأرواح إذ تتجمع من الأموات المسنين للطوطم في مكان معين منتظرين البعث ثم تدخل في أرحام النساء اللواتي يمرون في تلك الأماكن، ولذلك يستبعدون الفعل الجنسي في الحمل (139).
النظريات النفسية في الطوطمية:
يقول فريزر أن الطوطم يمثل ملجأ أميناً للنفس من الأضرار الخارجية، لكن تخلى فريزر عن ذلك فيما بعد (141). يفترض ماك لينال أن الزواج الخارجي نشأ من طريقة خطف النساء من قبيلة أخرى حيث هناك نقص بالنساء في القبيلة الخاطفة بسبب قتل البنات المولودات (148). أشار داروين إلى أن حياة القرود العليا مثل الإنسان، عاشت في جماعات صغيرة حيث كانت غيرة الذكر الأكبر سناً والأقوى تعيق الإباحية الجنسية، وما إن شب أحد اليافعين على السيادة ويكون الذكر الأقوى يقتل الآخرين أو يشردهم، أما الشبان الذين خسروا الصراع وهاموا على أنفسهم سوف يمنعون بدورهم سفاح القربى بين الأسرة الواحدة ومن ثم ترسخت هذه العادة بين أبناء العشيرة وتحولت إلى قاعدة بمجيء الطوطمية وهي: لا اتصال بين الأقارب (151). إن موقف الطفل تجاه الحيوان يتشابه مع موقف البدائي، لأن الطفل يخشى حيوانات معينة من لمس أو حتى النظر إليه وهذه إحدى الأعراض السريرية لرهاب الحيوانات. غالباً ما تكون هذه الحيوانات من الأحصنة والكلاب والقطط (153). الخوف من الحيوانات في العادة هو الخوف من الأب، لأن الحيوان يمثل الأب، هناك طفل كان كلما مر به كلب يصرخ ويبكي ويقول له: عزيزي الكلب لا تمسني بسوء، سأكون عاقلاً ولن أعزف على الكمان. وهذا الخوف من الكلب هو خوف من الأب في الأصل (154). هناك طفل أيضاً كان يخاف كثيراً من الحصان وبعد العلاج وتطمينات من أبيه، كانت عنده رغبة في سفر أو موت الأب وهنا نرى أن الطفل يزيح قسماً من مشاعره بعيداً عن الأب إلى الحيوان (155). يقول البدائيون أن الطوطم هو جدهم وابوهم (158). فإذا كان الطوطم هو الأب، فهناك سبب في عدم قتل الطوطم وعدم الاتصال الجنسي للنساء اللواتي ينتسبون إلى هذا الطوطم وهذا يتطابق مع جرم أوديب الذي قتل أباه وتزوج أمه. كتب بروبرخسون سميث المتوفي عام 1894 كتاب نشره عام 1889 بعنوان (ديانة الساميين) إذ يقول إن الساميين لديهم وليمة طوطمية تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وهي أن تكون التضحية شخصية إلهية حيث تقدم على المذبح وتشكل أساس من شعائر الدين القديم. والتضحية هذه هي استرضاء الآلهة وتناولها شيء مشترك بين الناس وآلهتهم. القربان الحيواني يأكله الآلهة مع العابد، أما القربان النباتي فتترك للإله وحده، وهي تقديم باكورة الثمار وتمثل الإتاوة لصاحب الأرض. فيما بعد خصص الناس القسم السائل من التضحية للإله وتوقف شرب الدم واستبدل بدم الكرمة أي النبيذ (159). وكان عند الساميين أنهم لا يحتفلون بأي عيد إلا بالإضحية مع الإله وباقي أفراد العشيرة، ولذلك نجد أن الأكل والشرب بين أعضاء القبيلة شيء مشترك بين العشيرة والإله. وما زالت هذه العادات سارية عند عرب الصحراء في الولائم فيما بينهم، فمن تقاسم لقمة واحدة مع بدوي ليس عليه أن يخافه بعد اليوم (161). ويقال في العبرية لأعضاء القبيلة أنتم من لحمي وعظمي، والقرابة هي مع الأم وعشيرتها، وإلى اليوم يأكل الرجال المتوحشين وحدهم منعزلين دون زوجاتهم وأولادهم (162). يبدو أن تدجين الحيوانات الأليفة قد وضع في كل مكان نهاية الطوطمية المنتشرة في الزمن القديم، كانت تسود عموماً أن قتل الثور عند الإغريق جريمة، وبعد العيد الأثيني، كانت تقام بعد التضحية محكمة شكلية يخضع لها جميع المشاركين للاستجواب ويقع الجرم أخيراً على السكين التي تلقى في البحر (164). يقول روبرتسون أنه عندما ظهرت الملكية الخاصة أصبحت التضحية عطاء إلى الآلهة. ولذلك نقلت الملكية من الإنسان إلى الآلهة. كان بدو سيناء في نهاية القرن الرابع بعد الميلاد يضحون بالجمل حيث يضعونه على مذبح حجري ويجعل زعيم القبيلة المشاركين يدورون ثلاث دورات حول المذبح ويغنون ثم يوقع في الأضحية الجرح الأول ويشرب الدم منه، ثم تهجم الجماعة كلها على الأضحية وتقطع بالسيف اللحم المرتعش وتلتهمه نيئاً قبل ظهور نجمة الصبح التي كانت الأضحية من أجلها، وبدلك يكونون قد ألتهموا كل الجمل بما في ذلك جلده وأحشاءه وهذا جزء من الطوطمية المتأخرة (165). يجري الحداد عند الهنود الحمر بعد التضحية بطوطمهم ثم يتبع ذلك فرحة بالعيد ويكون في هذا العيد الانحراف مسموح (167). لقد أكد لنا التحليل النفسي أن حيوان الطوطم هو الأب من خلال الموقف الازدواجية في الحداد ثم العيد الاحتفالي (168). واستناداً إلى الوليمة الطوطمية نقول إن الأخوة المشردون اتحدوا وقتلوا الأب وأكلوه وقضوا على سيطرته، وبأكله يتمثلون معه ويأخذون قوته ولعل هذا أول عيد بشري الذي بدأت معه التنظيمات الاجتماعية والقيود الأخلاقية والدينية. وربما تلك الجماعة أو الأخوة المطرودون يخطفون امرأة من مجموعة أخرى قبل أن يرجعوا ويقتلوا أباهم (168). ينصح التحليل النفسي بتصديق المتدينين المسيحيين الذين يقولون إن الإله هو الأب كما في الطوطمية وكثيراً من الأحيان ما يتحول الإله في الأساطير إلى حيوان مقدس (174). لا شك أن هناك نزوع لإحياء المثل الأعلى للأب عن طريق خلق الآلهة. حيث يصبح للإنسان إلهاً ثم يموت من أجله (175). مع ظهور الآلهة الآباء، انقلب المجتمع تدريجياً من مجتمع بلا أب إلى مجتمع منظم تنظيماً بطريركياً (167). عرف التنظيم الاجتماعي ملوكاً كالآلهة نقلوا النظام البطريركي إلى الدولة. الآن أصبحت التضحية لله وهو الذي طلبها وأمر بها حيث يقول فريزير في الغصن الذهبي أن الملوك الأوائل للقبائل اللاتينية كانوا غرباء ويلعبون دور الآلهة، ولذلك كان يجري الاحتفال بإعدامهم في أعياد معينة، كما أنه يبدو أن التضحية في الأديان السامية في كل سنة للإله كانت في طقس الأضحية البشرية (177). ولا شك أن الأضحية الحيوانية كانت البديل عن الأضحية البشرية وهي بمثابة قتل الأب الاحتفالي، لكن عندما استعاد بديل الأب هيئة بشرية أمكن للإضحية الحيوانية أن تتحول مرة أخرى إلى أضحية بشرية (178). مع حلول الزراعة، يصبح الأبن مهم في فلاحة الأرض، فينتقل شبقه السفاحي إلى شكل رمزي في صورة الأرض الأم، ومن هنا نشأت آلهات وألهة مثل آتيس وأدونيس وتموز وأرواح نباتية، وهذه الآلهة هي شابة تنهل من محبة الآلهة الأم. فأدونيس يقتل من قبل حيوان مقدس لأفروديت، أما اتيس وهو حبيب كبيلا فيموت بالخصي، ثم انتقل الندب على هذه الآلهة إلى السرور ببعثها إلى طقوس دينية. عندما دخلت المسيحية لاقت منافسة من ديانة الميثرا. ويمثل الختان عند الأطفال رمز الخصاء وهذا الختان منتشر في العصور القديمة عند الكثير من الشعوب البدائية ويرافق الختان أحياناً عند البدائيين قص للشعر وقلع للأسنان أو قد يحلان محل الختان أحياناً (179). يمثل المسيح ميثرا الذي قتل الثور خلص الأخوة من المقتلة النكراء والمسيح ضحى بنفسه وخلص زمرة الأخوة من الخطيئة الأصلية. إن الخطيئة المسيحية الأصلية للإنسان هي بلا شك خطيئة تجاه الأب الإله، والمسيح كان، يجب أن يضحي بحياته ليخلص البشرية من ذنب قتل الأبن، أي هي عبارة عن كفارة (180). يترافق مع هذه الأضحية التنازل التام عن المرأة التي من أجلها حصل التمرد على الأب. وعندما يصبح الأبن إله، بدلاً عن الأب، تصبح ديانة الأبن محل ديانة الأب وزمرة الأخوة تتبادل دم الإله وجسده بدل الأب، بقول فريزر: أن القربان المسيحي تضمن تضحية أقدم من المسيحية، وأن دوافع الانتحار لدى العصابيين هو القصاص من الذات



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب: الطوطم والتابو-2
- كتاب: الطوطم والتابو - 1
- كتاب: الجيش والسياسة - كامل
- كتاب الجيش والسياسة )2)
- كتاب: الجيش والسياسة (1)
- ماتفي كوجيمايكين
- حركات العامة الدمشقية كاملا
- حركة العامة الدمشقية (4)
- كتاب: حركات العامة الدمشقية (3)
- كتاب: حركة العامة الدمشقية (2)
- كتاب: حركة العامة الدمشقية (1)
- كتاب: جيل الهزيمة – الوحدة والانفصال كاملاً
- كتاب: جيل الهزيمة (3)
- كتاب: جيل الهزيمة (2)
- كتاب: جيل الهزيمة (1)
- الشكر للسعودية وأميرها
- كتاب: أصل العائلة والملكية والدولة
- أصل العائلة (5)
- أصل العائلة (4)
- أصل العائلة (3)


المزيد.....




- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...
- جود لو يجسّد شخصية بوتين.. عرض فيلم -ساحر الكرملين- في فينيس ...
- الآلاف يتظاهرون تضامنا مع غزة على هامش مهرجان البندقية السين ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - كتاب: الطوطم والتابو-3