أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - كيف تعثر الحكم المدني الديمقراطي بعد الاستقلال؟














المزيد.....

كيف تعثر الحكم المدني الديمقراطي بعد الاستقلال؟


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 8457 - 2025 / 9 / 6 - 16:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


١
بعد الاستقلال في السودان حدثت تقلبات في انظمة الحكم، بدأت بفترة الديمقراطية الأولي(1956- 1958م)، والتي كانت فيها الدولة مدنية ديمقراطية تحكم بدستور 1956 الانتقالي الذي كفل الحقوق والحريات الأساسية والتعددية السياسية والفكرية،
جاء بعدها الانقلاب العسكري للفريق عبود(1958- 1964م) والذي كان ديكتاتوريا صادر كل الحقوق والحريات الديمقراطية.
٢
ثم جاءت ثورة اكتوبر 1964م التي أنهت الحكم العسكري وكان نتاجها دستور السودان الانتقالي المعدل ١٩٦٤ الذي كفل الحقوق والحريات الديمقراطية واستقلال الجامعة والقضاء وحرية تكوين الأحزاب السباسية والنقابات.
بعد ثورة اكتوبر برز الصراع حول: الدستورهل يكون مدنيا ديمقراطيا ام اسلاميا؟ الجمهورية الرئاسية ام البرلمانية؟ وكان خرق الدستور بمؤامرة حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان، ومحكمة الردة للأستاذ محمود محمد طه، ومحاولات من احزاب ( الا خوان المسلمين والأمة والوطني الاتحادي) لاقامة دولة دينية تحكم بالشريعة الاسلامية، وحدثت أزمة، وتعمقت حرب الجنوب مما أدى لقيام انقلاب 25 مايو 1969م.
٣
استمر نظام مايو ديكتاتوري وشموليا ومدنيا او علمانيا حتي اعلان قوانين سبتمبر 1983م لتقوم علي أساسها دولة دينية تستمد شرعيتها من قدسية السماء وبيعة الامام، وكانت النتيجة قطع الايادي في ظروف مجاعات وفقر ومعيشة ضنكا ومصادرة الحريات الشخصية واعدام الاستاذ محمود محمد طه الذي عارضها، وتعمقت حرب الجنوب بعد اعلان حركة تحرير السودان بقيادة العقيد جون قرنق. حتي قامت انتفاضة مارس – ابريل 1985م، وتمت استعادة الحقوق والحريات الديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية التي كفلها الدستور الانتقالي لعام 1985م.
وبعد الانتفاضة استمر الصراع: هل تبقي الدولة مدنية ديمقراطية ام دينية؟ ودافعت قوي الانتفاضة عن مدنية وعقلانية الحياة السياسية والدولة ضد اتجاه الجبهة الاسلامية لفرض قانون الترابي الذي يفضي للدولة الدينية، وتمت هزيمة قانون الترابي، واصلت قوي الانتفاضة مطالبتها بالغاء قوانين سبتمبر 1983م، حتي تم الوصول لاتفاقية الميرغني - قرنق والتي علي اساسها تم تجميد قوانين سبتمبر وتم الاتفاق علي حل سلمي في اطار وحدة السودان بين الشمال والجنوب وتقرر عقد المؤتمر الدستوري في سبتمبر 1989م.
٤
لكن جاء انقلاب 30 يونيو 1989م ليقطع الطريق امام الحل السلمي الديمقراطي، واضاف لحرب الجنوب بعدا دينيا عمق المشكلة وترك جروحا غائرة لن تندمل بسهولة، وفرض دولة فاشية باسم الدين، الغت المجتمع المدني وصادرت الحقوق والحريات الأساسية وتم تشريد واعتقال وتعذيب وقتل الالاف من المواطنين، وامتدت الحرب لتشمل دارفور والشرق. وعمق النظام الفوارق الطبقية ، من خلال اعتماد الخصخصة وتصفية القطاع العام واراضي الدولة والبيع باثمان بخسة للطفيلية الرأسمالية الاسلاموية، وتوقفت عجلة الانتاج الصناعي والزراعي، ورغم استخراج البترول وتصديره الا انه لم يتم تخصيص جزء من عائداته للتعليم والصحة والخدمات والزراعة والصناعة، وتعمق الفقر حتي اصبح 95% من شعب السودان يعيش تحت خط الفقر، اضافة للديون الخارجية التي تجاوزت ٦٦ مليار دولار. وتوفرت فرصة تاريخية بعد توقيع اتفاقية نيفاشا لضمان وحدة السودان من خلال التنفيذ الجاد للاتفاقية وتحقيق التحول الديمقراطي وتحسين الاوضاع المعيشية والتنمية المتوازنة والحل الشامل لقضية دارفور وبقية الاقاليم الأخري من خلال التوزيع العادل للسلطة والثروة، ولكن نظام الانقاذ استمر في نقض العهود والمواثيق، مما أدي لانفصال الجنوب بتدخل خارجي أمريكي ودعم من الاسلامويين .
استمرت المقاومة لنظام الانقاذ حتى انفجرت ثورة ديسمبر 2018 التي قطع الطريق أمامها انقلاب اللجنة الأمنية لنظام الانقاذ في ١١ أبريل ٢٠١٩ ومجزرة فض الاعتصام وتراجع قوي "الهبوط الناعم" عن ميثاق قوي الحرية والتغيير الموقع في يناير ٢٠١٩ الذي أكد على الحكم المدني الديمقراطي وتم التوقيع على الوثيقة الدستورية 2019 التي كرست الشراكة مع العسكر والدعم السريع والمليشيات بتدخل اقليمي ودولي لتصفية الثورة وقطع الطريق أمام الديمقراطية في السودان حتى لايكون منارة في المنطقة إضافة لنهب ثروات البلاد وحتى الوثيقة الدستورية انقلب العسكر عليها في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ الذي قاد للحرب الجارية حاليا بهدف تصفية الثورة ونهب ثروات البلاد وتقسيمها كما في قيام حكومتي بورتسودان ونيالا اللتين تهددان بإطالة أمد الحرب وتقسيم البلاد. بدعم من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب بهدف نهب ثروات البلاد.
٥
و اخيرا لابديل غير السير قدما في أوسع وحدة جماهيرية من أجل وقف الحرب واسترداد الثورة وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية والأمنية التي تدهورت والترتيبات الأمنية لحل كل المليشيات وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية ووحدة البلاد شعبا وارضا وعدم الإفلات من العقاب وتفكيك التمكين وإعادة ممتلكات الشعب المنهوبة وخروج العسكر والدعم السريع والمليشيات من السياسة والاقتصاد وقيام دولة المواطنة: الدولة المدنية الديمقراطية التي تسع الجميع غض النظر عن ادياتهم اولغاتهم اواعراقهم أو معتقداتهم السياسية أو الفلسفية التي تعتبر المقدمة الضرورية لضمان وحدة السودان من خلال تنوعه.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول خطوة نداء سلام السودان لوقف الحرب
- كيف كانت المقاومة القبلية للمهدية؟
- كيف شق الفكر السوداني طريقه في خضم العثرات؟
- ذكرى هبة سبتمبر وتصاعد الحملة لوقف الحرب
- رغم الحرب لازالت جذوة ثورة ديسمبر متقدة
- كيف استمر نقض العهود والمواثيق بعد ثور ديسمبر؟
- تزايد خطر التقسيم مع أداء القسم للحكومة الموازية
- كيف تهدد حرب السودان الأمن والسلام في العالم؟
- لا شرعية لتنازل البرهان عن مثلث حلايب وشلاتين وأبورماد لصالح ...
- التنمية المستقلة بديل لشروط الصندوق والتبعية والتخلف
- كيف قاد تنفيذ شروط صندوق النقد الدولي الانتفاضات وثورات؟
- الحل الداخلي هو البديل للتسوية التي تعيد إنتاج الحرب
- كيف كانت تجربة صندوق النقد الدولي في السودان؟
- كيف استمر الهجوم على الحزب الشيوعي بعد ثورة ديسمبر؟
- تعقيب على عاطف عبدالله
- الحرب وتصاعد حدة تدهور الأوضاع المعيشية
- كيف تم فشل لجنة التفكيك؟
- وتعود النقابات مستمدة شرعيتها من قواعدها
- كيف زادت حدة التفرقة العنصرية والعرقية بعد الحرب؟
- كيف يشكل الاسلامويون خطرا على المنطقة والديمقراطية؟


المزيد.....




- حزب الله يتحدى الحكومة ولن يتخلى عن سلاحة -تحت أي ظرف-
- حزب الله يتعهد بعدم التخلي عن السلاح
- تقرير يكشف عجز الحكومة الإسرائيلية عن تحصين الجبهة الداخلية ...
- دعوى قضائية ضد شرطة أريزونا بسبب نزع حجاب مسلمات بالقوة.. شا ...
- الرئيس اللبناني يطالب أمريكا بالضغط على إسرائيل للانسحاب من ...
- أكبر مداهمة لوزارة الأمن الداخلي الأميركية: توقيف 475 عاملاً ...
- صناعة الدفاع الألمانية.. انتعاش مستدام وتوفير آلاف فرص العمل ...
- ماهي التحديات التي تواجهها مصر أمام مخاوف من التهجير القسري ...
- الدويري: مقاربتان للاحتلال في الهجوم على مدينة غزة أساسهما ا ...
- القسم المغاربي من أسطول الصمود يبحر من تونس غدا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - كيف تعثر الحكم المدني الديمقراطي بعد الاستقلال؟