|
كيف تم فشل لجنة التفكيك؟
تاج السر عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 22:47
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
1 معلوم أن تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ كان من الأهداف الأساسية لميثاق إعلان قوي الحرية والتغيير الذي تم التوقيع عليه في يناير ٢٠١٩ واكد على الحكم المدني الديمقراطي وحل المليشيات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية. لكن تم التراجع عن ميثاق إعلان قوي الحرية والتغيير بالتوقيع على الوثيقة الدستورية في اغسطس ٢٠١٩ التي هيمن فيها العسكر وتم تقنين الدعم السريع دستوريا وتم الإبقاء على الاتفاقات الخارجية التي أبرمها النظام السابق التي تفرط في السيادة الوطنية مثل إبقاء السودان في حلف اليمن. الخ.ورفض الحزب الشيوعي التوقيع على الوثيقة الدستورية. ٢ هيمنة العسكر على السلطة في الوثيقة الدستورية 2019م كان من الأسباب الأساسية لفشل عملية تفكيك نظام 30 يونيو واستعادة اموال الشعب المنهوبة ، وعطل العملية بمختلف الأشكال ، مع استمرار التمكين في القضاء الذي الغي معظم قرارات لجنة التفكيك ، اضافة لتعطيل التمكين في الخدمة المدنية لعمل اللجنة ، مما أدي لفشل عمل اللجنة في محيط متلاطم من الفساد وتمكين المؤتمر الوطني علي مفاصل الدولة ، حتى الانقلاب العسكرى في 25 اكتوبر الذي جمد بعده البرهان لجنة التمكين ، واصدر قرارا بتكوين لجنة لمراجعة واستلام الأموال المستردة من اللجنة ، وعودة المفصولين من النظام البائد للخدمة المدنية ، وماتم استرداده من أموال الشعب المنهوبة للفاسدين، إضافة إلى أن لجنة التفكك كانت تطعن في الظل وليس الفيل اي لم تعمل على عودة شركات الجيش والأمن والدعم السريع والشرطة لولاية وزارة المالية ، علما بأنها تشكل 82 % من موارد الدولة حسب إفادة رئيس الوزراء السابق حمدوك بعدم طرح عودة تلك الشركات لولاية وزارة المالية. عملية ازالة التمكين لن يُكتب لها النجاح بدون خروج العسكر والدعم السريع والمليشيات من السياسة والاقتصاد وقيام الحكم المدني الديمقراطي ، والترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع وجيوش الحركات ومليشيات وجيوش “الكيزان” وقيام الجيش القومي المهني الموحد. بدون ذلك يصبح الحديث عن تفكيك النظام السابق وعودة أموال الشعب المنهوبة وكيفية استردادها ذرا للرماد في العيون . ٣ اضافة لأهمية تحديد الأليات التى تم بها التمكين والأموال المنهوبة طيلة الثلاثين عاما التي تم فيها التمكين والنهب لأموال الشعب والقطاع العام كما في الآتي : أ- نهب اصول القطاع العام عن طريق البيع أو الايجار أو المنح باسعار بخسة لاغنياء الجبهة أو لمنظماتها أو الاقمار التابعة لها ، والتي كونت اكثر من 600 شركة تجارية تابعة لها ولمؤسساتها ، وتكوين شركات تابعة للجيش والأمن ، من أصول القطاع العام عملت في التجارة والتصدير.. ب- اصدار قانون النظام المصرفي في العام 1991م والذي مكن لتجار الجبهة ولمؤسساتها من الهيمنة علي قمم الاقتصاد الوطني وامتصاص الفائض مما ادي الي فقدان الثقة في النظام المصرفي ، اضافة لاجراءات تبديل العملة وتحميل المودعين التكلفة بخصم 2% من ارصدتهم وحجز 20% من كل رصيد يزيد عن 100 ألف جنية امتدت اكثر من عام وانتهاك قانون واعراف سرية النظام المصرفي وكشف القدرات المالية لكبار رجال الاعمال امام تجار الجبهة الاسلامية (دورة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، أغسطس 2001م). ت- التسهيلات والرخص التجارية من وزارة التجارة والبنوك التجارية والاعفاء من الضرائب . ث- الاستيلاء علي شركات التوزيع الاساسية وتمليكها لتجار وشركات الجبهة الاسلامية. ج- المضاربة في العقارات والاراضي والاستثمار في مشاريع الزراعة الآلية والثروة الحيوانية واستيلاء شركات ومؤسسات الجبهة الاسلامية علي مؤسسات تسويق الماشية والفساد في المشاريع الفاشلة مثل : سد مروى ، القروض والمنح . الخ.. ح- من مصادر التراكم الرأسمالي لهذه الفئة ايضا عائدات البترول والذهب وتهريب تلك العائدات التي تُقدر بأكثر من 100 مليار دولار للخارج ، وتهريب السلع (دقيق ، بترول ، سكر ، ذهب ، الخ) لدول الجوار ، وتجارة الحرب والعملة والمخدرات وتجارة البشر ، وتصدير المرتزقة لحربي اليمن وليبيا ، والابادة الجماعية في دارفور وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان لنهب الأراضي والمعادن... خ- من الامثلة للنهب : طريق الانقاذ الغربي الذي وصل قمة النهب . وافقار المزارعين عن طريق نظام السلم والضرائب والجبايات التي لم يعرفها الشعب السوداني الا في العهد التركي. د- من مصادر التراكم والدعم لهذه الفئة رأس المال الاسلامي العالمي الذي دخل البلاد في التسعينيات من القرن الماضي والذي قدرته بعض المصادر ب 6 مليار دولار واسهم في دعم النظام ومؤسساته الاقتصادية والمالية ، وفساد ونهب الجمعيات والاجهات الدينية للمؤتمر الوطنى.. ذ- وتضيف د. فاطمة بابكر : (الخدمات الصحية والتعلمية التي اصبحت احد مصادر التراكم الرأسمالي في السودان بعد نظام الانقاذ 1989م) (د. فاطمة بابكر : الرأسمالية السودانية : أطليعة للتنمية؟ ، الطبعة العربية 2006م ، ص23). هذا اضافة لميزانية الأمن والدفاع التي شكلت 76 % ، والصرف الضخم علي القطاع السيادي والحكومي ، وواجهات المؤتمر الوطني الشبابية والنسائية والطلابية ، والصرف علي الموقعين على الاتفاقات مع الحركات المسلحة التي تحولت لمنافع ومحاصصات وفساد ، علي حساب ميزانيات التعليم والصحة والتنمية وبقية الخدمات ، والضرائب الباهظة علي الشعب بدلا من زيادتها علي البنوك وشركات الاتصالات ومواجهة الفساد واسترداد أموال الشعب المنهوبة.الشاهد أن هذه المصادر جاءت نتيجة للنهب الاقتصادي والقمع السياسي ، وعاشت تلك الفئة في ترف وبددت الفائض الاقتصادي في صرف بذخي أو تحويله للخارج. ومن الجانب الآخر تدهورت المشاريع الإنتاجية الزراعية والصناعية والخدمية ، وأوضاع الفئات الشعبية نتيجة للفقر والبؤس والضنك ، حتي بلغت ديون السودان أكثر من 60 مليار دولار ، وانتشرت الرشوة والفساد في المجتمع وغير ذلك من التحلل الخلقي الذي فرضه نظام الإسلامويين الاقتصادي والاجتماعي. كل تلك الأمثلة تحتاج لتقصي دقيق لمعرفة مصادر النهب والتمكين بهدف ازالته واستعادة أموال الشعب المنهوبة ٤ معلوم أن انقلاب اللجنة الأمنية لنظام البشير في 11 أبريل 2019م قطع الطريق أمام الثورة مما أدي لاستمرار دولة الإسلامويين العميقة والتمكين في الخدمة المدنية والنظامية ، واتخذ الانقلاب اشكالا متعددة حتى انقلاب 25 أكتوبر الذي حل لجنة التمكين والغى قراراتها وأعاد ما تم من استرداده من أموال الشعب المنهوبة ل”لفلول” الذين شاركوا مع حركات جوبا في الانقلاب وقمعوا بوحشية المواكب السلمية ، وشاركوا في الابادة الجماعية الجارية حاليا في دارفور وجنوب وغرب كردفان. الخ بهدف نهب الأراضي الموارد . ٥ مما يتطلب مواصلة المقاومة الجارية حتى وقف الحرب واسترداد الثورة واستعادة الحكم المدني الديمقراطي ، والتحديد بدقة لمواقع التمكين وأموال الشعب المنهوبة وتحقيق الآتي : – إلغاء كل قرارات انقلاب 25 أكتوبر بعد الحرب اللعينة التي عمقت التمكين ولاسيما في إعادة ما تم تفكيكه من تمكين وارجاع الأموال المنهوبة للفاسدين. – مواصلة تصفية مواقع التمكين الاقتصادي الإسلاموي التي رصدناها سابقا وغيرها فعلا لاقولا. – تفكيك التمكين في الخدمة المدنية والقضاء والنيابة والقوات النظامية بحيث تصبح قومية ومهنية تحت قيادة مدنية. – عودة أصول وأراضي القطاع العام المنهوبة ، وشركات الاتصالات والجيش والأمن والشرطة والدعم السريع لولاية وزارة المالية. – اصلاح النظام المصرفي وتحريره من التمكين ، ومحاكمة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة منهم.
#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وتعود النقابات مستمدة شرعيتها من قواعدها
-
كيف زادت حدة التفرقة العنصرية والعرقية بعد الحرب؟
-
كيف يشكل الاسلامويون خطرا على المنطقة والديمقراطية؟
-
قرارات البرهان هل هي المدخل للإصلاح؟
-
كيف فتح انفصال الجنوب صندوق بندورا؟
-
الحل الداخلي عامل حاسم في وقف الحرب
-
الذكرى الثامنة لرحيل المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم
-
كيف كانت السيادة الوطنية في اتفاقيتي فبراير ١٩
...
-
في ذكراه ال ٧٩ كيف جاءت نشاة الحزب الشيوعي السود
...
-
تعقيب على د. إبراهيم البدوي
-
كيف ربطت وثيقة إصلاح الخطأ الماركسية بالواقع؟
-
حول لقاء البرهان وقرار مجلس الأمن لوقف الحرب
-
في ذكراه ٧٩ كيف كانت تجربة الحزب الشيوعي في الصر
...
-
البرهان والتفريط في السيادة الوطنية
-
في ذكراه ال ٧٩ كيف كانت نشأة الحزب الشيوعي امتدا
...
-
الذكرى السادسة للتوقيع على الوثيقة الدستورية
-
الذيمقراطية مفتاح الحل
-
بمناسبة مرور ٥٤ عاما على صدور وثيقة حول البرنامج
-
في ذكرى رحيله ال ٢٠ الوحدة في منظور جون قرنق
-
مبادرة فرع عطبرة واستمرار الافتراء كذبا على الحزب الشيوعي
المزيد.....
-
الإهمال الطبي في السجون جريمة.. أفرجوا عن مروة عرفة
-
محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع
...
-
الفصائل الفلسطينية: سلاحنا باقٍ ما دام الاحتلال.. هذا ما جرى
...
-
الحزب الشيوعي العراقي: نحو إجماع وطني للأنهاء الكامل لأي وجو
...
-
الفصائل الفلسطينية في لبنان تنفي بدء تسليم سلاح المخيمات
-
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 8 متظاهرين ضد الحرب على غزة في حيفا
...
-
الشرطة الإسرائيلية تعتقل 8 متظاهرين في حيفا احتجوا ضد الحرب
...
-
كاتبة سودانية: المرتزقة الكولومبيون بدارفور خانوا إرث بوليفا
...
-
جيش لبنان يبدأ تسلم سلاح الفصائل الفلسطينية في مخيم برج البر
...
-
السلطات اللبنانية تبدأ عملية تسلم أسلحة من مخيمات فلسطينية ب
...
المزيد.....
-
ليبيا 17 فبراير 2011 تحققت ثورة جذرية وبينت أهمية النظرية وا
...
/ بن حلمي حاليم
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|