أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تاج السر عثمان - الحرب وتصاعد حدة تدهور الأوضاع المعيشية














المزيد.....

الحرب وتصاعد حدة تدهور الأوضاع المعيشية


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 8443 - 2025 / 8 / 23 - 18:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


١
أدت الحرب اللعينة الي تدمير البنيات التحتية ومرافق الدولة الحيوية والمصانع والأسواق والبنوك ومواقع الإنتاج الصناعي والزراعي والخدمي، وتدهور الأوضاع المعيشية والصحية والأمنية، مما أدي لفقدان الوظائف وعدم صرف المرتبات، ونزوح أكثر من ١٣ مليون مواطن داخل وخارج السودان،وتجنيد الأطفال ومقتل وفقدان الآلاف من الأشخاص، حتى أصبحت البلاد على حافة المجاعة، مع الأوضاع غير الانسانية في المناطق المحاصرة مثل :الفاشر الذي وصل المواطنون فيها حد اكل الامباز، والدلنج وكادوقلي والأبيض التي تعاني من الجوع والأمراض، مما يتطلب أوسع حملة داخلية وعالمية لوقف الحرب وفك الحصار وادخال المساعدات الإنسانية اليهم.
من جانب اخر تحقق الطبقات الرأسمالية الطفيلية العسكرية والمدنية من طرفي الحرب، أقصي الأرباح من تهريب الذهب والماشية والمحاصيل النقدية،والجبايات والاتاوات المفروضة على المواطنين، الي جانب الصرف الضخم على الحرب على حساب توفير احتياجات المواطنين الأساسية من معيشة وصحة وتعليم وخدمات المياه والكهرباء والانترنت. الخ، مثل الصفقة التي عقدتها حكومة بورتسودان مع تركيا لاستيراد أسلحة بقيمة ١،٥مليار دولار.فكلما ازداد الأغنياء غني من الحرب زاد الفقراء فقرا وبؤسا.
٢
ويستمر تدهور الأوضاع المعيشية كما في رفع أسعار الخبز ، حيث ارتفع سعر الرغيف الواحد من 150 إلى 200 جنيه، ما يعني أن المواطن بات يحصل على خمسة أرغفة فقط مقابل ألف جنيه. وهذا امتداد لسياسات حكومتي الحرب في بورتسودان ونيالا، التي تلقى أعباء أزمة الحرب على المواطنين، كما في الزيادات على الوقود التي ترفع بقية أسعار السلع والترحيل، وتكلفة الإنتاج الزراعي والصناعي.
كما في تبرير أصحاب المخابز لقرارهم بزيادة الأسعار بالإشارة إلى ارتفاع تكاليف المواد الأساسية مثل الدقيق والزيت والوقود، وهذا تتحمل مسؤوليته حكومتي الحرب التي ارهقت كاهل المواطنين بالزيادات في الاسعار والجبايات، اضافة لتدهور قيمة الجنية السوداني حيث تجاوز سعر الدولار" ٣٣٠٠ "جنية.
مما يمهد الطريق لعودة الاحتجاجات الشعبية إلى الشوارع، في حال لم تتخذ الحكومة إجراءات عاجلة لكبح جماح الأسعار وضمان توزيع عادل للسلع الأساسية بين المواطنين.
نتيجة لارتفاع اسعار الوقود وتدهور الأوضاع المعيشية، يواجه السودان كارثة بيئية متسارعة تهدد بتدمير ما تبقى من غطائه الغابي، وسط تحذيرات من فقدان التنوع البيولوجي وتدهور التربة وارتفاع معدلات التصحر. إضافة للتعدين العشوائي باستخدام مادة السيانيد الضارة بالإنسان والحيوان والتربة والنبات التي تجد مقاومة واسعة في مناطق التعدين.
هذا إضافة لتصاعد خطر المجاعة،، نتيجة للحرب و غياب التمويل اللازم لمزارعي القطاع المطري وعدم توفير مدخلات الإنتاج الأساسية، وسط ارتفاع متواصل في أسعارها بفعل السياسات النقدية لبنك السودان والتغييرات الإدارية في البنك الزراعي السوداني التي تزامنت مع بداية الموسم الزراعي.
٣
من جانب اخر تواصل حكومتي بورتسودان ونيالا في سياسات النظام البائد القمعية والاقتصادية والتفريط في السيادة الوطنية، كما في حملات الاعتقالات والتعذيب الوحشي والاغتيالات للناشطين في سجون طرفي الحرب، ومصادرة حرية العمل النقابي بفرض قانون نقابة المنشأة، اضافة للفساد والجبايات والضرائب التي تجعل الحياة لاتطاق، وكما القرارات الأخيرة التي أصدرتها لجنة الطوارئ الاقتصادية برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل إدريس، والمتعلقة بتنظيم تجارة وتصدير الذهب، التي اعتبرتها شعبة مصدري الذهب تمثل تهديداً مباشراً للاقتصاد الوطني وتصفها بأنها ذات آثار كارثية ومدمرة. وأكدت الشعبة أن هذه السياسات لن تسهم في الحد من تهريب الذهب، بل ستؤدي إلى تفاقم الظاهرة وتعميق الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد في الوقت الراهن. إضافة إلى أنها تعيد سياسة النظام السابق الفاشلة،فضلا عن الفساد وتحويل ثروة الذهب لمصلحة الطفيلية الإسلاموية والعسكرية الحاكمة، ولتمويل الحرب، مما سيضاعف من معاناة المواطنين الذين يواجهون أوضاعاً معيشية صعبة في ظل ارتفاع معدلات الفقر والتضخم. فضلا عن أن تنظيم تجارة الذهب تتطلب الحكم المدني الديمقراطي والشفافية في تنظيم في بورصة الذهب، فحكومة العسكر و الحرب والفساد الحالية تهزم فكرة تنظيم تجارة الذهب.
٤
كل ذلك يتطلب تقوية الجبهة الجماهيرية القاعدية لوقف الحرب واسترداد الثورة ، في ارتباط مع المقاومة اليومية من أجل تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية والأمنية، التي تدهورت، وصرف المرتبات ووقف تجنيد الأطفال وفك الحصار عن مدن الفاشر والدلنج وكاد قلي والأبيض ورفض العودة لسياسات النظام البائد التي تقوم على القمع والنهب والفساد وتمويل أجهزة القمع والحرب على حساب مطالب الجماهير المعيشية، وتوفير احتياجاتها الأساسية.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تم فشل لجنة التفكيك؟
- وتعود النقابات مستمدة شرعيتها من قواعدها
- كيف زادت حدة التفرقة العنصرية والعرقية بعد الحرب؟
- كيف يشكل الاسلامويون خطرا على المنطقة والديمقراطية؟
- قرارات البرهان هل هي المدخل للإصلاح؟
- كيف فتح انفصال الجنوب صندوق بندورا؟
- الحل الداخلي عامل حاسم في وقف الحرب
- الذكرى الثامنة لرحيل المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم
- كيف كانت السيادة الوطنية في اتفاقيتي فبراير ١٩ ...
- في ذكراه ال ٧٩ كيف جاءت نشاة الحزب الشيوعي السود ...
- تعقيب على د. إبراهيم البدوي
- كيف ربطت وثيقة إصلاح الخطأ الماركسية بالواقع؟
- حول لقاء البرهان وقرار مجلس الأمن لوقف الحرب
- في ذكراه ٧٩ كيف كانت تجربة الحزب الشيوعي في الصر ...
- البرهان والتفريط في السيادة الوطنية
- في ذكراه ال ٧٩ كيف كانت نشأة الحزب الشيوعي امتدا ...
- الذكرى السادسة للتوقيع على الوثيقة الدستورية
- الذيمقراطية مفتاح الحل
- بمناسبة مرور ٥٤ عاما على صدور وثيقة حول البرنامج
- في ذكرى رحيله ال ٢٠ الوحدة في منظور جون قرنق


المزيد.....




- -أصبح مشلولا-.. الجيش العراقي يرد على تحذيرات أمريكية من توس ...
- في -اليوم المفتوح-.. مقرات الحكومة الألمانية في برلين تستقبل ...
- الهند تعلّق إرسال الطرود إلى الولايات المتحدة بسبب رسوم جمرك ...
- وزارة الداخلية تطلق ورش إعداد «جيل جديد» من برامج التنمية ال ...
- من مطاردة الكلاب له إلى -مجند- في مركز شرطة.. إليكم قصة هذا ...
- شريكة إبستين السابقة تدافع عن ترامب: -لم أره قط في وضع غير ل ...
- بينهم نساء وأطفال.. مقتل 25 فلسطينياً في غزة بهجمات إسرائيلي ...
- وسائل إعلام إسرائيلية: نتانياهو يدفع لتسريع عملية السيطرة عل ...
- الغيطة الجبلية.. نبض الاحتفالات في قبائل جبالة بالمغرب
- صحيفة روسية: ترامب ارتكب خطأ جيوسياسيا بشأن الهند


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تاج السر عثمان - الحرب وتصاعد حدة تدهور الأوضاع المعيشية