أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - كيف قاد تنفيذ شروط صندوق النقد الدولي الانتفاضات وثورات؟














المزيد.....

كيف قاد تنفيذ شروط صندوق النقد الدولي الانتفاضات وثورات؟


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 8448 - 2025 / 8 / 28 - 08:36
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


1
تابعنا في مقال سابق تجربة الخضوع لشروط صندوق النقد الدولي وكيف أدت لتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية والأمنية وقادت لانتفاضة مارس أبريل ٨٥ وثورة ديسمبر ٢٠١٨.
كما نود التوضيح أن التعامل مع الصندوق والبنك الدوليين لا يستوجب تنفيذ شروطه القاسية في تخفيض العملة والخصخصة وتحرير السوق التي أفقرت الملايين. فدول كثيرة مثل الصين وفيتنام وماليزيا في عهد مهاتير محمد تعاملت مع صندوق النقد الدولي ولكنها رفضت تنفيذ شروطه القاسية في الخصخصة وتحرير السوق وتقدمت اقتصاديا.
ونتابع في هذا المقال كيف قادت تنفيذ شروط الصندوق الانتفاضات وثورات؟، مع اخذ انتفاضة مارس - أبريل ١٩٨٥، كمثال.
٢

كانت اجراءات حكومة النميري في مارس 1985 بعد الخضوع لشروط صندوق النقد والبنك الدوليين في تخفيض سعر صرف الجنية مقابل الدولار ،وتدهور الأوضاع المعيشية القشة التي قصمت ظهر البعير،فتمّ انفجار الشعب السوداني في انتفاضة أبريل 1985، واسقاط حكم الفرد.
تضافرت عوامل كثيرة تراكمت علي مدي 16 عاما من حكم النميري أدت لاسقاطه منها : تصاعد المقاومة الجماهيرية والعسكرية ، القمع المتواصل للحركة الجماهيرية الذي انتهي بقوانين سبتمبر 1983 ، واستشهاد الأستاذ محمود محمد طه ، ومجاعة 1983 / 1984 ، وتصاعد الحرب في الجنوب بعد خرق النميري لاتفاقية اديس ابابا ، وصب الزيت علي نار الحرب بتطبيق قواين سبتمبر 1983 ، والتفريط في السيادة الوطنية مثل : اشتراك السودان في قوات النجم الساطع، وفي اتفاقية الدفاع المشترك ، وتمدد الاستخبارات الامريكية في البلاد حتى اصبح السودان مستعمرةً أمريكية، اضافة لترحيل الفلاشا لاسرائيل، وتكوين التجمع الوطني لانقاذ الوطن من القوى السياسية والنقابية في آخر أيام النميري الذي قاد الانتفاضة.
لكن ما يهمنا في هذا المقال التركيز علي أثر تنفيذ شروط صندوق النقد والبنك الدوليين علي تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الذي كان من العوامل الرئيسية في انفجار الانتفاضة.
معلوم تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية منذ خضوع حكومة النميري لشروط صندوق النقد والبنك الدوليين في العام 1978، مما قاد لتدهور سعر الصرف للجنية السوداني مقابل الدولار علي سبيل المثال: تراجع سعر صرف الجنية من 3,14 دولار في 25 مايو 1969 الي 2,8 دولار عام 1975، إلي 2,5 دولار عام 1978 ، ثم الي حوالي 4, دولارعام 1985.
إضافة لارتفاع المديونية الخارجية الي 9 مليار دولار في عام 1985 ، وتصاعدت تكاليف المعيشة خاصة بعد عام 1978 ، بعد أن قامت الحكومة بايقاف مشاريع التنمية وسحب الدعم الحكومي من السلع الضرورية ، فضلا عن المجاعة والجفاف عام 1983 / 1984 والنزوح الكثيف الذي حدث للمدن ، وتصاعد الحرب الأهلية في الجنوب التي وصلت نفقاتها الي مليون دولار في اليوم ، مما زاد الجماهير رهقا علي رهق.
أدي تدهور الأوضاع المعيشية الي خروج عمال السكة الحديد في موكب بتاريخ 7 مارس 1985 يرفض الزيادات في الأسعار، وفي 10 مارس خرج موكب موظفي السكة الحديد ، وتواصلت المظاهرات في المدينة لأيام، حتى دخلو في اضراب مفتوح ، فقد كان عمال السكة الحديد من المبادرين بتفجير الانتفاضة ، كما بادر مواطنو عطبرة بعد الدمازين في تفجير ثورة ديسمبر 2018 التي استمرت حتى اسقاط البشير في 11 أبريل 2019 .
ثم بعد ذلك جاءت الطامة الكبرى أو نقطة التحول الحرجة التي اطاحت بالنظام ، عندما أعلنت الحكومة في 25 مارس 1985 برنامج صندوق النقد الدولي التقشفي ، فتم تخفيض سعر الجنية السوداني مقابل الدولار 150 % ، كان سعر الدولار 1 جنية ارتفع الي 2,5 جنية ، والارتفاع الجنوني في اسعار السلع والمحروقات، مما أدي لانفجار الشارع ، الذي بدأ بتحرك طلاب الجامعة الإسلامية وانضم اليهم عمال المنطقة الصناعية، وكانت الهتافات " مليون شهيد لعهد جديد" ، لا متاجرة باسم الدين "..الخ وخرجت الخرطوم في مظاهرات هادرة ، وبعد ذلك تحرك الأطباء في مستشفي الخرطوم واتحاد طلاب جامعة الخرطوم، وبقية المدن السودانية.. الخ، وتم تكوين التجمع الوطني لانقاذ الوطن من القوى السياسية والنقابية الذي قادة الانتفاضة والاضراب السياسي العام والعصيان المدني حتى تدخل القيادة العامة بقيادة سوار الذهب لانهاء بحكم الفرد لتبدأ فترة جديدة من الصراع.
٣
الجدير بالذكر أنه بعد انقلاب 30 يونيو 1989 الذي نفذه الإسلامويون ، اندفع حمدى وزير المالية في تنفيذ شروط صندوق النقد الدولي ، واقتصاد السوق والخصخصة ونهب وتفكيك القطاع العام وتشريد العاملين ، وسحب الدعم عن الصحة والتعليم ، الانخفاض المستمر في سعر صرف الجنية السوداني ، مما أدي لتدهور الأوضاع المعيشية وتزايد الفقر ، واستمر السير في سياسة الصندوق والتخفيض المتوالي والزيادات في أسعار السلع وتدهور المعيشة ،وفي ديسمبر 2018 ، كان الدولار يساوي 59 جنية ( 59 الف بعد سحب الثلاثة اصفار)، مما أدي لاندلاع ثورة ديسمبر 2018.
رغم هذا التدهور اطل علينا وزير المالية د. إبراهيم البدوي وطالب برفع الدعم ، والاستمرار في سياسة صندوق النقد والبنك الدوليين التي دمرت الاقتصاد السوداني وفاقمت الأوضاع المعيشية والاقتصادية،
وبالفعل تراجعت حكومة حمدوك عن توصيات المؤتمر الاقتصادي ونفذت شروط الصندوق القاسية التي كانت من أسباب فشل الفترة الانتقالية التي انتهت بانقلاب عسكري في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ وقاد للحرب اللعينة التي استمر فيها التدهور الاقتصادي والمعيشية واستمر التخفيض في الجنية السوداني حتى تجاوز الدولار حاجز ٣٣٠٠ جنية سوداني مما يتطلب وقف الحرب واستعادة مسار الثورة وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية والأمنية والتوجه للتنمية المستقلة وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية والأمنية ودعم الدولة للوقود والكهرباء والتعليم والصحة والدواء.الخ.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحل الداخلي هو البديل للتسوية التي تعيد إنتاج الحرب
- كيف كانت تجربة صندوق النقد الدولي في السودان؟
- كيف استمر الهجوم على الحزب الشيوعي بعد ثورة ديسمبر؟
- تعقيب على عاطف عبدالله
- الحرب وتصاعد حدة تدهور الأوضاع المعيشية
- كيف تم فشل لجنة التفكيك؟
- وتعود النقابات مستمدة شرعيتها من قواعدها
- كيف زادت حدة التفرقة العنصرية والعرقية بعد الحرب؟
- كيف يشكل الاسلامويون خطرا على المنطقة والديمقراطية؟
- قرارات البرهان هل هي المدخل للإصلاح؟
- كيف فتح انفصال الجنوب صندوق بندورا؟
- الحل الداخلي عامل حاسم في وقف الحرب
- الذكرى الثامنة لرحيل المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم
- كيف كانت السيادة الوطنية في اتفاقيتي فبراير ١٩ ...
- في ذكراه ال ٧٩ كيف جاءت نشاة الحزب الشيوعي السود ...
- تعقيب على د. إبراهيم البدوي
- كيف ربطت وثيقة إصلاح الخطأ الماركسية بالواقع؟
- حول لقاء البرهان وقرار مجلس الأمن لوقف الحرب
- في ذكراه ٧٩ كيف كانت تجربة الحزب الشيوعي في الصر ...
- البرهان والتفريط في السيادة الوطنية


المزيد.....




- جنايات بدر تجدد حبس محبوسين احتياطيًا دون حضورهم
- بيان للمكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم- التوجه الديمقراط ...
- محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ي ...
- هل أُعدّت السجون في تونس لاستقبال النقابيين؟
- الضفة.. إصابة 25 فلسطينيا بمواجهات مع الجيش الإسرائيلي في نا ...
- مناورة خاسرة.. البوليساريو في قمة طوكيو بـ-حيلة بروتوكولية- ...
- قيادي بـ-التقدمي الاشتراكي-: حصر السلاح بلبنان مرهون بوقف اع ...
- تجمهر العاملون بالأخبار فاستجابت الوطنية للصحافة لمطالبهم
- “مصيرنا واحد”.. تدعو للانضمام إلى دعوى قضائية لإسقاط زيادة أ ...
- ازدياد الفقراء في بنغلاديش لنحو 50 مليونا فما السبب؟


المزيد.....

- ليبيا 17 فبراير 2011 تحققت ثورة جذرية وبينت أهمية النظرية وا ... / بن حلمي حاليم
- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - كيف قاد تنفيذ شروط صندوق النقد الدولي الانتفاضات وثورات؟