أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - سقوط استراتيجية الاسترضاء: كيف أثبتت آلية الزناد نبوءة المقاومة وكشفت عن الحل الوحيد المتبقي














المزيد.....

سقوط استراتيجية الاسترضاء: كيف أثبتت آلية الزناد نبوءة المقاومة وكشفت عن الحل الوحيد المتبقي


سامي خاطر

الحوار المتمدن-العدد: 8455 - 2025 / 9 / 4 - 19:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد انتهى رسمياً عصر الأوهام الذي أحاط بالاتفاق النووي الإيراني. إن قرار القوى الأوروبية الكبرى بتفعيل آلية "الزناد" هو أكثر بكثير من مجرد مناورة دبلوماسية؛ إنه اعتراف متأخر ولكنه ضروري بأن سياسة الاسترضاء قد فشلت فشلاً ذريعاً. إنها لحظة إنصاف تاريخية للمقاومة الإيرانية، التي حذرت منذ اليوم الأول من أن نظاماً بُني على الخداع لن يحترم تعهداته أبداً. إن عودة قرارات مجلس الأمن الستة ليست مجرد استعادة للعقوبات؛ إنها استعادة للوضوح، وكشف لحقيقة أن الطريق إلى السلام لا يمر عبر التفاوض مع الإرهابيين، بل عبر تمكين ضحاياهم.
لقد جاء بيان الدول الأوروبية الثلاث ليرسم صورة قاتمة لا يمكن إنكارها: انتهاكات "واضحة ومتعمدة"، ومخزون من اليورانيوم المخصب يتجاوز الحد المسموح به بتسع مرات "دون أي مبرر مدني"، ومنشآت نووية حساسة خارج رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. هذه اللغة الصارمة ليست جديدة على مسامع من تابعوا الملف الإيراني عن كثب. إنها صدى مباشر للتحذير التاريخي الذي أطلقته السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، في نفس يوم توقيع الاتفاق النووي في 14 يوليو 2015. في ذلك اليوم، بينما كان العالم يحتفل بما اعتبره انتصاراً للدبلوماسية، حذرت السيدة رجوي من أن "أي تراخٍ أو تساهل سيؤدي إلى أن يمضي خامنئي مرة أخرى نحو إنتاج القنبلة الذرية بالخداع والتضليل". واليوم، وبعد عقد من الزمن، يعترف العالم بصحة هذه النبوءة.
لم تقتصر رؤية المقاومة على الجانب النووي فحسب، بل امتدت لتحذر من الأثر الكارثي للأموال التي سيتم الإفراج عنها. فقد طالبت السيدة رجوي في حينه بوضع تلك الأموال تحت رقابة صارمة من الأمم المتحدة لضمان إنفاقها على احتياجات الشعب الإيراني الماسة، محذرة من أن خامنئي سيستخدمها لـ"تصدير الإرهاب والتطرف إلى العراق وسوريا واليمن ولبنان، وقبل كل شيء، سيملأ جيوب حرس النظام الإيراني". والتاريخ أثبت صحة كل كلمة. فمليارات الدولارات التي تدفقت على خزائن النظام لم تُترجم إلى مستشفيات أو مدارس أو رواتب للعمال والمعلمين، بل تحولت إلى صواريخ باليستية للحوثيين، وتمويلات لحزب الله، ودعم للميليشيات التي تقتل الأبرياء في سوريا والعراق، مما أشعل حرائق المنطقة وأطال أمد مآسيها.

واليوم، بينما يواجه النظام عواقب غطرسته، بدأت أصوات الذعر والارتباك تتعالى من داخل حصونه. فقبل يوم واحد فقط من الإعلان الأوروبي، اعترف خبير حكومي على تلفزيون النظام بأن "آلية الزناد ليست مزحة، إنها تهديد خطير للبنية الاجتماعية والسياسية لإيران". لكن الاعتراف الأكثر رعباً جاء من محمد صدر، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، الذي حذر من أن عودة العقوبات الدولية ستجعل البلاد "موبوءة"، حيث "سينظر إلينا الجميع كطاعون، ولن يقترب منا أحد". هذه ليست مجرد كلمات، بل هي اعتراف صريح بالوصول إلى مرحلة العزلة الدولية الكاملة، حالة "الدولة المنبوذة" التي لا يمكنها حتى المشاركة في أبسط التعاملات الدولية.
وهنا يكمن جوهر القضية. فالعقوبات، على أهميتها القصوى لكبح جماح النظام ومنعه من الوصول إلى القنبلة، تظل أداة ضغط وليست حلاً نهائياً. الحل الحقيقي لا يكمن في أروقة فيينا أو نيويورك، بل في شوارع طهران وأصفهان وشيراز، وفي إرادة شعب تواق للحرية. هذا هو الصوت الذي سيصدح عالياً في قلب أوروبا، في بروكسل، في السادس من سبتمبر. إن المظاهرة الحاشدة التي ستنظمها المقاومة الإيرانية هناك ليست مجرد رد فعل على الأحداث، بل هي تقديم استباقي للحل. إنها تجسيد حي للخيار الثالث: لا حرب ولا استرضاء، بل تغيير النظام على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة. سيجتمع الآلاف ليقولوا للعالم إن إنهاء التهديد النووي والإرهابي للنظام لن يتحقق إلا بدعم البديل الديمقراطي، المتمثل في **خطة السيدة مريم رجوي ذات العشر نقاط. رسالة السادس من سبتمبر ستكون واضحة: لقد انتهى وقت الأوهام والحلول الوسط، وحان وقت الوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ ودعم نضال الشعب الإيراني من أجل جمهورية ديمقراطية علمانية وغير نووية.



#سامي_خاطر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برميل البارود الإيراني على وشك الانفجار: كيف تقدم بروكسل الخ ...
- خطوة أسترالية حاسمة ضد إرهاب الدولة الإيراني: طرد السفير ودع ...
- جريمة موثقة بالأمم المتحدة، وجواب يعلنه العالم في بروكسل: كي ...
- عندما تدين جنيف، تنتفض بروكسل: كيف حوّل إرهاب الدولة الإيران ...
- رسالة المقاومة الإيرانية بالتزامن مع تظاهرة بروكسل وآلية الز ...
- نظام الملالي في إيران: ديكتاتورية غير شرعية تهدد المنطقة وتُ ...
- سياسة المهادنة والاسترضاء الغربية وإمكانية ارتكاب النظام الإ ...
- دور النظام الإيراني في دعم جماعة الحوثي باليمن: استراتيجيات ...
- شواهد القبور محطمة.. وطمس دلائل حية
- تحركات النظام الإيراني في المنطقة: محاولات البقاء وسط الأزما ...
- الخوف يقود لاريجاني إلى بغداد وبيروت
- بعيداً عن الإسلام.. الإرهاب عقيدةٌ ونهج لدى نظام الملالي
- الإرهاب عقيدة وفكر نظام الملالي
- دور العمق الإيراني في إفشال حل الدولتين: مؤامرات النظام الإي ...
- الشعب الإيراني بين مطرقة الاستبداد وسندان المؤامرة الغربية
- إعدام بهروز إحساني ومهدي حسني: انتهاك يصدم الإنسانية
- تدخلات إيران في الأردن ولبنان وسوريا واليمن: الأزمة والحل
- المقاومة الإيرانية: صمود الشعب وتطلعات الحرية
- إعدام بهروز إحساني ومهدي حسني: جريمة تهز الضمير
- القوة الحقيقية للتغيير تكمن في قلب إيران: شعب يقاوم ويصمد من ...


المزيد.....




- بابا الفاتيكان يدعو لإطلاق سراح الرهائن ويؤكد دعمه لحل الدول ...
- الهباش يطلع وزير الشؤون الدينية الباكستاني على الأوضاع في فل ...
- الخليل.. فلسطينيون يحيون ذكرى المولد النبوي بالمسجد الإبراهي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية في دير بلوط غرب سلفيت
- الاحتلال يعتقل خمسة مواطنين من سلفيت بينهم أمين سر
- أستاذ تاريخ وحضارة: الصهيونية الدينية سيطرت على إسرائيل والع ...
- أوغندا: اعتقالات تكشف فبركة استخبارية لإدانة جماعة إسلامية
- شيخ الأزهر يرفض تجويع غزة ويدعو إلى تضامن عربي وإسلامي
- -الرئاسية لشؤون الكنائس- تدعو لنصرة أهل فلسطين وحماية أرضها ...
- من دعا من؟ خلاف يسبق لقاء البابا ورئيس إسرائيل في الفاتيكان ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - سقوط استراتيجية الاسترضاء: كيف أثبتت آلية الزناد نبوءة المقاومة وكشفت عن الحل الوحيد المتبقي