أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - جريمة موثقة بالأمم المتحدة، وجواب يعلنه العالم في بروكسل: كيف أصبحت مظاهرة 6 سبتمبر ضرورة إنسانية














المزيد.....

جريمة موثقة بالأمم المتحدة، وجواب يعلنه العالم في بروكسل: كيف أصبحت مظاهرة 6 سبتمبر ضرورة إنسانية


سامي خاطر

الحوار المتمدن-العدد: 8454 - 2025 / 9 / 3 - 08:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما تتوقف أعلى هيئة حقوقية في العالم عن استخدام اللغة الدبلوماسية وتصف أفعال دولة ما بأنها "نمط منهجي لاستخدام عقوبة الإعدام كوسيلة ترهيب"، فإننا نكون قد تجاوزنا مرحلة الإدانة السياسية ودخلنا مرحلة التوثيق الرسمي لجريمة ضد الإنسانية. إن التقرير الذي أصدرته مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ليس مجرد مجموعة من الأرقام المروعة، بل هو شهادة تاريخية، لائحة اتهام رسمية موجهة ضد نظام الملالي، وإعلان بأن ما يجري في إيران ليس مجرد قمع، بل هو حرب معلنة تشنها الدولة ضد شعبها. هذا الإعلان الصادر من جنيف، ببرودته القانونية وقوته الأخلاقية، يفرض على ضمير العالم سؤالاً ملحاً: وماذا بعد؟ إن الجواب على هذه الجريمة الموثقة لن يأتِي من بيانات التنديد التي أثبتت عقمها، بل سيأتي من الحشود الحية التي ستجتمع في قلب أوروبا. إن مظاهرة السادس من سبتمبر في بروكسل هي الرد العملي، الشعبي، والإنساني على هذه الوحشية الممنهجة.

تفكيك استراتيجية الإرهاب: ما وراء آلة القتل
لفهم عمق الأزمة، يجب أن نتجاوز الرقم الصادم — 841 إعداماً في ثمانية أشهر — ونحلل الاستراتيجية التي تكمن وراءه. فكما أشارت المتحدثة باسم المفوضية، رافينا شامداساني، فإن هذه ليست مجرد عقوبات، بل هي "أداة ترهيب" تستخدمها الدولة. أولاً، يستهدف النظام بشكل غير متناسب الأقليات الإثنية من الأكراد والعرب والبلوش، والمهاجرين الأفغان. هذا ليس صدفة، بل هو جزء من سياسة "فرّق تسد" الخبيثة التي تهدف إلى تمزيق الوحدة الوطنية ومنع تشكل جبهة معارضة عابرة للقوميات. ثانياً، يلجأ النظام إلى ممارسة الإعدامات العلنية، وهي طقوس وحشية من العصور المظلمة تهدف إلى تحطيم الروح المعنوية للمجتمع، وخصوصاً الأطفال، وتطبيع مشهد الموت. إنها محاولة لقتل الكرامة الإنسانية في الفضاء العام.

ثالثاً، وهو الأخطر، أن هذه الإعدامات تستهدف بشكل مباشر رموز المقاومة والتغيير. إن وجود ستة متهمين بالانتماء لمنظمة مجاهدي خلق وخمسة من نشطاء انتفاضة 2022، مثل العاملة الشجاعة شريفة محمدي، على قائمة الإعدام الوشيك، يكشف عن الرعب الحقيقي الذي يعيشه النظام. إنه لا يخشى الجريمة العادية، بل يخشى الفكر المنظم، والشجاعة السياسية، وإرادة التغيير. كل حكم إعدام ضد ناشط سياسي هو محاولة يائسة لقتل فكرة، ولكن التاريخ أثبت أن الأفكار لا تموت بالإعدام.

عندما تفشل الكلمات: ضرورة التحرك
لقد دعا المفوض السامي فولكر تورك، والمفوضية بأكملها، طهران إلى وقف الإعدامات. هذه الدعوات ضرورية ومهمة، لكنها للأسف غير كافية. لقد أثبت نظام الملالي على مدى أربعة عقود أنه لا يفهم لغة القانون الدولي ولا يحترم دعوات الهيئات الأممية. إن لغته الوحيدة هي لغة القوة والعنف. وكما أشارت المتحدثة الأممية، فإن الحكومات التي تواجه مقاومة لسياساتها "تُصبح أكثر قمعاً". هذا يعني أن النظام لن يتوقف من تلقاء نفسه، بل يجب إيقافه. وهنا يأتي دور القوة الشعبية المنظمة كعامل حاسم في تغيير المعادلة.

بروكسل: حيث تتحدى ثقافة الحياة ثقافة الموت
في هذا السياق المأساوي، تكتسب مظاهرة السادس من سبتمبر في بروكسل بعدها الإنساني والتاريخي. إنها ليست مجرد مسيرة سياسية، بل هي فعل مقاومة ضد ثقافة الموت التي يروج لها النظام. إنها الرد المباشر على كل حبل مشنقة يُنصب في إيران.
ففي مقابل كل إعدام، سيقف آلاف الأشخاص في بروكسل ليعلنوا تمسكهم بالحياة. وفي مقابل استهداف الأقليات، ستعرض المظاهرة نموذجاً للوحدة الوطنية الإيرانية بكل مكوناتها. وفي مقابل المحاكمات الجائرة التي تستند إلى "قوانين غامضة"، سيقدم المشاركون رؤية واضحة لدولة تقوم على سيادة القانون.
هذه الرؤية تتجسد في خطة السيدة مريم رجوي ذات العشر نقاط. إن أقوى رد على تقرير الأمم المتحدة المروع يكمن في البند الأول من هذه الخطة: "إلغاء عقوبة الإعدام". إن هذا البند وحده يمثل النقيض المطلق لكل ما يمثله نظام الملالي. إنه التزام ببناء مجتمع يحترم أقدس الحقوق، الحق في الحياة. إن مظاهرة بروكسل هي المكان الذي سيُعلن فيه أن الشعب الإيراني لا يرفض فقط هذا النظام الدموي، بل يملك بديلاً ديمقراطياً وإنسانياً جاهزاً. الرسالة التي ستنطلق من بروكسل ستكون موجهة إلى العالم أجمع: لقد قدمت الأمم المتحدة شهادتها، والآن حان دور الشعوب الحرة لتقدم دعمها. حان الوقت للوقوف إلى جانب الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة لوضع حد لهذه الجريمة المستمرة وبناء مستقبل مشرق لإيران.



#سامي_خاطر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تدين جنيف، تنتفض بروكسل: كيف حوّل إرهاب الدولة الإيران ...
- رسالة المقاومة الإيرانية بالتزامن مع تظاهرة بروكسل وآلية الز ...
- نظام الملالي في إيران: ديكتاتورية غير شرعية تهدد المنطقة وتُ ...
- سياسة المهادنة والاسترضاء الغربية وإمكانية ارتكاب النظام الإ ...
- دور النظام الإيراني في دعم جماعة الحوثي باليمن: استراتيجيات ...
- شواهد القبور محطمة.. وطمس دلائل حية
- تحركات النظام الإيراني في المنطقة: محاولات البقاء وسط الأزما ...
- الخوف يقود لاريجاني إلى بغداد وبيروت
- بعيداً عن الإسلام.. الإرهاب عقيدةٌ ونهج لدى نظام الملالي
- الإرهاب عقيدة وفكر نظام الملالي
- دور العمق الإيراني في إفشال حل الدولتين: مؤامرات النظام الإي ...
- الشعب الإيراني بين مطرقة الاستبداد وسندان المؤامرة الغربية
- إعدام بهروز إحساني ومهدي حسني: انتهاك يصدم الإنسانية
- تدخلات إيران في الأردن ولبنان وسوريا واليمن: الأزمة والحل
- المقاومة الإيرانية: صمود الشعب وتطلعات الحرية
- إعدام بهروز إحساني ومهدي حسني: جريمة تهز الضمير
- القوة الحقيقية للتغيير تكمن في قلب إيران: شعب يقاوم ويصمد من ...
- صوت الشعب الإيراني: الحل الثالث لمستقبل ديمقراطي
- العلاقة بين النظام الإيراني والوكالة الدولية للطاقة الذرية: ...
- إمتداداً ل سايكس بيكو.. ملالي إيران مشروعاً لخراب وترويض الش ...


المزيد.....




- شيخ الأزهر يرفض تجويع غزة ويدعو إلى تضامن عربي وإسلامي
- -الرئاسية لشؤون الكنائس- تدعو لنصرة أهل فلسطين وحماية أرضها ...
- من دعا من؟ خلاف يسبق لقاء البابا ورئيس إسرائيل في الفاتيكان ...
- مصر.. ساويرس ورده على -دليل إلغاء الإخوان للديمقراطية- يشعل ...
- قاليباف: على الحكومات الإسلامية اتخاذ خطوات عملية لوقف آلة ا ...
- من الحركيين إلى التقليديين: إعادة إنتاج الأفيون باسم الإسلام ...
- الكنيست يصوت على تعديل مصطلح -الضفة الغربية- إلى -يهودا والس ...
- حرب غزة وتداعياتها.. هل أثرت على الأقلية اليهودية في تونس؟
- الاضطرابات تجتاح أكبر دولة إسلامية في العالم.. فما الذي يجب ...
- الموصل تستعيد رموزها التاريخية: افتتاح الجامع النوري والحدبا ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - جريمة موثقة بالأمم المتحدة، وجواب يعلنه العالم في بروكسل: كيف أصبحت مظاهرة 6 سبتمبر ضرورة إنسانية