سامي خاطر
الحوار المتمدن-العدد: 8433 - 2025 / 8 / 13 - 10:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مؤتمر في واشنطن يفضح هيكلية قيادة المنظومة الإرهابية لدى نظام ولاية الفقيه..
هل يعتمد نظام الملالي الفاشي الإسلام كقيم وفكر وأخلاق في نهجه؟
كان الإسلام مجرد إدعاءا منه وكان بعيدا عن الإسلام تماماً، وهذه هي حقيقة نظام الملالي الذي ظهر في فترة تراجعت فيها حرارة المد القومي العربي ورأى الغرب في تلك الفترة أنه من الممكن أن يحظى الإسلام السياسي بالقبول خاصة بعاظم الشيوعية في المنطقة والشرق بشكل عام، ومن هنا كانت الحاجة إلى نظام سياسي في المنطقة يتلحف برداء الدين ليكون خليفة للشاه ونظامه الآيل للسقوط، ومنذ استيلاء الملالي على الحكم في إيران عام 1979 رفعوا حسب السيناريو شعارات دينية واستخدموا الإسلام كغطاء أيديولوجي لفرض سيطرتهم السياسية والاجتماعية.. غير أن المتأمل في ممارسات نظام الملالي وسلوكياته يجد أن هذا النظام لا يعكس القيم الحقيقية للإسلام بل يوظف الدين كأداةً لتبرير القمع والاستبداد وتحقيق مصالح ضيقة.
الإسلام الحقيقي: قيم العدل والرحمة
الإسلام دين العدل حيث يقول الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ"، وهو دين يرفض الظلم بكل أشكاله، ويحث على الرحمة واحترام كرامة الإنسان.. لكن نظام الملالي بدلا من أن يجسد هذه القيم أسس أجهزة قمعية مثل الحرس الثوري والبسيج لقمع المعارضين، وفرض قوانين عنصرية على أساس الجنس والمذهب.
الفاشية الدينية: استغلال النصوص لخدمة السلطة
تقوم الفاشية الدينية التي أسس لها نظام الملالي على خلط الدين بالسياسة بشكل انتقائي.. حيث يتم تأويل النصوص بما يخدم بقاءه في السلطة، وتكميم الأفواه المعارضة بتهمة "معاداة الإسلام" أو "الفتنة". وهنا يصبح الدين مجرد وسيلة لشرعنة الدكتاتورية، لا مرجعية للأخلاق أو العدالة.
ازدواجية الخطاب والممارسة
بينما يدّعي النظام الدفاع عن "القيم الإسلامية"، نجد الإفساد العام...، والفساد المالي والسياسي مستشريًا في مؤسساته، وثروات ضخمة بيد قياداته في حين يعيش الشعب الإيراني تحت ضغوط اقتصادية خانقة، وتتنافى هذه الازدواجية مع مبدأ الأمانة والنزاهة الذي يؤكد عليه الإسلام.
اضطهاد داخلي وتدخل خارجي
باسم "نصرة المستضعفين" يتدخل هذا النظام في شؤون دول المنطقة، ويدعم ميليشيات مسلحة تؤجج الحروب الطائفية.. بينما يقمع المستضعفين في الداخل الإيراني من عمال وطلاب ونساء وأقليات قومية ودينية.
يتضح مما سبق أن نظام الملالي الفاشي لا يعتمد الإسلام كقيم وفكر وأخلاق، بل يستغل مظاهر الدين وشعاراته لبناء سلطة استبدادية. الإسلام الحقيقي بريء من ممارسات هذا النظام، الذي حوّل الدين من رسالة هداية وعدل إلى أداة قمع وتسلط.
علاقة نظام الملالي الفاشي بالإسلام وآل بيت النبوة الأطهار
منذ قيام نظام الملالي في إيران اتخذ النظام من الانتماء المذهبي وشعارات الولاء لآل بيت النبوة غطاءً سياسيًا وإعلاميًا لتبرير سياساته الداخلية والخارجية والتغرير بالبسطاء لاقتيادهم إلى حيث مخططاتهم وليصبح البعض منهم جزءا من أدواته؛ لكن نظرة متعمقة في الممارسات الفعلية لهذا النظام تكشف تناقضًا صارخًا بين ادعاءاته وبين القيم النبيلة التي يمثلها الإسلام الحقيقي وسيرة وأخلاق آل البيت الأطهار.
الإسلام وآل البيت.. رسالة عدل ورحمة
الإسلام الذي جاء النبي محمد ﷺ برسالته وتربى عليه آل بيته الأطهار هو دين يقوم على مكارم الأخلاق، ومن ثم العدل، الرحمة، المساواة ونصرة المستضعفين.. فقد كانوا مثالًا للتواضع ونصرة الحق، وابتعدوا عن الاستبداد والظلم، حتى مع مخالفيهم، ويصعب على نظام كهذا النظام الاستبدادي والمنخرطين تحت لوائه التقيد بقيم الإسلام المحمدي الحنيف والالتزام بأخلاق وسلوك وسيرة المصطفى ﷺ وآل بيته الأطهار.
استغلال آل البيت في الخطاب السياسي
كان آل البيت الأطهار يرفضون استغلال الدين لمصالح شخصية أو سياسية، وكانوا أقرب إلى الناس في حياتهم ومعيشتهم أطهار مطهرين لا يعرفون سوى الزهد والإيثار والورع، وقد إهتدى وصدق في مسيره من اتبع هديهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما مدرسة نظام الملالي فتغرق في الفساد المالي والسياسي، ويعيش رموزها في رفاهية على حساب الشعوب التي تعاني الفقر والبطالة والحرمان.
لقد حوّل نظام الملالي لـ اسم آل البيت من رمز للوحدة والعدالة إلى أداة سياسية لتعبئة الجماهير وتبرير تدخلاته الإقليمية، وإضفاء شرعية دينية على قمعه الداخلي وتدخله الخارجي.. فهو يدّعي الدفاع عن حقوق أتباع آل البيت بينما ينتهك أبسط حقوق الإنسان للمواطنين الإيرانيين بمن فيهم الشيعة أتباع آل البيت الذين يفضحون أكاذيبه ويعارضون حكمه.. ومن خلال جهود بسيطة مباركة في معركة الوعي تتراجع سطوة هذا النظام داخليا وخارجياً ويتراجع مشروع التجهيل والتخدير وتتساقط الأقنعة ويبدأ التنازلي لزوال هذا النظام.
تشويه صورة الإسلام وأهل البيت
بسبب ممارساته القمعية وتدخلاته في شؤون دول أخرى، وارتكابه لجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في أماكن عدة أسهم نظام الملالي في تشويه صورة الإسلام وسمعة أتباع آل البيت أمام الرأي العام العالمي، وربطها زورًا بالعنف والطائفية؛ رغم أن نهج أهل البيت هو الإحسان والتراحم ونبذ الفرقة ونشر السلام، وعلى ذلك فإن علاقة نظام الملالي بالإسلام وآل البيت الأطهار ليست علاقة اتباع وتمسك بالقيم بل علاقة استغلال سياسي ودعائي.. الإسلام وآل البيت براء من ممارسات هذا النظام الذي حوّل المبادئ السامية إلى أدوات للهيمنة والتسلط.
ماذا أضاف نظام الولي الفقيه للمذهب الجعفري والشيعة قبل أن يضيف للإسلام؟
منذ تأسيس نظام "ولاية الفقيه" في إيران بقيادة خميني عام 1979، رفع قادته شعار حماية المذهب الجعفري والدفاع عن الشيعة، قبل أن يرفعوا راية الإسلام العالمي.. لكن الواقع العملي يكشف أن ما أضافه هذا النظام للمذهب الجعفري وللشيعة قبل الإسلام نفسه لم يكن بناءً أو إصلاحًا بل كان في معظمه تشويهًا وتحريفًا لصورة المذهب وأتباعه أمام العالم، وما وقع من ظلم وإجحاف وضرر على الشيعة المخالفين له في إيران والعراق ولبنان وسوريا وغيرها من البلدان أكثر وأشد مما وقع على غير الشيعة، وبقراءة يسيرةٍ متمعنة في تاريخ هذا النظام ووعاظه الذين كانوا وعاظا لسلاطين من قبل نصل إلى حقيقته وحقيقة ما أسس له وما جرى على يده ويد ميليشياته.
حصر المذهب في سلطة سياسية.. وتعزيز البعد الطائفي على حساب البعد الإنساني
ارتبط المذهب الجعفري عبر تاريخه بالاجتهاد العلمي، والانفتاح الفكري، والبحث الفقهي العميق، بعيدًا عن الانخراط في سلطة استبدادية.. لكن نظام الولي الفقيه حوّل المذهب إلى أداة سياسية؛ يختزل قيمه وتعاليمه في قرارات الحاكم ويخلط بين الولاء الديني والطاعة المطلقة للنظام، وبدلاً من أن يقدم المذهب الجعفري على حقيقته كجزء من المنظومة الإسلامية الجامعة التي تدعو للوحدة والعدل عمل النظام على تأجيج الانقسام الطائفي، وجرّ أتباع المذهب إلى مسارح الكراهية وصراعات إقليمية ما جعلهم في نظر الكثيرين أداة لمشروع سياسي لا علاقة له بروح الإسلام.
تشويه صورة الشيعة عالميًا
إن إرث المذهب الجعفري قائم على الاجتهاد وحرية البحث.. لكن نظام الولي الفقيه كبّل هذه الحرية وقيد الفكر والاجتهاد، وجعل المرجعية الفقهية خاضعة للقرار السياسي مما أضعف دور العلماء المستقلين وأفقد الفقه الجعفري جزءًا كبيراً من رصانته واستقلاليته التاريخية، وبسبب نهج النظام الخارج عن قيم الإسلام الحنيف وعن ثوابت المذهب الجعفري، بالإضافة إلى التدخلات العسكرية ودعم الميليشيات في دول عدة ارتبطت مفردة الشيعة في أذهان بعض الشعوب بالعنف والطائفية والفتنة رغم أن أئمة أهل البيت ومذهبهم كانوا مثالًا للتسامح والحوار، وهكذا أساء النظام لـ لآل البيت ولسمعة أتباع المذهب أكثر من دفاعه عنهم.
من مؤتمر المقاومة في واشنطن دعوة لاتخاذ إجراءات حازمة
بعيدا عن الإسلام اتخذ نظام ولاية الفقيه من الإرهاب نهجا وعقيدة ووسيلة له واتخذ من الإسلام غطاءا لذلك.. لكن منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية كانت تترصد له فاضحة إياه وهويته ونهجه ومخططاته وجرائمه، وفي ختام مؤتمر عقدته المقاومة الإيرانية في واشنطن للكشف عن الهيكلية القيادية للإرهاب في داخل النظام الإيراني دعت المقاومة الإيرانية المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات حاسمة لمواجهة إرهاب الدولة الذي يمارسه النظام، وتشمل هذه الخطوات:
• إغلاق جميع سفارات النظام وممثلياته الدبلوماسية والمراكز التابعة له.
• إدراج وزارة المخابرات وحرس النظام الإيراني بالكامل على قوائم الإرهاب.
• ملاحقة ومعاقبة وطرد جميع عملاء ومرتزقة وزارة المخابرات والحرس.
• فرض عقوبات شاملة من قبل الأمم المتحدة والدول الأعضاء على النظام باعتباره الراعي الأول لإرهاب الدولة في العالم.
كذلك دعا السيد علي جعفر زاده الذي أدار هذا المؤتمر الصحفي إلى تغيير جذري في السياسة الدولية تجاه النظام.. مؤكداً أنه بعد أربعة عقود من التنازلات قد حان الوقت الآن لتغيير ذلك.. ومحاسبة هؤلاء الدبلوماسيين الإرهابيين، وإسناد الشعب الإيراني ومقاومته الديمقراطية في نضالهما المشروع ضد الفاشية في إيران.
#سامي_خاطر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟