أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - الغرب ودكتاتورية الشاه.. -انقلاب 1953- نموذجاً















المزيد.....

الغرب ودكتاتورية الشاه.. -انقلاب 1953- نموذجاً


سامي خاطر

الحوار المتمدن-العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 02:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في عام 1953 قامت الاستخبارات الأمريكية والمخابرات البريطانية بانقلاب عسكري ضد رئيس الوزراء المنتخب ديمقراطياً الزعيم الوطني الإيراني الدكتور محمد مصدق الذي حاول تأميم النفط الإيراني لصالح الشعب.. ولكن بدعم غربي أُعيد الشاه محمد رضا بهلوي إلى السلطة ليحكم إيران بقبضة حديدية مدعوماً بـالسافاك (جهاز الأمن السري) الذي قام بتعذيب وقتل المعارضين، وقد قام الغرب بتدريب السافاك ودعمه ليصبح أحد أكثر أجهزة القمع دموية في العالم، وقد زوَّدت أمريكا الشاه بأحدث الأسلحة، وحوَّلت إيران إلى شرطي للخليج ضد أي تيارات عربية أو إسلامية معادية للمصالح الغربية، وقد قامت الثورة الوطنية الإيرانية 1979 نتيجة طبيعية لفساد وظلم نظام الشاه المدعوم غربياً.
لماذا يريد الغرب إبقاء المنطقة في حالة حرب؟
يسعى الغرب إلى السيطرة على النفط والغاز.. فالفوضى تضمن بقاء الدول الضعيفة تحت الهيمنة الغربية. والحيلولة دون ظهور قوة إقليمية موحدة؛ ذلك لأن وحدة العرب والمسلمين تهدد المصالح الاستعمارية، كذلك تهدد تسويق الأسلحة، فالشرق الأوسط هو أكبر سوق للسلاح في العالم، والحروب تُبقي هذا السوق مُربحاً ومهلكا لشعوب المنطقة وإلهاء للشعوب عن قضاياها الحقيقية والزج بها في متاهة الفقر والفساد، وتحويل غضبها باتجاه حروب داخلية.
الغرب يهادن ويغض البصر عن جرائم النظام الإيراني كما غض البصر عن الجرائم التي وقعت بحق الشعب الفلسطيني بعد اغتصاب أرضه... مع ازدواجية المعايير الغربية كأداة للهيمنة!!
يكشف الموقف الغربي من النظام الإيراني والاحتلال الإسرائيلي عن ازدواجية صارخة في تطبيق المعايير الدولية. فبينما يُدان بعض الأنظمة بعنف، يتم التغاضي بل أحياناً دعم انتهاكات أنظمة أخرى عندما تخدم المصالح الغربية. هذه السياسة ليست جديدة، بل هي امتداد لاستراتيجية استعمارية قديمة: "فرّق تَسُد". ويعتمد الغرب سياسة المصالح فوق المبادئ ويتجلى ذلك من خلال صمته إزاء جرائم النظام الإيراني، ومن خلال الدعم الضمني عبر العقوبات الانتقائية يفرض الغرب عقوبات على إيران بينما يستثني قطاعات حيوية (مثل الأدوية) مما يسمح للنظام بالبقاء، وتواصل أوروبا التعامل التجاري الخفي مع طهران رغم خطابها "المعارض" لحقوق الإنسان، وبدليل التغاضي عن القمع الداخلي لم يتخذ الغرب أي إجراء حقيقي ضد قمع المتظاهرين الإيرانيين (مثل احتجاجات 2019 و2022)، ولم تحرك الدول الغربية ساكناً تجاه إعدام الأطفال (مثل قضية نيكا شاكرمي) أو سجن الناشطين، ومن ناحية التعاون الأمني السري نجد أن هناك تسريبات تكشف تعاون أجهزة أمنية غربية مع ما يسمى بـ الحرس الثوري في مهزلة "مكافحة الإرهاب" (خاصة ضد المعارضين الإيرانيين في الخارج).
الغرب والمقاومة الإيرانية: بين الحصار والتستر على الجرائم
المقدمة: الغرب.. حامي الدكتاتوريات لا الشعوب
التاريخ يثبت أن الغرب لم يكن يوماً حريصاً على حرية الشعوب، بل كان المهندس الأكبر لقمعها. ففي إيران، نرى نموذجاً صارخاً لهذه السياسة. فبينما يُظهر الغرب ادعاءات دفاعه عن حقوق الإنسان، نراه في الواقع يقيّد المقاومة الإيرانية ويُبقي نظام الملالي في السلطة لخدمة مصالحه.، ووفقا لها النهج الغربي حاصر الغرب المقاومة الإيرانية!! وصنف منظمة"مجاهدي خلق" كمنظمة إرهابية!! ففي سنة 1997 وضعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية على قوائم الإرهاب، رغم أنها أكبر وأقدم حركة معارضة منظمة ضد نظام الملالي، وقد حرم هذا التصنيف المقاومة الإيرانية من الدعم السياسي والمالي الأمر الذي يخدم بقاء واستمرار نظام حكم الملالي؛ بينما استمر الغرب في التعامل مع نظام الملالي!! ولم تُرفع هذه التهمة إلا في 2012 (أمريكا) و2009 (أوروبا) بعد محاكمات قضائية عادلة.. لكن ما وقع من ضرر كان قد وقع.
كيف يتستر الغرب على جرائم الملالي؟
التزام الصمت على القتل الجماعي.. ففي 1988 أعدم النظام الإيراني 30,000 سجين سياسي في أسابيع، والغرب لم يفعل شيئاً. وحتى اليوم لا توجد محكمة دولية لمحاسبة قتلة تلك المجزرة رغم توثيق الجريمة، أضف إلى ذلك التعامل السري مع حرس الملالي حيث كشفت وثائق أن بريطانيا وفرنسا أجرتا مفاوضات سرية مع هذا الحرس لضمان مصالحهما النفطية، هذا وتقوم ألمانيا وفرنسا ببيع معدات مراقبة للنظام الإيراني تستخدم في قمع المتظاهرين!! فضلاً عن أن العقوبات الغربية الوهمية لا تستهدف قادة الحرس الحقيقيين بل تكتفي بشخصيات ثانوية ناهيك عن أن الشركات الأوروبية تواصل الاستثمار في إيران عبر شركات وهمية في الإمارات وتركيا.
هل سيصلح الغرب ما أفسده في إيران والمنطقة ويدعم مشروع التغيير الذي تتبناه المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي؟
الغرب لديه تاريخ طويل من التدخل في شؤون إيران والمنطقة ما تسبب في خلق واستمرار العديد من المشاكل والتحديات، ومع ذلك، فإن مستقبل إيران يتحدد بإرادة شعبها وقواه الوطنية، وليس بقرارات خارجية، وتمثل المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي خيارًا وطنيًا للتغيير الديمقراطي، وتعتمد على دعم الإيرانيين الذين يتطلعون إلى حرية وعدالة حقيقية، وأما بالنسبة للغرب الذي يحاول إعادة تدوير جرائم وقُبح الشاهنشاهية فمن غير الواضح ما إذا كان سيدعم مشروع التغيير بشكل فعّال أو لا خاصة وأن مصالحه السياسية والاقتصادية قد لا تتوافق دائمًا مع تطلعات الشعوب.
التغيير الحقيقي يجب أن ينبع من الداخل، وأن يكون مدعومًا بإرادة الشعب الإيراني الذي عانى لعقود من القمع والفساد، ونحن نؤمن بأن شعب إيران قادر على تحقيق التغيير بنفسه، بدعم من القوى الوطنية والديمقراطية، بما في ذلك المقاومة الإيرانية، والغرب يمكن أن يلعب دورًا إيجابيًا إذا قرر دعم إرادة الشعب الإيراني وتطبيق برنامج المواد العشر للسيدة مريم رجوي بدلاً من المصالح قصيرة المدى.
خراب إيران والمنطقة ليس قدراً محتوماً بل هو نتيجة سياسات خاطئة وتدخلات خارجية وداخلية، والحل يبدأ بوقف التدخلات في شؤون الدول الأخرى، وإعطاء الأولوية لمصالح الشعوب بدلاً من المصالح الضيقة للنخب الحاكمة، والحرب ليست الحل بل السلام والتعاون الإقليمي هما الطريق الوحيد لإنهاء هذه الدوامة المدمّرة.
ختاماً.. الغرب ليس "حريصاً على الديمقراطية" في المنطقة، بل هو من صنع أكثر الدكتاتوريات دموية، وإذا أرادت شعوب الشرق الأوسط الخلاص فلابد من رفض التبعية للخارج والبحث عن نموذج مستقل لا يخضع لأجندات غربية أو شرقية والتعاون الإقليمي بدلاً من الصراعات المفتعلة ومحاسبة الأنظمة الفاسدة التي تبيع البلاد للخارج مقابل البقاء في السلطة.. الغرب لن ينقذ المنطقة ولا خيار سوى أن تنهض شعوبها بنفسها.



#سامي_خاطر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد فشل نهج المهادنة والاسترضاء مع نظام الملالي.. بقايا الشه ...
- أحكام الإعدام في إيران بين الباطل والحقيقة
- النظام الإيراني ومفاوضات البرنامج النووي، استراتيجية اللعب ع ...
- مصير المفاوضات النووية بعد الجولة الرابعة
- تفجيرات وحرائق في إيران.. نظام الملالي على حافة الهاوية..
- ماذا يخبئ النظام الإيراني وراء انفجار ميناء رجائي في بندر عب ...
- المفاوضات الأمريكية مع نظام ولاية الفقيه وانتهاكات حقوق الإن ...
- أي الخيارات الممكنة أفضل: بقاء النظام الإيراني أم قيام إيران ...
- المفاوضات النووية مع النظام الإيراني ومستقبل العلاقات مع الو ...
- ملالي إيران والإدارة الأمريكية بين التهديد والوعيد..
- المقاومة الإيرانية تُحيي المرأة في واشنطن؛ رسالة المرأة الإي ...
- الكونغرس الأمريكي يدعم التطلعات الديمقراطية للشعب الإيراني
- المقاومة الإيرانية: نساءٌ رائدات من أجل إيران حرة
- النظام الإيراني؛ والتصعيد واقع الحال اليومي في ا¢ ...
- ساعة الحسم تقترب في إيران
- مواقع سرية تكشف خرق طهران للاتفاقيات الدولية!
- تجمعٌ في باريس يستهدف إسقاط النظام
- أزمة الملف النووي الإيراني مهادنة ستنتهي بمفاجآت
- ثورة بهمن فبراير الوطنية ذكرى ملحمية متجددة
- النظام الإيراني إلى أين بعد سوريا وتوافق حماس وانصياع حزب ال ...


المزيد.....




- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - الغرب ودكتاتورية الشاه.. -انقلاب 1953- نموذجاً