أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - إعدام بهروز إحساني ومهدي حسني: انتهاك يصدم الإنسانية














المزيد.....

إعدام بهروز إحساني ومهدي حسني: انتهاك يصدم الإنسانية


سامي خاطر

الحوار المتمدن-العدد: 8421 - 2025 / 8 / 1 - 15:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في خطوة وحشية جديدة تضاف إلى سجل الانتهاكات الصارخ لحقوق الإنسان، في ظل نظام لا يعرف سوى القمع والبطش، أقدمت السلطات الإيرانية، في عملية تفتقر إلى أدنى معايير العدالة والشفافية؛ على إعدام الشابين بهروز إحساني ومهدي حسني في جريمة جديدة تهزّ الضمير الإنساني. هذه الجريمة ليست مجرد إعدامين، بل هي وصمة عار جديدة تلطخ جبين الإنسانية، وتهز الضمير العالمي الذي يراقب بصمت أو ببيانات خجولة.
تم تنفيذ حكم الإعدام بعد محاكمات صورية افتقرت إلى الاستقلال والنزاهة، ووسط تقارير موثوقة تؤكد تعرض الشابين للتعذيب الجسدي والنفسي وانتزاع الاعترافات تحت الإكراه. لم تُمنح لهما حقوق الدفاع الكاملة، ولم يُسمح لعائلتيهما بالحضور أو حتى معرفة توقيت الإعدام.
هذه الجريمة ليست سوى فصل جديد من مسلسل طويل من الإعدامات السياسية والانتقامية، الذي يستخدمه النظام الإيراني كأداة لترويع المواطنين وإسكات أي صوت معارض. إن تصفية بهروز ومهدي ليست سوى رسالة دموية يبعث بها النظام إلى شباب إيران الأحرار: "إياكم والمطالبة بالحرية."
لكن الرسالة انقلبت على أصحابها. فقد أثارت عملية الإعدام موجة واسعة من الغضب الشعبي داخل إيران وخارجها، وأعادت تسليط الضوء على سجل النظام الإيراني الأسود في حقوق الإنسان. وبدأت منظمات حقوقية دولية تُطالب بتحقيق عاجل في ملابسات الإعدام، وبتقديم المسؤولين عن هذه الجريمة إلى العدالة.
إن العالم أمام اختبار حقيقي. فالصمت تجاه هذه الجرائم يُعد تواطؤًا، بل ومشاركة غير مباشرة في استمرارها. يجب على المجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، أن يتخذ موقفًا حازمًا لوقف آلة الإعدام في إيران، ومحاسبة الجناة، وفرض العقوبات على المتورطين في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
لقد جاءت أنباء إعدام بهروز ومهدي لتؤكد مجدداً أن حياة الأفراد في إيران أصبحت لا قيمة لها أمام آلة القمع التي لا تتوانى عن استخدام أقصى درجات العنف لإسكات الأصوات المعارضة، وترويع المجتمع. ففي الوقت الذي يتطلع فيه العالم إلى التخفيف من أحكام الإعدام والتوجه نحو عقوبات بديلة، تصر إيران على المضي قدماً في سياسة القتل الممنهج، مستهدفة شباباً لم يرتكبوا سوى "جريمة" التعبير عن آرائهم أو المطالبة بحقوقهم الأساسية.
ما يزيد من بشاعة هذه الإعدامات هو الغموض الذي يكتنف المحاكمات، وانعدام الشفافية، والحرمان من أبسط حقوق الدفاع. غالباً ما تتم هذه الإعدامات بعد محاكمات صورية، مبنية على اعترافات انتُزعت تحت التعذيب، ودون أي اعتبار للمعايير الدولية للمحاكمة العادلة. هذا النمط المتكرر من الإجراءات يجعل كل حكم إعدام في إيران مشوباً بظلال الشك في عدالته ومشروعيته.
إن إعدام بهروز إحساني، ومهدي حسني ليس حادثة فردية، بل هو جزء من نمط أوسع يهدف إلى بث الخوف واليأس في قلوب الشعب الإيراني، وخاصة الشباب، لضمان استمرار قبضة السلطة. إن رسالة هذه الإعدامات واضحة: أي معارضة أو تحدي للنظام سيُقابل بأشد العقوبات.
من هنا، يجب أن يكون رد الفعل الدولي أقوى بكثير من مجرد الإدانة اللفظية. على المنظمات الحقوقية والحكومات الحرة والمجتمع المدني في كل مكان تكثيف الضغط على النظام الإيراني لوقف هذه الإعدامات العشوائية، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. إن الصمت أو الاكتفاء بالتنديد الخفيف يمنح الضوء الأخضر للمزيد من الانتهاكات.
إن قصة بهروز ومهدي هي صرخة استغاثة من وراء القضبان، تذكرنا بأن الضمير الإنساني يجب ألا ينام. يجب أن تبقى أسماء هؤلاء الشباب حاضرة في أذهاننا، كرمز للتضحية في سبيل الحرية والعدالة، وكدليل على ضرورة التحرك لوقف هذه الجرائم التي تهز أركان الضمير.
إن إعدام بهروز إحساني ومهدي حسني ليس حدثًا عابرًا، بل ناقوس خطر يُدق بقوة في وجه كل دعاة العدالة والحرية. فإما أن نقف جميعًا لنمنع تكرار هذه الجرائم، أو نترك الضمير الإنساني يغرق في صمت قاتل لا مبرر له.



#سامي_خاطر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدخلات إيران في الأردن ولبنان وسوريا واليمن: الأزمة والحل
- المقاومة الإيرانية: صمود الشعب وتطلعات الحرية
- إعدام بهروز إحساني ومهدي حسني: جريمة تهز الضمير
- القوة الحقيقية للتغيير تكمن في قلب إيران: شعب يقاوم ويصمد من ...
- صوت الشعب الإيراني: الحل الثالث لمستقبل ديمقراطي
- العلاقة بين النظام الإيراني والوكالة الدولية للطاقة الذرية: ...
- إمتداداً ل سايكس بيكو.. ملالي إيران مشروعاً لخراب وترويض الش ...
- هل يسقطهم من مكّنهم من الحكم في إيران والهيمنة على العراق وا ...
- ملامح الخيار الثالث لإنهاء الأزمة في إيران
- إيران ومجريات الأحداث وضرورة الخيار الثالث
- برنامج المواد العشر ومستقبل إيران والمنطقة
- لماذا يُصر الغرب على إبقاء حكم نظام الملالي في إيران...؟
- ماذا جرى خلف الكواليس؟
- وجهين لعملة واحدة؛ فماذا جرى في حرب ال 12 يوما؟
- من أسس لخراب إيران والمنطقة.. وهذه الحرب القائمة..
- الغرب ودكتاتورية الشاه.. -انقلاب 1953- نموذجاً
- بعد فشل نهج المهادنة والاسترضاء مع نظام الملالي.. بقايا الشه ...
- أحكام الإعدام في إيران بين الباطل والحقيقة
- النظام الإيراني ومفاوضات البرنامج النووي، استراتيجية اللعب ع ...
- مصير المفاوضات النووية بعد الجولة الرابعة


المزيد.....




- 3 أسباب تُشعل الطائفية في سوريا
- آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وسط قيود ...
- جولي دهقاني في بلا قيود: لدينا أفراد في الكنيسة لا يقبلون سل ...
- 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى وقاضي قضاة مدينة القدس بعد أن ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست ليهود نيويورك: هذا دليلكم للإطاحة ب ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممدا ...
- أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وج ...
- البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان -إرهابية-
- المحامي العام يكشف تفاصيل تتعلق بوفاة شاب في الجامع الأموي


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - إعدام بهروز إحساني ومهدي حسني: انتهاك يصدم الإنسانية