أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - لماذا يُصر الغرب على إبقاء حكم نظام الملالي في إيران...؟














المزيد.....

لماذا يُصر الغرب على إبقاء حكم نظام الملالي في إيران...؟


سامي خاطر

الحوار المتمدن-العدد: 8391 - 2025 / 7 / 2 - 15:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نعم إن إصرار الغرب على إبقاء حكم نظام الملالي في إيران حماقة وصناعة للأزمات التي اعتدنا عليها من أجل ضمان تنفيذ مخططاتهم وحماية مصالحهم، ومناورةٌ اتسعت عليهم حتى باتوا يتخبطون في تحركاتهم، والحقيقة هي أن دعم نضال الشعب الإيراني ومقاومته من أجل تغيير النظام هو الطريق الأقصر والأسهل للتخلص من المخاوف النووية، خاصة وأن هناك برنامجاً تتبناه المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي ينص على قيام جمهورية ديمقراطية غير نووية، وهو برنامج تفاصيله معلنة منذ زمن بعيد.. هذا إن صدق الغرب؛ والسؤال هنا لم الإصرار على بقاء النظام الإيراني الفاشي وما يسببه من صداع؟
على الرغم من الخطاب الغربي المتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان نجد أن الغرب رغم انتقاداته العلنية لنظام الملالي في إيران يصرّ عمليًا على إبقاء هذا النظام لعدة أسباب معقدة تتداخل فيها الجوانب السياسية والاقتصادية والجيوسياسية، ولم يتسامح الغرب مع نظام الملالي في إيران فحسب.. بل ويتعامل معه بشكلٍ يضمن استمراره؛ هذا التناقض يطرح تساؤلاتٍ كبيرة حول الأسباب الحقيقية وراء هذا الموقف منها: هل هو حقا خوفٌ من الفوضى كما يدعون أم أنها مصالح استراتيجية؟ أم أن النظام الإيراني يُستخدم كورقة ضغط في المعادلة الجيوسياسية؟، وهنا لا مجال للتساؤل الأول بتاتاً.
التحكم وليس التغيير: سياسة "الاحتواء" بدلًا من "الإسقاط"
في الغرب خصوصًا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يسعون في الحقيقة لإسقاط النظام الإيراني بل لإدارته واحتوائه؛ فهم يفضّل نظامًا ضعيفًا ومزعجًا لكنه قابل للتفاوض والسيطرة، يفضلونه على أي بديل ديمقراطي قد لا يخدم مصالحهم.
الخوف من بديل ديمقراطي وغير متحكم فيه
البديل الحقيقي الموجود على الساحة اليوم هو المقاومة الإيرانية وعلى رأسها منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بزعامة السيدة مريم رجوي.. هذا البديل يدعو لإسقاط وتغيير النظام برمته، وإقامة جمهورية ديمقراطية علمانية، وغير نووية، وهو ما لا تريده بعض القوى الغربية لأنها تخشى فقدان أدوات الضغط الإقليمية التي يوفرها "نظام الملالي". وتخشى قيام نموذج ديمقراطي ناجح قد يحرمها من أدواتها وأزماتها التي اعتادت على صنعها من خلال أنظمة أزماتٍ كنظام الملالي في إيران، كذلك قد يُحرج الأنظمة الحليفة في المنطقة.
المصالـح الاقتصادية وعقود السلاح والأعمال
إيران تمتلك رابع أكبر احتياطي نفط في العالم، وثاني أكبر احتياطي غاز طبيعي، والتعامل مع نظام الملالي رغم العقوبات يضمن للغرب إمكانية الوصول إلى هذه الثروات عند الحاجة خاصة في ظل المنافسة مع الصين وروسيا.. وحتى في ظل العقوبات القائمة هناك شركات غربية تستفيد من السوق الإيرانية عبر وسطاء.. كما أن التهديد الإيراني يُنعِش سوق الأسلحة بالمنطقة حيث تباع معدات عسكرية للحلفاء مثل السعودية والإمارات بمئات مليارات الدولارات سنويا في سياق التهديد والمخاطر التي يشكلها نظام ولاية الفقيه.. هذا بالإضافة إلى الصفقات السرية التي تشمل العديد من الجوانب بين الملالي والشركات الغربية التي تضغط على حكوماتها لتسهيل التعامل مع طهران.
دور نظام الملالي في زعزعة استقرار المنطقة، وفزاعة الملف النووي لإطالة عمر النظام
يزعم الغرب أنه يريد الاستقرار.. لكنه يستفيد في الوقت من الفوضى التي يخلقها النظام الإيراني عبر دعم ميليشيات طائفية في العراق وسوريا ولبنان واليمن تأجج الصراع الطائفي وتهدد أمن الخليج مما يرفع أسعار الطاقة أحيانًا.. وهو الأمر الذي يبرر وجود القواعد العسكرية الغربية في المنطقة، ويستعمل الغرب الملف النووي الإيراني كذريعة للتفاوض دون التغيير الحقيقي، وكلما اقتربت إيران من القنبلة زادت الحاجة إلى العواء وضرورة قيام اتفاقيات جديدة تبقي النظام في موقع التفاوض والمناورة لا المحاسبة، وتسمح بدوام تمرير مخططات الغرب وضمان مصالحه.
هذا هو الغرب وهذا هو نهجه الداعم لنظام الملالي الدكتاتوري الرجعي.. وفي الوقت الذي يتباكى فيه الغرب باحثا عن حلول لما أحدثه الملالي من أزمات إقليمية وعالمية نجد أن الغرب ذاته مستخفاً بما يطرحه من قيم ومتجاهلا لما يطرحه البديل الديمقراطي الإيراني بقيادة السيدة مريم رجوي التي لم ترحب بوقف إطلاق النار في هذه الحرب القائمة فحسب؛ بل دعت إلى إنهاء الحرب من خلال إسقاط نظام الولي الفقيه الحاكم في إيران.. ووفقا لهذه الرؤية تقول السیدة لا للحرب ولا للمساومة، وتضيف قائلة "دعوا الشعب الإيراني يقرر مصيره بنفسه" ليقوم بإسقاط خامنئي ودكتاتورية ولاية الفقيه في معركته المصيرية، ولقد رفض الشعب الإيراني في نضاله المتواصل دكتاتوريتي الشاه، ودكتاتورية ولایة الفقیه.. وتكرر قائلة.. إننا نريد جمهورية ديمقراطية غير نووية تقوم على فصل الدين عن الدولة، وعلى المساواة الكاملة بين المرأة والرجل، وكذلك على الحكم الذاتي للقوميات في إيران.. وهذا هو ما سيحقق السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان والاستقرار والإعمار والصداقة والتعاون والتنمية الاقتصادية للمنطقة والعالم أجمع.. أما من جانبنا فنقول.. هذا هو الحل الذي يريده الغرب وفي الوقت ذاته يتغافل عنه.
خلاصة القول:
لا يريد الغرب إسقاط نظام الملالي بل يريد إدارته كورقة تفاوض وضغط تخدم مصالحه في المنطقة.. لكن ما يتغافل عنه هو أن الشعب الإيراني لم يعد يحتمل هذا النظام، وأن البديل الديمقراطي موجود وجاهز، ومن الواجب دعمه لا محاصرته.
قد لا يدعم الغرب نظام الملالي علناً في بعض الحالات، لكنه يتعامل معه بطريقة تحقق مصالحه رغم كل الشعارات حول الحرية والديمقراطية، وفي حالات أخرى يتلقى ملالي إيران دعما غربيا صريحاً ومباشراً، وإن إبقاء النظام الإيراني تحت العقوبات وفي نفس الوقت عدم السماح بسقوطه يعكس رغبة في إبقائه ضعيفاً قائماً كي لا تختل لعبة إدارة الصراع، ولا يُحرم الغرب من مصالحه، والسؤال هنا: إلى متى سيبقى الشعب الإيراني يدفع ثمن هذه المؤامرات؟



#سامي_خاطر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا جرى خلف الكواليس؟
- وجهين لعملة واحدة؛ فماذا جرى في حرب ال 12 يوما؟
- من أسس لخراب إيران والمنطقة.. وهذه الحرب القائمة..
- الغرب ودكتاتورية الشاه.. -انقلاب 1953- نموذجاً
- بعد فشل نهج المهادنة والاسترضاء مع نظام الملالي.. بقايا الشه ...
- أحكام الإعدام في إيران بين الباطل والحقيقة
- النظام الإيراني ومفاوضات البرنامج النووي، استراتيجية اللعب ع ...
- مصير المفاوضات النووية بعد الجولة الرابعة
- تفجيرات وحرائق في إيران.. نظام الملالي على حافة الهاوية..
- ماذا يخبئ النظام الإيراني وراء انفجار ميناء رجائي في بندر عب ...
- المفاوضات الأمريكية مع نظام ولاية الفقيه وانتهاكات حقوق الإن ...
- أي الخيارات الممكنة أفضل: بقاء النظام الإيراني أم قيام إيران ...
- المفاوضات النووية مع النظام الإيراني ومستقبل العلاقات مع الو ...
- ملالي إيران والإدارة الأمريكية بين التهديد والوعيد..
- المقاومة الإيرانية تُحيي المرأة في واشنطن؛ رسالة المرأة الإي ...
- الكونغرس الأمريكي يدعم التطلعات الديمقراطية للشعب الإيراني
- المقاومة الإيرانية: نساءٌ رائدات من أجل إيران حرة
- النظام الإيراني؛ والتصعيد واقع الحال اليومي في ا¢ ...
- ساعة الحسم تقترب في إيران
- مواقع سرية تكشف خرق طهران للاتفاقيات الدولية!


المزيد.....




- الشرع يثمّن موقف العشائر ويدعو لنبذ الطائفية
- “ثبتها على جهازك خلال ثواني” تردد قناة طيور الجنة 2025 الجدي ...
- كيف ضخّم كتاب -مدينة القدس زمن الحروب الصليبية- الوجود اليهو ...
- الجهاد الإسلامي: إبادة غزة لن تمر دون انعكاسات على المنطقة ا ...
- تغيير مسمى مكتب الشؤون الفلسطينية إلى التواصل مع الجمهور.. ...
- المتحدث باسم حركة فتح: تصور اليوم التالي للحرب بغزة أصبح خطة ...
- المؤتمر اليهودي المناهض للصهيونية يدعو إلى طرد إسرائيل من ال ...
- التصوف بالحبشة.. جذور روحية نسجت هوية الإسلام في إثيوبيا
- ماليزيون يطالبون حكومتهم بعدم قبول سفير أميركي يهاجم الإسلام ...
- من هو حكمت الهجري الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز؟


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - لماذا يُصر الغرب على إبقاء حكم نظام الملالي في إيران...؟