أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - برميل البارود الإيراني على وشك الانفجار: كيف تقدم بروكسل الخريطة والقيادة لثورة لا مفر منها














المزيد.....

برميل البارود الإيراني على وشك الانفجار: كيف تقدم بروكسل الخريطة والقيادة لثورة لا مفر منها


سامي خاطر

الحوار المتمدن-العدد: 8455 - 2025 / 9 / 4 - 08:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما يتحول الخوف داخل مجتمع ما، وينتقل من قلوب المواطنين إلى قلوب جلاديهم، فإننا نكون أمام لحظة تاريخية فاصلة. هذا هو بالضبط ما يحدث في إيران اليوم. فالشوارع التي كانت يوماً ما مسرحاً لاستعراض قوة الحرس الثوري، أصبحت اليوم ساحة لغضب شعبي لم يعد يخشى شيئاً. إن صرخة الموظفة الإيرانية "ما فائدة السلاح النووي إذا لا نملك خبزاً للعشاء؟" ليست مجرد شكوى من الغلاء، بل هي إعلان عن انهيار العقد الاجتماعي بأكمله بين الشعب والنظام. لقد تحولت إيران إلى برميل بارود، حيث تتجمع شرارات الغضب في كل زاوية، من إضرابات سائقي الشاحنات في 152 مدينة، إلى احتجاجات الأقليات المضطهدة في كردستان وبلوشستان وخوزستان. والسؤال الذي طالما طرحه المحللون: "هل يمكن لهذه الشرارات المتفرقة أن تتحول إلى لهيب موحد؟" سيجد إجابته الحاسمة في السادس من سبتمبر في بروكسل.

استراتيجية النظام الأخيرة: الرهان على التفكك
لكي نفهم أهمية مظاهرة بروكسل، يجب أولاً أن نفهم استراتيجية البقاء الوحيدة المتبقية لدى النظام: الرهان على تفكك معارضيه. فالنظام الإيراني، الذي أضعفته الضربات الإسرائيلية الدقيقة وكشفت عن اختراقات استخباراتية عميقة في صفوفه، والذي يواجه انهياراً اقتصادياً شاملاً دفع أكثر من 30 مليون إيراني إلى تحت خط الفقر، لم يعد يملك أي شرعية أو قدرة على الإقناع. لذلك، فإنه يعتمد بشكل كلي على سياسة "فرّق تسد". إنه يغذي الانقسامات الأيديولوجية والعرقية، ويقمع الأكراد والبلوش والعرب بوحشية، كما شهدنا في مجزرة "جمعة زاهدان الدامية"، لأنه يدرك أن وحدتهم تعني نهايته الحتمية. لقد شخصت التقارير الإعلامية هذا الواقع بدقة: غياب جبهة موحدة أو قيادة مركزية هو ما يمنح النظام فرصة لإدارة الأزمة وتطويق الغضب.

بروكسل 6 سبتمبر: حيث تنصهر كل الشرارات في لهيب واحد

وهنا يأتي دور بروكسل لتغيير هذه المعادلة بالكامل. إن مظاهرة السادس من سبتمبر ليست مجرد تجمع آخر للمعارضة، بل هي الرد المباشر والعملي على استراتيجية النظام. إنها النقطة التي تنصهر فيها كل هذه النضالات المتفرقة في بوتقة واحدة لتشكل جبهة وطنية موحدة. فصوت الناشط الكردي فرامرز محمدي الذي يطالب بـ"مشاركة متساوية لكل القوميات"، وصوت الناشط الأهوازي أمين نعيمي الذي يطالب بـ"حياة كريمة"، وصوت الناشطة البلوشية فاطمة سرحدي التي تندد بالتمييز، لن تكون أصواتاً متفرقة بعد الآن، بل ستتوحد جميعها تحت مظلة مشروع سياسي واضح.

هذا المشروع هو خطة السيدة مريم رجوي ذات العشر نقاط، التي تمثل الضمانة الحقيقية لتحقيق مطالب الجميع. فعندما تنص هذه الخطة على "الحكم الذاتي للقوميات في إطار وحدة الأراضي الإيرانية"، فإنها تقدم الحل الذي يطالب به الأكراد والبلوش والعرب. وعندما تتعهد بجمهورية تقوم على العدالة الاجتماعية وفصل الدين عن الدولة، فإنها تستجيب لصرخة المواطنين الذين سئموا الفقر والفساد والقمع. إن مظاهرة بروكسل هي المكان الذي تتحول فيه المطالب الجزئية إلى مشروع وطني متكامل.
من الفوضى إلى القيادة المنظمة

والأهم من ذلك، أن هذا الحدث يقدم إجابة حاسمة على معضلة "غياب القيادة". فعندما يجتمع عشرات الآلاف من الإيرانيين من جميع أنحاء العالم، بدعم من مئات الشخصيات السياسية والبرلمانية الدولية، تحت راية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فإنهم يعلنون للعالم أن هناك بديلاً منظماً، وقيادة معترف بها، ورؤية واضحة للمستقبل. إنها اللحظة التي تتحول فيها المعارضة من مجرد "حالة رفض" للنظام إلى "مشروع بناء" لدولة جديدة.

إن كلمات شيرين عبادي بأن "النصر مسألة وقت" تكتسب معناها الحقيقي هنا. فالنصر لا يتحقق فقط بالغضب الشعبي، بل بالقيادة المنظمة التي تستطيع توجيه هذا الغضب نحو هدف محدد. مظاهرة السادس من سبتمبر هي الإعلان الرسمي بأن هذه القيادة موجودة وجاهزة. الرسالة التي ستنطلق من بروكسل ستكون مدوية: إن برميل البارود الإيراني على وشك الانفجار، ولكن هذه المرة، هناك خريطة طريق واضحة وقيادة موحدة لضمان أن هذا الانفجار لن يؤدي إلى الفوضى، بل إلى ولادة جمهورية ديمقراطية حرة.



#سامي_خاطر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوة أسترالية حاسمة ضد إرهاب الدولة الإيراني: طرد السفير ودع ...
- جريمة موثقة بالأمم المتحدة، وجواب يعلنه العالم في بروكسل: كي ...
- عندما تدين جنيف، تنتفض بروكسل: كيف حوّل إرهاب الدولة الإيران ...
- رسالة المقاومة الإيرانية بالتزامن مع تظاهرة بروكسل وآلية الز ...
- نظام الملالي في إيران: ديكتاتورية غير شرعية تهدد المنطقة وتُ ...
- سياسة المهادنة والاسترضاء الغربية وإمكانية ارتكاب النظام الإ ...
- دور النظام الإيراني في دعم جماعة الحوثي باليمن: استراتيجيات ...
- شواهد القبور محطمة.. وطمس دلائل حية
- تحركات النظام الإيراني في المنطقة: محاولات البقاء وسط الأزما ...
- الخوف يقود لاريجاني إلى بغداد وبيروت
- بعيداً عن الإسلام.. الإرهاب عقيدةٌ ونهج لدى نظام الملالي
- الإرهاب عقيدة وفكر نظام الملالي
- دور العمق الإيراني في إفشال حل الدولتين: مؤامرات النظام الإي ...
- الشعب الإيراني بين مطرقة الاستبداد وسندان المؤامرة الغربية
- إعدام بهروز إحساني ومهدي حسني: انتهاك يصدم الإنسانية
- تدخلات إيران في الأردن ولبنان وسوريا واليمن: الأزمة والحل
- المقاومة الإيرانية: صمود الشعب وتطلعات الحرية
- إعدام بهروز إحساني ومهدي حسني: جريمة تهز الضمير
- القوة الحقيقية للتغيير تكمن في قلب إيران: شعب يقاوم ويصمد من ...
- صوت الشعب الإيراني: الحل الثالث لمستقبل ديمقراطي


المزيد.....




- الاحتلال يهدم غرفة زراعية في دير بلوط غرب سلفيت
- الاحتلال يعتقل خمسة مواطنين من سلفيت بينهم أمين سر
- أستاذ تاريخ وحضارة: الصهيونية الدينية سيطرت على إسرائيل والع ...
- أوغندا: اعتقالات تكشف فبركة استخبارية لإدانة جماعة إسلامية
- شيخ الأزهر يرفض تجويع غزة ويدعو إلى تضامن عربي وإسلامي
- -الرئاسية لشؤون الكنائس- تدعو لنصرة أهل فلسطين وحماية أرضها ...
- من دعا من؟ خلاف يسبق لقاء البابا ورئيس إسرائيل في الفاتيكان ...
- مصر.. ساويرس ورده على -دليل إلغاء الإخوان للديمقراطية- يشعل ...
- قاليباف: على الحكومات الإسلامية اتخاذ خطوات عملية لوقف آلة ا ...
- من الحركيين إلى التقليديين: إعادة إنتاج الأفيون باسم الإسلام ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - برميل البارود الإيراني على وشك الانفجار: كيف تقدم بروكسل الخريطة والقيادة لثورة لا مفر منها