أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مريم نجمه - السلام , والأممية والإشتراكية الديمقراطية في الإنجيل - أضواء على العهد الجديد















المزيد.....


السلام , والأممية والإشتراكية الديمقراطية في الإنجيل - أضواء على العهد الجديد


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1823 - 2007 / 2 / 11 - 12:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


السلام , والأممية , والإشتراكية الديمقراطية في الإنجيل – أضواء على " العهد الجديد " .
كتبت سابقاّ في موضوع : العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع , موقع الحوار المتمدّن بتاريخ 1 – 7 – 2006 – العدد 1598 و لا بد لي الاّن من التذكير ببعض المقاطع منه لتكون مدخلا للموضوع الجديد هذا :

" ...... إنطلاقا من حبّي للمعرفة والإطّلاع , والفكر , أصبح لدي دافع واهتمام بقراءة التراث الشعبي والفلكلور مثل العادات والتقاليد والأمثال وغيرها ..
وأخذت أيضا أقرأ الكتب الدينية لمختلف الأديان , وقد كان لدي حلم أو هدف عمل دراسة مقارنة بين الأديان ( الصابئة – اليهودية – المسيحية – الإيزيدية – الإسلامية – الدروز – البوذية – الهندوسية وغيرها ) لم يتحقّق لي هذا الحلم رغم وضع المسودّة والخطوط العريضة له , حيث تأجل لأوقات أخرى , .... وكما ذكرت .. من منطلق طالبة علم ومعرفة في المواضيع الإنسانية ..
هذه المواضيع التي تحتاج إلى متابعة وبحث وتقصّي الحقائق , وهذا لا يتم إلا عن طريق الكتابة والإستقرار والفراغ أوّلا والتدقيق والملاحظة ثانيا ثم التأمل بالنصوص والاّيات , ثم المقارنة والتميّيز .
فقد اهتممت في مجال القراءة قبل كل شئ , قراءة ليست قراءة حرفية ببغائية , بل من منطلق فكري , طبقي , ثوري , ديمقراطي , أممي , أخلاقي إنساني . وقد قرأت مثلا الكتاب المقدّس ( التوراة والإنجيل ) أكثر من مرّة وكنت في كل مرّة أكتشف أشياء جديدة وملاحظات هامة , سجلتها واحتفظت بها , سأكتبها تباعا في مقالات أخرى جديدة ..
إن المعرفة الإنسانية لا تتوقّف عند حد معيّن .. بل هي في تقدّم وارتقاء وملاحظات مستمرّة ..."

تنويه اّخر ..
لقد تناولت موضوع " المرأة في الإنجيل ؟ أضواء .. على العهد الجديد " .. في أعداد سابقة بتاريخ 23 -10 – 2006 , كحلقة أولى من هذه الدراسة التراثية النقدية للأديان , واليوم أكمل هذه السلسلة التي بدأتها من البحث في الإنجيل .. سأتناول الموضوع الجديد عن ..... السلام .

مقدّمة ..
السلام مطلب إنساني .. حياتي لكل البشرية , خاصّة في عالمنا الحاضر وأوقاتنا الصعبة المؤلمة التي تمرّ بها شعوبنا ومنطقتنا .. و إنساننا في المشرق العربي .. المهدّد بالزوال .
السلام مصادر في بلادنا , منذ وجود الكيان الصهيوني الممثّل بدولة إسرائيل أولاّ , ومن وراءها ومن يدعمها , والأنظمة الفاشية القمعية ثانيا , ومع بروز وتنامي التعصّب والأصولية والمذهبية الدينية – التي خلقتها تلك الأسباب السابقة – ثالثا .
اللعب في إستقرار الشعوب وأمنها وتاريخها وحضارتها , وتغيير " ونسف " تهجير وتفكيك التركيبات والإنتماءات الإثنية والقومية والشعبية – المتعايشة منذ اّلاف السنين والتي تشكّل فسيفساء مجتمعاتنا الغنية الرائعة .. .
عملية هدم لا سابق لها في التاريخ إلا في العصر الأمريكي الصهوني الحديث - هدم ثقافي إنساني حضاري سياسي إقتصادي بشري سكّاني .. وفكري !!؟؟ .... شئ مخيف حقاّ !؟ علينا نحن المثقّفين أن نقول كلمة ورأي وحكمة في كل يوم , وهذا من صلب نضالنا الديمقراطي الاّني والمستقبلي .
هي موجة إمتداد .. لهجمات المغول ... والتتر .. والإحتلال العثماني .. والأوربي , لكن بأساليب أكثر دهاء وخبثا وإجراما بمئات المرّات !؟؟

ما أحوج شعبنا في فلسطين .. والعراق .. ولبنان .. والسودان .. وسورية والجزيرة العربية وبقية الوطن العربي في هذه الأيام من توقها وندائها للسلام .. للأمن .. وحق الحياة المصادر في كل لحظة , وجرائم التهجير التي تنفذها فرق المافيات وشاحنات الموت , وأحزمة التفجير بالجملة , من ميليشيات الظلام القادمة من أوكار التاريخ الأسود , والثأر الأسود , والحقد الأعمى , خدمة لمخططات الخارج العدوانية !؟؟ ؟

نصرخ ونصرخ ونصرخ ... ولا من مجيب , اّذانهم مسدودة بالخشب .. وعجين القطران .. لكن مهما كانت الصورة مفحمة ومرعبة وجنونية , ستبقى أصوات الخيّرين تعلن للعالم .. نريد السلام نريد السلام ...... لنا حق الحياة .... لنا حق الحياة في أوطاننا بيوتنا أرضنا مزارعنا نخيلنا زيتوننا أرزنا ....

من منا لا يحب السلام والأمان والإطمئنان !؟
الذي لا يحب السلام عدو نفسه وعدو غيره , أو لا يحب نفسه ولا يحب غيره ولا يحب الله .. ولا الاّخر ..!؟
منذ بدء البشرية والناس المصلحون المحّبون والعقلاء يدعون إلى المحبّة إلى الحوار إلى السلام والحرية ..
فالحياة لا تعمّر .. والأوطان لا تبنى .. والحضارة لا تزهر , إلا بتوفّر السلام والإخاء والهدوء والأمان .

الكتاب الذي نستطيع أن نسمّيه بامتياز , وحقيقة , " كتاب السلام " , هو ( العهد الجديد ) . لقد ورد فيه أكثر من ( 128 ) اّّية وحكمة وكلمة عن السلام , وهذا ما لفت نظري ودفعني للتعمّق وتسجّيل الجدول الثاني في هذا المضمار .

فأوّل كلمة تحيّة للقاء أخيك الإنسان تبدأها : " سلام , السلام عليك " , وتنهي حين الوداع ب تعبير " مع السلامة " .... أي الله معك , محروسا , أن تمضي إلى حيث أنت دون أذيّة من أحد , في بيتك ومحيطك , براحة بال دون قلق وخوف أو كوارث ومصائب . إذا السلام يعني الحياة بالفرح " لتصار كل أموركم بسلام " ..

وبحوار وتفاهم تحل كل الأمور والمشاكل في دولة القانون والمؤسّسات , وليس بالقوّة والتسلّط وزعزعة السلم بين الناس , لتسود شريعة " كل من إيدو إلو " كما يقول المثل الشعبي , أي شريعة الغاب , القوي ...
أي الحرب التسلّط و العدوان , الإعتداء على الاّخر بطرق همجية , سواء من قبل شخص أو دولة .

لنعمل معا .. لتوسيع وتعميق جبهة الشعوب المناهضة للحروب العدوانية الإستعمارية . الجبهة المناضلة للسلام ومنظّماتها الشعبية العالمية للدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها , وبناء نظام دولها وأخذ قراراتها المصيرية بيدها دون قمع ومساومة وتهميش أو تبعية ...
لنفوّت على شركات السلاح وجيوب أصحابها , وعلى الرأسمالية النهّابة التي تتاجر بأرواح البشر , لكي تجني الأرباح الأسطورية و الإستمرار في مخطّطاتها التي ليس لها نهاية ...!؟
كلنا أمل .. أن يعي العالم خطورة حجم النزاعات والحروب الصغيرة والكبيرة المقلقة و ما يعمل في الخفاء , والعلن , للأرض ومن فيها .. وما عليها من مخلوقات ..
كلنا أمل أن يكون السلام ... هدف الجميع لهذا العام 2007 ليكون عام الإنفراج .. والتقدّم .. والعدالة ... والمساواة .. والسلام الحقيقي لبني البشر ...

*

كيف وأين ومتى ومع من علّم السيّد المسيح , وتلاميذه , ورسله من بعده الدعوة للسلام .. ونشر ثقافة السلام ثقافة الحبّ .. والحريّة ؟

بداية ... لا بد لنا من بعض التوضيحات مرّة أخرى . فكلمة ( إنجيل ) وفقا لمعنى الكلمة في اليونانية " بشرى " الخلاص ( مرقص 1 -1 ) وإعلان الكرازة أي نشر هذه البشرى .. والإنضمام لها بأسلوب الحوار والإقناع .
لقد أطلق عنوان الإنجيل على الكتب الأربعة المنسوبة إلى القديّسين : متّى , مرقص , لوقا , ويوحنا .
والأمر يعود إلى أن كلاّ من هؤلاء المؤلّفين يعلن تلك البشارة في روايته لأقوال يسوع وأعماله وموته وقيامته . وإن اختلفت في الشكل في بعض النواحي لكن المضمون واحد .
أسماء السيّد المسيح كما أتت في العهد الجديد :
" إبن الله – الله معنا – إبن الإنسان – المعلّم – السيّد – يسوع الناصري – المخلّص – المعزّي - الكلمة - رسول الأمم – رئيس الكهنة – هو القيامة والحق والحياة .
تحدّثنا اّياته عن السلام في التعليم والكرازة والخطب والمواعظ والأمثال , في شفاء مرضى الجسد والنفس والروح , والعمل , في مراكب الصيد أو الزراعة والأعمال التجارية , والزيارات للمجامع الدينية , أو للبيوت والقرى والمدن والساحات , في الجبال وسواحل البحار والبحيرات والأنهار , وغير ذلك ....
أهمها في : مدينة أورشليم القدس , الناصرة , بيت عنيا , بيت صيدا , حوض نهر الأردن , أريحا , بحيرة طبريّا , بحر الجليل , قانا , صور , صيدا , كفر ناحوم , جبل الزيتون , سفوح جبل حرمون ( الشيخ ) , وغيرها .. كلها أماكن التقى واجتمع فيها مع كل الناس : التلاميذ والفقراء والأطفال والنساء والأغنياء الذين باعوا ممتلكاتهم وقدّموها للمجموع - الإشتراكية البدائية - بمفهوم ذلك الزمن . وكان يعلّمهم ويواسيهم ويشفيهم ويقوّي من عزيمتهم ويدعوهم للتمرد على ا لشريعة التي تكبّل الإنسان وتجعله اّلة وعبدا وصنما ينفّذ دون اقتناع .

أستطيع أن أقول بكل ثقة .. لم يحو أي كتاب ديني أو مصدر تاريخي اّيات عن السلام , وأهمية السلام في حياة وعلاقات البشر والإخوة والمؤمنين والمجتمع ككل كما حوى وأكد الإنجيل , لكي يصبح السلام " قانوناّ " للبشر . في حياتهم . ونشر لغّته ومفهومه في العالم .
والدليل على ذلك .. إن. أوّل نشيد يأتي في الصفحات الأولى ويدشّن الفصل الأول من إنجيل ( القدّيس لوقا ) هو " " النشيد الملائكي " تردّد على مسامع الرعاة , ثم للبشرية عامة , عند ولادة ( يسوع ) في مغارة مدينة بيت لحم في فلسطين ...... المباركة المقدّسة :
نشيد الرعاة
" ..... وكان في تلك الناحية رعاة يبيتون في البرية , يتناوبون السهر في الليل على رعيتهم . فحضرلهم ملاك الرب حولهم , فخافوا خوفا شديدا . فقال : لهم الملاك : " لا تخافوا , ها إني أبشّركم بفرح عظيم يكون فرح الشعب كله . ولد لكم اليوم مخلّص في مدينة داود , وهو المسيح الربّ . وإليكم هذه العلامة : ستجدون طفلا مقمّطا مضجعا في مذود " . وانضمّ إلى الملاك بغتة جمهور الجند السماويين يسبّحون الله فيقولون :
" المجد لله في العلى !
وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّة ! " – لوقا 2 : 8 – 14 .

ونرى أيضا إن أوّل كلمة تفوّه بها الملاك لمريم العذراء : هي السلام عليك يا ممتلئة نعمة .. في نشيد البشارة :

البشارة ..

" ...... أرسل الله الملاك جبرائيل إلى مدينة في الجليل إسمها الناصرة , إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود إسمه يوسف , وإسم الفتاة مريم .
فدخل إليها فقال : السلام عليك , افرحي , أيتها الممتلئة نعمة , الرب معك " . فداخلها اضطراب شديد لهذا الكلام وسألت نفسها ما معنى هذا السلام فقال لها الملاك : " لا تخافي يا مريم , فقد نلت حظوة عند الله . فستحملين وتلدين ابنا فسمّيه يسوع . سيكون عظيما وابن العليّ يدعى .... " . ( لوقا , الفصل الأوّل : 26 – 32 ) .

لترى أيضا هنا ... كيف أن الأنثى تبوح للأنثى بالفرح الذي تعيشه داخل مشاعرها وأحاسيسها وحبّها للطفولة , ودورها الطبيعي في رفد الخليقة بأروع مهمّة في حياتها على الإطلاق ألا وهو : الحمل .. الولادة .. والتربية . في هذه القصة الإنجيلية العائلية.. الحوار الرائع.. الشفّاف اللطيف الذي دار بين مريم , وخالتها إليصابات , أخت أمها حنّة , وهي إمرأة كبيرة السن وقد حملت متأخرا ب المعلّم النبي ( يوحنا المعمدان ) .
زيارة مريم لإليصابات
" وفي تلك الأيام قامت مريم فمضت مسرعة إلى الجبل . إلى مدينة يهوذا ( عين كارم ) الهامش – ودخلت بيت زكريّا , فسلّمت على إليصابات , فلما سمعت أليصابات سلام مريم , ارتكض الجنين في بطنها , وامتلأت من الروح القدس , فهتفت بأعلى صوتها : " مباركة أنت في النساء ! ومباركة ثمرة بطنك ! من أين لي أن تأتيني أم ربّي ؟ فما إن وقع صوت سلامك في أذني حتى ارتكض الجنين ابتهاجا في بطني .
فطوبى لمن اّمنت : فسيتم ما بلغها من عند الرب ّ " . ( لوقا 1 : 39 )


الحقيقة أن أناشيد السلام و الفرح تتوالى في الإنجيل .. وتتقدّم .. خطوة تلو خطوة , وحدثا تلو حدث , ومشهدا بعد اّخر....
نشيد ( الكاهن ) زكريا : الملاك يبشّر زكريا بيوحنا
" ... وأنت أيها الطفل ستدعى نبيّ العليّ لأنك تتقدّم وعين الرب عليك لتعدّ طرقه وتعلم شعبه الخلاص بغفران خطاياهم . تلك رحمة من حنان إلهنا .
بها افتقدنا الشارق من العلى
فقد ظهر للمقيمين في الظلمة وظلال الموت .
ليسدّد خطانا لسبيل السلام ___ " . ( لوقا – 1 : 76 ) .

وأجمل اّية أتت حول ذكر السلام .. تلك التي ذكرت في الموعظة على الجبل الذي سمي ب " جبل التطويبات " : - طوبى ( هنيئا ) لصانعي السلام لأنهم ابناء الله يدعون . - بعض الترجمات , طوبى للداعين إلى السلام -
عظة يسوع الكبرى
السعادة الحق
فلما رأى الجموع , صعد إلى الجبل ( بعض التلال المشرفة على بحيرة طبرية , بالقرب من كفر ناحوم ) حاشية .
وجلس , فدنا إليه تلاميذه فشرع يعلّمهم قال :
" طوبى لفقراء الروح ...
طوبى للودعاء ...
طوبى للمحزونين ...
طوبى للجياع والعطاش إلى الحق ...
طوبى للرحماء , ...
طوبى لأطهار القلوب , ...
طوبى للساعين إلى السلام , فإنهم أبناء الله يدعون .
طوبى للمضطهدين من أجل الحق , ......
طوبى لكم , إذا شتموكم واضطهدوكم وافتروا عليكم كل كذب من أجلي , افرحوا وابتهجوا , إن أجركم في السماوات عظيم , فهكذا اضطهدوا الأنبياء من قبلكم . " ( إنجيل متّى – فصل الخامس – 1 – 12 ) .

لنرى القديس بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل روما ( رومية ) – 16 – 12 – بماذا أوصى أو أوعز للمؤمنين في سلامهم , كيف يسلّم الأخ على أخيه الإنسان والمؤمنين عامة ..
" ليسلّم بعضكم على بعض بقبلة مقدّسة " . في طبعة أخرى – سلّموا بعضكم على بعض بقبلة المحبة – نفس المصدر
ما يعكسه السلام على الروح والعكس صحيح , وما يثمر من محبة و سلام النفس .
* وأما ثمر الروح فهو محبّة فرح وسلام ----" . ( غلاطية الأولى 5 : 22 ) .

* لتكثر لكم النعمة والسلام -- بمعرفة الله ويسوع ربّنا . ( بطرس الثانية 1 : 2 ) .

- الله ليس إله تشويش بل إله سلام . ( كورنثوس الأولى 7 : 15 ) . هذا هو الإله الذي دعا إليه السيّد المسيح إله المحبة والسلام والإخاء , باعتقادي هو ثورة فكرية , إجتماعية ,جذرية , سلمية على تعاليم إله العهد القديم , إله الغدر والإغتصاب , القتل والدم والجاسوسية والشوفينية والتعصّب والخيانة بعيدا عن المحبّة . ومن لا يعرف قلبه المحبة لا يعرف السلام ولا يعيش بسلام أبدا ؟؟
-
حبذا لو أن إسرائيل تنبذ من فكرها وعقليّتها وتنقد تراثها الديني وتحذف السلبي منه , لكي تعيش ولو يوما واحدا في تاريخها دون حروب .. !؟ هل لدى الحكّام ورؤساء الدول الأخرى والمؤسسات الدينية لديها الجرأة الأدبية والعلمية لتنتقد وتحذف من تراثها وكتبها الدينية كل الاّيات المعادية للسلام واحترام الاّخر لتربي الأجيال لمستقبل سلمي واعد بعيدا عن الشوفينية والعنصرية والعداء للاّخر لأنه يختلف عني ..... ؟ نأمل هذا .. نأمل هذا العام أن يكون فعلا عام التغيير والإعتراف بالأخطاء والسلوكيات المنافية للعصر وللحضارة الإنسانية . ..؟؟؟
إن أدياننا وتراثنا ملكا للبحث العلمي والنقدي للدراسة وإلقاء الضوء عليه , وإبداء الملاحظات عنها ومنها سلبا أو إيجابا لكل إنسان له الحرية في ذلك , كل حسب رؤيته وخلفيته على ضوء التطوّر والوعي والإنفتاح لتبيان الإيجابي منها والوقوف عند السلبي .
___
-
السيّد يسوع المسيح العامل الأوّل ,الفقير , الثوري الأول , والديمقراطي والإشتراكي والأممي , حيث كان يسوع كونيا .. لا محليّا متقوقعا متعصّبا أي لا عائليا بل كونيا ... . " من أمي , ومن أخي , ومن أختي , هؤلاء كلهم أهلي وإخوتي – وأشار إلى الجمع الذي كان مجتمعا معه في أحد البيوت – " وليس إله ومعلّم فئة معيّنة وشعب خاص وأرض معيّنة بل أتى للجميع , جميع الأمم والأجناس والقوميات واللغّات دون تمييز وتفرقة ( لا يوناني ولا كنعاني ولا يهودي أو وثني , لا ذكر ولا أنثى , بالمسيح يسوع ) .
- لقد ورث الناموس وطوّره وأضاف , لم يقف عنده فقط وانتهى الأمر بل ابتدأ عهدا جديدا . " الأشياء العتيقة قد مضت , هوذا الكل قد صار جديدا " . لقد انفتح على الكل وللكل .
- يسوع والعالم : لوقا 12 : 49 – 53 –

- - من لمس ثيابي ؟ فقال لها : " ياابنتي إيمانك قد شفاك , فاذهبي بسلام , وتعافي من دائك " . مرقص 5 : 34 ) .
لا نزال نبحث في السلام لنرى المواعظ والتوصيات الأخيرة لتلاميذه في وصية :
الوداع
يا بني لست باقيا معكم إلا وقتا قليلا , فستطلبوني وما قلته لليهود أقوله الاّن لكم أيضا : حيث أنا ذاهب لاتستطيعون أن تأتوا , أوصيّكم وصيّة جديدة : أحبّوا بعضكم بعضا . كما أنا أحببتكم .

إذا أحبّ بعضكم بعضا عرف الناس جميعا أنّكم تلاميذي " . ......السلام أستودعكم وسلامي أعطيكم .
لا أعطي أنا كما يعطي العالم . فلا تضطرب قلوبكم ولا تفزع . ( يوحنا 14 : 33 و 27 ) .

لنرى كيف تنبّأ السيد المسيح لمدينة السلام القدس ( أورشليم ) .. بسبب ثقافة الكره والعنصرية وقساوة القلوب التي تسكن عقول رؤساء الدين اليهود وشيوخ المدينة والمجامع . كيف لا وهو الذي كسّر الحواجز والتقوقع المحلّي الضيّق الشوفيني وانطلق للبعيد المنفتح على كل الجهات – حوض الأردن والجليل ولبنان , حيث الوثنيين والكنعانيين واليونانيين وعمّال وتجّار شعوب البحر المتوسّط - وبشّر الكون والأمم كلّها بثقافة السلام ثقافة الحب والعدالة والحرية ..


يسوع يبكي على أورشليم
ولما اقترب فرأى المدينة بكى عليها وقال : " ليتك عرفت اليوم طريق السلام ! ولكنّه الاّن محجوب عن عينيك .
سيجئ زمان يحيط بك أعداؤك بالمتاريس , ويحاصرونك , ويطبقون عليك من كل جهة , ويهدّمنونك على أبنائك الذين هم فيك , ولا يتركون فيك حجرا على حجر , لأنك ما عرفت زمان مجئ الله إليك . " ( لوقا 19 : 41 ) .

سلام الفرح والترحيب بيسوع الناصري ..
يسوع في أورشليم – يسوع يدخل أورشليم
" ...... فسار والناس يبسطون أرديتهم على الطريق . ولما قرب من منحدر جبل الزيتون , أخذ جماعة التلاميذ كلّها , وقد استولى عليهم الفرح , يسبّحون الله بأعلى أصواتهم على جميع ماشاهدوا من المعجزات , فكانوا يقولون :
" تبارك الاّتي , الملك , باسم الرب !
السلام في السماء ! والمجد في العلى ! "
فقال له بعض الفرّيسيين من الجمع : " يا معلّم انتهر تلاميذك ! " فأجاب : " أقول لكم : لو سكت هؤلاء , لهتفت الحجارة ! " . ( يوحنا 12 : 12 )

----
العهد الجديد ( الإنجيل ) كان حياة معرفة و فرح وسلام للنساء اللواتي تعرفّن على يسوع كما بينّته في مواضيع سابقة .. لأنه كان نقلة نوعية بالمفاهيم والأفكار .. والدين والشريعة والكلمة .. .. حيث لا قيود في العبادة " كلمة الله لا تقيّد " 2 – تيموثاوس 9 - ولا تعصّب تجاه المرأة أو الاّخر المختلف " ليس يهودي ولا يوناني . ليس عبد ولا حرّ . ليس ذكر وأنثى . لأنكم جميعا واحدا في المسيع يسوع " غلاطية 5 : 1 - ترك حرية الصوم والصلاة والعبادة للفرد " لا يحكم عليكم أحد في أكل وشرب " . " ما طهّره الله لا تدنسّه أنت " .
يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومة رأيه حول الشريعة و" صنمها " : " .... فلا يبرّ بشر لديه إذا عمل بأحكام الشريعة , فما الشريعة إلا سبيل إلى معرفة الخطيئة " .. -2 – 20 - ... كذلك يقول : ونحن نرى أن الإنسان ينال البر بالإيمان المنفصل عن العمل بأحكام الشريعة . أو أيكون الله هو إله اليهود وحدهم ؟ أم هو إله الوثنييّن أيضا ؟ بلى هو إله الوثنيين أيضا , لأن الله أحد يبرّ بالإيمان ... " ( 3 – 28 نفس المصدر ) ... .. ثم يكمل : " فلو كان الورثة أهل الشريعة لأبطل الإيمان ونقص الوعد لأن الشريعة تورث الغضب , وحيث لا تكون شريعة لا تكون معصية . " ( نفس المصدر 4 : 15 ) .

قيامة يسوع
ولما مضى السبت وطلع فجر الأحد , جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لزيارة القبر – بعض الطبعات تذكر النسوة اللواتي جئن من الجليل مع يسوع يتبعن يوسف - وفجأة وقع زلزال عظيم ...... فتركت المرأتان القبر مسرعتين وهما في خوف وفرح عظيم , وذهبتا تحملان الخبر إلى التلاميذ . فلاقاهما يسوع وقال : " السلام عليكما . " فتقدّمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له . فقال لهما يسوع : " لا تخافا ! إذهبا وقولا لإخوتي أن يمضوا إلى الجليل , فهناك يرونني . " ( متّى 28 : 2 و8 ) .
يسوع يتراءى للرسل
وبينما هما يتكلّمان إذا به يقوم بينهم ويقول : " السلام عليكم ! " ... ( لوقا 24 : 36 ) .

ترائي يسوع للتلاميذ ولتوما
وفي مساء ذلك اليوم , يوم الأحد , كان التلاميذ في دار أغلقت أبوابها خوفا من اليهود , فجاء يسوع وقام بينهم وقال لهم : " السلام عليكم ! " قال ذلك , وأراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ لمشاهدتهم الرب . فقال لهم ثانية : " السلام عليكم ! كما أرسلني الاّب أرسلكم أنا أيضا " . ( يوحنا 20 : 19 – 22 ) .
الإنتصار على العالم
" ولست وحدي , فإن الاّب معي . قلت لكم هذه الأشياء , ليكون لكم بي السلام .
تعانون الشدّة في العالم , ولكن ثقوا
إني قد غلبت العالم . " ( إنجيل يوحنا - الفصل 16 – 33 )

إعتقال يسوع
" وبينما هو يتكلّم , إذا بيهوذا , أحد الإثني عشر , قد وصل ومعه عصابة كثيرة العدد تحمل السيوف والعصي , أرسلها الأحبار وشيوخ الشعب .. .... فدنوا وبسطوا أيديهم إلى يسوع وأمسكوه . وإذا واحد من الذين مع يسوع قد مدّ يده إلى سيفه , فاستلّه وضرب عبد عظيم الأحبار , فقطع أذنه . فقال له يسوع : " إغمد سيفك , فكل من يأخذ بالسيف بالسيف يهلك " . ( متّى 26 : 51 )

" أما ثمر الروح ... محبّة , فرح , سلام , طول أناة , لطف , صلاح , إيمان , وداعة , وتعفّف .
" ليس ملكوت الله أكلا وشربا , بل هو برّ وسلام , وفرح في الروح القدس . "
" لا تسرع بروحك إلى الغضب " .
" الجواب الليّن يصرف الغضب "
" من زعم أنه في النور وهو لايحب أخاه , لم يخرج من الظلام . من أحب أخاه كان كان مقيما في النور ولا خوف عليه من العثار " . ( رسالة يوحنا الأولى 2 : 9 ) . – معنى الإخوة والأخ في العهد الجديد هو الأخ في الإنسانية , الإنسان الاّخر , حيث كان السيّد المسيح يسمّي جميع المؤمنين معه إخوتي , الإخوة -
إذا اراد أحد أن يكون أوّلا , فيكون اّخر الكل وخادما للكل . ( مرقص 9 : 35 ) .
ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه .؟ ( مرقص 8 : 36 )
أثبتوا بالحريّة التي قد حررّنا المسيح بها . ( غلاطية 5 : 1 ) .
جميع الذين اّمنوا كانوا معا , وكان عندهم كل شئ مشتركا . ( أعمال الرسل 2 : 44 ) .
" سالموا بعضكم بعضا ... .. " مرقص
" إذا دخلتم بيتا فسلّموا عليه " ..... متى

" قال يسوع : " فكل ذبيحة تملّح بملح , وكل واحد يملّح بنار . الملح صالح ولكن إذا فقد ملوحته , فبماذا تملّحونه ؟ فليكن في أنفسكم ملح . وسالموا بعضكم بعضا " . - مرقص 9 : 49 –
" السلام عليك يا ملك اليهود " , وأمسكوا القصبة وأخذوا يضربونه . متى 27 : 29 .
هذه أهم اّيات " السلام " التي ذكرت بالأناجيل الأربعة : متى - مرقص – لوقا – يوحنا .

يتألف إنجيل القدّيس متّى : من 28 إصحاح – يضم 6 اّيات سلامية
إنجيل القدّيس مرقص يتألف : من 16 إصحاح أو فصل – يضم اّية واحدة عن السلام تقريبا .
أما إنجيل القدّيس لوقا يتألّف من : 24 فصل – يضم أو يحوي 9 اّيات سلامية .
إنجيل القدّيس يوحنّا يتألف من : 21 إصحاح – يضم 4 اّيات سلام .


ولما كان العهد الجديد يتألّف من الأناجيل الأربعة , و أعمال الرسل , والرسائل , ورؤيا يوحنا ..
رسائل القدّيس بولس الهامة والعديدة . ورسائل بقية الرسل والتلاميذ المليئة والغنية باّيات السلام , سأشرحها بالتفصيل في القسم الثاني .... يتبع



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدننا الحزينة .. وفيروز .. وعيد الحب
- سأكتب حتى اّخر نجمة في صدر الليل
- تسبقنا المراثي في الرحيل .. وتأوينا السجون في الأوطان !؟
- هل يستطيع ( جنرال الكلمة ) أن يهزم جنرال القمع ..؟
- بقدر ما أعمل .. بقدر ما أكتب - 3
- هل تعلم ...!؟
- لوأنّ ....؟
- المحطّة H . S
- تحية للمرأة العمانية ومنجزاتها في حماية البيئة ..
- الفنّانة فيروز .. الكلمة الأحلى .. والصورة الأجمل - 7 - اللأ ...
- خواطر . إلى اين يهبط هذا العالم ؟
- الفنّانة فيروز .. الكلمة الأحلى .. والصورة الأجمل
- الفنّانة فيروز .. الكلمة الأحلى .. والصورة الأجمل - 6
- محطّات ..
- نبوءة الجدّات ..؟
- الفنّانة فيروز : الكلمة الأحلى .. والصورة الأجمل
- أقوال .. حكم .. همسات .. محطّات
- رسائل للوطن
- بطاقة حب ومعايدة .. للعام الجديد 2007
- مرثية للعام الذي رحل ..!؟


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مريم نجمه - السلام , والأممية والإشتراكية الديمقراطية في الإنجيل - أضواء على العهد الجديد