نبوءة الجدّات ..؟

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1788 - 2007 / 1 / 7 - 10:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أين أنت فلسطين , بعد 58 عاما من الإختطاف والإغتصاب .. والغدر ؟؟
أين القدس .. بيت لحم .. الناصرة .. الأقصى ؟
أين علم فلسطين .. يحمل في خيوطه رائحة الزيتون , وعطر زهر البرتقال , وطهارة الكنيسة والمسجد ..؟

58 عاما ونحن نحمل جرح فلسطين .. نزف فلسطين .. شهداء فلسطين وأسرى ومعتقلي فلسطين ..
58 عاما .. حروب ومجازر , تهجير وهزائم .
إنتفاضات حركات ثورات .. منظّمات , أحزاب
58 عاما من الشعر .. والنثر , والأغاني , والخطابة . من المقالات والكتب والمجلّدات , والصور والإعلانات , من البيانات والإحتجاجات .. والإعتصامات ..
من الحصار .. والأسر .. والإغتيالات !!؟؟

58 عاما .. من الهزّات , والمشاهد المروّعة والصور والأفلام التي تحرّك الحجر , بل الجبال .. وتبكي السماء , والنجوم , والقمر ؟
58 عاما من التهجير والمخيّمات , والإقتلاع ........ والنعوش
إغتصاب .. إقتحام .. تهديم ... إخلاء .. عراء .. ثم مخيّمات , وتزداد المخيّمات وتكبر وتزداد ..
حتى امتدّت الخيام إلى الساحات , والعواصم الأخرى .. ( المشهد ينتقل بالعدوى ) !!؟؟
صودرت الساحات .. وشلّت الحياة .. إلى إشعار اّخر ..!!؟؟


وغدا .. أمام كل بيت خيمة ..
لنرجع إلى خيام الصحراء , لنبرهن للعالم أننا أوفياء لماضينا الصحراوي التليد , وإننا ما زلن في الخيام خارج قاموس الحضارة !؟ من يدري ....؟

نزيف بشري للخارج , تعطيل الزراعة والصناعة خاصّة وتدمير الإقتصاد , إنكماش وتقلّص في جغرافية أوطاننا وستبقى بلادنا تعيش بالجحيم في الفوضى المستوردة الخلاّقة ...... إلى إشعار اّخر أيضا !؟
إذا بقي الأعداء هم هم , والعنصريّة هي هي , والقطب الأوحد هو هو وأنظمة الإستبداد هي هي ...؟
الغطرسة والسطو وسياسة الإحتواء والتجويع .. والشراء ,
سياسة الحقد والغرور والعنجهية , والإحتلالات
ونضالنا بقي هو هو على الورق وفي مقاهي المناسبات
إذابقيت المساومات على قضايا الشعوب , وعلى الحقيقة والحرية والعدالة ؟

ستبقى منطقتنا تعيش بالظلم والظلام , والحلم .. والحريّة معلّقان في الريح الصحراويّة – وليس الريح الشمالية التي تعطينا الثلوج , وليس الريح الغربية التي تجلب الأمطار, بل الريح الجنوبية التي لا تعطي سوى الغبار " الطوز " والشرقية القارية الحاملة القحط والجفاف –

كانت جدّاتنا يقلن لنا : في الألفية الثانية , أو في عام 2000 سينتهي العالم , " .. وأشياء أخرى كعلامات لذلك الحدث الهام الكبير ... ستجري الدماء للركب في كثير من المدن ..... !؟ وستقوم القيامة .. قيامة الجنون والحروب واللامعقول في كل شيْ و (هاجوج وماجوج .؟ )
حقّا قامت القيامة , ألم نشاهد ونرى القيامة قيامة الجنون واللامعقول في منطقتنا . والعالم
الذي يحدث ويجري على مرأى وسمع العالم كله في العراق وسورية ولبنان وفلسطين والمنطقة كلّها ماذا نسميه ؟
وأي نار .. وجحيم .. وموت .. وظلم .. ودم ......؟ وأنياب الطائفية والعنصرية والتخلّف والفقر أكثر من ذلك ؟؟؟؟
أي استهتار واستبداد وفساد وجرائم ومجازر .. وانحياز - إلى جانب الغاصبة والمدللة إسرائيل - أكثر من ذلك ؟
صراع القوى الكبرى مع صراع الإستبداد الأصغر لنهب الثروات واستعباد الشعوب
الإمبراطوريّات الكبرى وحليفتها القاعدة الأمامية , مع الإمبراطوريّات الصغرى ( إبنتها , أو الناشئة الجديدة ) ؟
في مركز ثقل العالم , و الكرة الأرضية , على أرضنا , تتصارع أقوى دولة إمبريالية ظالمة تمثّل قمّة القهر والحروب والإستغلال , ضد أعتى الدول العسكرية والقمعية والإستبدادية التي خلقتها كذلك
أيّ إنهاء للحياة وموت بالجملة أكثر من ذلك ؟ وموت للأوطان والشعوب على أيدي مايسترو القتلة والجلاّدين واللصوص والصهاينة والولايات المتّحدة الأميركية ؟؟

هنا .. وهناك .. دروس كثيرة وبليغة وهامّة حصلت على سطح كوكبنا منذ بداية العقد الأوّل من الألفية الثالثة حتى اليوم .. وشاهدها العالم بالصوت والصورة بفضل تطوّر التكنولوجيا وثورة المعلومات ووسائل الإعلام , حبّذا لو يتعلموا منها طغاة العصر الباقين , أو القادمين , و " اللبيب من الإشارة يفهم " ... " ومن له أذنان للسمع فليسمع , ومن له عينان للنظر فلير " ..؟؟

كلنا أمل وثقة .. بأن يكون العام الجديد والأعوام المقبلة حاملة قيامة جديدة للحياة والفرح والسعادة ونعيم أرضنا وليس للموت والفناء والجحيم , حاملة معها تباشير السلام العادل و القيامة الحقيقية بأيدي الشعوب ونضالها و برامجها الجديدة التي تكرّم الإنسان قبل كل شئ .. وتحرّر أوطانها من براثن ومخالب طغاة الداخل .. والخارج .

أنا لاأؤمن بالنبوءات الغيبية ولكن تذكرت أقوال جداتنا وحدسهن الصادق لمستقبل شعوب تعيش القهر والإستبداد عبر عشرات القرون ولا تتمرد وتنتفض دفاعاّ عن حقها في الحياة الحرة في منطقتنا مع استثناءات نادرة ....
خطيئتنا نحن المثقفين عندما نعرف الحقيقة والصواب ونبتعد عنها وراء مصالح أنانية .
لنمتلك حياتنا , والسيطرة عليها , ولا ندع الاّخرين يتحكّموا فيها مهما كان هؤلاء الاّخرون وما يمثّلوا من قوّة وظلم .. ورعب .. وجبروت , من وسائل ومال ونفوذ وسلطة .. ...............لاهاي – 6 – 1 – 2007

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات