أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - المحطّة H . S















المزيد.....

المحطّة H . S


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1804 - 2007 / 1 / 23 - 11:33
المحور: الادب والفن
    


تجربة الدراسة في هولندا تجربة غنيّة للتعلّم والملاحظة .. وأخذ الدروس الناجعة .. والتربية الأخلاقية الديمقراطية .. وفهم طبيعة هذه المجتمعات التي نعيش في ربوعها .. وطريقة الإندماج فيها .
سبق لي أن تطرقّت حول هذا الموضوع في مقالات سابقة .. وسأكمل بعض تجاربي هنا ..

" محطّة هولاند سبور "

في اليوم التالي كنت مبكّرة إلى محطّة قطارات " هولاند سبور " في مدينة دنهاخ ( لاهاي ) هبطت من الترام رقم ( 9 ) مقابل المحطّة بالضبط –
إجتزت بابها الحديدي الكبير إلى البهو الداخلي .. هناك موزّع كبير ترتصف على جوانبه عدّة مكاتب خدمات للمسافرين من وإلى , وهي :
شبّاك البريد – شبّاك للبنك – شبّاك التذاكر – مكتبة صغيرة لبيع الكتب والمجلاّت الأجنبية , وبعض الصحف العربية – محل لبيع الزهور – مطعم سندويش ( وجبات سريعة ) – مكتب لتحويل القطع الأجنبي – مكتب للإستعلامات – وّالة هاتف عمومي – إلى جانب ذلك اّلة حديثة في الوسط لقطع التذاكر أوتوماتيكيا .
وتتصدّر القاعة لوحة لمواعيد – حركة – القطارات ( للذهاب والإياب إلى المحطة المذكورة ) , وساعة حائط بجانبها .. وتنتشر الزخارف الفنيّة على سقف وجدران وزوايا المحطّة كأنك في متحف تاريخي .
ثم تنتقل إلى البهو المستطيل الذي يؤدّي إلى الأدراج الكهربائية التي تصعد بنا إلى أرصفة المحطّة لننظر القطار المطلوب على الخط المعيّن ..
وهناك اللوحات الثابتة على جدران البهو تضمّ أيضا مواعيد حركة القطارات الثابتة إلى جميع أنحاء هولندا .
طبعا .. هناك في الأعلى غرف للإستراحة أو الإنتظار , ومقاعد ومطاعم وغيرها على جوانب أرصفة سكك الحديد . ولا ننسى سيّارات الأجرة المتواجدة بانتظام والدور , أمام المحطة المحاذية للرصيف في الخارج ..
بهذا أكون قد أعطيت لمحة عن شكل ومحتويات المحطة هذه – الثانية والأقدم – في هذه المدينة لاهاي بعد المحطّة الرئيسية فيها .
وبينما كنت أتنقّل .. وأسأل بعض الأشخاص المتواجدين .. وأكتب بعض الملاحظات .. وأنظر هنا وهناك .. وأسجّل مشاهداتي..... وما تحوي المحطة... كنت أمشي في هذه الممرّات بمنتهى الهدوء وبشكل طبيعي وبيدي الصحيفة العربية التي كنت قد اشتريتها للتوّ من المكتبة , فجأة , لمحت من بعيد شرطيّة وزميلها الشرطي يسيران – بوليس أمن المحطّة – وينظران إليّ أو بالأحرى يراقبانني بطريقة غير مباشرة , وحين اقتربا مني ألقوا التحيّة ... واستمرّا في التواجد و السير !!؟
فالأمن مطلوب في هكذا مؤسّسات قلت في نفسي من الممكن قد أثارشكّهم وانتباههم تواجدي هذا وليس تخمينا بل بالتأكيد , وبالأخصّ بعد ( 11 سبتمبر ) والأوضاع الأمنية بعدها في الدول الأوربية , فحتما هناك أجهزة مراقبة غير مرئيّة أيضا داخل كل مؤسّسة هامة .. وغيرها ..
هكذا انتهت الرحلة أو الزيارة الميدانية الدراسية بحب وفرح , بما قمت من بحث وتسجيل واكتشاف عن قرب ..

في اليوم التالي .. ذهبت إلى المدرسة , بدأ الدرس , سألت المدرّسة ( L . P ) التي أحترمها وأحبها جدّا – وما زالت الرسائل والإيميلات بيننا حتى بعد انتهاء الدراسة –
من منكم ذهب إلى المحطّة وقام بالبحث حيث الواجب البيتي ؟ فرفعت يدي , حيث لم يذهب أحد – فدهشت المدرّسة .. واستحسنت ذلك وتساءلت أنت ..؟ تفضّلي إشرحي لنا ما شاهدت ( كنت أكبر الطلاّب سنّا ) .
فوقفت أتكلّم وأشرح كل ماشاهدت وكتبت :
هناك اللوحة الساعة المكاتب مطاعم جهاز سحب النقود قطع التذاكر الخ الخ ........... وقد سمعت صوت الإخطار أو الإعلام أو الرسالة التي تذاع عند وصول القطار كذا وكذا.... أو تأخير 10 دقائق لقطار قادم من مدينة كذا الخ ..
وقد فرح طلاّب الصفّ والمدرّسة بهذا التقرير الشفهي وأثنى الجميع على ذلك.. فجأة ذهبت , لينكا , واستدعت بعض المدرّسات والمشرفات .. وقد ضحكوا جدا عندما حدثّتهم عن هذا البحث والإستقصاء كيف أثار شبهة وخوفا لدى بوليس أمن المحطّة , إنسانة تسأل هذا وذاك وتسجّل وتذهب وترجع وتدور.. و خاصة ( إمرأة ذات ملامح عربية ) !!؟؟
هل ترسم خطّة لحادث ما أو تابعة لجماعة ما قلت في نفسي حتما فكّروا في ذلك .. فالأمن خطير ومراقبة المحطّات والمدن الأوربية كلها .... ؟؟

المدرّس يفرح ويتباهى إذا وجد ولمس النشاط في طلاّبه لأنه دليل نجاحه وتعبه وأسلوبه هو .. هذا ما شعرت به معلّمتي .. لها مني تحيتي الكبيرة .. " أطلب العلم من المهد إلى اللحد " .

وفي المحصّلة .. كنت أنا المستفيدة كثيرا من هذا البحث وهذه الزيارة الغير إعتيادية لأن الكلمات والمعلومات والدرس الذي أخذناه حول ( محطة القطارات ) ترسّخ لدي ولن ينمح أبدا , بل وكانت المفاجأة الثانية .... في منتصف العام الدراسي , حيث تصدر ( بلدية مدينة دنهاخ ) مجلاّت تتحدّث عن نشاط واهتمامات طلاّب الأجانب في مدارسها الوافدين الجدد وكيفية الإندماج في المجتمع الهولندي مع الصور ... وإذ أجد إسمي فيها والمهمّة والبحث الذي قمت به ..
هذا درس واحد مما تعلّمته ولاحظته فيما يتعلّق باحترام الإنسان وجهده , و ( الطالب ) وأهمية الدروس العملية المرافقة للمواد النظرية في التعليم ....... ولدى جعبتي الكثير ..

_____

الدروس التي استخلصتها أو استنتجتها في دراستي في مدرسة ( موندريان ) دنهاخ والإطّلاع حول المناهج فيها :
أوّلا – التربية على الحرية والديمقراطية , واحترام الفرد الذي هو المواطن .
ثانيا – الإهتمام بالبحوث والتجارب العملية بكل مستويات التعليم , أي ربط العملي بالنظري .
ثالثا - إحترام الطالب وعمله مهما كان هذا الإنتاج والجهد صغيرا , إنطلاقا من مفهوم إحترام الإنسان .
رابعا – إعطاء حريّة الطالب في كل الخيارات , والخطوات , وأخذ رايه في كل شئ .

- في كتاب ( المحادثة ) الذي درسنا فيه, كانت الأمثلة من واقع الطلاّب الأجانب الوافدين وبلدانهم مثال :
- تركيا – المغرب – العراق – إيران – الصين – رومانيا – الخ ... عائشة , مليكة , ميلفن , هوشي , تازين , محمّد .... وهكذا ..
- لم أشعر بأي تمييّز بين الطلاّب دينيا أو عرقيّا أو قوميا أو أو ....على الإطلاق . أحرار باللباس , بالنقاب , أيام أعياد ( الفطر , والأضحى ) أخذت المدرّسة رأي طلاّب صفّنا " إذا رغبتم بالحضور إلى الدوام أم لا , إتّفقوا مع بعضكم البعض وقرّروا والمدرسة لا تمانع " .
في كل معاملة وكل طلب يطلبونه منا فأنت حر في تنفيذه أم عدمه – طبعا عدا الأنظمة والقوانين –
ففي أوّل يوم دوام في المدرسة للذكرى , أرادوا أن يأخذوا لنا صورة جماعية مع مدرّسينا , فقد أخذوا راينا بذلك ومن يمانع بإمكانه عدم المشاركة .. لا شئ إجباري .
وهذه المعاملة عامة في جميع العلاقات بيننا وبين المدرّسات والمدرّسين والإدارة . وتخصّص الإدارة من أول يوم كذلك مساعد شخصي ( كونتك بيرسون ) لكل طالب , ليقدّم الخدمة في جميع القضايا والصعوبات والأسئلة التي تعترض الطالب .

الحريّة .. والديمقراطية .. ليست شعارّا ... بل هي تطبيق عملي في كل مؤسّسات الدولة والمجتمع ..
22- 1 – لاهاي , مريم نجمه



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية للمرأة العمانية ومنجزاتها في حماية البيئة ..
- الفنّانة فيروز .. الكلمة الأحلى .. والصورة الأجمل - 7 - اللأ ...
- خواطر . إلى اين يهبط هذا العالم ؟
- الفنّانة فيروز .. الكلمة الأحلى .. والصورة الأجمل
- الفنّانة فيروز .. الكلمة الأحلى .. والصورة الأجمل - 6
- محطّات ..
- نبوءة الجدّات ..؟
- الفنّانة فيروز : الكلمة الأحلى .. والصورة الأجمل
- أقوال .. حكم .. همسات .. محطّات
- رسائل للوطن
- بطاقة حب ومعايدة .. للعام الجديد 2007
- مرثية للعام الذي رحل ..!؟
- تساؤلات
- التّماس ..
- صفحة من نضال المرأة في الثورة الفرنسية 1789 ..؟
- بإسم حقوق الأطفال .. توقّفوا عن الإقتتال .. عن الحروب العبثي ...
- إنني إبنة ذاك التراب .. كتبت في كل اللغّات
- خمس شمعات نضيئها للفرح .. وباقة ورد أممية .. للحوار المتمدّن
- - كل خبزك بفرح - .
- إلى الرفيق .. والمعلّم .. ماوتسي تونغ


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - المحطّة H . S