درباس إبراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 8443 - 2025 / 8 / 23 - 16:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
درباس إبراهيم.
ما لا يعرفه كثيرون هو أن لاهور شيخ جنكي، القيادي الكردي البارز، ربما أصبح هدفا غير معلن لبعض الأطراف الإقليمية، وعلى رأسها إيران، وذلك منذ عملية اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس قرب مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020.
فقد أشارت تقارير أمريكية آنذاك إلى احتمال تورط أطراف عراقية محلية في تسهيل تلك العملية لصالح الجانب الأمريكي، وورد اسم فريق لاهور ضمن تلك التقارير، رغم نفيه القاطع عبر منصاته الإعلامية. ويعتقد أن مجرد ورود اسمه، حتى وإن لم تثبت صلته المباشرة، كان كافيا لإثارة غضب طهران، التي تنظر بحساسية لأي محاولة اختراق أمريكية داخل حلفائها في العراق.
منذ ذلك الحدث، بدأت ملامح تراجع نفوذ لاهور داخل الاتحاد الوطني الكردستاني تتضح تدريجيا، إلى أن تم إبعاده من رئاسة الحزب، وهو المنصب الذي كان يتقاسمه مع ابن عمه بافل طالباني. ويرى مراقبون أن هذا الإقصاء لم يكن مجرد قرار تنظيمي داخل الحزب، بل جاء في سياق أوسع من الضغوط الإقليمية، يعتقد أن إيران لعبت دورا فاعلا فيه، نظرا لنفوذها المتجذر داخل الحزب وارتباطاتها التاريخية مع بعض قياداته.
لاحقا، وبعد الإعلان عن تأسيسه كيانا سياسيا جديدا باسم "الجبهة الشعبية"، بدا أن لاهور يحاول إعادة تجميع قاعدته الجماهيرية، لا سيما في محافظة السليمانية، التي لطالما اعتبرت معقلا لنفوذه. وقد اعتبر هذا التحرك تحديا مباشرا لقيادة الحزب الحالية، وتهديدا لترتيبات توازن القوى داخل الإقليم، والسليمانية تحديدا، وربما خارج حدوده أيضا.
وفي ظل هذا السياق المتوتر، نفذت عملية أمنية لاعتقال لاهور يوم أمس، استنادا إلى دعاوى قضائية رفعت ضده، وفق ما أعلن رسميا. غير أن توقيت العملية وخلفياتها أثارا الكثير من التساؤلات، وفتحا باب التأويلات مجددا حول الدور الإيراني في تطويق تحركاته، ومحاولة إبعاده نهائيا عن المشهد السياسي الكردي.
قد لا تكون كل الخيوط مكشوفة بعد، لكن ما هو واضح أن الصراع على النفوذ داخل الاتحاد الوطني الكردستاني، وفي السليمانية، لم يعد مجرد شأن داخلي، بل بات مرتبطا بتوازنات إقليمية معقدة، تتداخل فيها أجندات طهران وواشنطن، وأحيانا أنقرة، بما يفوق حسابات الحزب.
#درباس_إبراهيم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟