أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ظافر شانو - فقراء أم أغنياء بالروح؟














المزيد.....

فقراء أم أغنياء بالروح؟


ظافر شانو

الحوار المتمدن-العدد: 8441 - 2025 / 8 / 21 - 12:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحية وإحترام:

في اليوم الثالث من الرياضة الروحية لاساقفة وكهنة العراق, إعلام البطريركية ينشر على الموقع الأعلامي الرسمي للبطريركية الكلدانية عبارة كان يجب التأمل فيها جيداً من قبل المسؤولين والعاملين في الموقع قبل نشرها على العام , لأنها قد تكون سبب عثرة لمن لا يدقق ويتأمل بكلام الكتاب المقدس, ومن كافة الخلفيات من البشر, خصوصاً أن الكاتب والناشر أهتم بالجانب المادي وأهمل الروحي وتفسيره! والعبارة التي أنا بصددها كما جاءت في الموضوع:

“طوبى للفقراء بالروح فان لهم ملكوت السماوات”، على الكاهن ان يعيش الفقر الروحي والمادي (التجرد)، علينا عدم الاساءة في صرف المال او اهداره لأننا سنكون محاسبين امام الله.!!!

هنا علينا التمييز بين فقر الروح وفقر المادة, وغنى الروح وغنى المادة! بالأخص عندما نستخدم عبارة مثل هذه "على الكاهن ان يعيش الفقر الروحي والمادي (التجرد)".

سيقول أحدهم أنه هناك نص جاء في الكتاب المقدس بهذه الصيغة!, وهذا كلام صحيح أنه ورد نص بهكذا صيغة في الترجمة الكاثوليكية! وهذه أحدى مصائب الترجمة الى لغات أخرى! فأحياناً ينقلب المعنى رأساً على عقب بالترجمة الحرفية تماماً! وهنا يأت دور المترجم ومدى معرفته باللغات, سأشارككم نفس النص الكتابي ومن عدة ترجمات للغة العربية:

الترجمة الكاثوليكية
مت 5-3 طوبى لِفُقراءِ الرُّوح فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات.

الترجمة المشتركة
مت 5-3 هنيئًا للمساكينِ في الرُّوحِ، لأنَّ لهُم مَلكوتَ السَّماواتِ.

ترجمة فاندايك
مت 5-3 طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.

الترجمة البولسية
مت 5-3 طوبى للمساكينِ بالروحِ، فإِنَّ لهم ملكوتَ السماوات.

ترجمة كتاب الحياة
مت 5-3 طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.

النص الإنكليزي
MAT 5-3 Blessed are the poor in spirit: for theirs is the kingdom of heaven.

بالطبع أتفهم جيداً ان المترجم مقيد بالنص الذي يترجمه, والأمانة الملقاة على عاتقه بتوخي الدقة في الترجمة الى أعلى مستوى ممكن لتكون الترجمة صالحة لغوياً وتنقل نفس المعنى المراد, أستخدام مصطلح "مساكين بالروح" في الترجمات الأخرى الى اللغة العربية يفيد المعنى المقصود الى حد ما أكثر من مصطلح "فقراء الروح" في الترجمة الكاثوليكية! لكن في رأي البسيط المعنى الذي أراده السيد المسيح هو ودعاء الروح أو الأغنياء بالروح!, الأغنياء بالروح وكما فهمت من الكتاب المقدس هم أصحاب الإيمان, القناعة, المحبة, العطاء, البذل وهكذا , والفقراء بالروح هم أصحاب الجسد, الطمع, الأنا, الجشع, التكنيز! وما شابه.

كيف نفسر هذه النصوص, وكيف نفرق بين غنى الروح وفقرها, وفرقها عن فقر المادة وغناها؟ ببساطة شديدة لنتأمل معاً في قول السيد المسيح عن درهمين الأرملة:

لو 21-1 وتطَلَّعَ يَسوعُ فرَأى الأغنياءَ يُلقُونَ تَبَرُّعاتِهِم في صُندوقِ الهَيكَلِ.
لو 21-2 ورأى أيضًا أرمَلةً مِسكينةً تُلقي فيهِ دِرهَمينِ،
لو 21-3 فقالَ: ((الحقَّ أقولُ لكُم: هذِهِ الأرمَلةُ الفَقيرةُ ألقَت أكثَرَ مِمّا ألقاهُ الآخَرونَ كُلُّهُم.
لو 21-4 فَهُم ألقَوا في الصُّندوقِ مِنَ الفائِضِ عَنْ حاجاتِهِم. وأمَّا هيَ، فمِنْ حاجَتِها ألقَت كُلَّ ما تَملِكُ لمَعيشَتِها)).

كما ترون جلياً الأشخاص الأغنياء مادياً الفقراء روحياً لم يوازي مالهم كله على وفرته وكل ما القوه درهمي هذه المرأة الفقيرة مادياً الغنية روحياً ! كونها القت كل ما لديها بمحبة وهي تؤمن بأن القدير له كل المجد لن يتركها للجوع والذل ولن يقطع نعمهُ عنها, بينما الآخرين القوا بالكثير متفضلين على القدير! يلقون بالفائض لديهم! كما نقول بالعامية "الخردة"!! فقد تكون المائة دولار اليوم بالنسبة للمليادير مجرد خردة, بينما للفقير يعتبرها ثروة!

السادة المسؤولين في الموقع الأعلامي الرسمي للبطريركية الكلدانية, هناك أناس يتصيدون عنكم كل زلة وهفوة لغاية في أنفسهم وأنتم تمثلون كنيسة ومؤمنيها, فيا حبذا لو تكونوا أشد يقظة وحذر فيما تنشرون خصوصاً عندما يتعلق الأمر بتعاليم ووصايا السيد المسيح وتفسيرها للمطلع الكريم, وعبارتكم أعلاه "على الكاهن ان يعيش الفقر الروحي والمادي (التجرد)" علينا عدم الاساءة في صرف المال او اهداره لأننا سنكون محاسبين امام الله. الأصح أن تكتب بهذا الشكل ليستقيم المعنى المراد منها "على الكاهن ان يعيش الغنى الروحي ويغلبه على الفقر المادي (التجرد)" علينا أن نكون أغنياء بالمسيح روحياً أولاً وعدم الاساءة في صرف المال او اهداره لأننا سنكون محاسبين امام الله.!! , فالسيد المسيح لم ولن يقبل لنا أن نكون فقراء روحياً أبداً, وعلى كل رجال الدين المسيحيين التوقف عند هذه النقطة وشرحها للمؤمنين والبشر كافة والمعنى الحقيقي لها, وشكراً لتفهمكم.

أختم بسؤال لكم للتأمل أتمنى أن يوضح الصورة وما أقصده بموضوعي هذا بشكل أفضل وهو: هل كان السيد المسيح وهو قدوتنا فقير روحياً ومادياً! أم ماذا؟.

تحياتي.



#ظافر_شانو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيهما أهم الدقائق الثمان أم الكلمة؟!
- البطريرك ساكو, الإنسان قبل الشريعة!!!
- البطريرك ساكو: كل إنسان هو من رحم الله !!!
- أنت الباب الضيق! والباب الضيق أنت!!
- البطريرك ساكو: من نحن؟.
- غبطة البطريرك, أنا عاوز جملة مفيدة!
- الراعي القبطان القرصان!
- لمن الممر الشرفي؟!
- تاريخ أم أحياء! دورنا ومن نحن اليوم؟
- سولفلي, شكو ماكو اليوم؟
- غبطة البطريرك, المسيح ليس تأريخ!.
- لماذا يا عراق؟
- فليعلموا من تكون!
- إليك أيها الجريح!
- الكلدان والإنتخابات الى أين؟!
- المسيح قام, حقاً قام.
- في البدء
- أصدقني القول يا عراق.
- سب أبويا! سب أمي! بس لا تسب أميتاب!!
- صبراً يا عراق


المزيد.....




- من يتحمل المسؤولية عن العنف الطائفي في سوريا؟
- بمشاركة نحو 100 عالم دين.. انطلاق -مؤتمر غزة- في إسطنبول
- 45 ألفا أدّوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- رغم تشديد إجراءات الاحتلال.. آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الج ...
- النيجر: الجيش يؤكد مقتل زعيم في جماعة بوكو حرام جراء ثلاث ضر ...
- -التعاون الإسلامي- تؤكد مركزية قضية القدس في وجدان الأمة الإ ...
- حريق المسجد الأقصى.. هل انطفأت النيران أم تحولت لأشكال جديدة ...
- السيد فضل الله: الطائفة الشيعية لا تعمل لمشروعها الخاص بل لو ...
- أكثر من نصف قرن على حرق المسجد الاقصى.. والنيران لاتزال متشت ...
- بين -سلاح الله- و-الجيش وحده يحمي-: الانقسام حول حزب الله يص ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ظافر شانو - فقراء أم أغنياء بالروح؟