فليعلموا من تكون!

ظافر شانو

الحوار المتمدن-العدد: 8329 - 2025 / 5 / 1 - 06:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

تحية وإحترام:

لولا وجود راعي الكنيسة الكلدانية غبطة نيافة البطريرك الكاردينال لويس ساكو في هذا الحدث ما كنت سأتناوله, كونه غير مهم, ونتائجه بالنسبة لي لا تقدم ولا تأخر بالمرة, فهو مجرد مسرحية يعاد توزيع الأدوار فيها لا أكثر.

قبل عدة أيام وبالتحديد السادس والعشرين من شهر نيسان, ودعت الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس في قداس جنائزي مهيب حضره الآلاف من البشر ومن كل بقاع العالم وبكل تنوعاتهم, وفي هكذا مناسبات لا يوجد شئ عفوي! فكل حركة وخطوة في الخفاء وما ستظهر على العلن تكون مدروسة ومخطط لها مقدماً لتظهر هذه المناسبة بصورة تليق بالحدث, كونه حدث يخص الديانة الأكبر في العالم, ويخص الأتباع الأكثر لهذه الديانة وهم الكاثوليك الذين يقارب عددهم من المليار والنصف حول العالم.

بأختصار, من ضمن المراسيم, يقع دور على كنائس الشرق أن يشاركوا ويصلوا في الجناز بحسب طقوسهم, وبالتأكيد هذا الأمر والترتيب لا يأت من فراغ, فكل شئ يكون معد مسبقاً بالاتفاق مع رؤساء هذه الكنائس والأدوار والصلوات التي سيقومون بها على مرأى من العالم. وكما ظهر جلياً على الشاشات فقد حصل شئ غير مخطط له من قبل القائمين! الا وهو أن "خمط" أحد البطاركة دور الصلاة لأخاه البطريرك الآخر من الكنيسة الأخرى!! وكان أن تقدم نحوه البطريرك الثاني, وكان "راح يعضه من لوزته"! لولا نظرات الجماعة له! ما علينا السالفة مرت بسلام حينها, وهناك تسجيل صوري يوثق هذا الحدث! أما ما سيترتب بعدها فهذا ليس موضوعنا الآن.

ما يهمني هنا يتعلق بدور غبطة نيافة البطريرك الكاردينال لويس ساكو في هذا الحدث, طيب عندما وجدت حينها غبطتكم أنه لا دور لك شخصي تقدمه مع بطاركة كنائس الشرق في الصلاة على جناز البابا وأنت الكاردينال الوحيد بينهم!, كنت أعتذرت للقائمين على تنصيب هذه الأدوار وجلست ضمن مقاعد أخوتك الكرادلة الكاثوليك وتركت أصحاب الغبطة المشارقة واحد ياكل الثاني! أصلاً أنت رجال ناعم وبالگوة تبين من بيناتهم كل واحد چنه عمود ما شاء الله وأنت واگفلي بالنص! طبعاً الي قسم وقفتكم هذه شگد خبيث!!.

ما أريد الوصول إليه, أتمنى عليك أن تكون قد تعلمت شيئاً من هذا الحدث الكبير وكيف يتم التعامل في أروقة الفاتيكان! فسالفتهم تشبه سالفة أروقة السياسة وداهاليزها الله وكليلك أن لم يكن الأمر اعمق! وكل شئ عندهم مدروس ومحسوم أمره مقدماً والبابا لا يستطيع أن يغير في الأمور الأسياسية والخطوط العريضة المرسومة أي شئ بالمرة! إلا في حال وحصل أن جلس على هذا الكرسي بابا ثوري بمعنى الكلمة "إنتحاري" بالعامية! ليصحح بعض المفاهيم اللاهوتية الخاطئة التي ينادي بها الفاتيكان! الذين بأفعالهم وتعاليمهم هذه لا هم داخلين الملكوت, ولا تاركين غيرهم يدخل!!

أتمنى عليك في هذه الإنتخابات وأثناء جلوسكم على الطاولات أن تريهم الخلاص الذي ناله زكا العشار, ناد هناك بينهم بعالي الصوت بتعاليم كنيسة المشرق الغراء التي فعل الفاتيكان جهده وكل ما في وسعه لطمر هذه الكنيسة وكل ما يتعلق بها! "وبعدين غرگونا دموع تماسيح عليها "وهذا الشئ في حال عبر على العالم كله فلن يعبر على أبو يوسف, ويزيدني فخر أن أكون من أتباع كنيسة ذاك الشكاك الذي ترك الجميع وأنطلق يبشر نصف الكرة الأرضية الشرقي لوحده! نعم نحن أبناء المشرق, ومن هذا المشرق كان المخلص! ومن هذا المشرق كان أول الساجدين! ومن هذا المشرق أنطلق أول المبشرين! ومع أنه من كل الجهات الكل مدعوين للخلاص, علينا أن نحافظ على ما أستلمناه من السيد المسيح ورسله نقياً ونكون نقطة إشراق لظلمة العالم كما كنا وسنبقى أبناء الشروق والمشرق ولسنا أبناء الغروب والغرب, فهذه التسمية لم تأت عبثاً في الكتاب المقدس! أرهم وبكل وضوح أنك أنت وحدك بينهم لا غيرك, حفيد لأولائك الذي خطوا أول حرف في العالم وعلموا البشرية الكلمة, فلا يهم كائن من يكون البابا القادم, المهم أن تكون قد علمتهم درس عن بلاد الرافدين والكلدان والظلم الذي وقع عليهم من قبل الفاتيكان! وسواء أنتخبوك أم لا, يكفيك فخراً كونك من بلاد الرافدين ومن أبناء كنيسة المشرق وكلداني الأصل, وبالتوفيق.

#ظافر_شانو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات