أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي البوكاري - ليلة عاصفة، الفصل الأول من رواية -فتاة البحّار- لإيما ليزلي















المزيد.....

ليلة عاصفة، الفصل الأول من رواية -فتاة البحّار- لإيما ليزلي


فتحي البوكاري
كاتب

(Boukari Fethi)


الحوار المتمدن-العدد: 8440 - 2025 / 8 / 20 - 16:12
المحور: الادب والفن
    


نقلها إلى العربيّة فتحي البوكاري
***************
"أمي، نحن نطفو مجدداً!"
كان الصوت الأجش مثقلا بالنعاس، ولم يزد الصيّاد المسنّ على أن تقلّب على جنبه وواصل شخيره، وكأنّ الأمر لا يعنيه في شيء. أمّا زوجته فلم يهدأ لها بال، إذ لم يكن منزلهم العائم يتحرّك من مكانه إلا عند هبوب عواصف الاعتدال البحريّ والمدّ الاستثنائي. وها هو ذا الآن يتأرجح ويهتزّ منذ ساعات طويلة، والسلاسل الصدئة التي تثبّته إلى الأوتاد تصدر صريراً وأنينا، كأنّها على وشك أن تنقطع مع أول هبّة ريح قادمة، فتقذف بهم إلى عرض البحر أو إلى مجرى النهر، حيث لا يلبث القارب أن يغرق بهم سريعاً، فقد كان مثقوب القاع، إذ لم يكن سوى قارب متآكل قبل أن يضع الصيّاد يده عليه ويحوّله إلى منزل غريب الشكل، أقام على جانبيه جدراناً خشبية، وسقفاً من الألواح والقماش المشمع، وثبّته بأربع سلاسل مشدودة إلى أوتاد مغروسة في الضفّة الطينية التي تُشرف على مصبّ النهر.
لم يكن البحر يبعد أكثر من ربع ميل عن المكان الذي رُبط فيه القارب المتهالك، لذلك لم يكن غريبًا أن يزداد قلق المرأة المسكينة ويتعاظم مع مرور الدقائق واشتداد العاصفة، حتى أخذ البيت يتمايل بعنف ويهتز، وبدأ صراخ الأطفال وبكاؤهم يعلو ويرتفع في المقصورة المجاورة من شدّة الخوف.
هتفت المرأة أخيرًا وهي تهزّ زوجها وتنهض فزعة من فراشها: "كومبر! كومبر!"
فقد دوّى صوت رهيب طغى على صيحات الأطفال وعصف الرياح وضجيج الأمواج.
صرخت ثانية وهي تهزّه مرة أخرى بعنف أشدّ: "هناك سفينة يا كومبر، قريبة من الشاطئ، أسمع طلقات المدافع!"
تمتم الصياد، وهو ينتفض من فراشه مذعوراً: "سفينة! مدافع!"
وفي اللحظة التالية كان قد قفز من الفراش، وأخذ يدسّ جسده في ثيابه على عجل، وهو يقول: "لا بدّ أنّها جنحت إلى الرمال ما دمتِ قد سمعتِ صوت المدافع."
وفجأة مال القارب واهتزّ اهتزازًا شديدًا حتى كاد الشيخ يسقط أرضاً، وتعالى صراخ الأطفال مرة أخرى، فيما سارعت السيدة كومبر إلى إشعال الفانوس المعلّق على الجدار.
سألها زوجها بدهشة: "ما الذي تنوين فعله؟ النساء لا يُحسنّ عملاً كهذا!"
فردّت، وهي على وشك البكاء: " وماذا تنوي أن تفعل أنت؟ ستقتلع الرياح والمد القارب من مكانه قريبًا، وسنغرق جميعاً مثل الفئران في جحورها!"
قال محاولًا تهدئتها: "كلاّ يا امرأة، لقد أحكمتُ شدَّ القارب جيدًا قبل أن أجيء بكِ إلى هنا. أما ترين أنّه لو كان سيحدث ذلك لانفلت منذ زمن؟ لا تكوني حمقاء!"
قالت المرأة وهي تغالب دموعها: "لكن الأطفال يا كومبر، الأطفال! أما أنا فلست خائفة على نفسي بالمرّة."
فقال الشيخ وهو يتنهّد: "حسناً، حسنًا، سيبقى القارب قويّا آمناً للأطفال لسنين طويلة قادمة، اذهبي إليهم فهدّئي من روعهم، وسأذهب أنا لطلب النجدة لهؤلاء المساكين الذين في عرض البحر."
قالت الزوجة بقلق شديد: "لكن ماذا بوسعك أن تفعل لهم؟ لا يوجد في رأس برمودا قارب غير قاربنا، ولا رجل يعينك على توجيهه سوى بوب."
قال وهو يزرر سترته بإحكام: "صحيح، لا طاقة لي ولبوب بمواجهة هذا البحر بالقارب، لكنه سيذهب معي إلى فيلنِس."
قال ذلك، ثمّ نادى الابن بصوت عال: "بوب! بوب!"
فجاءه الردّ من المقصورة المجاورة: "نعم، يا أبي!"
قال الشيخ: "ارتدِ ثيابك بسرعة، يجب أن نذهب إلى فيلنِس. هناك سفينة جانحة على الرمال!"
فأجابه بوب بحماس: "أنا مستعد يا أبي، فقد سمعت أمي تناديك وظننت أنك ستأخذني معك."
وقبل أن يعتمر الصيّاد قُبَّعتَهُ المقاومة للمطر، تناول زجاجة سوداء من فجوة في الجدار، وارتشف منها جرعة كبيرة، ثم قال وهو يناولها لزوجته: "من حسن الحظ أن لدينا ما يدفئنا هذه الليلة."
ثم ودّعها بكلمة طمأنة أن لا تخاف ولا تفزع، وخرج هو وبوب من باب بيت القارب ليواجها جنون عاصفة هوجاء، وقد كادت أولى هبّاتها أن تقتلع أقدامهما من الأرض. ولم يكن قطع الأميال الثلاثة إلى قرية فيلنِس الصغيرة أمرًا يسيرًا في مثل هذه الليلة، فمع أنّ الطريق يمرّ في قلب اليابسة، إلا أنه كان مكشوفا تمامًا لرياح البحر، وبين نوبات الرياح المزمجرة والأمطار الغزيرة، كانا يسمعان طلقات الاستغاثة، ويُبصران من حين لآخر صاروخًا يشقّ ظلمة منتصف الليل، يناشد المساعدة للغارقين.
وفي مقرّ خفر السواحل، الواقع في منتصف الطريق بين رأس برمودا والقرية، وجدا الرجال متأهّبين، فتقدّم اثنان منهم متطوّعين لمرافقة كومبر ومعاونته في تسيير القارب، ومضى الأربعة بصمت في الطريق الموحلة، إذ كان الكلام شبه مستحيل في مثل هذا الإعصار، وكان عليهم بذل كل ما في وسعهم قوّة وعزم لمقاومة الريح والمطر.
ولمّا بلغوا فيلنِس قصدوا الشاطئ على الفور، وكما توقّعوا، وجدوا معظم الرجال مجتمعين يراقبون السفينة المنكوبة.
قال أحدهم، وهو يفسح الطريق للوافدين الجدد: "ها هو ذا كومبر آتٍ من رأس برمودا!"
فصاح كومبر بضيقٍ ونفاد صبر: "ما بالكم واقفين هكذا؟ التحديق فيها لن يجديها نفعاً!"
أجابه رجل من بينهم: "ليس بوسعنا فعل شيء. لدينا قارب رودويل هنا، وهو أفضل قارب في الساحل لمثل هذه العملية، وقد حاولنا ثلاث مرات الإبحار به، ولكن بلا جدوى، لا شيء يمكن أن يصمد في مثل هذا البحر الهائج! كل مرة تدفعنا الرياح إلى الوراء ونكاد نغرق."
قال الصيّاد وهو يتنهد: "لا أقول إنكم قصّرتم، لكن افترضوا أنّ أحدكم له ولد على متن تلك السفينة، أما أنا، فإنّ لي ولدًا هناك، أو في غيرها، إن لم يكن قد مضى إلى حيث لا بحر ولا عاصفة!"
وقبل أن يتمّ حديثه، تقدّم رجلان أو ثلاثة نحو القارب المسحوب إلى الشاطئ الرملي المنخفض، وقالوا بأصوات هادئة حاسمة: "فلنحاول مرةً أخرى."
فقال كومبر: "دَعوا الشُّبّان يذهبون، فالذين لهم زوجات لا ينبغي أن يخاطروا برحلةٍ كهذه. سيكون هناك ما يكفي منّا: أنا وبوب، ومعنا روك ووايت قد جاءا خصيصًا لهذا الغرض، و…"
فقاطعه أحد الرجال: "وماذا عن زوجتك يا كومبر؟"
فأجاب بثقة: "لا تقلقوا يا رفاق، فهي لن تبخل عليّ برضاها إذا أنقذت ولدها، اسمعوا يا رجال، يكفينا سبعة رجال لهذه الرحلة، ولدينا أربعة حتى الآن."
كان هناك الكثير من المتطوعين لشغل الأماكن الثلاثة الشاغرة، إلى حدّ أن الرجال بدوا على وشك التشاجر فيما بينهم للفوز بشرف المشاركة في هذه المهمة الخطرة. غير أنّهم، وباتفاق صامت، كانوا قد سلّموا القيادة إلى كُومبر الذي اختار منهم ثلاثة من أصلب الرجال بنية وأشدّهم قوّة، وترك للبقية مهمة دفع القارب عبر الأمواج المتلاطمة إلى عرض البحر، ومع هتافٍ مدوٍّ من الواقفين على الشاطئ، انحنى الرجال السبعة على المجاديف بكل عزم، واغتنموا فترة سكون الرياح ليحرزوا خلالها تقدّماً طفيفاً نحو السفينة المنكوبة، غير أنّ الرياح عادت لتعصف بهم، وكادت الأمواج أن تتسبّب في إغراق القارب، وأجبرتهم على العودة، فأعادوا الكَرّة مرة بعد مرة، تكرّر ذلك خمس مرات ضاعت خلالها ساعة كاملة في جهدٍ عقيم لمغادرة الساحل. وأخيراً هدأت حدة العاصفة قليلاً، فتمكنوا من الابتعاد عن الشاطئ، لكنهم استغرقوا وقتاً طويلاً قبل بلوغ الرمال الخطيرة حيث جنحت السفينة. وحين وصلوا، لم يجدوا أثراً لها، كل ما بقي كان حطاماً متناثراً: دعامات مكسورة، شظايا صواري، وقطع أشرعة ممزقة.
قال أحد الرجال بصوت متهدّج وهو يحدّق في الظلام محاولاً رؤية هيكل السفينة: "لقد تأخرنا."
وأضاف آخر بأسًى وحزن: "لقد هلكوا جميعاً، المساكين، لا فائدة من الاستمرار، لنعد قبل أن تشتد العاصفة من جديد."
لكن كومبر قال بخبرة من اعتاد على مثل هذه المهامّ: "تمهّلوا قليلًا! لِنُلقِ نظرةً بين هذا الحطام ونرى ما يمكن أن نعثر عليه، ربما تشبّث أحدهم بخشبة طافية."
وارتفعت أصوات الرجال يصيحون: "هيه! هيه!" محاولين التغلب على عصف الرياح، لكن دون جدوى، إذ أنّهم لم يسمعوا أي ردّ أو نداء استغاثة. وبعد أن طافوا حول المكان زمنًا، واقتربوا من الرمال الخطرة بقدر ما أمكن، حتى إذا عجزوا عن المضيّ أبعد من ذلك، اضطروا إلى توجيه القارب نحو الشاطئ، وبدأوا في التجديف عائدين، وقد ثقل على قلوبهم وقع الخيبة. لكن قبل أن يقطعوا شوطًا بعيدًا عن المكان، لمحوا شيئاً أبيض يطفو أمامهم.
قال أحدهم وهو يتوقف عن التجديف ليركّز نظره على الشيء الطافي: "إنها مجرد قطعة قماش من شراع لا غير."
لكن كومبر هتف بحزم: "لنتأكد يا رفاق. رويدكم، انتبهوا لمجاديفكم، ودعوها تقترب منّا، وسنلتقطها."
وفي غضون دقيقة مد كومبر يده وأمسك باللفافة البيضاء فإذا هي مربوطة بإحكام إلى عارضة خشبية صغيرة. فجأة صاح مذهولاً: "إنه طفل! يا رفاق، لم نخرج عبثاً! في النهاية. هيا، أسرعوا بالتجديف لإنقاذ حياته!"
ثمّ وضع كومبر اللفافة بعناية في قاع القارب، إذ لم يكن بوسعهم فعل شيء له هناك، ولا حتى معرفة إن كانت الطفل حيّا أو ميّتا. فانطلقوا إلى الشاطئ بعزيمة أشدّ ممّا خرجوا بها أوّل مرة.

كان الفجر قد بدأ يتنفّس حين بلغوا الساحل، فاستقبلهم رفاقهم بهتاف عالٍ، وقد كانوا يراقبون القارب بقلق شديد. لكن خيبة الأمل بدت على وجوه الجمع الصغير حين رأوا الشجعان السبعة يعودون من الرحلة المحفوفة بالمخاطر خالي الوفاض.
صاح أحد الرجال عندما اقترب القارب من البرّ: "ماذا، لا شيء!"
فردّ أحد أفراد الطاقم: "وجدنا طفلًا فقط، وربما يكون ميتًا."
فقال كُومبر: "بل أظنه حيًّا! أسرع يا بيترز، أيقظ زوجتك؛ النساء أقدر منّا على مثل هذه الأمور."
وما إن غادر القارب حتى حمل اللفافة البيضاء مسرعًا خلف بيترز، تاركًا رفاقه يروون للآخرين قصة ما جرى.
وكانت السيدة بيترز امرأة رؤومًا، قد أوقدت النار لتُعدّ فطورًا لزوجها انتظارًا لعودته من الشاطئ، فما لبثت أن جرّدت الطفل من ثيابه المبتلة، فإذا هي فتاة صغيرة في نحو الخامسة من عمرها، شقراءُ رقيقة الملامح، ترتدي ثيابًا نظيفة وإن لم تكن فاخرة، وفي عنقها شارة فضيّة صغيرة معلّقة حول رقبتها بشريط أسود. في البداية خشي الجميع من أن تكون تلك الطفلة المجهولة قد فارقت الحياة، إذ أنّها لم تُبدِ أي حركة، حتى كادت السيدة بيترز تستنفد كل ما تعرفه من وسائل إنعاش الغرقى، ثمّ بدأت تظهر عليها بوادر العودة إلى الحياة.
وقف كومبر يراقب في صمت مفعم بقلق شديد محاولات السيدة لإنعاش الصغيرة، ولم يجرؤ على أن يمدّ يده ليشاركها الفرك القوي والصفعات المتكرّرة خشية أن تؤذي يداه الخشنتان الغليظتان تلك الأطراف الرقيقة الشاحبة المائلة إلى الزرقة.
وكانت المرأة منشغلة بعملها لوقتٍ طويل فلم تلحظ وجوده، لكن حين أثمرت جهودها بصدور تنهيدة خافتة ونَفَسٍ ضعيف شقّ الشفتين الباهتتين، سمعت خلفها صوت تأوّهٍ ممتزج بالارتياح، فالتفتت تقول ساخطَة: "حقًا إن الرجال لحمقى!"
فقال كومبر بخضوع وقد امتلأ قلبه بتقدير كبير للسيدة بيترز في الدقائق العشر الماضية: "ما الأمر يا سيدتي؟"
أجابته معاتبة: "أكنتَ واقفًا هنا مثل العمود طوال هذا الوقت ولم تمد يدك لإنقاذ الطفلة؟"
همس الصيّاد وكأنه يخشى إزعاج الصغيرة: "ما استطعتُ يا سيدتي، فبهاتين اليدين الخشنتين لا أجرؤ على لمسه، لكنني مستعد أن أفعل أي شيء تطلبينه."
فقالت بحدة: "حسناً، أريد حوضاً فيه ماء ساخن. ستجد الحوض في الفناء الخلفي، والغلاية تكاد تغلي. أسرعْ وائتني بالحوض، ثم اصعد إلى الطابق العلوي وأحضر بطانية من فوق السرير."
لم يتأخر كومبر، فجاء بالحوض وبإبريق ماء بارد كان قريباً، غير أن صعوده السُّلَّم الضيق المظلم لم يكن بالأمر اليسير، فقد كان السُّلَّم، كأنما صُمّم خصيصاً ليصدم الطالعُ به ويُصاب بالكدمات. أمّا كوبر، الذي اعتاد على العيش في بيته العائم دون متاعب السلالم ولا عتبات، فقد وجد الصعود شاقًّا، وكان صوت السيدة الحاد يطالبه بالبطّانية من قبل أن يبلغ باب الغرفة. لكن كلّ شيء يهون من أجل تلك الفتاة التي بدأ أنينها الخافت يصل إلى أذنه؟! تابع الصعود رغم الارتطام والزوايا المفاجئة، وما إن عثر على البطانية حتى أسرع بالنزول بها دون إبطاء.
قالت المرأة، وهي ترفع الطفلة الصغيرة من الماء وتلفّها بالبطانية: "حسنًا، والآن، ما الذي تنوي فعله بهذه الصغيرة؟"
فقال كومبر وهو يحك رأسه حائرًا: "ألا تشرب بعض الحليب؟"
أجابت المرأة: "ربما بعد قليل، ولكن من الذي سيتولى أمرها؟ تقول إنّ أحدًا من ركّاب السفينة المنكوبة لم ينجُ ليخبرنا من أهلها؟"
أجاب كومبر: "نعم، لم ينجُ منهم أحد، ولهذا أرى أن آخذها أنا."
هتفت المرأة في دهشة: "تأخذها أنت! وما رأي زوجتك في فم جديد يطلب الطعام، وما عندكم من الزاد لا يكفي لأولادك الأربعة، وهم نهمون يأكلون بشراهة القروش؟"
قال كومبر وقد استجمع شيئاً من جرأته: "يا سيدتي، لقد كانت لي بنت صغيرة ومضى زمن طويل ولن أُرزق بأخرى إلا إن أخذت هذه، وأنا لا أريد أن أفوّت هذه الفرصة، فأنا حقًا أتمنى بنتًا صغيرة."
قالت المرأة: "كل هذا حسن وجميل، ولكنه لا يمنحك الحق في أخذ طفلة لا تمتّ إليك بصلة. يمكن إرسالها إلى دار الأيتام، وسيتكفّل بها بيترز عمّا قريب، ثيابها لا تساوي شيئاً، وأهلها، إن كان لها أهل، لن يُتعبوا أنفسهم في البحث عنها. انظر إلى هذه الشارة الرخيصة فهي تدلّ على أنها ليست من عائلة غنية، فنصيحتي إليك أن تودعها دار الأيتام، حيث تجد من يرعاها."
قال كومبر معترضاً: "كلا، كلا! إن زوجتي سترى الأمور بعينيّ حين أحدثها بشأنها. فإن تكفّلتِ بها ساعة أو ساعتين ريثما أعود إلى بيتي وأبدّل ثيابي وأقصّ عليها الخبر، أكون لكِ من الشاكرين."
ولم ينتظر ردّها، بل غادر كوخها على الفور.



#فتحي_البوكاري (هاشتاغ)       Boukari_Fethi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبحار الأخير للقارب -الدولفين-
- أطلقوا قارب النجاة! (ج1)
- حوار مع الفنان التشكيلي عمّار بوكيل: حين يتكلم الجدار بلغة ا ...
- ميراث البحر
- الفصل الأول من رواية ماري جونستون -1492-
- بئر السّاراسين
- تحطُّم منارة وينستانلي
- منارة إدستون: تاريخ هندسي ومغامرة بشرية
- في حضرة السرد وسحر الحكاية: قراءة في الخصال الأدبيّة لمحسن ب ...
- كنز القراصنة، مذكرات طبيب سفينة هولندي، لجورج غارتنر ج2
- كنز القراصنة، مذكرات طبيب سفينة هولندي، لجورج غارتنر - ج1
- وما زال الصوت يصرخ عاليا
- التعبير عن المقاومة الثقافيّة والبيئيّة في شعر محمد العروسي ...
- الشعبويّة في السلطة: تهديد أم تصحيح للديمقراطية؟
- أدب الأطفال في العصر الرقمي: دراسة السرد التفاعلي في كتب الأ ...
- مناورة
- في موقد تحت التحميص
- الأدب في عصر العلم والتكنولوجيا
- علاقة المثقّف بالسّلطة السياسية: رواية الكاتب البوهيمي المتع ...
- غربة


المزيد.....




- السعودية.. إضاءة -برج المملكة- باسم فيلم -درويش-
- -الدرازة- المغربية.. حياكة تقليدية تصارع لمواكبة العصر
- بيت جميل للفنون التراثية: حين يعود التراث ليصنع المستقبل
- هرر.. مجَلِّد الكتب الإثيوبي الذي يربط أهل مدينة المخطوطات ب ...
- هرر.. مجَلِّد الكتب الإثيوبي الذي يربط أهل مدينة المخطوطات ب ...
- نفي اتهامات بالتستر عليه.. مسؤول إسرائيلي متهم بالتحرش بفتاة ...
- قصر الكيلاني يتحول إلى مركز عالمي للخط العربي والفنون الإسلا ...
- مطالب بوقف عرض -سفاح التجمع-.. والمخرج: لا نوثق الجرائم الحق ...
- الاكتئاب.. مرض خطير جعلته بعض الأفلام حلما للمراهقات
- اُستبعدت مرشحة لبطولته بسبب غزة.. كريستوفر لاندون يتحدث عن ر ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي البوكاري - ليلة عاصفة، الفصل الأول من رواية -فتاة البحّار- لإيما ليزلي