إذا طار الرأس لزگ بالذيل !

نيسان سمو الهوزي

الحوار المتمدن-العدد: 8440 - 2025 / 8 / 20 - 11:15
المحور: كتابات ساخرة
    

اغلب ما جرى بين ترامب وبوتين كان سري او شبه معتوم ، لا احد يعلم ماذا جرى بين الاثنين بشكل تام . لا المؤتمر الصحفي القصير ولا المحللون ولا الخبراء ولا المرافقون ولا الصحفيون ولا حتى اصحاب قراءة حركات الجسد . كل ما استنبطناه هو موقف بوتين المتشدد وليونة ترامب تجاهه .
جائت قمة ( بواسير يوم الاثنين ) واضافت المشهد دماستاً اكثر مما هو غُباري . حتى في هذه لا نعلم ماذا جرى وماذا حصل بشكل جلي . ولكن عندما يترك ترامب ( الزعاطيط ) وهم في غرفة المباحثات لأكثر من أربعون دقيقة ليتحدث مع بوتين في وقت متأخر له دلالة كبيرة وكبيرة جداً ألا وهي إستماتت ترامب لكسب رضى او موافقة بوتين ! ترامب يرغب في أن ينجح في إيقاف الحرب ويحصل بعدها على جائزة نوبل ! بالمناسبة هو يستحقها اكثر من أي شخص آخر ، لا لأنه اجتمع مع بوتين او يحاول إيقاف هذه الحرب بل لأجل شيء آخر تماماً ! لا اجروا في البوح عنه .
المهم ماذا كان دور الأوروبيين ( التافهين ) في تلك القمة ! لا اعلم بالضبط ! البواسير وشالوها ! اغلبهم قال بأن إجتماع المهرج مع بوتين هو الحل ! يعني بوتين صار مايا دياب في عيونكم اليوم ! متى كان لبوتين قيمة عندكم ! اكثر من ثلاثة سنوات تشحنون الأسلحة لكييف وتطالبون بوتين بالإنسحاب دون شروط مسبقة ولا للجلوس معه قبل الإنسحاب واليوم التحدث معه او جلوسه مع العميل هو الحل الأفضل ! يا أولاد الابالسة مو راح اكثر من نصف مليون قتيل وجريح بسبب إجرامكم هذا واليوم الجلوس معه افضل حل ! لا والشمطاء الاروربية تقول : كنت أتمنى لو كان بوتين معنا اليوم ليكتمل المشهد ( إي مو بوتين صار حْليوة هسة ) ! يا بت العفريتة ! الكل يتحدث عن الضمانات بسبب اطماع روسيا في أوروبا ! بالمناسبة يا أولاد الشياطين روسيا لم تهاجم يوماً فرنسا ، بل فرنسا هي التي هاجمتها واحتلتها وقتلت الملايين من الروس . روسيا لم تهاجم يوماً ألمانيا ، بل ألمانيا هي التي هاجمتها واحتلتها وقتلت اكثر من سبعة وعشرون مليون روسي ، إذاً مَن لديه اطماع في الأرض الآخر ! الموضوع معكوس تماماً يا ابالسة ! نقطة .
جميعهم كان يُركز على الضمانات ، وهم يعلمون ومتيقنين بأن لا مقدرة لروسيا او حتى رغبة او حتى التفكير في مهاجمة دول الناتو ! إنها إلى الآن لم تعلن الحرب حتى على كييف ، لأنها وببساطة لا اطماع في ذلك البلد الفقير ، روسيا قطعت خمسة اجزاء مهمة جداً ، لا بل هي الأهم في جميع أوروبا وهي القرم والمقاطعات الأربعة ! هذا كان حلم روسيا ، وقد استرجعت أراضيها التاريخية الغنية المهمة الجميلة وربطت أراضيها بالمقدسة القرم والبحر الأسود ، فلا اطماع أخرى لروسيا نهائياً وهم يعلمون ذلك ، إذاً لماذا هذا الإصرار والتركيز على الضمانات ؟ والله لو تركتم كييف فارغة وكل دول الجوار عارية روسيا سوف لا تتقدم نحوها خطوة واحدة ! الدونباس والقرم كان الحلم ! إذاً ضمانات على شنو ! أنا شخصياً لا أستطيع ان استوعب هذا المطلب الغريب ! غير من منظور واحد فقط ، ألا وهو تحويل الهزيمة إلى إنتصار إعلامي وذلك بالحصول على الضمانات من روسيا ! سيعتبرون الحصول على ضمانات إنتصار لهم ، وهُم لا يعلمون بأن روسيا ستكون ممتنه لهم ألف مليون مرة على ذلك المطلب الفقير . بالمناسبة حتى ذلك الضمان سيكون على مقاس موسكو ، يعني لا تستعجلوا بإستئصال البواسير قبل عملية الزائدة الدودية ! إي صُدك هذا الدودي البولوني وين صار ؟ أشو ماكو أخباره منذ فترة طويلة ! شنو تعالج من حكة الدودة الشرجية !
الكل يطالب الآن لجلوس المهرج مع بوتين وترامب ، وهم يعلمون بأن بوتين سوف لا يفعل ذلك قبل الحصول على المقاطعات الأربعة الذهبية ، وهم يعلمون بأن هذا سيحصل حتى قبل الجلوس ، وأن ترامب أعطى الضوء الأخضر لذلك ، لهذا المنافقين يشددون على الحصول على الضمانات لتحويل ذلك المطلب إلى إنتصار إعلامي وداخلي ! وبعديييييييييييين ! إن حصلتم على تلك الضمانات ماذا بعد ذلك ! الأسعار عندكم ارتفعت أضعاف أضعاف السابق ، الطاقة إلتهبت عليكم ، ميزانيتكم الدفاعية رفعها ترامب إلى خمسة بالمائة من الناتج المحلي ، المليارات التي وصلت من قوت شعوبكم إلى كييف ونصفها تم سرقتها ! التضخم الذي ضرب بلادكم وووووو الخ من اجل ماذا إذاً ! من اجل حفنة من الضمانات ! ولْك الرأس طار أنت إملزگ بالذيل !!!! صادقاً لو كنت محل بوتين لأعطيتكم كل ضمانات العالم . بعدين روحو إتوسلوا بقطر والحزائر وغيرها لتزويدكم بالغاز وبأسعار مضاعفة !
بعدين ماذا لو قامت بعض من دولكم بالمطالبة برفع العقوبات على روسيا ، مثل هنغاريا وسلوفينيا والنمسا وغيرها ، او حتى طالبكم بذلك ترامب نفسه ! او قام ترامب بإستغلال السوق الروسي لوحده ! أين ستكون أرباحكم من تلك الضمانات ! وماذا لو قامت روسيا بعدها بتزويد كييف نفسها بالنفط والغاز ! او تزويد بعض الدول الأوروبية المعتدلة بالطاقة الرخيصة ! ماذا سيكون موقفكم بعد كل هاي البهدلة ! أتمنى من كل قلبي أن ينجح ترامب في إتمام تلك الصفقة لتكونوا بعدها ملطشة للرائح والجاي ! ستصبحون ملطشة لترامب ( صادقاً منظركم وانتم جالسين أمام أرجل ترامب لم يفعلها حتى العرب ) ! سيناديكم بأسماء جديدة ( كما اسميكم أنا ) ، لا بل سيتعامل معكم كما تتعامل زوجة الزعطوط معه ! كل يوم سيقول لأحدكم تعال إخلع ملابسك لأنني أنقذتكم من فم الدب ! فاهمين ماذا اعني ! بعدين روحوا قولوا للمحكمة الجنائية ( الساقطة ) بتجديد مذكرة إلقاء القبض على بوتين !
ألم اقل لكم منذ اليوم الأول بأنكم تفهاء ومنافقين ودجالين واغبياء ! أتمنى وبكل صدق أن يحصل ذلك لنرى زوجة ماكرون ( الزعطوط ) أن تقوم برفسه هذه المرة بدلاً من صفعه ! والله فكرة !
بالمناسبة هُم يحلمون بالضمانات كي تدخل قوات الناتو في كييف وليقوم بعد كم سنة ببناء قوة عسكرية كبيرة هناك ومن ثم يقومون بإستفزاز روسيا من جديد لشن حرب أخرى ! إي صادقاً هذا الذي يخططون له ! وإلا إذا انتصرت روسيا وقطعت الأجزاء الخمسة العظيمة فما الداعي او الجدوى من ضمان أوكرانيا بعد ذلك ! باقي الأراضي كلها جرداء قاحلة ! هي روسيا ناقصة أراضي قاحلة ! إلى الآن شرق روسيا لا يعلم بوجود حرب ضد كل أوروبا في غربها !
إذا كان لأحدكم نقطة من الغيرة او المستحى او الخجل او القليل من الحياه لكنتم خرجتم من القاعة وعدتم إلى دياركم عندما ترككم ترامب جالسين كأطفال روضة على مصاطبكم لأكثر من أربعون دقيقة وهو يتكلم مع عدوكم الأول ! بس عرب وييييين والطبوووووور وين !!! يعني الغربي وين والحياء وين !!!!!
نيسان سمو 20/08/2025

#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل