أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حميد كوره جي - الشيوعي والشيعي














المزيد.....

الشيوعي والشيعي


حميد كوره جي
(Hamid Koorachi)


الحوار المتمدن-العدد: 8439 - 2025 / 8 / 19 - 15:18
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


العلاقة بين الشيوعيين والشيعة في العراق وإيران ولبنان علاقة معقدة ومتشابكة، شهدت تقلبات كبيرة عبر التاريخ. ورغم التباينات الأيديولوجية الكبيرة بين الشيوعية، التي تتبنى مبادئ مادية علمانية، والإسلام الشيعي، الذي يقوم على المبادئ الدينية، إلا أنه كانت هناك فترات من التقارب والتعاون بينهما، خاصة في ظل أهداف مشتركة مثل مقاومة الظلم والنضال ضد الاستعمار والسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية.

تقاطعات فكرية وسياسية
يُعتبر مفهوم الاستشهاد ركيزة أساسية في الفكر الشيعي، ويستمد قوته من قصة استشهاد الإمام الحسين. وقد ألهم هذا المفهوم حركات المقاومة والتضحية، ليس فقط بين الشيعة، بل امتد تأثيره إلى الحركات اليسارية في العراق وإيران. ورغم محاربة المرجعيات الشيعية للفكر الماركسي، إلا أن قيمًا مشتركة، كالسعي إلى تحقيق المساواة والعدالة، وفرت أرضية للتعاون بين الطرفين.
في العراق، حاول الشيوعيون التوفيق بين أيديولوجيتهم الماركسية-اللينينية والدين، من خلال التركيز على الجوانب الاجتماعية في الإسلام الشيعي. كما كان للطبقة العاملة دور كبير في هذا التقارب، حيث كان العديد من الشيوعيين من أصول شيعية، وكانوا يدركون تمامًا معاناة الفقراء والمهمشين.
تأثرت العلاقة بين الشيوعيين والإسلام بالظروف المحيطة. في مؤتمر شعوب الشرق الذي عُقد في باكو عام 1920، ألقى الزعيم السوفيتي فلاديمير لينين خطابًا دعم فيه حركات التحرر الوطني في العالم الإسلامي ضد الإمبريالية الغربية، مما عزز التضامن بين الاتحاد السوفيتي وهذه الشعوب وجذب العديد من المثقفين والقادة الإسلاميين الطامحين للتغيير الاجتماعي.
كما أثرت الثورة الإيرانية عام 1979 على المشهد السياسي في المنطقة، حيث عززت دور الشيعة في الحياة السياسية ودفعت بعض الأحزاب اليسارية، مثل حزب توده الإيراني، إلى التحالف مع الإسلاميين، مما ساهم في وصولهم إلى السلطة.

العلاقة بين فتوى المرجعيات الدينية والعنف السياسي
تُعد العلاقة بين فتوى آية الله محسن الحكيم ضد الشيوعية والمجازر التي ارتكبها البعثيون والقوميون بحق الشيوعيين في العراق علاقة معقدة ومثيرة للجدل. أصدر الحكيم فتوى عام 1960 اعتبر فيها الشيوعية كفرًا وإلحادًا، وكان لهذه الفتوى تأثير كبير على الرأي العام، واستغلها القوميون والبعثيون لتبرير حملاتهم العنيفة ضد الشيوعيين.
قدمت هذه الفتوى غطاءً شرعيًا للمجموعات التي كانت تعادي الشيوعية لأسباب سياسية، وساعدت في تصوير الشيوعيين ليس فقط كمعارضين سياسيين، بل كخطر على الدين نفسه. كما كان للمرجعية الدينية الشيعية نفوذ كبير في المجتمع، مما جعل من الصعب على الشيوعيين كسب التأييد الشعبي، خصوصًا في المناطق المحافظة.
ورغم ذلك، لم تكن الفتوى السبب الوحيد للعنف، بل كانت جزءًا من سياق أوسع من التوتر السياسي في العراق، حيث كان هناك صراع حاد على السلطة بين الحزب الشيوعي الذي كان يتمتع بقاعدة شعبية كبيرة، وبين القوميين والبعثيين.
تُفهم مقولة آية الله محسن الطباطبائي الحكيم "الكفر أمة واحدة" على أنها وسيلة لتصنيف كل التيارات المخالفة للدين في مجموعة واحدة معادية، بغض النظر عن تفاصيلها. فمن وجهة النظر هذه، يصبح كل من يتبنى فكرًا علمانيًا (سواء كان شيوعيًا، أو قوميًا، أو ليبراليًا) جزءًا من "أمة الكفر" التي تسعى لإقصاء الدين من الحياة العامة.

تغير المواقف من الحكم الديني
شهدت مواقف الجماهير في العراق، وإيران، وسوريا، وأفغانستان تحولًا ملحوظًا خلال العقود الأخيرة، مدفوعة بتجاربهم المريرة مع أنظمة الحكم الديني التي اتسمت بالاستبداد وقمع الحريات.
• قمع الحريات: فرضت الأنظمة الدينية قيودًا صارمة على الحريات الشخصية، مما أدى إلى شعور عام بالاختناق وعدم الرضا.
• الفساد وسوء الإدارة: رغم الوعود الدينية بالعدالة، لم تكن هذه الأنظمة بمنأى عن الفساد، مما أثر سلبًا على الاقتصاد وحياة المواطنين.
• تفاقم الانقسامات: أدت الأنظمة التي تقوم على أيديولوجية دينية معينة إلى إقصاء الطوائف الأخرى، مما فاقم الانقسامات المجتمعية وأشعل صراعات داخلية.
نتيجة لذلك، برزت مطالبات قوية بفصل الدين عن الدولة، حيث يرى الكثيرون أن الحل يكمن في النظام العلماني الذي يضمن الحقوق والحريات للجميع، ويمنع استخدام الدين كأداة سياسية للقمع. ويرى الكثيرون أن دور رجال الدين يجب أن يقتصر على الجانب الروحي والأخلاقي، بدلاً من الانخراط في السياسة وإدارة شؤون الدولة.
يُظهر هذا التحول أن الجماهير في هذه الدول أصبحت تفرق بين الإيمان الشخصي والتوظيف السياسي للدين، وتطالب بنظام يحترم التعددية ويضمن حرياتها الأساسية.



#حميد_كوره_جي (هاشتاغ)       Hamid_Koorachi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في زاوية العالم المائلة
- ما وراء الذكاء الاصطناعي: دوافع اقتصادية وأيديولوجية
- ميشيل فوكو والثورة الإسلامية بقيادة الخميني
- هل توجد -الخروتشوفية-؟
- الوطن الحقيقي خبز وحرية وقيمة إنسانية
- على شفا الأفق الأحمر
- الماركسية: تحليل علمي لا نبوءة حتمية سقوط الرأسمالية
- ستيغ داغرمان: شاعر القلق وساعي النجاة
- غرفة المراقبة
- يوميات السرطان: صرخة من الألم إلى الأمل
- هل الإيرانيون يكرهون العرب؟
- لماذا لم تنهار الصين مثل الاتحاد السوفييتي؟
- مم تخاف الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟
- مهاجرون غدت الدنيا لهم جزيرة العذاب
- حين يترشح متهمون بجرائم الحرب لجائزة السلام
- مراجعة نقدية لمقال -أي شرق أوسط جديد يخدم مصالح شعوب المنطقة ...
- الأوليغارشيا الروسية في التسعينيات: طبقة مستحدثة أم امتداد ل ...
- الرسائل المطوية في خطاب -النصر- للمرشد الأعلى خامنئي
- وجه الحرب الحقيقي: دعوة إلى الصمت والتأمل
- الاقتصاد السوفيتي: نموذج فريد يتجاوز التصنيفات التقليدية


المزيد.....




- نتنياهو بين مطرقة اليمين المتطرف وسندان صفقة وقف النار!
- الليبراليون والاستبداد
- إزالة نصب تذكاري في بولندا بموجب قانون الرموز الشيوعية
- أستراليا تلغي تأشيرة نائب إسرائيلي من اليمين المتطرف
- الفصائل الفلسطينية عقب اجتماع القاهرة: نتجاوب مع مقترحات الح ...
- محتجون في مكسيكو سيتي يطالبون بقطع العلاقات مع إسرائيل بسبب ...
- رايتس ووتش تدعو لمحاسبة كبار مسؤولي الأمن بلوس أنجلوس لـ-الب ...
- واشنطن تعلق منح تأشيرات السفر للجرحى من أهل غزة بعد منشورات ...
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- دعوة للمشاركة في بناء الجبهة الوطنية الشعبية…. أطلقها الرفيق ...


المزيد.....

- مقال (الاستجواب الدائم لكورنيليوس كاستورياديس) بقلم: خوان ما ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حميد كوره جي - الشيوعي والشيعي