أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الحسين سلمان عاتي - الرسائل المتبادلة بين علي و معاوية ....الجزء الأول















المزيد.....

الرسائل المتبادلة بين علي و معاوية ....الجزء الأول


عبد الحسين سلمان عاتي
باحث

(Abdul Hussein Salman Ati)


الحوار المتمدن-العدد: 8426 - 2025 / 8 / 6 - 01:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا نوع من الادب السياسي , رسائل بين خصمين مسلمين , الأول هو خليفة للمسلمين و الثاني هو والي الشام.
عندما استلم الخليفة الرابع علي بن أبي طالب الحكم، امتنع معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام عن مبايعته خليفةً للمسلمين حتى يقتص من قتلة الخليفة الثالث عثمان بن عفان. فأرسل علي بن أبي طالب، مجموعة من الرسائل إلى معاوية بن أبي سفيان يدعوه للمبايعة.
هذه الرسائل كانت قبل معركة صفين , عام 37 هجري , 657 ميلادي, بين علي و معاوية

1.

روى ابن أبي الحديد أنّ علي  لمّا بويع كتب إلى معاوية :
أمّا بعد .. فإنّ النّاس قتلوا عثمان عن غير مشورة منّي ، وبايعوني عن مشورة منهم واجتماع ، فإذا أتاك كتابي فبايع لي ، وأوفد إليّ أشراف أهل الشّام قبلك ... .
رد معاوية
من معاوية إلى عليّ ، أمّا بعد .. فإنّه

ليس بيني وبين قيس عتاب ....غير طعن الكلى وضرب الرّقاب
فَهَلْ مِنْ خالدٍ إنْ ما هلكْنا.....وَهَلْ بالموتِ يا للنّاسِ عارُ

البيت للشاعر عمرو بن الأيهم التغلبي، شاعر مسيحي من العصر الأموي،

2.
رسالة علي الثانية
يقول ابن قتيبة أنّ علي , لمّا فرغ من وقعة الجمل واستقام له الأمر كتب إلى معاوية هذه الرسالة :

أمّا بعد .. فإنّ القضاء السّابق ، والقدر النّافذ ينزل من السّماء كقطر المطر ، فتمضي أحكامه عزّ وجلّ ، وتنفذ مشيئته بغير تحابّ المخلوقين ، ولا رضا الآدميّين ، وقد بلغك ما كان من قتل عثمان ، وبيعة النّاس عامّة إيّاي ومصارع النّاكثين لي ، فادخل فيما دخل النّاس فيه ، وإلاّ فأنا الّذي عرفت ، وحولي من تعلمه ، والسّلام

جواب معاوية
وأجاب معاوية عن هذه الرسالة برسالة كتب فيها البسملة ولم يسجّل فيها أي شيء ، ولمّا قرأها علي عرف أنّ معاوية مصمّم على حربه.

3
رسالة علي
أرسل علي هذه الرسالة إلى معاوية بيد جرير بن عبد الله البجلي ، جاء فيها بعد السلام :
أمّا بعد .. فإنّ بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشّام ؛ لأنّه بايعني القوم الّذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بويعوا عليه ، فلم يكن للشّاهد أن يختار ، ولا للغائب أن يردّ ، وإنّما الشّورى للمهاجرين والأنصار ، إذا اجتمعوا على رجل فسمّوه إماما كان ذلك لله رضا ، وإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو رغبة ردّوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى قاتلوه على اتّباع غير سبيل المؤمنين وولاّه الله ما تولّى ، ويصليه جهنّم وساءت مصيرا.
وإنّ طلحة والزّبير بايعاني ثمّ نقضا بيعتي ، فكان نقضهما كردّتهما ، فجاهدتهما على ذلك حتّى جاء الحقّ ، وظهر أمر الله وهم كارهون.
فادخل فيما دخل فيه المسلمون ، فإنّ أحبّ الأمور إليّ فيك العافية ، إلاّ أن تتعرّض للبلاء ، فإن تعرّضت له قاتلتك واستعنت بالله عليك ، وقد أكثرت في قتلة عثمان ، فادخل فيما دخل فيه النّاس ، ثمّ حاكم القوم إليّ ـ يعني الذين قتلوا عثمان ـ أحملك وإيّاهم على كتاب الله ، فأمّا تلك الّتي تريدها فخدعة الصّبيّ عن اللّبن.
ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدنّي أبرأ قريش من دم عثمان ، وقد أرسلت إليك جرير بن عبد الله البجليّ ، وهو من أهل الإيمان والهجرة ، فبايع ولا قوّة إلاّ بالله

جواب معاوية
من معاوية بن صخر إلى عليّ بن أبي طالب ، أمّا بعد ..
فلعمري لو بايعك القوم الذين بايعوك ، وأنت بريء من دم عثمان ، لكنت كأبي بكر وعمر وعثمان ، ولكنّك أغريت بدم عثمان المهاجرين ، وخذّلت عنه الأنصار ، فأطاعك الجاهل ، وقوي بك الضعيف ، وقد أبى أهل الشام إلاّ قتالك حتّى تدفع إليهم قتلة عثمان ، فإن فعلت كانت شورى بين المسلمين ، وإنّما كان الحجازيون هم الحكّام على الناس والحقّ فيهم ، فلمّا فارقوه كان الحكّام على الناس أهل الشام.

ولعمري ما حجّتك عليّ كحجّتك على طلحة والزبير لأنّهما بايعاك ولم ابايعك ، وما حجّتك على أهل الشام كحجّتك على أهل البصرة لأنّ أهل البصرة أطاعوك ، ولم يطعك أهل الشام ، فأمّا شرفك في الإسلام وقرابتك من رسول الله , وموضعك من قريش فلست أدفعه .. ثمّ ختم رسالته بأبيات لكعب بن جعيل :أرى الشام تكره ملك العراق.....وأهل العراق لهم كارهينا
وكلاّ لصاحبه مبغض......يرى كلّ ما كان من ذاك دينا
إذا ما رمونا رميناهم......ودنّاهم مثل ما يقرضونا
قالوا: علي إمامٌ لنا ... فقلنا: رضينا ابن هند رضينا
وقالوا: نرى أن تدينوا له ... فقلنا: ألا لا نرى أن ندينا
ومن دون ذلك خرط القتاد ... وضربٌ وطعنٌ يقر العيونا

4
الرسالة الرابعة لعلي
ولمّا وردت تلك الرسالة الى علي قرأها , فأجابه بهذه الرسالة :

من عليّ بن أبي طالب إلى معاوية بن صخر ..
أمّا بعد .. فقد أتانا كتابك كتاب امرئ ليس له بصر يهديه ، ولا قائد يرشده ، دعاه الهوى فأجابه وقاده فاتّبعه ، زعمت أنّك إنّما أفسد عليك بيعتي خفوري لعثمان ، ولعمري ما كنت إلاّ رجلا من المهاجرين ، أوردت كما أوردوا ، وأصدرت كما أصدروا ، وما كان الله ليجمعهم على ضلالة ، ولا ليضربهم بالعمى ، وما أمرت ـ أي بقتل عثمان ـ فلزمتني خطيئة الأمر ، ولا قتلت فأخاف على نفسي قصاص القاتل.
وأمّا قولك : إنّ أهل الشّام هم حكّام أهل الحجاز ، فهات رجلا من قريش الشّام يقبل في الشّورى ، أو تحلّ له الخلافة ، فإن سمّيت كذّبك المهاجرون والأنصار ، ونحن نأتيك به من قريش الحجاز.
وأمّا قولك : ادفع إليّ قتلة عثمان ، فما أنت وذاك؟ وهاهنا بنو عثمان ، وهم أولى بذلك منك ، فإن زعمت أنّك أقوى على طلب دم عثمان منهم فارجع إلى البيعة الّتي لزمتك ، وحاكم القوم إليّ.
وأمّا تمييزك بين أهل الشّام والبصرة ، وبينك وبين طلحة والزّبير ، فلعمري فما الأمر هناك إلاّ واحد ، لأنّها بيعة عامّة لا يتأتّى فيها النّظر ، ولا يستأنف فيها الخيار.
وأمّا قرابتي من رسول الله وقدمي في الإسلام فلو استطعت دفعه لدفعته ... .

جواب معاوية
رفع معاوية رسالة الى علي جاء فيها بعد البسملة :

سلام الله على من اتّبع الهدى ، أمّا بعد .. فإنّا كنّا وإيّاكم يدا جامعة ، والفة أليفة ، حتى طمعت بابن أبي طالب فتغيّرت ، وأصبحت تعدّ نفسك قويا على من عاداك ، بطغام أهل الحجاز ، وأوباش أهل العراق ، وحمقى الفسطاط ، وغوغاء السّواد ، وأيم الله لينجلينّ عنك حمقاها ، ولينقشعنّ عنك غوغاؤها انقشاع السحاب عن السماء.
قتلت عثمان بن عفّان ، ورقيت سلّما أطلعك الله عليه مطلع سوء عليك لا لك ، وقتلت الزبير وطلحة ، وشرّدت امّك عائشة ، ونزلت بين المصرين فمنّيت وتمنّيت ، وخيّل لك أنّ الدنيا قد سخّرت لك بخيلها ورجلها وإنّما تعرف امنيّتك لو قد زرتك في المهاجرين من أهل الشام بقيّة الإسلام فيحيطون بك من ورائك ، ثمّ يقضي الله علمه فيك ، والسلام على أولياء الله

5
وردّ اعلي على رسالة معاوية بهذا الكتاب جاء فيه بعد البسملة :
أمّا بعد .. فقدّر الامور تقدير من ينظر لنفسه دون جنده ، ولا يشتغل بالهزل من قوله ، فلعمري! لئن كانت قوّتي بأهل العراق أوثق عندي من قوّتي بالله ، ومعرفتي به ليس عنده بالله تعالى يقين من كان على هذا ، فناج نفسك مناجاة من يستغني بالجدّ دون الهزل ، فإنّ في القول سعة ، ولن يعذر مثلك فيما طمح إليه الرّجال.
وأمّا ما ذكرت من أنّا كنّا وإيّاكم يدا جامعة ، فكنّا كما ذكرت ، ففرق بيننا وبينكم ، أنّ الله بعث رسوله منّا ، فآمنّا به وكفرتم.
ثمّ زعمت إنّي قتلت طلحة والزّبير فذلك أمر غبت عنه ولم تحضره ، ولو حضرته لعلمته ، فلا عليك ، ولا العذر فيه إليك.
وزعمت أنّك زائري في المهاجرين ، وقد انقطعت الهجرة حين اسر أخوك ، فإن يك فيك عجل فاسترقه ، وإن أزرك فجدير أن يكون الله بعثني عليك للنّقمة منك ، والسّلام

من عبد الله عليّ أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان.

أمّا بعد فإنّ الدّنيا دار تجارة ، وربحها أو خسرها الآخرة ، فالسّعيد من كانت بضاعته فيها الأعمال الصّالحة ، ومن رأى الدّنيا بعينها ، وقدّرها بقدرها ، وإنّي لأعظك مع علمي بسابق العلم فيك ممّا لا مردّ له دون نفاذه ، ولكنّ الله تعالى أخذ على العلماء أن يؤدّوا الأمانة ، وأن ينصحوا الغويّ والرّشيد ، فاتّق الله ، ولا تكن ممّن لا يرجو لله وقارا ؛ ومن حقّت عليه كلمة العذاب ، فإنّ الله بالمرصاد وإنّ دنياك ستدبر عنك ، وستعود حسرة عليك ، فاقلع عمّا أنت عليه من الغيّ والضّلال على كبر سنّك وفناء عمرك ، فإنّ حالك اليوم كحال الثّوب المهيل الّذي لا يصلح من جانب إلاّ فسد من آخر.

وقد أرديت جيلا من النّاس كثيرا ، خدعتهم بغيّك ، وألقيتهم في موج بحرك تغشاهم الظّلمات ، وتتلاطم بهم الشّبهات ، فجاروا عن وجهتهم ، ونكصوا على أعقابهم ، وتولّوا على أدبارهم ، وعوّلوا على أحسابهم ، إلاّ من فاء من أهل البصائر ، فإنّهم فارقوك بعد معرفتك ، وهربوا إلى الله من موازرتك ، إذ حملتهم على الصّعب ، وعدلت بهم عن القصد.

فاتّق الله يا معاوية في نفسك ، وجاذب الشّيطان قيادك ، فإنّ الدّنيا منقطعة عنك ، والآخرة قريبة منك ، والسّلام

جواب معاوية
أمّا بعد : فقد وقفت على كتابك ، وقد أبيت على الفتن إلاّ تماديا ، وإنّي لعالم أنّ الذي يدعوك إلى ذلك مصرعك الذي لا بدّ لك منه ، وإن كنت موائلا فازدد غيّا إلى غيّك ، فطالما خفّ عقلك ، ومنّيت نفسك ما ليس لك ، والتويت على من هو خير منك .
ثمّ كانت العاقبة لغيرك ، واحتملت الوزر بما أحاط بك من خطيئتك والسلام

6
رد علي
أمّا بعد فإنّ ما أتيت به من ضلالك ليس ببعيد الشّبه ممّا أتى به أهلك وقومك الّذين حملهم الكفر ، وتمنّي الأباطيل على حسد محمّد حتّى صرعوا مصارعهم حيث علمت ، لم يمنعوا حريما ، ولم يدفعوا عظيما ، وأنا صاحبهم في تلك المواطن ، الصّالي : صلي النّار كرضي ، وصلي بها : قاسى حرّها
بحربهم ، والفالّ لحدّهم ، والقاتل لرؤوسهم ورءوس الضّلالة ، والمتبع ـ إن شاء الله ـ خلفهم بسلفهم ، فبئس الخلف خلف أتبع سلفا محلّه ومحطّه النّار ، والسّلام

جواب معاوية
أمّا بعد .. فقد طال في الغيّ ما استمررت أدراجك ، كما طالما تمادى عن الحرب نكوصك وإبطاؤك ، فتوعّد وعيد الأسد ، وتروغ روغان الثعلب ، فحتّام تحيد عن لقاء مباشرة الليوث الضارية ، والأفاعي القاتلة ، ولا تستبعدنّها ، فكلّ ما هو آت قريب إن شاء الله ، والسلام

7
الرسالة السابعة من علي
أمّا بعد فما أعجب ما يأتيني منك ، وما أعلمني بما أنت إليه صائر ، وليس إبطائي عنك إلاّ ترقّبا لما أنت له مكذّب وأنا به مصدّق ، وكأنّي بك غدا وأنت تضجّ من الحرب ضجيج الجمال من الأثقال ، وستدعوني أنت وأصحابك إلى كتاب تعظّمونه بألسنتكم وتجحدونه بقلوبكم ، والسّلام

جواب معاوية
أمّا بعد .. فدعني من أساطيرك ، واكفف عنّي من أحاديثك ، وأقصر عن تقوّلك على رسول الله وافترائك من الكذب ما لم يقل ، وغرور من معك ، والخداع لهم ، فقد استغويتهم ، ويوشك أمرك أن ينكشف لهم فيعتزلوك ، ويعلموا أنّ ما جئت به باطل مضمحلّ ، والسلام

8
رسالة علي الثامنة
أمّا بعد فطالما دعوت أنت وأولياؤك أولياء الشّيطان الرّجيم ، الحقّ أساطير الأوّلين ، ونبذتموه وراء ظهوركم ، وجهدتم بإطفاء نور الله بأيديكم وأفواهكم ، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون.

ولعمري ليتمّنّ النّور على كرهك ، ولينفّذنّ العلم بصغارك ، ولتجازينّ بعملك ، فعث في دنياك المنقطعة عنك ما طاب لك فكأنّك بباطلك وقد انقضى وبعملك وقد هوى ثمّ تصير إلى لظى ، لم يظلمك الله شيئا ، وما ربّك بظلاّم للعبيد.

وقد أسهبت في ذكر عثمان ، ولعمري ما قتله غيرك ، ولا خذله سواك ، ولقد تربّصت به الدّوائر ، وتمنّيت له الأمانيّ طمعا فيما ظهر منك ، ودلّ عليه فعلك ، وإنّي لأرجو أن الحقك به على أعظم من ذنبه ، وأكبر من خطيئته ، فأنا ابن عبد المطّلب صاحب السّيف وإنّ قائمه لفي يدي ، وقد علمت من قتلت من صناديد بني عبد شمس ، وفراعنة بني سهم وجمح وبني مخزوم ، وأيتمت أبناءهم ، وأيّمت نساءهم.

وأذكّرك ما لست له ناسيا يوم قتلت أخاك حنظلة ، وجررت برجله إلى القليب ، وأسرت أخاك عمرا فجعلت عنقه بين ساقيه رباطا ، وطلبتك ففررت ، ولك حصاص ، فلولا أنّي لا أتبع فارّا لجعلتك ثالثهما ، وإنّي أولي لك بالله أليّة برّة غير فاجرة ، لئن جمعتني وإيّاك جوامع الأقدار ، لأتركنّك مثلا يتمثّل به النّاس أبدا ، ولأجعجعنّ بك في مناخك حتّى يحكم الله بيني وبينك وهو خير الحاكمين.

ولئن أنسأ : أي أخر. الله في أجلي لأغزينّك سرايا المسلمين ، ولانهدنّ إليك في جحفل من المهاجرين والأنصار ، ثمّ لا أقبل لك معذرة ولا شفاعة ، ولا اجيبك إلى طلب وسؤال ، ولترجعنّ إلى تحيّرك وتردّدك وتلدّدك ، فقد شاهدت وأبصرت ، ورأيت سحب الموت كيف هطلت عليك بصيّبها حتّى اعتصمت بكتاب أنت وأبوك أوّل من كفر وكذّب بنزوله ، ولقد كنت تفرّستها ، وآذنتك أنّك فاعلها ، وقد مضى منها ما مضى ، وانقضى من كيدك فيها ما انقضى ، وأنا سائر نحوك على أثر هذا الكتاب ، فاختر لنفسك ، وانظر لها وتداركها ، فإنّك إن فرّطت واستمررت على غيّك وغلوائك حتّى ينهد إليك عباد الله ، ارتجت عليك الامور ومنعت أمرا هو اليوم منك مقبول.

يا ابن حرب ، إنّ لجاجك في منازعة الأمر أهله من سفاه الرّأي ، فلا يطمعنّك أهل الضّلال ، ولا يوبقنّك سفه رأي الجهال ، فو الّذي نفس عليّ بيده! لئن برقت في وجهك بارقة من ذي الفقار ـ وهو سيف الإمام ـ لتصعقنّ صعقة لا تفيق منها حتّى ينفخ في الصّور النّفخة الّتي يئست منها( كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ )

جواب معاوية
أمّا بعد .. فما أعظم الرّين على قلبك! والغطاء على بصرك! والشّره من شيمتك! والحسد من خليقتك! فشمّر للحرب ، واصبر للضرب ، فو الله! ليرجعنّ الأمر إلى ما علمت ، والعاقبة للمتّقين. هيهات هيهات أخطأك ما تتمنّى ، وهوى قلبك مع من هوى ، فاربع على ظلعك وقس شبرك بفترك ، لتعلم أين حالك من حال من يزن الجبال حلمه ، ويفصل بين أهل الشكّ علمه ، والسلام
اربع على ظلعك : أي ارفق بنفسك ، وابصر ما أنت فيه من الضعف



#عبد_الحسين_سلمان (هاشتاغ)       Abdul_Hussein_Salman_Ati#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذبحة بني قريظة...الجزء الأخير
- سلسة الشتائم بين الصحابة في الأسلام ...1
- مذبحة بني قريضة ...3
- الأعراب بين القران و عمر بن الخطاب
- مذبحة بني قريظة ....2
- مذبحة بني قريظة ..1
- سورة التوبة , الآية 29 : محاولة تفسير
- الغزو العربي لبلاد فارس
- الزيادة و النقصان في القران...الجزء الثالث
- الزيادة و النقصان في القران...الجزء الثاني
- الزيادة و النقصان في القران...الجزء الأول
- حكايات اسلاموية ...الجزء الرابع
- حكايات اسلاموية ...الجزء الثالث
- حكايات اسلاموية ...الجزء الثاني
- عقيل بن ابي طالب البراغماتي
- حكايات اسلاموية ...الجزء الأول
- أصل الدروز
- سورة العنكبوت...الآية 29
- المسيحيون في القرآن
- المسح الأثري لمدينة الحيرة / العراق


المزيد.....




- رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بإثيوبيا: الجزيرة صوت ال ...
- الاحتلال يبعد مفتي القدس عن المسجد الأقصى لمدة 6 أشهر
- دمشق.. انطلاق مجالس سماع -موطأ الإمام مالك- بالجامع الأموي
- مصر ضمن الـ10 الكبار اقتصاديا: رؤية إسلامية لنهضة اقتصادية ش ...
- الهباش يدين اقتحام رئيس مجلس النواب الأميركي المسجد الإبراهي ...
- إسرائيل تبعد مفتي القدس والديار الفلسطينية عن المسجد الأقصى ...
- الاحتلال يصدر قرارا بإبعاد مفتي القدس 6 أشهر عن المسجد الأقص ...
- سلطات الاحتلال تبعد مفتي القدس عن المسجد الأقصى 6 أشهر
- سلطات الاحتلال تبعد مفتي القدس عن المسجد الأقصى 6 أشهر
- بزشكيان: على الدول الإسلامية منع استمرار الجرائم في غزة


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الحسين سلمان عاتي - الرسائل المتبادلة بين علي و معاوية ....الجزء الأول