أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - كيف تنعش الحروب الرأسمالية؟














المزيد.....

كيف تنعش الحروب الرأسمالية؟


صلاح الدين ياسين
باحث

(Salaheddine Yassine)


الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 02:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لطالما ارتبطت الحروب بالدمار والمآسي البشرية، غير أن الجانب الاقتصادي من الحرب غالبًا ما يُناقش من زاوية مختلفة. ففي ظل النظام الرأسمالي، لا تُعد الحروب دائمًا خسارة شاملة، بل قد تكون فرصة للربح وإعادة هيكلة الاقتصاد. فكيف يمكن للحروب أن تُنعش الرأسمالية؟
أولا: انتعاش الصناعات العسكرية
أثناء الحروب أو في فترات التوتر الجيوسياسي، يرتفع الإنفاق الدفاعي بشكل كبير. إن ذلك يؤدي إلى ازدهار الصناعات العسكرية، بما فيها الأسلحة، الذخائر، الطائرات، السفن الحربية، وتكنولوجيا المراقبة. إن شركات مثل Lockheed Martin، Raytheon، وBAE Systems تحقق أرباحًا ضخمة في فترات الصراع.
ثانيا: تحفيز الابتكار التكنولوجي
إن الحروب تدفع الدول إلى الاستثمار في الابتكار التكنولوجي، ذلك أن العديد من الاختراعات الحديثة، مثل الإنترنت، نظام GPS، وحتى المايكروويف، كانت في الأصل مشاريع عسكرية لتنتقل فيما بعد إلى القطاع المدني وتخلق أسواقًا جديدة.
ثالثا: إعادة الإعمار
بعد انتهاء الحروب، تبدأ مرحلة إعادة الإعمار، وهي فترة مربحة جدًا لشركات المقاولات والبنية التحتية والطاقة. فالحرب العالمية الثانية مثلًا انتهت بخطة مارشال، التي ضخّت مليارات الدولارات لإعادة بناء أوروبا، وكانت فرصة ذهبية للشركات الأميركية لاقتحام أسواق جديدة.
رابعا: تحرير الأسواق لصالح الشركات الكبرى
غالبًا ما تُستخدم الحروب كوسيلة لإعادة تشكيل الاقتصادات المحلية على أسس تناسب الرأسمالية العالمية. بعد غزو العراق عام 2003، تم خصخصة معظم قطاعات الاقتصاد العراقي، وفتح السوق على مصراعيه أمام الشركات الأميركية والبريطانية، خاصة في قطاعات النفط والبنية التحتية.
خامسا: أرباح المستثمرين والمضاربين
أثناء الصراعات العسكرية، ترتفع أسهم شركات الصناعات العسكرية وشركات النفط والطاقة بشكل كبير. هذا يجعل من الحروب فرصة استثمارية لبعض المضاربين والمستثمرين الكبار.
سادسا: الحروب كأداة لحل أزمات الرأسمالية
في أوقات الركود أو التشبع الإنتاجي، تجد الرأسمالية نفسها أمام أزمة تصريف. إن النظام الرأسمالي، عندما يُنتج أكثر مما يستطيع السوق استيعابه، تحدث أزمة ركود اقتصادي، لأن البضائع لا تُباع، فتقل أرباح الشركات وتتزايد نِسب البطالة. وبما أن الحرب تُدمّر جزءًا كبيرًا من البنية التحتية، المصانع، الطرق، والأسلحة، فإنها تخلق حاجة جديدة للإنتاج، مما يُعيد تحريك عجلة المصانع ويؤدي إلى تشغيل ملايين العمال.
سابعا: الشركات العسكرية الخاصة
لم تعد الحروب تُخاض فقط بالجيوش النظامية، بل أصبحت مجالًا لعمل شركات خاصة. ظهرت شركات الأمن العسكري الخاصة مثل "بلاك ووتر" التي أصبحت لاحقًا "أكاديمي" لتقديم خدمات الحراسة، الاستخبارات، وحتى المشاركة في العمليات القتالية. هذه الشركات تجني أرباحًا ضخمة دون الخضوع للقوانين التقليدية للجيوش.
ثامنا: غنيمة البنوك من الحروب
تلعب البنوك دورًا محوريًا في تمويل الحروب، وتحقق أرباحًا ضخمة من ورائها. فمعظم الدول تلجأ إلى الاقتراض بفوائد مرتفعة لتمويل نفقات الحرب، مما يحقق أرباحًا هائلة للبنوك. على سبيل المثال، خلال الحربين العالميتين، استفادت البنوك البريطانية والأميركية من تمويل جيوش الحلفاء عبر شراء سندات الحرب. وبعد الحرب، تستمر البنوك في الربح من ديون إعادة الإعمار، ما يجعلها طرفًا رابحًا في كلتا المرحلتين: القتال وما بعده.



#صلاح_الدين_ياسين (هاشتاغ)       Salaheddine_Yassine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تُعد مكافحة التجسس أصعب من التجسس نفسه؟
- هل اقتربت حقا نهاية عصر النفط؟
- لماذا يعتبر محافظ البنك المركزي أخطر منصب اقتصادي؟
- الجاسوس الذي باع أسرار أمريكا: قصة ألدريتش أميس
- حين تُصبح الجغرافيا لاعباً سياسياً: هل هي نعمة أم نقمة؟
- فيتنام تغير جلدها: عندما تتصالح الشيوعية مع السوق
- تجربة ميليغرام: لماذا يطيع الإنسان أوامر تؤذي الآخرين؟
- الجاسوس الذي عرف أكثر مما يجب: ماركوس كلينبرغ وأسرار الحرب ا ...
- الطائرات المسيرة: سلاح المستقبل الذي غيّر وجه المعارك
- قيصر الغناء كاظم الساهر: الفن الأصيل في زمن السرعة
- لماذا لم تسقط الرأسمالية؟ مفاجآت لماركس بعد 150 عامًا
- العقوبات الاقتصادية... هل هي أداة فعالة؟
- الحزام والطريق: المشروع الصيني الذي يعيد رسم خريطة العالم
- حروب المياه: الصراع القادم على شريان الحياة
- المؤامرة الكبرى: لماذا تنتشر الروايات البديلة رغم غياب الأدل ...
- القنبلة في الظل: كيف صنعت كوريا الشمالية سلاحها النووي
- مارتن سكورسيزي: المخرج الذي واجه شياطينه بالكاميرا
- وثائق ماربورغ أسرار تواطؤ ملك بريطانيا مع النازية
- حين يذوب الجليد تشتعل المنافسة: الصراع الخفي على القطب الشما ...
- من الفقر إلى الرخاء: الهند في طريقها لمزاحمة الكبار اقتصاديا


المزيد.....




- مدرب ركوب أمواج ينقذ 3 أطفال معًا في المحيط بعد هجوم أسد بحر ...
- بريطانيا: مشروع حكومي جديد لإجلاء أطفال مصابين من غزة
- بسبب -الغرافيتي وغزة-.. عمدة أثينا يوبّخ سفير إسرائيل: لا نق ...
- مقتل فلسطينيين في غارات إسرائيلية جديدة على غزة، ومطالبات بت ...
- مدن ألمانية تدرس استقبال أطفال من غزة وإسرائيل
- دراسة صادمة: أقل من 20 بالمئة من الألمان مستعدون للقتال من أ ...
- نتانياهو يطلب من الصليب الأحمر تأمين الطعام للرهائن في غزة و ...
- تركيا.. عريس ينسى عروسه!
- المرصد السوري: أربعة قتلى على الأقل إثر تجدد الغنف في جنوب س ...
- بحسابات رياضية.. هكذا صنعت إسرائيل مجاعة غزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين ياسين - كيف تنعش الحروب الرأسمالية؟