أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي غريب - الثورة المضادة في سورية














المزيد.....

الثورة المضادة في سورية


قصي غريب

الحوار المتمدن-العدد: 8416 - 2025 / 7 / 27 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الثورة هي حراك شعبي شامل يهدف إلى الإطاحة بنظام مستبد وفاسد، وإحداث تحوّلات جذرية في البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمع، سعياً لإعادة تشكيله بما يخدم مصالح الأغلبية الساحقة من أفراد الشعب ويحقق تطلعاتها.
غير أن إنجاز هذا التحول الجذري لا يتم بسرعة، فتطبيق التغيير الشامل يستلزم فترة زمنية كافية تتخلص خلالها الثورة من القوى السابقة التي تعد معادية لأهدافها وتشكل عائقاً أمام تحقيقها، فهذه القوى غالباً ما تتربص بالثورة وتنتهز أي فرصة سانحة للقضاء على السلطة الثورية الوليدة.
ويطلق على هذه القوى المناهضة للتغيير الجذري الشامل مصطلح الثورة المضادة، وهي تمثل حركة تسعى جاهدة للحفاظ على النسق القديم للمجتمع بكل تركيباته وهياكله السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعسكرية. وتمارس هذه الحركة أنشطتها عبر آليتين رئيسيتين:
الأولى داخلية، يقودها النخب والقوى السياسية والثقافية والاجتماعية والعسكرية المعادية للثورة والتغيير الجذري.
والثانية خارجية، تدار بواسطة دوائر وقوى خارجية لها مصالح في بقاء النظام السابق.
وعليه، فإن المطلوب من الحكومة الثورية فرز وتحديد القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والاعلامية والعسكرية الثورية القادرة على ترجمة أهداف الثورة إلى واقع ملموس، وتمييزها عن القوى المعادية للثورة. وهذا التحديد الدقيق يمكنها من التصدي بفاعلية للأساليب التي تستخدمها الثورة المضادة، والتي غالباً ما ترتكز على الكذب والتضليل والمؤامرات وممارسة الإرهاب.
ولكي تنجح الحكومة الثورية في دحر الثورة المضادة، يتوجب عليها توثيق ارتباطها بالشعب وتعزيزه، فضلاً عن وضع الكفاءات الثورية المناسبة في المناصب القيادية الملائمة. وهذا يسهم بشكل فعال في بناء حاضنة شعبية ثورية صلبة تمثل خط الدفاع الأول عن الثورة. وبهذا النهج، يمكن للثورة أن تضمن تحقيق أهدافها المنشودة.
في الحالة السورية، لم يقتصر النظام الأسدي الطائفي المهزوم على استخدام الطائفية كأداة سلطوية، بل وظفها كآلية ممنهجة لإعادة إنتاج الهيمنة الدائمة على البلاد. فقد عمل على صناعة شبكة من الفاعلين السياسيين والثقافيين الذين تداخلت أدوارهم مع بنى النظام الطائفي نفسه، إذ استند إلى جماعات وأفراد ادعوا تبنيهم لخطابات ظاهرها المعارضة له والانتماء إلى الفكر الشيوعي والقومي العلماني، مثل المرتبطين بجماعات خالد بكداش، ورياض الترك، وفاتح جاموس، وياسين الحافظ، وصلاح جديد، وبعض أفراد ما سمي إعلان دمشق.
وبعيداً عن هذا الدور الخدمي الذي يقومون به، ورغم الطابع الأيديولوجي الذي حاولت هذه الجماعات والأفراد الإيحاء به، فإن ممارساتهم لم تختلف عن ممارسات النظام الأسدي الطائفي، فقد أسهموا من خلال خطابهم السياسي في تعزيز الانقسامات الطائفية والعنصرية في المجتمع السوري، واعتمدوا على خطاب معاد للإسلام والثقافة العربية الإسلامية، وقاموا بالترويج بشكل ممنهج لفكرة أن الدولة العربية السورية هي دولة أقليات، بينما هي في الحقيقة دولة ذات غالبية سكانية عربية سنية مطلقة وساحقة، تحوي أقليات قومية وطائفية صغيرة. والهدف من هذا الترويج هو محو الهوية والثقافة العربية الإسلامية السائدة، وإلغاء صفة العربية من اسم الدولة.
ولذلك، فإن من الأسباب التي أسهمت بعد انتصار الثورة في دفع هذه القوى للمراهنة على مساندة الأجنبي، وتعميق حالة عدم الاستقرار السياسي، ونشر الأكاذيب والروايات التي تغذي الانقسام والعنف والاحتراب الأهلي هو وصول المؤمنين بالثقافة العربية الإسلامية إلى السلطة واستلامهم مقاليد قيادة الدولة.
إن من يقود الثورة المضادة وأدوات الأجنبي في سورية هم:
1. فلول النظام الأسدي الطائفي المهزوم.
2. أصحاب الرايات العنصرية والطائفية الذين يريدون دولة داخل الدولة.
3. اليسار الذي يبدي عداءً صريحاً للأغلبية المجتمعية، ويناهض عقيدتها وهويتها الثقافية، ويضم في صفوفه أطيافاً ذات نزعات شعوبية وطائفية وعنصرية، وأغلبهم من جماعات خالد بكداش، ورياض الترك، وفاتح جاموس، وياسين الحافظ، وصلاح جديد، وبعض أفراد ما سمي إعلان دمشق، فضلاً عن المأجورين فيما يسمى مركز حرمون، وتلفزيون سوريا، وصحيفة العربي الجديد. ولا يختلف هؤلاء في العقلية والسلوك عن النظام الأسدي الطائفي المهزوم، وهم أقرب إلى وجدانه ووجدان فلوله، بل إنهم أردأ منه.
وهؤلاء اليوم، بخطاب الكراهية الذي ينشرونه، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، يقودون التحريض الطائفي والعنصري في المجتمع لتشجيع الاحتراب بين السوريين، سعياً لاستدعاء التدخل الأجنبي وإعادة السلطة للأقليات في البلاد.



#قصي_غريب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرعية السلطة الثورية المؤقتة في تمثيل الدولة
- تداعيات الإفراط في المرونة السياسية مع حركات التمرد
- عقل وسلوك استعماري
- البحث عن المكانة والشهرة
- التضليل !
- الايديولوجيا ركن من أركان الدولة
- سوريا ليست دولة أقليات وفسيفساء أو موزاييك!
- الهَذَّاء
- هوية الأغلبية في الدستور لا تعني انتهاك حقوق الأقليات
- شعوبية تتغلف باليسار !
- الدساتير لا تكتب بالرغبات
- الحسكة ودير الزور والرقة أهمية اقتصادية وقيمة بشرية !
- صاحب الهوى
- مشروع اعلان دستوري
- ثقافة انعزالية جديدة متجددة
- الفسابكة الجدد
- الدولة المدنية
- كواليس لقاء صلاح البيطار مع حافظ الأسد!
- أدعياء العلمانية !
- الذريعة والأجير في السياسة الأميركية !


المزيد.....




- الماتشا في خطر، لماذا؟
- وسط تحذيرات من خطر مرتفع.. اليونان تستعين بحلفائها الأوروبيي ...
- إصابات طفيفة بين الطاقم وذعر بين الركاب.. هبوط اضطراري لطائ ...
- ماليزيا تتوسط بين تايلاند وكمبوديا لوقف الاشتباكات الحدودية ...
- تحذير من كارثة عطش بالضفة الغربية وإسرائيل تسيطر على 84% من ...
- كيف يسهم التغير المناخي في انتشار الأوبئة والجوائح؟
- تصريحات منسوبة لوزير الخارجية الأميركي تشعل الجدل بالسودان.. ...
- منشقون عن المجلس الاستشاري للدعم السريع: شهدنا على انتهاكات ...
- مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 13 في عمليات للمقاومة برفح وخان يو ...
- السودان يدين إعلان -الدعم السريع- حكومة موازية


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي غريب - الثورة المضادة في سورية