أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي غريب - أدعياء العلمانية !














المزيد.....

أدعياء العلمانية !


قصي غريب

الحوار المتمدن-العدد: 6438 - 2019 / 12 / 15 - 03:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من خلال الطروحات القاصرة عن فهم العلمانية المعروضة من قبل بعض السوريين على وسائل الاعلام بأنواعها تجد بأنه يكاد لا يوجد في سورية علمانية ولا علمانيين حقيقيين، وإن وجدوا فهم أقلية نادرة والعبرة بالغالب الشائع لا بالقليل النادر، فالموجود أدعياء لها أغلبهم من أبناء الأقليات، ويبدو أنهم يطالبون بفرضها ليس عن قناعة بها لأنها قد أصبحت ضرورة حياتية نتيجة الصراع والتخندق المجتمعي في سورية، إنما من منطلق ردود أفعال مختلفة، منها العداء العقدي التقليدي لإسلام الاكثرية، فالدعوة إلى العلمانية وفصل الدين عن الدولة والمجتمع تبدو غطاء من أجل تكبيل ارادة الأكثرية وتهميشهم، أو ردة فعل على العقلية السياسية السلبية والتصرفات العدوانية غير المسؤولة للجماعات التي تزعم الوصل بالإسلام، أو من ابتذال رجال الدين وتحولهم إلى خدم يباركون استبداد ووحشية النظام.
ومن الجدير بالذكر أن سورية منذ انقلاب 8 آذار 1963 لا تحكم من قبل الأكثرية المسلمة السنية، ولم تحكمها الأحزاب والجماعات الاسلامية السنية، إنما تحكم من قبل الأقلية العلوية باسم ما يسمى حزب البعث العربي الاشتراكي العلماني الاتجاه، فضلاً عن أن الدين الاسلامي لا يهيمن على الدولة والمجتمع في سورية كما حصل في الغرب نتيجة هيمنة وتوجيه السياسة من قبل رجال الدين النصراني - المسيحي وتغولهم على السياسة واسباغ القداسة عليها، ما أدى إلى قيام الثورة العلمانية بقيادة حركة التنوير، التي ألغت هيمنته وقطعت العلاقة معه واستندت على ارادة البشر.
وفي سورية على الرغم من طرح العلمانية كنهج حياة من قبل الذي يزعمون أنهم يساريون، وحداثويون، ولادينيون، ومتماهون مع القيم الانسانية، ويدعون الايمان بالوطنية والديمقراطية، ويرفضون الحديث عن أقليات وأكثرية، إلا أنه من المفارقة على أرض الواقع في الوقت الذي يطالبون فيه بفصل الدين عن الدولة والمجتمع على غرار ما حصل في الغرب، إلا أن أغلبهم ما يزال ولائه الأساس للطائفة أو المكون، وموقفه يخضع لتوجيهات رجال الكهنوت، وقيادة الحزب، وقد ظهر ذلك من خلال السلوك في الساحة السياسية، فضلاً عن أنهم لا يطالبون بتطبيق العلمانية والديمقراطية والانتخاب على الطريقة الأميركية أو الفرنسية أو الألمانية من منطلق معرفتهم أن تطبيقها يفقد الأقليات التي ينتمون لها الامتيازات وليس الحقوق التي حصلوا عليها من دون حق من النظام الطائفي، ولذلك هم ضد تطبيق العلمانية والديمقراطية الحقيقية، لأنهم يريدون ديمقراطية على مقاس الطائفة والمكون، ولا مشكلة لديهم إذا كانت على حساب تهميش ارادة أغلبية الشعب السوري، حيث أنهم يسعون وينشطون على قيام نظام سياسي يستند على ما يسمى الديمقراطية التوافقية القائمة على المحاصصة الطائفية والقومية القائمة على فكرة تمثيل المكونات والطوائف وليس تمثيل المواطنين، على غرار تجربتي لبنان والعراق، التي لم تجلب لشعبيهما إلا التخندق الطائفي والقومي، والحقد والكراهية المتبادلة، والفقر والعوز والبؤس، وعدم الاستقرار.
وفي الوقت الذي يثور العراقيون واللبنانيون على نظام المحاصصات الفئوية الذي مزقهم وسحقهم ، يسعى الذين يزعمون أنهم علمانيون في سورية إلى إقامته تحت ذريعة تطبيق التعددية والمواطنة وممارسة الحداثة والتنوير والإنسانية، لكنهم غفلوا إن تطبيق مبدأ المواطنة والعدالة والمساواة والانتخابات وتداول السلطة في النظام السياسي لا علاقة له بالعلمانية التي ولدت في الغرب من السياق الديني ولم تولد من صراع بين الكنيسة والدولة، ومن ثم فإنها بالأساس ظاهرة دينية لا يستقيم اسقاطها على الاسلام الذي لم يقم بما قامت به الكنيسة، كما أنه يفتقد إلى رجال الكهنوت، ومع ذلك يريدون تنميط الشعب السوري بها لتهميش الأكثرية وإبعاد الإسلام عن المجتمع والدولة، في حين أن العلمانية التي تنتهجها الأنظمة الديمقراطية في أوربا الغربية التي قامت فيها حركة النهضة والتنوير والإصلاح لا تقوم أبداً على إلغاء أو العداء للدين النصراني - المسيحي أو فصله عن الدولة والمجتمع، إنما قامت بتقيده وتنظيم دوره في المجتمع والسياسة، ويظهر ذلك في الولايات المتحدة والدول الأوربية فهذه الدول على الرغم من أنها دول علمانية ديمقراطية تفصل تماماً بين الدين والدولة، ولكنها لم تكن في يوم من الأيام بمنأى عن التأثير الديني والاتجاه النصراني - المسيحي لساسة الدولة.



#قصي_غريب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذريعة والأجير في السياسة الأميركية !
- تهافت الحل السياسي في سورية بناء على جنيف 1
- محامي الشيطان
- الدولة ذات شعب واحد
- جنسية وهوية الدولة اسمها وليس الانتماء لقومية الأكثرية
- أهداف الضربة العسكرية الأميركية المرتقبة للنظام الطائفي في س ...
- هوية سورية
- شكل الدولة في سورية الغد
- دفاع عن العروبة : ملاحظات على مراجعة عبد الإله بلقزيز لمفهوم ...
- الحكومة السورية الانتقالية المؤقتة ومهامها الخارجية والداخلي ...
- اتفاق أميركي روسي على إعادة إنتاج الطغاة
- حل الربيع العربي في العراق
- مواصفات المفكر
- سورية دولة غير قابلة للقسمة وهي لكل السوريين
- الثقافة السائدة في سورية هي عربية إسلامية
- الشعب السوري في ظل الحماية الدولية بموجب القرارين الأممين 20 ...
- القتلة في سورية هدفهم الحصانة
- الربيع العربي صناعة شعبية عربية وليس أميركية
- المقاومة الوهمية والممانعة المزيفة
- اعلان مبادئ دستورية لسورية المستقبل


المزيد.....




- آيساب روكي يفصح عن تفاصيل -لطيفة- حول طفله الثالث من ريانا
- كيف وصل نادي الهلال السعودي إلى الفوز على مانشستر سيتي؟
- -نكسة كبرى للعدالة -.. انتقادات حادة لقرار بريطانيا مواصلة ب ...
- لقي مصرعه بعد مقتل نجله بأيام... جنازة كبيرة لعالم نووي إيرا ...
- استثمارات بملايين الدولارات.. ازدهار الصناعة التي تعتمد على ...
- دبي تقترب من إطلاق تاكسي جوي يوفر للركاب بديلا أسرع ويخفف ال ...
- محكمة الاستئناف في الجزائر تؤكد حكم السجن 5 سنوات الصادر بحق ...
- عاجل | حماس: كارثة ومخاطر جديدة تهدد أطفال قطاع غزة مع انتشا ...
- عاجل | مصدر بمستشفى المعمداني: 10 شهداء في قصف للاحتلال على ...
- هل يستفيد ترامب من فكرة -استحقاق نوبل- أكثر من فوزه بها؟


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي غريب - أدعياء العلمانية !