أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحلاج الحكيم - الى الدكتوره وفاء سلطان ... مع الاعتذار















المزيد.....

الى الدكتوره وفاء سلطان ... مع الاعتذار


الحلاج الحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 1817 - 2007 / 2 / 5 - 12:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لست طبيبا .... وهي حسرة تلازمني في حياتي ...
اجتهدت كثيرا في الثانويه ... واكثر ما احببت مادة علم الاحياء والكيمياء والرياضيات .. حصلت على الدرجات الكامله بهذه المواد .

(وانضربت) كما يقول الطلاب عندنا بمادة اللغة العربية والفرنسية والقومية الاشتراكية .

هبط منسوب علاماتي الى تحت المعدل المطلوب للدخول في كلية الطب بدرجة واحدة .
انعطفت حياتي باتجاه الهندسة المدنية التي اجتزتها بتفوق .
بقيت دراسة الطب املا ضائعا ... وحلما منفيا من حياتي ....

ما زلت اذكر وبشغف كتاب علم الاحياء في الثانوية التي اجتزتها في عام 1972 كان يضم بين دفتيه ثلاثمائة وخمسين صفحة .... وبه ملحق اكثر من سبعين صفحة يبحث في علم التطور ...

كان كتابا شيقا مكتوب بلغة علمية رائعه وباسلوب استقرائي لا مثيل له ...
كرد فعل على حلمي المنفي بدراسة الطب وبصعودي اولى درجات التفكير الذي وضعني هذا الكتاب
مع جيلي على اول سلم المعرفه .

صرت شغوفا بالعلم وخاصة علم الاحياء وتستهويني التجارب العلمية الخلاقه ... في الوراثة ... والتقنيات ... والكون ...

لن انسى تجربة بافلوف التي درسناها بالتفصيل في ذلك الكتاب وتابعتها من خلال قراءاتي المستقله ...

اكتشف بافلوف من خلال تجربته على الكلب والجرس وقطعة اللحم السلوك الذي يحكم الحيوانات الفقرية الدنيا ...

النخاع الشوكي عند هذه الحيوانات . يقود حياتها تحت تاثير الوسط البيئي المحيط بها .... واسماه الفعل المنعكس الشرطي
(ولا اعرف ترجمته الى الانكليزيه)

هذا الفعل المنعكس الشريطي يؤمن للحيوانات استمرارية حياتها ضمن بيئتها التي تكون احيانا معاديه لها .

الارنب الذي يسمع صوت الذئب القادم ... يهرب بسرعة فائقه تؤمن له حياته ...
الاوامر بالهرب تصدر من النخاع الشوكي .. ولا دخل للدماغ بها ..
يجب ان تكون استجابة الحيوان للمؤثرات الخارجية سريعة جدا ... واي بطء في هذه الاستجابه يعني فقدان الحياة .. وهذه الاستجابة السريعة يؤمنها للحيوان نخاعه الشوكي .

بتطور هذا المخلوق العجيب . الانسان . ازاح الدماغ عمل النخاع الشوكي واصبح هو المتحكم بردات الفعل ... وهي بطيئة وضارة جدا ولا تؤمن له الدفاع السريع عن نفسه ... ولكنها بتلازمها مع امكانات وراثية وبيئية اصبحت شيئا خلاقا .

الانسان البدائي الذي يسمع صوت النمر ويتحكم بردة فعله نخاعه الشوكي يعطيه اوامر سريعة بالهرب ... نتيجتها بين فكي النمر الاسرع والحياة لا تزعل على احد .

عندما يتحكم الدماغ بردة الفعل تكون استجابته بطيئة فيضطر للدخول الى الكهف . ومسك العصا وهذا اجبر الدماغ على تطوير امكاناته واحكام السيطره على عضلات الجسم والتحكم بها . ووضع الانسان في نقطة البداية لمرحلة اعلى وهي التفكير .

على الرغم من ان دماغ الانسان تجاوز النخاع الشوكي . واقصاه نهائيا عن التحكم بردات الفعل . لكنه ما زال حتى الان عندما يتعرض الانسان الى مؤثر خارجي مفاجيء يقوم بوظيفته كاملة منحيا الدماغ والتفكير جانبا .

ينظر الانسان الى قطعة حديد محماة ساخنه . يعمل دماغه ويفكر ويعرف ببطء نسبي ان هذه الحديدة خطره ولا يمد يده اليها .
اذا كانت قطعة الحديد بارده يفكر الدماغ انها غير خطره ويمد يده اليها .

لنفترض انها موصوله بتيار كهربائي غير واضح . عندما تلامسها يده . ترتد مسرعة بدون تفكير هذا رد الفعل يتحكم به الدماغ الشوكي الموروث من اسلافنا الفقاريات الدنيا .

شخص يمشي في الشارع .يفاجأه صوت منبه سياره قادمه .... يستلم النخاع الشوكي السريع الاستجابه والتحكم ويجبر الشخص على القفز يمنة او يسرة .
ربما يكون على اليمين حفرة يقع بها ويموت والمنبه ليس سيارة وانما صبي يلعب بمزمار ؟

قد يقفز الى اليسار .فينجو من سيارة قادمة بسرعة جنونيه لا يمكن تفاديها الا بردة فعل مفاجأه وسريعة .

اعتذر من هذه المقدمة الطويلة ... لاعود الى راي استاذتنا .

الطفل الذي يحقن من قبل الممرضه التي تلبس الرداء الابيض بما تسببه من الم . قد تكون غير حاضرة في ذهنه .... يقرع الباب ويدخل شخصا يلبس رداء ابيض ... يراه الطفل .... في هذه اللحظات يتحكم بردة فعله نخاعه الشوكي ذو الاستجابة السريعة لتفادي الالم القادم ..يهرب ويختبيء في زاوية الغرفة ...تدخل امه وتشرح له . ان القادم شخصا يحبك ويحمل لك الحلوى .. يستلم عندها دماغ الطفل قيادة ردات الفعل . يتقدم ببطء نحو الشخص وبحذر ... ثم يتناول منه الحلوى ... واخيرا يلاعبه ....

كما قلت في البداية . لست طبيبا . ولن ارقى الى مستوى دكتورتنا . ولكنه راي بتجربة علمية لها مكانتها في تاريخ البحث العلمي .

الله هو نتيجة وعي كامل .... ومعرفة متعمقه ... وتتويج لتاريخ ودراسات فكرية انتجها العقل ... يتشربها الفرد من خلال تربيته وتعليمه .والثقافة الاجتماعية التي عايشها .
بوعي كامل يا سيدتي تري الله مرتبطا بالجمال ..... جمال الطبيعة ..... جمال الانسان .... جمال ابنتك ... معانقتك لابنك ...
بوعي كامل يرى الشيخ بلال ان الله في عدم اغاثة المراة الارمله .... وبوعي كامل يرى ان الاطباء البريطانيين الذين نظفوا قلب قرينه السيستاني كان بامر من الله وبقدرته .
بوعي كامل يرى ان الله في قتل وذبح الكفار الذين يخالفونه الراي .

بوعي كامل يرد عليك رجل اسمه محمد الحسيني اسماعيل ويستغرب كيف لا تقتنعين بصحة قرانه الجميل وسيرة نبيه الحميده .وبوعي كامل ناتج عن تعليم وثقافة تشربها يورد لك مقتطفات رائعه من قرانه العظيم .


لدي رجل يعمل في الشركة التي اعمل بها ... من اصل افغاني . رجل يحمل جثة ثور . وعقل كامل .
يمتثل للاوامر ويعمل ليل نهار بلا كلل وتحت شمس دبي الحارقة التي لو ربطت تحتها . فيلا لقتلته .
كنت اشفق على هذا الرجل . واجده وجدانيا بالعمل . وصادقا . وكل صفات الرجل المكافح الانسان به . وامنحه تعويضات تعادل راتبه .واشعر انه ممتن لي كثيرا .
اتاني يوما يحمل حلوى رخيصة ورديئة . وقدمها لي وقال بلغة الاوردو المكسره وساكتبها بالعربيه .

مهندس تفضل .
قلت له . ما المناسبه يا كول .
قال لي . اليوم بلغ ابني الثامنة عشر عاما . وتخرج من مدرسة ( حفظة القران )
قلت له . مبروك .
قال بفضل مساعدتك لي . استطعت ان اجمع له مبلغا محترما من المال .سارسله له .
قلت حسنا .في اية جامعة سيتابع تعليمه .
قال لا . قلت لابني . ان يشتري بالمال كلاشنكوفا . ويذهب للجهاد وتمنيت عليه ان يقاتل حتى يستشهد في سبيل الله
مهندس . قال لي كول .

الشهيد يشفع عند الله لسبعين فردا من اهله .... وبذلك سياخذني معه الى الجنة .

هذا الرجل يتكلم بوعي كامل وقناعة يقودها العقل ذو الاتجاه والثقافة والتعليم الاحادي الذي وجد مبررات فلسفية لكل ما هو مناقض للعقل ذو الثقافة المتنوعة وتعدد التعليم وحرية الثقافه .
اذا كنت سيدتي . مسافرة من الشارقه الى أي بلد اخر وصعدت على احدث الطائرات التي انتجها العقل المبدع ... تسمعين عند دوران محرك الطائره . دعاء السفر ( هل تعرفينه)

قطعا يفرقون بين الطائره . والبعير . ولكن ثقافتهم وتعليمهم ووعيهم انتج هجينا فلسفيا ان الله يحمي المسافر على البعير . وهو الذي يحمي المسافر على الطائره .


لنفترض جدلا ( ان الله هداك ) كما يقولون اليس هو بقادر على كل شيء ؟ وتغيرت قناعاتك واصبحت تصلين وتصومين وتتبعين تعاليم الاسلام . وتحولت الى قبيسية اخرىجديدة .
برايي يكون من الخطأ ان تقولين ان افكارك وقيمك السابقه كانت مرتبطه بالاوعي الذي تشربتيه من خلال تربيتك وثقافتك في امريكا . وانك فككت الارتباط بين لا وعيك القديم ووعيك الجديد الذي خلق منك امراة اخرى جديده .

انا اقول ان الحالتين هما نتيجة وعي كامل ينتجه التفكير . وشتان بين المنتجين بالقيم الانسانيه .


في الربيع الماضي . باجازتي السنويه . رايت ابنتي تستعد لامتحان الثانويه . تقرا في كتاب علم الاحياء ... تناولته منها واطلعت عليه . يا لهول ما رايت .
تم اختصاره الى نصف عدد الصفحات . واصبحت لغته ركيكة وغير مفهومه . وتم حذف بحث التطور بالكامل منه .
سالتها عن بافلوف وتجربته . اجابتني بانها لم تسمع به .

اكثر ما حز في نفسي انها بدات تناقشني وبوعي كامل بالصوم والصلاة وقدرة الله الذي يسير حياتنا . وبضرورة حضور المجالس الحسينية التي يقيمها حديثوا التشيع في منطقتنا .

يقول انشتاين .

تحطيم الراي المسبق اشد صعوبة من تحطيم الذره . فما يكون الامر اذا مع ثقافة تقوم على الاراء المسبقه
وما يكون وضع الكتابة في مثل هذه الثقافه .؟



#الحلاج_الحكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر الدوحه للتقارب بين المذاهب الاسلاميه
- جدلية النصر ..... والهزيمه
- تحليل اسعار
- نعم .... وماذا بعد
- مبروك للسيد حسن نصر الله
- جهاد نصره والرؤيا الجديده للاقتصاد ورجالاته
- العلاقه المتبادله بين العلمانيه والدوله والدين والمجتمع
- البغل
- تقتلك ...... الفئة الباغيه
- في الذكرى السنويه الاولى ....... لقتل يسرى العزامي
- شوكة على قبر محمد الماغوط
- من معجزات الاسلام والمسلمين
- حجاب جارتي
- حماس..... والعسل المر
- عرفات.... وشارون ....والحقيقة الساطعه
- فاتورة مطالبه للسيد عبد الحليم خدام
- مداخله في خطاب السيد حسن نصر الله
- بين فوكوياما .... وروفيل .... الاسلام هو الحل
- بين ابن تيميه .. ورشيد الدين .. الاسلام هو الحل
- وجهة نظر ....... في الاسلام هو الحل


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحلاج الحكيم - الى الدكتوره وفاء سلطان ... مع الاعتذار