أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة للآية 52 من سورة آل عمران















المزيد.....

قراءة للآية 52 من سورة آل عمران


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 00:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قراءة للآية 52 من سورة آل عمران
( فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون )
الموضوع :
1 . من موقع / المكتبة الشاملة ، أنقل التفسير التالي وبأختصار { يقول تعالى : فلما أحس عيسى ( أي استشعر من بني إسرائيل التصميم على الكفر والاستمرار على الضلال ) . قال من أنصاري إلى الله ( أي من أنصاري في الدعوة إلى الله؟ ( قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ، ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين .. الحواريون: جمع حواري وهو الناصر . والحواريون هم أصحاب عيسى الذين آمنوا به وعددهم اثني عشر رجلاً ، قالوا نحن أنصار الله كيف لا نكون أنصاره وقد آمنا به واشهد يا عيسى بأنا مسلمون ولا شك أن الإسلام هو دين الأنبياء ومن اتبعهم من لدن آدم عليه السلام إلى نبينا عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم ثم وجهوا خطابهم إلى الله سبحانه ، فقالوا: ربنا آمنا بما أنزلت ( أي الإنجيل وهو كتاب الله الذي نزل على عيسى ( واتبعنا الرسول ( أي المسيح عيسى بن مريم ( فاكتبا مع الشاهدين) أي مع أمة محمد ) - قاله ابن عباس - وهذا كقوله تعالى: وجعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ( شهداء على الناس أي تشهدون للأنبياء يوم القيامة أنهم بلغوا رسالات ربهم)}.
2 . ومن موقع / جامع الكتب الأسلامية ، أنقل تفسيرا أخرا { فأحس عيسى منهم الكفر عند ذلك توجّه إليهم بالدعوة وبالسؤال : من يناصرني إلى إبلاغ دين الله عز وجل ؟ هذه الشريعة ؟ إذن هو يسأل عمن ينصره ؟ عن أنصار والنصرة تقتضي الجمع. من أنصاري إلى الله) قال الحواريون ( والحواري في اللغة بمعنى المنقّى المصفّى بحيث لما تذهب عنه الشوائب يكون أبيض كالثوب الأبيض منقى من الشوائب. قال الحواريون نحن أنصار الله ( كان يمكن أن يكتفوا بقول ( نحن ( وإنما أرادوا أن يوضحوا ويبينوا أي نحن أنصار دين الله ، فقولهم أنصار الله فيه بيان وتأكيد (آمنا بالله) لأن هو سألهم من أنصاري إلى الله ؟ فقالوا آمنا بالله الذي تدعوننا لنصرة دينه ( واشهد بأنا مسلمون ( فعل أمر لعيسى ) اشهد علينا أننا مطبقون لشرع الله ، لهذا الإيمان . الإيمان في القلب لا يظهر والإسلام تطبيق عملي فنحن نطبق عملياً .. } .

القراءة الاولى :
سأسرد بعض الاشكالات في تفسير الآية أعلاه - وبأختصار ، مركزا على بعض الفقرات فقط ، التي تستحق التوضيح .. ولا بد لنا أولا أن نشير كتمهيد ، أن " عيسى " كأسم للمسيح - وفق الرواية الاسلامية ، ليس له أي وجود ، لا وفق اللاهوت اليهودي ، وأيضا لم تكن هناك أي اشارة له في المسيحية - لا في الأناجيل ولا في رسائل الرسل ، وهذا مرتكز أساسي - يمكن أن يؤشر ، من أن النص القرآني ، قد يسرد تصورا لنصوص لشخص أخر ليس المسيح ! :-
* بداية أرى أن تفسير متن الآية التالي " واشهد يا عيسى بأنا مسلمون .. ولا شك أن الإسلام هو دين الأنبياء " ، يشكل الأكثر مغالطات منطقية للآية أعلاه ، فكيف للحواريين أن يكونوا مسلمون ! وهم أتباع المسيح ! ، هذا أولا ، ثانيا ، كيف يكون الأسلام دين الأنبياء ، وهناك فارق زمني بعشرات القرون بين ظهور الأسلام ، وبين أديان الأنبياء الأخرين ، وأقربهم عهدا بدين محمد ، هي المسيحية ، التي يفصلها حوالي ست قرون عن الاسلام ! .
* أما مقطع .. " فاكتبا مع الشاهدين ( أي مع أمة محمد ) " ، هنا يجب أن نتساءل ، كيف لأنصار - حواري المسيح ، أن يكونوا شهودا مع امة محمد ! . وهم لم يبلغوا حقبة محمد / لأن محمد جاء بعد حقبة المسيح والحواريين ، بقرون ! .
* أما التفسير التالي ، لقول أنصار المسيح " أي نحن أنصار دين الله .. آمنا بالله .. لأن هو سألهم من أنصاري إلى الله ؟ فقالوا واشهد بأنا مسلمون .. اشهد علينا أننا مطبقون لشرع الله ، لهذا الإيمان . الإيمان في القلب لا يظهر والإسلام تطبيق عملي فنحن نطبق عملياً " .. التساؤل : كيف لأنصار المسيح أن يطبقوا شرع الله / وهنا من المؤكد أن المقصود به شرع محمد ! ، علما أن تلك الحقبة - أي حقبة المسيح ، كانت تحكمها الشريعة اليهودية ! ..

القراءة الثانية :
أرى أنه كان هناك عهدا وميثاقا .. بين المسيح وتلامذته ، والتلاميذ ليسوا أنصارا ولا حواريين ، بل كانوا تلاميذا للمسيح / وفق اللاهوت المسيحي ، وفيما بعد أرسلهم المسيح رسلا للامم . وهناك بعض الأضاءأت بهذا الصدد سأسرد منها ما يلي : * قال المسيح لتلامذته ، وفق أنجيل يوحنا ( يسوع المسيح مخاطبا تلاميذه / ومنهم فيليبس أحد تلاميذه ، " أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ . لَا يَأْتِي أَحَدٌ إِلَى الآبِ إِلّا بِي " ) .. أذن المسيح هو الطريق المعد للتلاميذ ، وهو الحياة الموعودة بتعاليمه ، وهو الحق ، لأنه المخلص .. وليست شريعة محمد ، كما أن المسيح حصر الصعود للسماء به فقط ، بقوله " إِلّا بِي " .
* كما أن المسيح ، وفق أنجيل يوحنا ، قال " ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلًا : أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ . مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ " ، ووفق الآية سابقة الذكر ، تكون الهداية بأتباع المسيح فقط ، لأنه " نور العالم " ، وليس ، بأتباع " دين الأنبياء الأخرين " ، وهنا أيضا يحصر المسيح تلامذته ، بأتباعه ، وترك ظلمات العقائد الأخرى .
* كل تلامذة المسيح ، قتلوا / أما صلبا أو قطعت رؤوسهم أو عذبوا حتى الموت .. عدا يوحنا الذي مات بأجله ! ، وكانوا التلاميذ رسلا للمسيح لتبليغ رسالته للبشرية ، فكيف يقولون وفق الآية " قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون " ، وهم رسلا لسيدهم للأمم ، ضحوا بحياتهم في سبيل رسالة المسيحية .. من جانب أخر ، قد خاطب المسيح التلميذ بطرس ، بقوله " وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا : أَنْتَ بُطْرُسُ ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي ، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا / أنجيل متى " ، وهذا مؤشر على أرساء التلاميذ تعاليم المسيح ، من خلال الكنيسة / وهي رمزا ومنطلقا للتبشير بطريق المسيح ، حيث أن التلاميذ أنتشروا كرسل بكل بقاع الأرض ، مبشرين بالخلاص بكلمة المحبة .. التي أبواب الجحيم لن تقوى عليها ، ولم يوجه المسيح تلامذته بتعاليم تطبق ( شرع الله وفق العقيدة الأسلامية ) كما جاء بتفاسير الآية ! .

خلاصة :
الآية / 52 من سورة آل عمران - والتفاسير ذات العلاقة ، تضم تقاطعات واشكالات وتضاددات متعددة .. وأذا كان الخطأ الطبي في عملية جراحية ، يمكن أن يقتل المريض ، فأن هكذا " نصوص وتفسيرات " تخدع أمما بأكملها بتحوير الحقائق ، وتجعلها تخدم نصوصا محددة غير واقعية ، ومن جانب أخر ، تدفع الأمم ، كي تؤمن بمغالطات على أنها حقائق مسلما بها ! ، وهذا أمرا كارثيا على مستوى المنطق بالنسبة للعقيدة الأسلامية .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة لحديث - قيل يا رسول الله من تؤمر بعدك ؟ -
- قراءة لحديث الرسول لعمر : حتى أكون أحب إليك من نفسك
- إضاءة في .. الجهل المقدس
- إضاءة حول إسلام - النُبُوَّة - وإسلام الخلافة
- إضاءة عن إفرازات التدين
- خير الأمم !! .. أمة لا تقرأ
- بين المحبة والسيف .. أضاءة
- النص القرآني بين أسباب النزول وبين التأويل
- الأسلام والعلم والحضارة .. تساؤلات
- شك عمر بنبوة محمد في صلح الحديبية
- أضاءة .. حول أشكالية الأحاديث النبوية
- أضاءة ل - سيرة صحابة محمد ورسل المسيح -
- حكم تارك الصلاة في الاسلام .. اضاءة
- أضاءة حول .. فكر - أبو الأعلى المودودي -
- قراءة لحديث الرسول - من قال لا الله الا الله يدخل الجنة وأن ...
- سلوك محمد بن عبدالله .. من الرعي الى النبوة
- طوفان أم خذلان الأقصى
- أضاءة بين واقعين - الحداثوي و الماضوي -
- إشكالية كتابة التاريخ
- قراءة لآية - فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ ...


المزيد.....




- عودة -حسم-.. هل تتجدد تهديدات الإخوان للأمن المصري؟
- هل تختفي الدراسات العربية والإسلامية من جامعات أوروبا بسبب ا ...
- السلطات المصرية تعتقل خلية لحركة حسم والإخوان تنفي ارتباطها ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- أول اتصال هاتفي بين بابا الفاتيكان الجديد والرئيس الفلسطيني ...
- الرئيس الفلسطيني يطلب من بابا الفاتيكان مناشدة العالم وقف قت ...
- -سلوشنز- تجدد تسهيلات بنكية إسلامية قيمتها 1.5 مليار ريال
- المصارف الإسلامية في سوريا تنتزع الريادة من نظيراتها التقليد ...
- إسرائيل قاتلة الأطفال تحاول بث نار الفتنة الطائفية
- سلي أطفالك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة للآية 52 من سورة آل عمران