أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خليل قانصوه - آخر حروب الإسرائيليين















المزيد.....

آخر حروب الإسرائيليين


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8409 - 2025 / 7 / 20 - 16:18
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


شنت القوات الإسرائيلية في نهاية 2023 ، حربا على الفلسطينيين في قطاع غزة و في الضفة الغربية ، هذا هي من و جهة نظرنا ، حقيقة الحرب ، التي ما تزال مشتعلة ، اما الأسباب فنها أيضا ، مختلفة عن السردية الإسرائيلية التي تلقفتها و سائل الدعاية والسلطات الرسمية في دول الغرب الإمبريالي بكثير من الحزم و التصميم ، و تتلخص ببلوغ أزمات الاجتماع الإسرائيلي ، مستوى يجعل استمراريته غير ذات جدوى دون إيجاد حل للمسألة السكانية (الديمغرافية ) بما هو شرط ضروري للتوسع الجغرافي ولعكس تيار الهجرة اليهودية من إسرائيل الذي يزعزع " يهودية الدولة " و يسقط ورقة التين عن سياسة التمييز على أساس عنصري و ديني ، ابارتهايد ، و عن القرابة التي كانت تربط بين اسرائيل و جنوب إفريقيا العنصرية.
ثم ما لبثت أن تمددت هذه الحرب إلى لبنان و سورية ، سعيا على الأرجح لتحقيق نفس الأهداف المتوخاة في قطاع غزة و الضفة الغربية ، أي التوسع الجغرافي وإفراغ الأرض من سكانها الأصليين ، استعدادا لاستقبال مستعمرين جدد يقيمون دائما أو جزئيا في أطار انتماء مزدوج لإسرائيل و لأوروبا الغربية و الولايات المتحدة الأميركية .
يترافق ذلك كما لا يخفى ، بتوظيف إشكالية " المقاومة " في الوقت الحاضر ، في البلدان التي ما تزال معنية بالقضية الفلسطينية ، و هي أساسا ، بلاد الشام و العراق ، بالإضافة للإقليم الشمالي في اليمن ، بعد أن فشلت الحكومات العربية في التوصل إلى حل هذه القضية . حيث لم تستطع هذه الحكومات فهم العلاقة العضوية التي تربط بين "إسرائيل العدوة والدول الغربية الصديقة " مثلما أن المقاومة تعامت عن جهل أو عن قصد ، عن تبعية نظام الحكم العربي " الحليف " للولايات المتحدة الأميركية " العدوة "
لا يتسع المجال هنا لعرض تفاصيل سيرورة تراجع نظم الحكم العربية التي تمثل في الواقع شبه الدول العربية ، و تجسد في أصلها صيغة مؤقتة ، و متغيرة و متبدلة ، لما تتوصل إليه ، في ظروف معينة ، المساومات بين الجيش من جهة و بين الإسلام السياسي من جهة ثانية ، فنجم عنه استحالة قيام الدولة الوطنية !
بالعودة إذن إلى الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر تشرين أول 2023 ، نلاحظ أن مصر ،غائبة عنها أو تكاد ، لا شك في أن مرد ذلك إلى أسباب متعددة ، اقتصادية ، مشكلة سد النهضة في إثيوبية الذي من المحتمل أن يلغي فوائد السد العالي ، انهيار الأمن القومي بعد فقدان ليبيا ، و السودان ، و سورية ..و من المؤكد أن هذه الأخيرة غابت أيضا ، لا سيما أنها كانت عقدة وصل ، على الرغم من أن الحرب ضدها ، بدأت بعد الحرب على العراق ، تمهيدا لما نشهده اليوم ، و في الرأي بعض العارفين أنها بدأت في بداية الستينات ، حيث بادر الإخوان المسلمون إلى شنها ضد السلطة الناشئة ، باسم إحياء الخلافة الإسلامية في دمشق !
توصلنا مداورة إشكالية المقاومة الحالية ضد المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني في الذهن ،إلى أن مردها على الأرجح إلى أنها " ليست وطنية " إذا جاز التعبير ، و أنما هي إسلامية دينية انسجاما مع مشروع " صحوة إسلامية " أطلقته الجمهورية الإسلامية في أيران ، فتصدت له شبه الدولة العربية "من المحيط إلى الخليج " ، باستثناء سورية ، بحجة الدفاع عن " إسلام الجماعة ، التقليدي " ضد "إسلام الهلال الشيعي الأمامي" . هذه من ناحية أما ناحية أخرى فأن ظهور هذا المشروع تسبب في تكتل غالبية نظم الحكم العربية ضده و لم يتوان بعضها عن محاربته بالتعاون مع الدول الغربية و إسرائيل ( التطبيع و حوار الأديان )، و أغلب الظن أنه كان أيضا عاملا رئيسا في توتر العلاقات بين أنصاره و بين المعترضين ضده ، مما ساهم ، إلى جانب أزمة شبه الدولة العربية بوجه عام ، في توفير الطروف الملائمة لإيقاد " ثورات الربيع الإسلامية من أجل الخلافة " التي أضعفت بالتأكيد حركة التحرير العربية بوجه عام .
مهما يكن فإن الحرب الدائرة ضده ، انطلاقا من قطاع غزة ، أدخلت من وجهة نظرنا تغييرات كبيرة في ميزان القوى بين الشعوب في بلاد الشام و العراق من جهة والإسرائيليين الراغبين في إبادتها و ترحيلها من جهة أخرى ، طمعا في ارضها ، حيث يمكننا أن نرصد من الآن فصاعدا ، دلالات الإشارات التي ظهرت في ميدان الصراع المشرقي في السنوات الأخيرة :
ـ لم تكن دولة إسرائيل و حدها في الحرب ، فقد كانت معها دائما الولايات المتحدة الأميركية ،و دول الاتحاد الأوروبي ، فرنسا و المانيا ، و بريطانيا . لا نبالغ في القول أننا حيال حملة عدوانية عسكرية أوروبية ـ أميركية . و لا شك في أن وراء ها أزمة اقتصادية ، عسكرية ، تقنية . هذا ليس موضوعنا ، فما يهمنا هو السلوك ، الذي قرأنا عنه في تاريخ الاستعمار حيث أن العنصرية كانت مبررا رئيسيا له و للعبودية و للإبادة الجماعية .من المعروف أن شعوبا كثيرة في هذا العالم عانت من هذه التصرفات ، التي لم ينجوا منها الأوروبيين أنفسهم ، في الحربين العالميتين ، لا سيما الحرب العالمية الثانية التي ظهرت خلالها العنصرية و الإبادة الجماعية في أبشع صورها على يد النظام الألماني النازي و حلفائه و المعجبين به في جميع أنحاء أوروبا .
من المعروف بهذا الصدد أن السلطات الأوروبية و الأميركية ، أنكرت مسؤوليتها عن جرائم الحرب العالمية و ثانية و استخدمت الحركة الصهيونية التي شهدت زورا ببراءتها بالنيابة عن اليهود . فمن يشهد اليوم زورا ببراءة سلطات الأوروبيين و الأميركيين و الإسرائيليين من المسؤولية عن جرائم الإبادة الجماعية في المشرق العربي . لا أحد!!
ـ ينبني عليه أنه من غير المستبعد أن يقدم هؤلاء المجرمين على استخدام أسلحة نووية إذا تفاقمت أزماتهم . الحرب على روسيا وإيران دلالة على ذلك
ـ المعطى الأخير الذي أفرزته حرب الغرب في المشرق : أن المقاومة الإسلامية غير مؤهلة الاضطلاع بمهمة التحرير الوطني ، فهذا لا يتحقق إلا على يد مقاومة وطنية !




#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الأهلية المتواصلة !
- مناديل النسوة و اختطافهن !
- بين نصف الانتصار و نصف الهزيمة !
- الجولان جولاني !
- الممنوعات !
- الطائفة نقيض الوطن !
- القنبلة الذرية !
- العدو المشترك !
- اسقاط الرئيس اسقاط النظام
- ملحوظات من البئر
- قنابل ليلة العيد !
- الثورة و الإمارة !ّ
- الشرعية الإسلامية و الشرعية الوطنية !
- الاحتفاليات الاربع
- اغتراب الذات !
- المكروه و المكروه أكثر !
- الاستسلام أو حبل المشنقة
- العقل الديني
- فكان لهم على - الرياض - مؤتمر
- الشتات


المزيد.....




- مفاجأة غير متوقعة.. العثور على ضعف ما أبُلغ عنه من عدد حيوان ...
- جان نويل بارو يزور كييف بعد وابل من القصف الروسي
- سرعتها تفوق 700 كيلومتر في الساعة..كييف تعثر على حُطام المُس ...
- إيران تكشف عن موعد ومكان محادثاتها مع -الترويكا- الأوروبية.. ...
- ترقب بشأن تطور هجوم برشلونة بعد التحاق النجم الانجليزي راشفو ...
- استئناف المحادثات النووية بين إيران والقوى الأوروبية في إسطن ...
- عشائر بدو سوريا.. جذور عميقة في التاريخ وامتداد في الجغرافيا ...
- السجن ثلاث سنوات لطالب في كوت ديفوار بتهمة الإساءة للرئيس
- المحتوى المضلل يجد طريقه إلى -شات جي بي تي- بفضل المحتالين
- ما المواد -المتطرفة- التي أقرت روسيا تغريم الباحثين عنها؟


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خليل قانصوه - آخر حروب الإسرائيليين