أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 649 - خطة «شمشون» أو «هرمجدون النووي»: حين يُفزع الرعب النووي الإسرائيلي أبناءه قبل خصومه














المزيد.....

طوفان الأقصى 649 - خطة «شمشون» أو «هرمجدون النووي»: حين يُفزع الرعب النووي الإسرائيلي أبناءه قبل خصومه


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8406 - 2025 / 7 / 17 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

17 يوليو 2025

مقدمة: إسرائيل من ردع الخصوم إلى ترهيب الذات

في أعقاب "حرب الأيام الإثني عشر» بين إسرائيل وإيران، التي إندلعت في يونيو 2025، عاد الحديث بقوة عن دور النووي الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط. فالكيان الذي طالما إستخدم تهديد "الردع النووي" لترهيب جيرانه، بات اليوم يزرع الرعب النووي في داخله، بين صفوف مواطنيه. هذا الموضوع الحساس كان مدار الحديث في المقال الذي نشره البروفيسور والخبير الاقتصادي الروسي فالنتين كاتاسونوف، رئيس الجمعية الاقتصادية الروسية بتاريخ 13 يوليو 2025 في صحيفة "زافترا"، تحت عنوان "شمشون، أو الخطة الإسرائيلية ب"، يفتح بوابة واسعة للنقاش حول الإنتحار النووي كعقيدة إسرائيلية مضمرة.
---
أولاً: من حلم "إسرائيل الكبرى" إلى مأزق التوسع النووي

تبنّى كاتاسونوف رؤية ترى في المشروع الصهيوني خطة توسعية طويلة الأمد، تستند إلى نصوص توراتية مثل: «في هذا اليوم قطع الرب مع أبرام عهدًا قائلًا: لنسلك أعطي هذه الأرض، من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات» (سفر التكوين 15:18).
إنطلاقًا من هذه العقيدة، رسم دافيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، خريطة بديلة لـ"إسرائيل الكبرى" تمتد "من النيل إلى الفرات". وعلى مدار 77 عامًا، حاول الكيان التوسع تدريجيًا. فمن مساحة 14.1 ألف كم² التي خصصتها له الأمم المتحدة عام 1948، إلى حوالي 27.8 ألف كم² اليوم (تشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة). ومع ذلك، يرى كاتاسونوف أن هذا التوسع «لا يسير بسرعة كافية لتحقيق حلم الصهيونية في مدى زمني منظور».
---
ثانيًا: الخطة "أ" تنهار... فهل يبدأ تنفيذ الخطة "ب"؟

يسمي الكاتب إستراتيجية التوسع الإسرائيلية غير النووية بـ"الخطة أ"، بينما يطلق على البديل الرهيب اسم "الخطة ب"، وهي بحسب قوله: «خطة سرية تسمى رسمياً "خطة شمشون" (Samson), تقوم على الردع النووي عبر التهديد بشن ضربات نووية شاملة كخيار إنتحاري في حال تعرضت إسرائيل للدمار أو قُضي على وجودها».

ينقل كاتاسونوف مضمون هذه الخطة عن كتاب الصحفي الأمريكي سيمور هيرش بعنوان "خيار شمشون: الترسانة النووية لإسرائيل والسياسة الخارجية الأمريكية" (1991)، الذي كشف لأول مرة تفاصيل الترسانة النووية الإسرائيلية، وكيف تم غض الطرف عنها من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ عهد آيزنهاور.

الخطة، كما يصفها هيرش، مستلهمة من قصة شمشون التوراتية: «وقال شمشون: فلتُمت نفسي مع الفلسطينيين! وإنحنى بقوته فسقط البيت على الجميع، فكان الذين أماتهم عند موته أكثر ممن قتلهم في حياته» (سفر القضاة 16:30).
-----
ثالثًا: أسلحة "يوم القيامة"... سلاح إبتزاز الحلفاء قبل الخصوم

أشار كاتاسونوف إلى واقعة مفصلية في حرب أكتوبر 1973، عندما هددت غولدا مئير بإستخدام السلاح النووي وتدمير القاهرة ودمشق إذا لم يتم إنقاذ الموقف. هذا التهديد لم يُرعب العرب فقط، بل أصاب واشنطن نفسها بالفزع، ما دفع الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون لتقديم دعم عسكري عاجل لإسرائيل، مقابل تراجعها عن قرار الضربة النووية.

منذ ذلك الحين، صار "سلاح يوم القيامة" ورقة إبتزاز بيد إسرائيل، ليس فقط ضد أعدائها، بل حتى ضد البيت الأبيض. إذ يقول كاتاسونوف في مقاله: «تعلمت تل أبيب أن تهدد واشنطن مباشرة: إن لم تزودونا بالسلاح، سنضعف عسكرياً، وسنضطر لإستخدام أسلحتنا النووية».
---
رابعًا: هل يقترب "هرمجدون" من التحقق؟

يحذّر كاتاسونوف من تحوّل الترسانة النووية الإسرائيلية من "درع ردع" إلى أداة تهور إستراتيجي. فالهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران لم يحقق أهدافه، إذ لم يُدمر مخزون اليورانيوم الإيراني المخصب، والمقدر بـ800 كغ، ما يضع إسرائيل أمام إستحقاق ردع قوى إقليمية أخرى مرشحة للإلتحاق بالنادي النووي، وعلى رأسها: إيران، السعودية، تركيا، وربما الإمارات.

وفي ظل هذه المخاطر، يرى الكاتب أن مناخ الرعب في إسرائيل لم يعد خارجيًا فقط. فالهواجس النووية بدأت تُفزع الإسرائيليين أنفسهم: «في الحرب الأخيرة، عرف سكان تل أبيب لأول مرة ما معنى الصواريخ والطائرات المسيرة التي تأتي من الخارج. واليوم، لم تعد فكرة التبادل النووي مع الجيران خيالاً عندهم».
---
خامسًا: "خطة شمشون" ترتد على أصحابها

يعرض الكاتب مؤشرات إجتماعية على تزايد الهجرة المعاكسة من إسرائيل، خاصة من قبل الفئات الثرية والمتعلمة. ففي تقرير نشرته صحيفة هآرتس في 18 مارس 2025 بعنوان: «تحول في الشتات اليهودي؟ قرابة مليون شخص مرتبطين بإسرائيل يعيشون خارجها»
كُشف أن مليون شخص من حملة الجنسية الإسرائيلية يعيشون في الخارج، غالبيتهم من الطبقة الميسورة والنخبوية.
يرى كاتاسونوف أن خطة "شمشون" تحوّلت إلى عامل طرد نفسي، يبعث على الهروب لا على الصمود: «الإسرائيليون لا يريدون أن يكونوا أبطالًا مثل شمشون. هم لا يريدون أن يموتوا مع أعدائهم».
---
خاتمة: هرمجدون... لم تعد مجازاً

يختم الكاتب بدلالات مروعة، لافتًا إلى أن كلمة "أرمجدون" (هرمجدون) التي وردت في سفر الرؤيا كمكان المعركة الأخيرة بين قوى الخير والشر، تقع جغرافيًا في شمال فلسطين غرب مدينة جنين. ولهذا فإن حرباً نووية تنطلق من هناك لم تعد ضربًا من الخيال، بل «باتت إحتمالًا ملموسًا»: «بعد حرب الإثني عشر يوما"، بدأ كثيرون داخل إسرائيل وخارجها ينظرون إلى "هرمجدون النووي" كواقع جغرافي وتاريخي محتمل، لا كرمز ديني فقط».
---



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين يكشف الجانب الخفي للسياسة الأمريكية – -ترامب أ ...
- طوفان الأقصى 648 - -أذربيجان بين مطرقة إيران وسندان روسيا: م ...
- ألكسندر دوغين يكشف جوهر تصريح ترامب حول روسيا -والآن أُعلنُ ...
- طوفان الأقصى - 647 -حزب الله عند مفترق طرق: نهاية مرحلة أم إ ...
- رؤية ألكسندر بوتيلوف: إنهيار الثقة بالمؤسسات الدولية و-تفكك ...
- طوفان الأقصى 646 – -مافيا الذرة – 5 خطايا كبرى تفضح إنهيار ث ...
- «المومياء الخلافية»: حين تتحوّل الذاكرة التاريخية إلى ساحة ص ...
- طوفان الأقصى 645 – -إيران لن تسقط: مناشدة نووية وملاحم صوفية ...
- ألكسندر دوغين - باكس أوروبا - مسيرة النازيين الليبراليين
- طوفان الأقصى 644 - «السلام المؤجل» أم «الحرب الثانية»؟ زيارة ...
- ألكسندر دوغين – حزب أمريكا – النموذج الجديد
- طوفان الأقصى 643 - موساد في عباءة اللاجئ: كيف تحوّلت أفغانست ...
- ألكسندر دوغين - بدون النظرية السياسية الرابعة، لن يكون هناك ...
- طوفان الأقصى 642 – ترامب و«نوبل للسلام»: السخرية السياسية في ...
- أذربيجان بين المطرقة الروسية والسندان الإيراني - قراءة في تص ...
- طوفان الأقصى 641 - الجولة الأولى من حرب إيران – إسرائيل برعا ...
- ألكسندر دوغين - بدون النظرية السياسية الرابعة، لن يكون هناك ...
- طوفان الأقصى 640 - الأمم المتحدة في عامها الثمانين: أزمة الش ...
- ألكسندر دوغين - أساليب جديدة لخوض الحرب
- طوفان الأقصى 639 - نتنياهو كيكيمورا - حين تتحوّل السياسة إلى ...


المزيد.....




- أمريكا: هبوط اضطراري لطائرة بملعب غولف.. ومصادرة كوكايين بقي ...
- سوريا.. عشائر الجنوب تعلق على بيان الرئيس أحمد الشرع
- سوريا.. أحمد الشرع يعلق على أفعال بعض الدروز في السويداء وال ...
- سوريا: الرئاسة تعلن وقف إطلاق نار -فوري- في السويداء وتدعو ك ...
- الشرع: سوريا ليست ميدانا لمشاريع الانفصال
- فريدريش ميرتس ..لماذا يشكر إسرائيل على قيامها بـ-أعمال قذرة- ...
- الاحتلال يوسع اقتحاماته بالضفة ويجبر فلسطينيين على هدم منازل ...
- لماذا لا تُصنّع هواتف -آيفون- في أميركا؟
- قوات العشائر السورية تدخل عددا من البلدات في محافظة السويداء ...
- القنبلة التي قد تعيد تفجير الصراع بإقليم تيغراي الإثيوبي


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 649 - خطة «شمشون» أو «هرمجدون النووي»: حين يُفزع الرعب النووي الإسرائيلي أبناءه قبل خصومه