أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة الشخة .














المزيد.....

مقامة الشخة .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8405 - 2025 / 7 / 16 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقامة الشخة :

فشلت جلسة البرلمان المعول عليها , بعدما أختصم مقاولا التفليش الرئيس ونائبه , وبعدما صاح الرئيس : (( أشخ على ابو العراق )) , وأنهى الجلسة , وكلمة (( يشخ )) في اللهجة العراقية تعني (( يتبول)) أو (( يبول)) , وهي كلمة عامية شديدة الوقاحة تستخدم في سياقات غير رسمية , وتعكس مستوى غير مسبوق من الازدراء والتهور من قبل رئيس الجلسة , وفي الدخول بهذا السياق الشوارعي , يبدو أن جلسة البرلمان قد وصلت إلى طريق مسدود , بل وتحولت إلى فضيحة بكل المقاييس , الخصومة بين مقاول التفليش الرئيسي ونائبه , وتصريح الرئيس الصادم حين تبول على أبي العراق , الذي أنهى به الجلسة , لأن مثل هذا السلوك لا يقوّض فقط الجلسة نفسها , بل يضرب في الصميم هيبة المؤسسة التشريعية وثقة الشعب فيها , وكلها مؤشرات على انهيار تام للعملية البرلمانية في هذه اللحظة .

(( الشّيطانُ /بالَ فِي أعْشاشِ الْملائكةِ فلمْ ينْمُ لهَا ريشٌ ولَا ذاقَتْ لذًةَ التّجْنيحِ كتبَتْ عليْهَا بحبرٍ تالفٍ ملْحمةَ الْيأْسِ...فِي قبابِ الْغرانيقِ )) , ماذا ترتجي ممن لاعهد لهم ؟ دستورهم التقية, يقتلون جمهورهم ومواليهم ويسرقون مستقبل أبنائهم ويخربون مدنهم وينقلبون على من نصبهم على كرسي العراق , ويتنكرون للقوة العظمى التي جاءت بهم الى الحكم , ويجاهرون بانتمائهم لإيران الفارسية وما علموا ان العراق عصي على التفريس , عراق الغد سيكون علمانيا إنسانيا عابرا للقومية والعرقية والطائفية, مسالما سالما من كل سوء, عراق هو المتن والآخرون مجرد هوامش.

يقول الفيلسوف والكاتب الروماني أميل سيوران : (( لأننا فشلنا في خلق إنسانٍ يفكّر , لم يتكوّن لدينا شعب , بل تشكّل لدينا جمهور , جمهورٌ مصفق , وجمهورٌ لاعن , يصفّق مرة , ويلعن مرة , لكنه لا يفكّر)) , يحزنك أنك لا تعرف عدد المحافظات في بلدك وما اسم رئيس جمهوريتك وما تاريخه؟ ويحزنك ان النشيد الوطني لبلدك ليس عراقيا ولا علم بلدك هو علم العراق أيضا, بل هو علم فرضه إقليم من بلدك على الغلمان الحاكمين مقابل خلع المشروعية عليهم من قبل سكان ذلك الإقليم , يحزنك ان يحكمك ملتحين فيحددوا لك الحق والباطل , يحزنك ان ملايين العراقيين من اخوتك ينامون على الخوف والجوع في حين يزرع المسؤولون الحكوميون ريشا من الذهب على أجساد العاهرات في الملاهي المنتشرة في مدن ارض السلام .

التاريخ يقول إنَّ الكرسي يَتعب من شاغلِه إذا أسرف في الرهانات الشائكةِ وأسرفت أجهزته في ولائمِ القسوة , فلاتندهشوا , هذا هو نظام اللصوص , لاتندهشوا من فضائح هذا النظام الفاسد الذي يحكم البلاد منذ عقدين من الزمن , فحين يحكم اللصوص تكون مخرجات الفضائح من مستنقع عملية سياسية يديرونها بمقاسات المافيات والسطوة والقوانين التي تحكمها تحت شعار (( حاميها حراميها )) , ولست مندهشاً من ان النزاهة لدينا تحتاج الى نزاهة لحمايتها , وان مراقب المسؤول بحاجة الى من يراقبه والحارس بحاجة الى من يحرسه والقانون الى من يحميه والاموال الى من يصونها من ايادي لصوص اليوم والشهر والقرن , لست مندهشاً من فضائحية لصوص يتفقون على النهب ويختلفون على التوزيع فتزكم الانوف رائحة الفساد من رؤوس نعرفها ويخشى الجميع الاعلان عن أسمائها , لست مندهشاً من التنصت والتخابر والتجسس بين أفراد عائلة اللصوص , لينكشف المشهد على فوضى الصراعات الداخلية التي تنخر بجسد هذا العراق الذي يكرهونه على رؤوس الاشهاد .

تدويخات ممنهجة كريهة سائحة على ما تبقى من جسد بلاد ما بين القهرين العظيمين , يبدو العراق الذي شخ المقاول على أبوه , وكأنه عالق في مفارقة مريرة : بلد غني بإمكاناته , فقير بواقعيته , مغمور بالثروات , محروم من الاستثمار فيها , حاضر في خرائط الصراع وغائب عن جغرافيا التقدم , (( مشخوخ عليه )) , ألا فاقرا باسم حزبك وجيبك الذي حكم , اما عشيرتك التى ( ابتلت بيكم ) وتتحمل وزركم وطائفتكم حمالة الحطب براء منكم الي يوم الدين عندما لاتكونوا للعراق كله , أولئك الاوغاد بلا حدود , شلة السلب والنهب بكل وقاحة , البلد بنك منهوب لكل من هب ودب , شوهوا الاسم الكبير , اسم العراق الصوت الهادر المسموع من كل البقاع إلى بلد يرزح تحت العصابات والاحتلال بكل المسميات والعناوين , المسروقات المنهوبات منذ السقوط حتى اليوم هي اكثر من خمسمائة مليار دولار ونور زهير وكل قضايا النزاهة والكلاوات والقضاء الفاسد الذي يغطي الحيتان الكبيرة , لن تعيد الى الخزينة عشرة مليارات دولار كحد أقصى .

قرأت قصيدة بعنوان : (( صرخة لا محلّ لها منَ الإعراب )) , فتقول : (( الى متى يظلُّ الإنسانُ الصادِقُ ضميراً مُستتَرِا , وتظلُّ الأقَزامُ المُشَبَهَة بالأفَعالِ , تنصِبُ وترفعُ مَا تشَاءُ متى تشَاءُ ..؟ )) .

صباح الزهيري .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الشطح .
- مقامة الخرق .
- مقامة طِشّاري .
- مقامة الباينباغ .
- مقامة مربع المجون .
- مقامة النوم .
- مقامة السكارى .
- مقامة الكتابة .
- مقامة الأنهيار .
- مقامة صدأ الروح .
- مقامة الرحاب .
- مقامة الدهاليز .
- مقامة الخواطر .
- مقامة طباخات الرطب .
- مقامة الزمن الجميل .
- مقامة العيون عيون .
- مقامة الفرهود .
- مقامة سجدة الشعر .
- مقامة المزبلة .
- مقامة حب التوكسيك .


المزيد.....




- منظمة مراقبة: مقتل 321 شخصا وإصابة المئات باشتباكات السويداء ...
- -دم السوري على السوري حرام-.. مبادرات في سوريا لنبذ العنف وا ...
- هشام قاسم في بلا قيود : النظام اقترب من السقوط نتيجة سوء ال ...
- صنعاء: تظاهرة بعشرات الآلاف وهتافات ضد إسرائيل وأمريكا
- المستشار الألماني يؤكد لنتنياهو ضرورة إبرام وقف -سريع- لإطلا ...
- ترامب يعتزم إعادة تشغيل سجن ألكاتراز مقابل 2 مليار دولار.. و ...
- أردوغان في اتصال مع بوتين: الاشتباكات في السويداء تهدد استقر ...
- أبي المنى يحثّ على حماية التهدئة في السويداء وجنبلاط يطالب ب ...
- سباق فرنسا للدراجات: بوغتشار يعمق الفارق في الصدارة بعد فوزه ...
- نجل المعارض المغربي المهدي بن بركة يؤكد تقدم التحقيقات بعد 6 ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة الشخة .