أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ياسر قطيشات - الدولة المارقة: -إسرائيل- وإعادة إنتاج النازية بالصهيونية!














المزيد.....

الدولة المارقة: -إسرائيل- وإعادة إنتاج النازية بالصهيونية!


ياسر قطيشات
باحث وخبير في السياسة والعلاقات الدولية

(Yasser Qtaishat)


الحوار المتمدن-العدد: 8401 - 2025 / 7 / 12 - 21:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ منتصف القرن العشرين، رسّخت السردية الغربية –خصوصاً الأمريكية– صورة النازية الألمانية بوصفها ذروة الشر السياسي، وشكّلت هذه الصورة حجر الزاوية في تبرير كثير من السياسات الغربية لاحقاً، بما في ذلك قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، لكن المفارقة أن هذا النموذج النازي الذي أُدين عالمياً لم يُقبر فعلياً، بل أُعيد إنتاجه، هذه المرة، في صورة أكثر فتكاً، تحت غطاء "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" و "حق الدفاع عن النفس": إنها صهيونية "نتنياهو".
يُشكّل "نتنياهو" تجسيداً سياسياً لعقيدة صهيونية استعلائية ترى في الآخر العربي والمسلم تهديداً وجودياً أبدياً، وتستخدم خطاب "الإبادة المسبقة" كحق مشروع، في هذا المعنى، لا يختلف منطق "نتنياهو" عن منطق "هتلر" كما فُسّر لاحقاً: الآخر تهديد دائم، والحل الوحيد هو الإلغاء الكلّي له.
وكما قدّمت النازية مبرراتها من خلال أوهام "التفوق الآري"، فإن الصهيونية المعاصرة تقدم طروحاتها من خلال خطاب "شعب الله المختار"، و "حق إسرائيل في الوجود"، ومعاداة السامية، و"الخطر الإيراني النووي" و "محاربة المخربين" .. الخ.
لقد شهدنا في السنوات الأخيرة –وخاصة بعد حرب الإبادة في غزة– تصعيداً غير مسبوق من قبل حكومة الاحتلال، تُوّج بتوسيع دائرة العنف إلى لبنان وسوريا، واليوم نحو إيران، وكل ذلك بذريعة الدفاع المزعوم عن النفس، حتى لو كان "التهديد" على بعد آلاف الكيلومترات، هذا ما يجعلنا أمام نموذج دولة مارقة بكل المعايير، لكنها تتمتع بشرعية دولية مزيفة، وبغطاء أمريكي غربي غير مشروط.
لكن التشابه مع النازية لا يتوقف عند منطق الإبادة والعدوان، بل يمتد إلى الأثر العالمي المدمّر، كما جرّت ألمانيا الهتلرية أوروبا والعالم إلى حرب عالمية شاملة، يبدو أن مشروع "نتنياهو" الصهيوني، المدعوم أمريكياً، يدفع الشرق الأوسط والعالم إلى صراع مفتوح لا يمكن احتواؤه ضمن الحدود الجغرافية المعهودة، من حرب غزة، إلى تصعيد في جنوب لبنان، إلى استفزازات متكررة في سوريا، وصولاً إلى قصف أهداف إيرانية داخل العمق، باتت دائرة النار تتسع، فيما يصفّق الغرب للضحية حين تُذبح، ويتغافل عن الجلاد حين يقتل بدم بارد!
الرهان على استمرار "الردع الصهيوني" دون تكلفة استراتيجية أصبح رهاناً عبثياً، فإيران، رغم إنهاكها، لم تُكسر، وروسيا المنشغلة بالحرب في أوكرانيا لا تزال حاضرة سياسياً واستخباراتياً في المشهد الإقليمي، أما الصين، فترى في تفجّر الشرق الأوسط تهديداً مباشراً لمشاريعها الكبرى كـ"الحزام والطريق".
وإذا ما اشتدت الأزمة، فإن دولاً مثل تركيا وباكستان -بحكم الموقع والدور والديناميات الإقليمية- قد تجد نفسها أمام لحظة اضطرار لاتخاذ موقف، لا سيما في حال حصول تدخل مباشر آخر (أمريكي أوروبي إسرائيلي) ضد إيران في قادم الشهور.
هنا تتجلى الإشكالية الأعمق: هل سيبقى العالم راضخاً لابتزاز "الضحايا المزمنين" الذين يمارسون القتل الممنهج باسم الذاكرة الجمعية؟ وهل يمكن لنظام عالمي، يزعم الدفاع عن القانون والسلم، أن يتغاضى عن مشروع إجرامي يشبه في بنيته النازية التي حاربها يوماً؟ بل، هل يكون مصير العالم اليوم رهينة هوس "نتنياهو" بالحروب المفتوحة لإبقاء نفسه سياسياً في السلطة، عبر استدعاء الخطر وافتعال المعارك؟
الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في حرب تُشنّ على إيران، بل في الكيفية التي يُعاد بها تشكيل نظام الشرعية الدولية، حيث تصبح القوة فوق القانون، والمجزرة فعل دفاع مشروع، هذا الانقلاب الفلسفي في المعايير يهدّد ليس فقط الشرق الأوسط، بل فكرة السلم العالمي نفسها.
إنّ التاريخ لا يعيد نفسه بشكل حرفي، لكنه يعيد إنتاج نفسه في هيئة كاريكاتورية أشد عنفاً، وبين نازية "هتلر" وصهيونية "نتنياهو"، نقف أمام وجهين لنظام واحد: نظام يُؤمن أن العالم يجب أن يُعاد تشكيله على صورته، ولو بالدم!



#ياسر_قطيشات (هاشتاغ)       Yasser_Qtaishat#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -المسألة اليهودية- .. لم تُحل!
- استراتيجيا الإنهاك والإنهاء: عندما تتحول السياسة إلى فيلم
- قوس السقوط الحضاري: -القوّة العمياء- في مواجهة حتميّة مع مرآ ...
- -نُخب القيادة- وجدليّة التغيير في الوعي العربي
- -قرن الإهانة العربي-: لماذا نهضت الصين ولم ينهض العرب؟!
- -العرب- بين فكرة القومية ومأزق الحريّة!
- حين دمّرت بريطانيا الشرق: الوجه الآخر لحضارة العنصريّة!
- -التديّن الإمبريالي-: حين تُصبح الحروب مقدّسة!
- حين تحدث الفلاسفة بالعربية: أثر الإسلام في الفلسفة الغربية
- الصين والولايات المتحدة: إدارة النفوذ بين الاحتواءِ والصراعِ
- بين -عبقرية المكان وانتقام الجغرافيا- نظرة -كابلان وحمدان- ل ...
- الأردن وهواجس -ترامبسفير- غزة الخيارات الوطنية لمواجهة المخط ...
- الأردن وريادة دعم حقوق ذوي الإعاقة إنجازات مشرّفة.. ونماذج إ ...
- مآلات ومستقبل الدولة السورية ما بعد الاتفاق: شروط وتحديّات
- الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا ومستقبل البحث العلمي الرقمي: ا ...
- طهران وتل أبيب.. من حروب الظل إلى رسائل النار
- -المجمع الصناعي العسكري- الأمريكي وتجارة الحروب
- ما بعد -الطوفان- .. مصير الكيان والمنطقة!
- انحياز النظام الغربي ضد الإنسانية !
- -هولوكوست- غزة وجريمة الصمت العربي والدولي !


المزيد.....




- -لسنا مكب نفايات لترامب-.. دول أفريقية غاضبة بعد وصول مرحلين ...
- غرائب المطبخ الأميركي.. كرات لحم خنزير وإعصار الزبدة يتصدران ...
- تسعة اختراعات لا نعلم أن وراءها نساء
- مقتل ثلاثة أشخاص في -حادث- بمركز تدريب للشرطة في لوس أنجلوس ...
- ترامب يقاضي مردوخ و -وول ستريت جورنال- ويطالب بتعويض -خيالي- ...
- التحدي والاستجابة
- عبد القادر الشهابي خطاط فلسطين الأول
- الأمين العام لحزب الله: نواجه خطرا وجوديا ولن نسلّم سلاحنا ل ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: هبوط مروحيات إجلاء إسرائيلية شرق خان ي ...
- مصير الرئيس التنفيذي بعد كشفه بفيديو يعانق موظفة بحفل كولدبل ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ياسر قطيشات - الدولة المارقة: -إسرائيل- وإعادة إنتاج النازية بالصهيونية!