أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي بوتمزين - ربحنا المعركة !














المزيد.....

ربحنا المعركة !


المهدي بوتمزين
كاتب مغربي

(Elmahdi Boutoumzine)


الحوار المتمدن-العدد: 8396 - 2025 / 7 / 7 - 00:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أُحس أن العودة إلى الكتابة يشبه عودة المغترب إلى وطنه أو العاشق إلى حبيبته أو ربما شعور معالي الوزير بعد تجديد ولايته ليلقي كلماته العذبة الحنونة و"الرومانسية" التي تُحكى في ألف ليلة وليلة . حكاياتنا في بلدنا تحتاج لقرون وقرون وفي النهاية لن يفهمها أحد. ففيها من الخيال ما هو أكثر من الخيال ، وفيها من النوادر ما لم يوجد عبر التاريخ !

كنت قررت التوقف عن الكتابة نهائيا ، لأني لم أعد أعرف ما هو الجو العام السائد في البلد ، هل هو معتدل أم قطبي أم جاف أم بارد أم مداري، ليس مناخيا بل ديمقراطيا ؟ النتيجة التي توصلت إليها أن المغرب استثناء في هذا الأمر أيضا ، فكما لا توجد منهجية لتحليله سياسيا أو اقتصاديا فلا يمكن التنبؤ بطقسه أيضا .فالجو حار يجعل المداد يلطخ أوراقي أو كما يقول المغاربة "الدم سخون" ، لكنه فجأة ودون سابق إنذار ( إلا استدعاء للحضور أمام قاضي التحقيق مباشرة ) يصبح قارسا كما درجوا على قوله سْخونِيّة الرّاسْ تَتْرْجَعْ بْرودَة" ، فأتمنى صادقا أن نذهب في بلدنا نحو دمقرطة الطقس ! .
صدقوني ، حتى إذا فكر المرء أن يمسك القلم من وسطه أو أن يسير ونصفه الأيمن على حائط البراق والنصف الاَخر على حائط المبكى فإن مصيره واحد دون سابق إنذار !

في إحدى حكايات ألف ليلة وليلة التي سمعها المغاربة في صالون الحلاقة والتجميل السياسي الرجالي والنسائي ، حيث لم تعد حرفة "تَنْكّافْتْ" محصورة على النساء بل شملت الوزراء وعدد من الإعلاميين وحتى بعض رجال الدين الذين أزالوا العمامة ووضعوا الشاشية لتلائم الطقس العام ليتفادوا صداع الرأس . في هذه الحكاية يقول صاحبها أن بلدنا ربح المعركة ؛ معركة الزليج والتكشيطة والكسكس !

معالي الوزير الحكواتي كان معلما في الجبال ، وأنا عشت الظروف نفسها ، لذلك فهو مشتاق للزليج والتكشيطة والكسكس و"الشْهيواتْ" التي حُرم منها لسنوات عجاف في المدارس النائية ، ولا عجب في حبه لأغنية "مهبول أنا" فلا يمكن أن تصنع منه مهنة التعليم إلا "مهبولا " وربما "مهبولا رائدا" . قال في معرض حكايته أن الحكومة تهتم بالمواطن من المهد إلى اللحد . هذه الجملة( من المهد إلى اللحد) ذكرتني بعوان لكتاب مُعَلِّمي المهدي المنجرة والتي تُترجم بالفرنسية " On ne finit pas d apprendre" والتي تحمل معان فكرية عميقة تفيد أن الإنسان لا يتوقف عن التعلم حتى يموت . فمتى سيتعلم الوزير ومن معه أن المغرب خسر معارك القضاء والتنمية والصحة والشغل والإعلام ...؟ ومتى أنا سأتعلم "ندخل سوق راسي "؟!

وتقعيدا عليه ، فإن المناخ الوزاري والإعلامي والقضائي وفي غيرهم من القطاعات يتطلب من الشخص أن يرتدي لباسا صيفيا أو لباس الحانات مع تفضيل لباس الألوان السبعة لأنها ظاهرة مناخية فريدة ونظارة ومثيرة . كما يجب أن يكون الوزير والإعلامي والسياسي وغيرهم "مهبولين" و راقصين ومطربين وعازفين لحن " كلنا اسرائليون" لأننا لسنا في مناخ دولة بل نحن نعيش أجواء سهرات ليلية صاخبة تتخذ فيها القرارات لتعرية كل من أراد أن يحافظ على المقدسات مثل الشرف والعائلة والوطن . إن هذه الطقوس الدخيلة علينا اليوم تجعلني أطرح سؤالا واحدا : ماذا نرتدي، أم هل نتعرى نهائيا ؟

ففي الوقت الذي صرح فيه وزير مغربي (ذو توجه وهّابي في الدعاوى وليس الأدعية) أنه لا يملك القوة لمواجهة الشذوذ المناخي الذي نشر ألوانه في سماء بلدنا ، وهو ما تجلّى حقيقة في الندوة الصحفية التي أقيمت في الرباط لشاب جزائري "متقوس" عُرف بإهانته لمقدسات المغرب وضرب أهم قواعده ، لكن يبدو أن هذا المناخ جمع بين كل المتناقضات أو تواطئ الأضداد لأنه لا يُعتمل بقواعد علمية وسليمة مناسبة لموقع بلدنا تاريخيا وحاضرا ، ما يعني أنه مناخ مصطنع وتبعا لذلك فإنه سيكون مؤقتا ، لأن الأشياء سرعان ما تعود لفطرتها وطبيعتها السليمة .
إن هذا التحور شمل كل القطاعات بما فيها الصحافة ، حيث تحولت السلطة الرابعة إلى ما يشبه "الفرقة الرابعة" التي كانت تابعة لماهر الأسد . والحديث هنا عن ما يسمى بالمجلس الوطني للصحافة الذي نصب حواجزه وشرع في التشبيح ، حيث امتنع عن منح الصحافي ومدير النشر السيد حميد المهداوي بطاقة الصحافة رغم استيفاءه جميع الشروط المطلوبة ، وهذا ما يكشف عن خطورة هذا المناخ الشاذ الذي ران في بلدنا ، لكنه مؤقت فقط ، فالتغيير قادم ، والسيد حميد المهداوي صحافي يملك من الكفاءة والشعبية والشهرة والتاريخ ما لا يملكه كل من سقطت بهم السماء بعد هذا التحور المناخي.

الحكايات لم تنتهي ، فهي كثيرة منها : مخطط المغرب الأصفر ، مخطط المستعجلات والمدرسة الفضائية ، برنامج مدن الصفيح ، مخطط الفشل الصناعي ، مشروع تعميم التعرية الصحية ، مشروع تمليح مياه البحر ، مشروع صناعة اللقاح المغربي ضد فيروس ما هو مغربي ، مشروع الملاعب الكبرى على أنقاض الأحياء الصغرى والكبرى .

إن المعركة التي يجب أن نربحها أولا هي معركة أخلاقية ودستورية وقانونية وتنظيمية ، فنحن بحاجة إلى بناء دولة ومؤسسات ومواطنين في جو ديمقراطي عادل ومسؤول كما نجده في جمال سويسرا وهولندا .

في النهاية ، وحتى أحدد موقفي ، فإن معركة الكسكس والتكشيطة والزليج والوطن والمواطن والقضاء والتنمية والصحة ... ، فهي خارج اهتماماتي . كما أني بطبيعتي الواقعية لا أنتقد أو أنقص أو أبخس الناس أمورهم ، فما أهتم به هو نفسي فقط بعيدا عن أي شيء اَخر.



#المهدي_بوتمزين (هاشتاغ)       Elmahdi_Boutoumzine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اَخر الكلمات
- إليكِ في رأس السنة
- -فيلسوفي ميكافيللي الصغير-
- خريف الأيام
- الرؤية الجديدة لإعادة هيكلة التنسيقية الوطنية للأساتذة المتع ...
- مجنون ميدان
- المغرب يقود حربا إعلامية بالوكالة ضد طهران
- أخنوش إرحل... أخنوش إبق !
- إيرانوفيليا : الجمهورية الإيرانية قطب تاريخي وحضاري متميز
- اليسار واليمين على دائرة مستديرة
- الإنسانية المطلقة ونسبية الدين والتاريخ والعِرق
- متلازمة الطفل ريان
- أنا والعفريت
- عبد الإله بنكيران رجل المطافئ في حكومة عود الثقاب
- ٍالميركاتو الإنتخابي في المغرب... من هو صديق المخزن الجديد ؟
- المقاربة الأمنية لإزدواجية الجنسية لدى كوادر الدولة
- حدود و امتدادات معركة حد السيف في ضوء المواقف الأممية
- المقاربة الأمنية ضد أساتذة أفواج الكرامة تنهي دعاية حقوق الإ ...
- من صنعَ و ماذا يصنعُ حزب العدالة و التنمية المغربي ؟
- الأستاذ عبد الكبير الصوصي العلوي .. و سؤال نزاهة و راهنيَّة ...


المزيد.....




- هذا ما قاله أبو عبيدة.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بعر ...
- في أول ظهور منذ مارس.. أبو عبيدة يتحدّث عن -معركة استنزاف طو ...
- البرازيل: المحكمة العليا تفرض على الرئيس السابق بولسونارو وض ...
- أكسيوس: إسرائيل تطلب من واشنطن إقناع دول باستقبال مهجّرين من ...
- هل تستحق مشدات الخصر كل هذا العناء؟ إليك 8 آثار جانبية محتمل ...
- روسيا تحكم بالسجن على 135 متظاهرا ضد إسرائيل بداغستان
- واشنطن بوست: الديمقراطيون يجرّبون الشتائم لمواجهة تأثير ترام ...
- أردوغان لبوتين: الاشتباكات في السويداء تشكل تهديدا للمنطقة ك ...
- غاليبولي الإيطالية تستضيف -حنظلة- قبل إبحارها لكسر الحصار عن ...
- صحفي يواجه نائبا جمهوريا بتصريحاته حول إبادة وتجويع المدنيين ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي بوتمزين - ربحنا المعركة !