أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المهدي بوتمزين - من صنعَ و ماذا يصنعُ حزب العدالة و التنمية المغربي ؟















المزيد.....

من صنعَ و ماذا يصنعُ حزب العدالة و التنمية المغربي ؟


المهدي بوتمزين
كاتب مغربي

(Elmahdi Boutoumzine)


الحوار المتمدن-العدد: 6843 - 2021 / 3 / 17 - 02:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد أضحى من المتعذر حصر الجوانب السلبية و الفراغات السياسية التي ولدتها حكومة حزب العدالة و التنمية المغربي , الذي دخل في اللعبة السياسية في مرحلة استثنائية ؛ مكنته من تولي زمام تدبير الملفات بدل التنظير و الخطاب الموسيقي المؤطر بالأرضية الدينية و الثوابث السياسية القابلة لمواجهة السلطة التقليدية للمخزن , الذي استطاع تدجين كل الكيانات و الأشخاص , و قبيل انتهاء الولاية الثانية لحكومة سعد الدين العثماني ,توكد أن حزب المصباح خفت ضوءه و توهجه بعد فشله في مواجهة أحابيل السلطة المركزية التي تتحكم في كل العناصر الثابتة و المتغيرة .

العدالة و التنمية كغيره من الأحزاب السياسية المغربية التي استطاعت بلوغ رئاسة الحكومة , سرعان ما تنكفئ على خطها و تتماهى مع الواقع المفروض من جانب السلطة الأولى في البلد باعتبارها سلطة مطلقة , ضامنة ,موجهة و واحدة , تقبل بالتعددية الحزبية كدعامة و رافعة لضمان الإختيارات المتعددة بدل الركون إلى منطق الحزب الواحد أو الثنائية الحزبية التي تشكل تهديدا لحظيا و مستقبليا يصعب التحكم فيه . بالمقابل نجد أن هذه السلطة الفوقية التي هي المشرع الأول و المنفذ الأول و القاضي الأول و الشرطي الأول لا تسمح لأي شخصية سياسية أو كيان بوليتيكي أن يضاهيها في نتيجة الإستطلاع الشعبية لأفضل شخصية لهذه السنة بل لهذه الدقيقية و الثانية . فسلطة المخزن تعمل لتظل هي الركيزة الضامنة و الموئل الحافظ للحقوق و السياسات الداخلية و الخارجية , مع جعل الحكومة واجهة لتفريغ الغضب الشعبي و هذا هو المكتسب – الطامة- الرئيس و الجهوري الذي جاء من وراء دستور 2011م , حيث أعتبره دستورا وضعيا ممنوحا من الأعلى و لايعكس الإرادة الجماعية التي خرج من أجلها الشعب المغربي إبان ثورات الربيع العربي .

العلة في عدم قبولي بطرح حركة 20 فبراير و ما جاءت من أجله هو الغموض الذي يكتنف مؤسسيها أو المؤلفين الذين دعوا إلى إعلان ربيع مغربي يحمل شعار (ليسقط النظام) , حيث تهادى إلى السمع أن هذه الفئة اقتنت شققا و انخرطت في حزب سياسي و أضحت فاعلة من الداخل في اللعبة السياسية, ما يجعل أمر تصديق عفويتها أو استقلاليتها ومنواءتها لحلف المخزن أمرا ضاربا في السذاجة و العته و الغباء السياسي . إنه النسق نفسه أو الفراغ ذاته الذي سقط فيه حزب العدالة و التنمية و من قبله الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية و حزب الإستقلال الذين كانوا محلا للمداورة و المراوغة من جانب الدولة التي نجحت في عملية تقسيمهم و نخرهم من الداخل , حتى أضحى الشيوعي يحج بيت الله الحرام و الإسلامي يطبع مع الإسرائليين و يسمح بتقنين القنب الهندي , الذي سيغدو قنبا مغربيا بامتياز.

إن سلطة المخزن استغلت الحزب الإسلامي الذي كان مهمشا و مرفوضا من قبل الدولة نظرا لرواسبه و خلفيته الإسلامية , و كونه نتاج حركة التوحيد و الإصلاح التي تقبل بالعمل السياسي , من أجل مجاراة التغيرات الإقليمية الخطيرة التي أحدثتها الشعوب العربية و التي أدت إلى سقوط أنظمة استبدادية في تونس و الجزائر و مصر و ليبيا و اليمن , هذه الإنتفاضات حملت طابعا إسلاميا توج بفوز حزب النهضة التونسي بقيادة راشد الغنوشي و انتصار الإخوان المسلمين في مصر , قبل أن يبدأ محور الثورة المضادة مجابهة هذه التغيرات التي يمكن أن تقلب الطاولة على السياسية الأميركية و الغربية في المنطقة .
إن ثنائية القبول و الرفض أو تواطئ الأضداد تحكم منطق حزب الإخوان المغربي, فهو بحد ذاته كان عنصرا مساهما في انقسام حزب الحركة الشعبية , هذه الأخيرة أسست لمواجهة تمدد و فرادة حزب الإستقلال ؛ بعدما انخرط بعض أعضاء حركة التوحيد و الإصلاح في حزب الحركة الشعبية الدستورية التي أعلن ميلادها عبد الكريم الخطيب ,الرجل المقرب من القصر أو لنقل أن دوره اَنذلك يماثل ما قام به فؤاد الهمة الرجل الثاني في هرم المغرب الذي وكلت له مهمة تأسيس حزب الأصالة و المعاصرة كخطوة هدَّت ما بقي من قواعد الديمقراطية و أدخلت القصر في دوامة من الصراع و الريب مع الأحزاب السياسية حيث اعتبر الملك مناصرا لحزب الهمة باعتباره حزبا جاء من دهاليز الإيوان و الديوان , ما عجل بتغيير هيكلته و تعيين أمين عام جديد له .

بعيدا عن أي جدال بيزنطي أعتبر أن حزب المصباح لا يختلف عن باقي الأحزاب السياسية المغربية الأخرى , فجميعها ناشط في اللعبة السياسية , و لعل الفساد المستشري من قبل أعضاء الحزب الإسلامي في المجالس الجماعية و الإقليمية و الجهوية دليل على عدم نزاهة أعضائه الذين شكلوا تحالفا على أسس حزبية و عائلية تسند فيه المناصب و المكاسب داخل دائرة اللاعدالة و اللاتنمية . من جهة ثانية اتُّهم رئيس الحكومة السابق عبد الإلاه بنكيران بالعمالة لصالح البوليس المغربي لاسيما في سنوات الجمر و الرصاص ,و هو الإدعاء نفسه الذي ألقاه مؤسس و زعيم حركة الشبيبة الإسلامية الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي ضد الوزير الإسلامي مصطفى الرميد حيث اتهمه بخدمة أجهزة الشرطة و إعداد تقارير عن الحركات الإسلامية لصالح وزير الداخلية إدريس البصري ؛ حيث صرح عبد الكريم مطيع في حوار صحفي مع قناة الحوار أن حزب العدالة و التنمية لا يملك قيما و مبادئ و أسسا حزبية و سياسية غير الوصولية و مداهنة المخزن للوصول إلى السلطة ؛ فالوسيلة تبرر الغاية كمبدأ ميكافللي يحكم هذا الحزب البعيد عن النهج السياسي الإسلامي , و هذا ما يظهر من خلال البنية البشرية للحزب التي تفتقد إلى منظرين و مفكرين إسلاميين على عكس الإخوان المسلمين و حزب النهضة التونسية و حزب التحرير و غيرها من المجاميع الإسلامية . في هذا السياق ذكر زعيم الشبيبة الإسلامية أن حزب العدالة و التنمية صناعة مخزنية قام بها الملك الحسن الثاني , و أن بنكيران و إخوانه كانوا مخبرين و أعين و اَذانا للنظام ضد أعضاء الحركات الإسلامية في المغرب . وهو اتهام تتعدد جوانبه و مصادره , فبعض الحركات الإسلامية أسستها الدولة لمجابهة المد الشيوعي في الجامعات و الصالونات الأدبية و المقاهي و الإعلام و فكر المواطن .

إن التحولات المعيارية و المبدئية التي طالت فكر و نهج الحزب الإسلامي البنكيراني و العثماني يبين فقدان أية صلابة نظرية أو خلفيات و رواسب إسلامية متينة , حيث سرعان ما سقط في التبعية المطلقة للسلطة الأولى , و غدت حكومة الإسلاميين مطرقة مسلطة على القواعد الشعبية , فتحول شعار محاربة الفساد إلى محاربة المواطن البسيط و كأن هذا المواطن هو الفساد و التمساح و العفريت الذي وعد الإسلامي بنكيران و إخوانه بمحاربته . فهذه الحكومة تجرأت على ملفات عالقة لم تستطع سابقاتها مواجهتها منها الزيادة في المحروقات و اعتماد نظام المقايسة الجزئية الخاص بالمواد البترولية , حيث فرضت زيادات قدرت بدرهم على الكازوال و درهمين على البنزين , ينضاف لذلك ملف صندوق المقااصة و إصلاح نظام التقاعد , و هي إصلاحات تميزت بطابع الهدم و التدمير تحت ذريعة تقويم هيكلي يرمي لتقليص الميزانية العمومية . كل هذه الإصلاحات جاءت في ظل ملكية برلمانية و دستور جديد , فكان حزب الإخوان المغربي قربان لتمرير كل هذه المخططات التدميرية للقدرة الشرائية و الأمن الإقتصادي و الإجتماعي للمواطن المغربي و لاسيما ملف أساتذة أفواج الكرامة الذين فرض عليهم نظام تشغيل قروسطي رجعي و استبدادي .

بعيدا عن أي تحليل أو فهم ميكانيكي أو شاقولي , يمكن القول أن جميع الأحزاب لا تستطيع مخالفة إرادة المخزن و تعليماته , لكن يمكن أن نصادف استثناءات لكنها مهمشة اَنيا و لا يمكن أن تظهر حتى يكون كل مواطن مغربي متمتعا بفكر سياسي ,و يستطيع انتقاء و انتخاب الواحد من ضمن المتعدد . إنها أزمة فكر مواطني و غائلة و داهية حزبية و سياسية يعيشها المغرب على غرار الدول العربية , التي تحكمها سلط قروسطية بعيدا عن حقيقة و جوهر الديمقراطية و الدستور و الميثاق الإجتماعي .

أما عن مستقبل حزب العدالة و التنمية فيبدو أن دوره قد انتهى و لا يمكن لسعد الدين العثماني و إخوانه أن يكون أفضل من عبد الرحمان اليوسفي و عبد الله إبراهيم و غيرهم , مهما كان الأمين العام سواء كان من قطب الممانعة كما هوالشأن مع عبد الإلاه بنكيران أو من قطب المهادنة مثل سعد الدين العثماني , فكلهم عندما تنتهي الحاجة إليهم يغدون مجرد ذكريات في أرشيف المخزن أما المواطن المغربي فيعاني من الزهايمر و لا يستطيع تذكر شيئ سوى موعد السهرات و المهرجانات و كلمات الأغاني الماجنة و الركيكة و العبارات و الشعارات التي تصم اسمعنا ليلا نهارا في الإعلام الرقمي و الأرضي و المريخي من قبيل :

-المغرب أجمل بلد في العالم , فلدينا الصحراء و الجبال و البحار و السماء و السمك و التبن ... ؛
-الجزائر تهدد أمن بلدنا و تنهب خيراتنا و أموالنا و ملابسنا و جواربنا و كلاب الشوارع و شواهد القبور ... ؛
-المغرب هو شرطي العالم في محاربة الإرهاب , فلقد ألقت الشرطة التي تتوارى خلف القناع لكي لا تضربها العين البشرية ؛ على ملتحي يرتدي سروالا قندريسيا و طاربوشا مغربيا كان يخفي هويته الإرهابية خلف عِشقه و ولعه للطرب الأندلسي و العيطة , و كان يمول الإرهاب بأموال الغرامة كما يرسل حلويات الإحتفالات و الأعراس إلى مناطق التوتر في المعدة عفوا الشيشان و قندهار ؛



#المهدي_بوتمزين (هاشتاغ)       Elmahdi_Boutoumzine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأستاذ عبد الكبير الصوصي العلوي .. و سؤال نزاهة و راهنيَّة ...
- مدخل إلى المنطلقات الإصلاحية الوطنية الكبرى
- «تنظيم الدولة» واستراتجية بناء القوة اللامركزية الجديدة
- الفكر الخميني ميثاق للوحدة الدنيوية و الوحدانية الدينية
- الأساتذة الوطنيون : الإدماج أو الطوفان
- «القهر» كمفهوم أساسي في السياسة الداخلية للدول العربية
- أكاديمية أبو غريب للبحوث الحيوانية
- التطبيع مع العِبرية في اليوم العالمي للغة العربية
- المغرب يتحدث لغة الواقع التوافقي في صفقة القرن
- برقية عاجلة إلى مغاربة تندوف
- سهام المقريني في ميزان العدالة المغربية
- شارلي ايبدو : حرية التعبير أم حرية التدمير
- عبد السلام ياسين من البودشيشية إلى الياسينية
- غيفارية تندوف و سياسة الرباط
- إحاطة بمهنة التعليم لمن غابت عنه حقيقة التدريس
- أي بناء للرأسمال البشري في الدول العربية – المغرب نموذج - ؟
- المملكة المغربية تحاور إسرائيل حضاريا
- الدولة تسابق الزمن لبناء الوعي الجماعي
- الدول المتخلفة في مواجهة كوفيد-19 بالمدرَّعات
- الوطنية و الوثنية في العقد الإجتماعي


المزيد.....




- بوتين.. البدايات والموقف من الإسلام والقضية الفلسطينية
- -لن يوجد يهودي آمن حتى يصبح الجميع آمنا-
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب 3 أهداف في الأراضي المحتلة ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تشن 6 هجمات بالطيران المسير وصا ...
- شاهد.. رجل يطلق النار على كاهن أثناء خطبته في إحدى الكنائس ا ...
- بعد رد حماس .. -عودة الروح- لمفاوضات الهدنة وإطلاق الرهائن؟ ...
- “شوف جايزتك قد ايه”.. إعلان مشيخة الأزهر عن نتيجة مسابقة شيخ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا منصة لوياثان الغازي ...
- المقاومة الاسلامية في العراق.. صواريخ -الأرقب- تدك ميناء عسق ...
- ولاية بنسلفانيا.. رجل يعتدي على قس في الكنيسة والعثور على جث ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المهدي بوتمزين - من صنعَ و ماذا يصنعُ حزب العدالة و التنمية المغربي ؟