أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - المهدي بوتمزين - «تنظيم الدولة» واستراتجية بناء القوة اللامركزية الجديدة















المزيد.....

«تنظيم الدولة» واستراتجية بناء القوة اللامركزية الجديدة


المهدي بوتمزين
كاتب مغربي

(Elmahdi Boutoumzine)


الحوار المتمدن-العدد: 6803 - 2021 / 2 / 1 - 16:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تتأرجح مواقف المختصين و الباحثين في شؤون الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط و الساحة الإفريقية, بين من يتوقع انهيار معسكر داعش نهائيا بعد انحساره في نقاط ضيقة موزعة على مناطق جغرافية مترامية الأطراف قاريا , و نقيضه الذي يبني تصوره على الحالة التاريخية و المناولة السابقة , التي تبرهن على ديمومة الخطر الإرهابي و انسيابه و قدرته على التكيف مع الأزمات و الحصار و الخطر في الزمان و المكان , دون حاجة إلى وسط تمكين محدد أو بنية تنظيمية قارة و ثابتة .

لقد فقد تنظيم الدولة خارطة تمكين وارفة في العراق و الشام و ما استتبع ذلك من انهيار لقوته التنظيمية و البنيوية و الهيكلية عسكريا و اقتصاديا و حتى إعلاميا , ما أدى إلى تشرذم إداراته و كوادره , و لعل ذلك هو السبب الأبرز الذي أدى إلى قتل العديد من قيادات الصف الأول و على رأسها زعيمه السابق أبو بكر البغدادي , الذي تمت تصفيته من مسافة صفر في محافظة إدلب شمال غربي سوريا , التي كانت تحت سيطرة تركيا و جبهة فتح الشام , و هي العملية التي لم يكن من الممكن تنفيذها , على الأقل بنفس أسلوب العمل و التنفيذ , في ظل الحكومة المركزية لتنظيم الدولة التي كانت سائدة في العراق بعيد إعلان قيام أبو بكر البغدادي قيام الخلافة من على منبر الجامع الكبير بمدينة الموصل العراقية .

إن الجغرافيا عامل حاسم في قوة المجاميع المسلحة , فكلما ساد تنظيم معين على مدينة مأهولة كلما قل احتمال القضاء عليه و زاد بالمقابل زمن تنفيذ مخطط التصفية , لأن هذه التنظيمات تكون على دراية واسعة بالتضاريس , و المألوف أن الأرض تحارب مع صاحبها , كما يتم استغلال السكان كدروع بشرية للإحتماء من القصف المباشر بواسطة الطيران أو المشاة أو تمويه الفرق المتقدمة المغيرة , و تنفيذ عمليات انتحارية ضدها .

بعد انسحاب داعش بنسبة كبيرة من العراق والشام و ما تحمله هاتين الدولتين من مكانة استراتجية في فكر التنظيم , الذي بلور إسمه بناء عليهما , فقد حافظ على حضوره من خلال العمليات التي تنفذها عناصر ولاية العراق و الشام , و بالمقابل مازالت العمليات العسكرية و الإستخباراتية للقوات العراقية مستمرة , ما يعني أن تنظيم الدولة مازال حاضرا في بلاد الشام و بلاد الرافدين . إن مجموع العمليات التي تباشرها عناصر داعش من الذئاب المنفردة و الخلايا النائمة و الجماعات المبايعة , كما تنقلها وسائل الميديا التابعة له , مثل صحيفة النبأ ,مؤسسة الفرقان, مؤسسة أجناد … , ينضاف لذلك حجم التواصل الكثيف الذي يغطي كل وسائل التواصل الإجتماعي و الشبكة العنكبوتية و بلغات عدة , يسعى من خلالها التنظيم إلى التسلل إلى عواطف الأفراد و لاسيما القاصرين منهم , للتأثير عليهم و إيقاعهم في شباكه و شراكه العويصة البداية و النهاية .

الملاحظ أن التنظيم تمكن من التمدد إلى الساحة الإفريقية , لاسيما في الغرب و الوسط منها , و هو بذلك يخلق بيئة جديدة للعمل الجهادي الهدف منها تلافي قوة ضربات التحالف الدولي المركزة و تشتيتها , و الرفع من مستوى الإستقطاب , مستغلا بذلك ضعف الإدارة العسكرية و الإستخباراتية للعديد من الدول الإفريقية .إن العديد من دول القارة السمراء ليست على استعداد لمجابهة الخطر الجهادي , لاسيما دولة إفريقيا الوسطى مثلا , التي لا يتعدى تعداد جيشها حوالي 6000 جندي دون أن تتوفر على أية طائرات حربية , و هي تشهد حربا طائفية بين المسلمين و المسيحيين كما يدل على ذلك حجم العنف الذي قادته ميليشيات « سيليكا » , و هو الضعف العسكري كما النزعة الطائفية و العرقية نفسها تسري على الغابون و مجموعة من الدول الإفريقية الأخرى .

التنظيم حاليا يمارس نشاطه الجهادي بشكل مكثف في نيجيريا و الموزمبيق و هو يهدد الأمن القومي لدولة الزيمبابوي و أنغولا و ناميمبيا . و هو تخوف مشروع لأن قوة التنظيم تظهر جليا من خلال عملياته الجريئة التي تستهدف الثكنات العسكرية و الموانئ و المدن الإستراتجية و اقتحام السجون , وهو بذلك يحقق انتصارات عسكرية كبيرة , مستفيدا من الغنائم و التوسع الجغرافي و الروح المتفائلة المنتشية بالإنتصارات أو الفتوحات و النصر و التمكين بتعبير أدق .إن تنظيم الدولة مازال يحافظ على وجوده في منطقة الشرق الأوسط , حيث أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الخميس الماضي ، مقتل والي تنظيم "داعش" في العراق المكنى أبو ياسر العيساوي .

إلى جانب القوة الميدانية لتنظيم الدولة , فهو يملك إدارة إعلامية جد متطورة , ساهمت في عملية التجنيد و الإستقطاب و الجذب و التأثير على مستوى العالم , بما يمكن وصفه بعولمة الجهاد الشرق أوسطي , حيث أحبطت الوكالات الإستخباراتية الأميركية في الأيام القليلة الماضية , عملية إرهابية تضاهي في حجم الخطر المتوقع أحداث 11 من أيلول 2001 م , حيث استطاع تنظيم داعش غسل دماغ جندي أميركي , هذا الأخير اعتاد تسريب المعلومات بشكل دؤوب لصالح تنظيم الدولة , و التي تهم التحركات و القواعد العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط . كما أن أحد قادة التنظيم السابقين المكنى ب ”أبو عمر الشيشاني” كان ضابطا في جهاز مكافحة الإرهاب الروسي , لكنه تأثر بأطروحة الجهاد , و هي تحولات نفسية مفهومة على المستوى العلمي و الطبيعي ,و التي يقع فيها العملاء و الجواسيس و الجنود و حتى الجلاَّديين و السجَّانيين .

خلال العمليات العسكرية للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش , استطاع هذا الأخير إسقاط طائرة عسكرية للطيار الأردني معاذ الكساسبة , الذي تعرض لعملية إعدام بالحرق , أراد من خلالها تنظيم داعش نهج سياسة “الصدمة و الترويع “, لتحقيق ردع عام , لعل التحالف يتراجع عن عملياته العسكرية خاصة الجوية. و هي البروفة أو العرض الإعلامي الذي وُصف بالهوليودي , نظرا للكم الهائل من التأثيرات البصرية و السمعية الموجودة في الشريط , و التي تبتغي ثني العرب و المسلمين عن الإنخراط في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن .

إن تنظيم الدولة اَنيا مازال على أرض المعركة يخوض حروبا على عدة جبهات , ولاية خراسان , ولاية سيناء , ولاية العراق , ولاية الشام , ولاية باكستان , ولاية غرب إفريقيا و ولاية وسط إفريقيا , كما أنه لم يتأثر بمقتل قادته البارزين لاسيما زعيمه الأول أبو بكر البغدادي , و إن تعيينه لخليفة جديد و هو ” أبو إبراهيم الهاشمي القرشي” دون أن يقوم الزعيم الجديد بأية عروض إعلامية , لدليل على أن بنية التنظيم الداخلية متراصة و متينة , رغم أنه فقد الجغرافيا المركزية في العراق .

الفرضيات التي تخص عدم الظهور الإعلامي لأبو إبراهيم الهاشمي القرشي يمكن أن نفهمها في الإحتمالات التالية :

– التنظيم مازال يعمل على تصفية صفوفه من العملاء الذين ساهموا في الكشف عن قادة الصف الأول مما أدى إلى مقتلهم ؛
– تنظيم الدولة يخشى اغتيال القائد الجديد في فترة ليست بالبعيدة عن مقتل سالفه , و هو بذلك يمهد الأرضية الأمنية اللازمة لظهور الزعيم الحالي , و هذا يحتاج لأرض تمكين كما كان في العراق . و إذا لم يستطع التنظيم فرض سيادته الكاملة على مساحة كبيرة اَهلة , فإنه سيكون ملزما بتقديم أبو إبراهيم القرشي , الذي سيعرض استراتجية العمل الخاصة به ؛
– قد يعزى غياب الزعيم الحالي عن المشهد الإعلامي إلى إرادة التنظيم في إعادة ترتيب الأوراق و توزيع الأدوار وفق الرؤية التي يحملها أبو إبراهيم القرشي , من خلال تعيين ولاة و قادة جدد أكثر ولاء و ثقة له , عطفا على صياغة منهجية عمل تراعي المستجدات الميدانية , و خاصة أن الساحة الإفريقية و الأسيوية تختلف كثيرا عن العراق و الشام , خاصة في مسألة الإستقطاب .

المعطى الخطير في الجغرافيا الإفريقية هو فرضية تراجع أبو إبراهيم القرشي عن الإنشقاق الذي قاده سلفه عن تنظيم القاعدة , حيث أن أي تحالف بين تنظيم داعش و القاعدة ,هو إيذان لإعلان مرحلة جهادية أكثر خطورة , ستجعل من أسلوب العمل الخاص بالتحالف الدولي هو القيام بحرب مباشرة من مسافة صفر , ما يعني تحقق إرادة الجماعات الجهاية في دفع الدول الغربية إلى إنزال جنودها على أرض المعركة , و هي خطوة تعتبرها بعض الجماعات تحققا لنبوءة نزول الروم في دابق , و هي مرحلة جهاد مستقبلية يسميها اليهود ب ”هرمجدون ” .



#المهدي_بوتمزين (هاشتاغ)       Elmahdi_Boutoumzine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر الخميني ميثاق للوحدة الدنيوية و الوحدانية الدينية
- الأساتذة الوطنيون : الإدماج أو الطوفان
- «القهر» كمفهوم أساسي في السياسة الداخلية للدول العربية
- أكاديمية أبو غريب للبحوث الحيوانية
- التطبيع مع العِبرية في اليوم العالمي للغة العربية
- المغرب يتحدث لغة الواقع التوافقي في صفقة القرن
- برقية عاجلة إلى مغاربة تندوف
- سهام المقريني في ميزان العدالة المغربية
- شارلي ايبدو : حرية التعبير أم حرية التدمير
- عبد السلام ياسين من البودشيشية إلى الياسينية
- غيفارية تندوف و سياسة الرباط
- إحاطة بمهنة التعليم لمن غابت عنه حقيقة التدريس
- أي بناء للرأسمال البشري في الدول العربية – المغرب نموذج - ؟
- المملكة المغربية تحاور إسرائيل حضاريا
- الدولة تسابق الزمن لبناء الوعي الجماعي
- الدول المتخلفة في مواجهة كوفيد-19 بالمدرَّعات
- الوطنية و الوثنية في العقد الإجتماعي
- المهدي المنجرة و اشكالية العالم العربي
- البروليتاريا تنتفض في يومها العالمي ضد جائحة الرأسمالية


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - المهدي بوتمزين - «تنظيم الدولة» واستراتجية بناء القوة اللامركزية الجديدة