أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - المهدي بوتمزين - أكاديمية أبو غريب للبحوث الحيوانية















المزيد.....

أكاديمية أبو غريب للبحوث الحيوانية


المهدي بوتمزين
كاتب مغربي

(Elmahdi Boutoumzine)


الحوار المتمدن-العدد: 6772 - 2020 / 12 / 27 - 18:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يبقى للأستاذ عبد الباري عطوان حق السبق في إستعمال عبارة أكاديمية بوكا , حينما وسم منشأة فريدي سابقا ؛ بالمُجمَّع المنتج للتطرف و المدرسة التي فشلت في إحتواء مد التطرف و الإرهاب . و هي نفس الزاوية التي نرى منها جوهر و ماهية سجن أبو غريب , الذي أساء لتاريخ العراق الحديث .
انتشرت فضيحة سجن أبو غريب في 28 نيسان 2004 , عندما خرجت للعلن؛ بناء على خطأ في حفظ الأسرار, صور إلتقطها الجندي الأمريكي جيرمي سايفيتس بمعية جنود اَخرين , حيث أظهرت حجم الإرهاب الغربي و الإجرام المرضي و الجنون الأخلاقي بحق السجناء العراقيين المدنيين الأبرياء , و من بينهم نساء و أطفال .

لقد تعددت أساليب التعذيب النفسي و الجسدي ما خلف اَثارا جسيمة في نفوس الضحايا و عائلاتهم , و نكس علم العراق الذي فقد سيادته و أمنه , و أضحى تحت الحذاء الأميركي و الغربي . من بين عروض التنكيل و فنون التعذيب و أساليب الإهانة , تعرض السجناء للضرب على الرأس المفضي إلى الموت , و تجريدهم من الملابس و تركهم لساعات و أيام في غرف ترتفع درجة حرارتها أو تنخفض من خلال التحكم فيها , و الإعتداء الجنسي على الأطفال و الرجال و النساء , حيث كان يتم إغتصاب النساء أمام أزواجهم و الأطفال أمام أبائهم , و هذه هي الديمقراطية الغربية التي تصدرها واشنطن إلى بلدان العالم العربي, كما رفعتها العديد من القنوات و الصحف و التسريبات التي تمت من داخل واشنطن نفسها .

إن أوكار و سجون الأنظمة العربية لا تقل إجراما عن المرجعية البوليسية الأميركية , لكن البون بينهما يتجلى في أمور عدة . فأميركا بلد ديمقراطي داخليا , لكنها تمارس تشبيحا إستراتجيا رهيبا خارج حدودها . أما الدول العربية فتمتهن البلطجة و الإرهاب في الداخل , و تذعن للسياسة الأميركية و تقبل بكل شروطها و أوامرها . إن الأنظمة العربية وريثة الإستعمار القديم , و هي أدوات تستعمل لإكمال مخططات التصفية و تنزيل مضامين إتفاقية سايكس - بيكو و مؤتمر برلين 1884 م .

لقد إتخذت واشنطن من أحداث 11 سبتمبر 2001 م , ذريعة للدخول في حربها الإنجيلية المقدسة , لتقويض دول عربية على رأسها العراق و سوريا , حيث دُمر فيها البشر و الحجر و الشجر و تم إنهاء معالم حضارة عمَّرت لقرون طويلة , ما يعتبر جريمة ضد الإنسانية و التاريخ .

بعد الحملة العسكرية الغربية ضد العراق و أفغانستان , و أمام حجم الإعتداءات التي طالت المواطنين,برزت حركات مسلحة أعلنت أن هدفها تحرير الأرض من المحتل الأميركي , فبدأ البيت الأبيض حربا سيمانتيكية و إعلامية واسعة , حيث وصف مجاميع المقاومين بالإرهابين , و هذا ما كان سيصرح به في حربه في الفيتنام وديمقراطيته التي أبادت مدينتي هيروشيما و نكازاكي . الإعلام العربي لم يخالف الإرادة الأميركية , حيث أطلق العنان للتجني و تلفيق التهم للمدنيين الذين يدافعون على أنفسهم, و اعتبر أن واشنطن ضحية تاَمر الجماعات المدنية الفقيرة التي ترفض أن تكون حيوانات تجارب في مختبرات الغرب . إن هذه المجاميع هي الفئة التي مازلت تملك مناعة طبيعية ضد الإستعمار و العبودية الحديثة . أما الأنظمة العربية بجيوشها و استخباراتها و أحزابها السياسية , فتظل بيادق بيد العم سام و حلفاءه .

إن حجم الجرائم التي ارتكبت في العراق وحده , تكفي لإدانة كل المتدخلين في سيادة هذا البلد العربي , الذي تم دكُّه بذرائع واهية , حينما زعمت أميركا أن العراق يحوز أسلحة دمار شامل , ثم تبين بعد ذلك أنه وقع خطأ في تقدير الأدلة و فراغات في تحليل المعطيات , ولم تعتذر واشنطن عن تدخلها الماغولي الذي أباد الأخضر و اليابس في بلاد النفط و الحضارة و التاريخ و العلوم و المعارف . إن غياب إستقلال حقيقي للدول العربية هو المعطى الذي منح الغرب الحق للتدخل في الشؤون الداخلية , ما أدى إلى غياب نمط حياة و إدارة وطنية مستقلة , حيث أصبحت الأنظمة العربية تحارب كل شيئ لا يسير على هوى الغرب و لا يلائم نمط عيشه. فالتواطئ الكبير الحاصل بين الكمبرادورية الداخلية و الدول الأجنبية ساهم في وأد أسس القبيلة و إرث الثقافة العربية و هدَّ القيم الدينية و حال دون قيام نهضة إسلامية أو تحقيق وحدة عربية .

لقد أضحى من المتعذر إخفاء معالم الحرب الباردة الأحادية الجانب, و هو الجانب الغربي, ضد كل ما هو إسلامي و عربي , حيث استُهدفت العراق التي كانت قوة عربية كبرى, ثم نعيش اليوم حربا أنهكت سوريا , حيث يتلاعب الغرب بأوراقه , ليطيل من مدة الحرب , حتى تدمر سوريا بأيدي السوريين , و هذا جيل جديد من الحروب , و في المحصلة ستأخذ إسرائيل الجولان و ستقدم الأراضي الجغرافية الباقية لمن يدخل في بيت الطاعة الصهيو- أميركية . و الأدهى في الأمر أن العرب مازالو يعقِدون الأمل على إجتماعات مجلس الأمن و الأمم المتحدة لإيجاد تسوية للقضايا العربية . إن كل ما يقع اليوم في العالم العربي هو تمهيد لقيام شرق أوسط جديد و مغرب عربي مكون من دويلات صغيرة لا تجمع بينها تحالفات أبدا , حيث ستكون كل دويلة تابعة لدولة غربية , فعودة العرب لإحتلال شبه جزيرة أيبيريا سيغدو أمرا مستحيل التحقق حتى على خشبات المسرح , التي ستمنعها حرية التعبير و التمثيل الغربية من تجسيد مشاهد مسرحية أو بروفات تحاكي الزمان الأموي في الأندلس و لا ريب في أن الذاكرة العربية ستفقد تحت الضغط الحاضر؛ تاريخ طارق بن زياد و موسى بن نصير .

إن التاريخ ليس طاهرا من التوسعات الإمبريالية و الغزو الأجنبي للدول , فإلى زمن قريب كانت جيوش النازيين في باريس , لكن التاريخ نفسه ليس معيارا مفصليا أو مرجعا يمكن الإستناد عليه لتبرير الإعتداءات و الحروب . فالمنتظم الدولي استطاع صياغة مفاهيم قانونية و إيجاد مؤسسات دولية كالمحكمة الدولية و مجلس الأمن للفصل في النزاعات , لكن اَلية إشتغالهما تشوبها غموضات كثيرة , تنذر بمصيرهما الذي يشبه عصبة الأمم .

فالولايات المتحدة الأميركية تحاول إخضاع العالم لهيمنتها و هي تعتمد في ذلك على أساليب حادة ,منها على سبيل المثال العقوبات الاقتصادية التي تستهدف اَنيا إيران , و هي أعمال ترقى لمستوى الجرائم ضد الإنسانية .

إن المجتمع الدولي مطالب اليوم بتعزيز مقتضيات حماية المدنيين أثناء الحرب , فالأرقام التي تنشر عن عدد المدنيين ضحايا التعذيب و الحروب , لا تمثل إلا الإجرام الشرعي أو الظاهر , وفي المقابل فإن الإجرام الفعلي أو الرقم الأسود سيكون صادما بالفعل . ولا فرق في ذلك بين أن يرتكب عن هذه الأفعال أفراد أو جماعات أو دول , فالإرهاب واحد متى توفر ركناه المادي و المعنوي و هذا ما يفرض دعم السلوك الإيجابي و الإشراط الإجرائي أو الإستثابي . أما أن تقدم واشنطن نفسها كضحية للإرهاب فهذه مداروة و أحابيل ميديائية , تجتر معها ماكيناتها و أدواتها العربية .



#المهدي_بوتمزين (هاشتاغ)       Elmahdi_Boutoumzine#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطبيع مع العِبرية في اليوم العالمي للغة العربية
- المغرب يتحدث لغة الواقع التوافقي في صفقة القرن
- برقية عاجلة إلى مغاربة تندوف
- سهام المقريني في ميزان العدالة المغربية
- شارلي ايبدو : حرية التعبير أم حرية التدمير
- عبد السلام ياسين من البودشيشية إلى الياسينية
- غيفارية تندوف و سياسة الرباط
- إحاطة بمهنة التعليم لمن غابت عنه حقيقة التدريس
- أي بناء للرأسمال البشري في الدول العربية – المغرب نموذج - ؟
- المملكة المغربية تحاور إسرائيل حضاريا
- الدولة تسابق الزمن لبناء الوعي الجماعي
- الدول المتخلفة في مواجهة كوفيد-19 بالمدرَّعات
- الوطنية و الوثنية في العقد الإجتماعي
- المهدي المنجرة و اشكالية العالم العربي
- البروليتاريا تنتفض في يومها العالمي ضد جائحة الرأسمالية


المزيد.....




- فيديو لدخان يتصاعد من طائرة ركاب أمريكية بعد إقلاعها من لاس ...
- ترامب من قمة الناتو: قد نتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وبوتين ...
- بلغاريا: الفهد الأسود لا يزال طليقًا بعد ستة أيام من البحث ا ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فمن هو الخاسر إذن؟
- -يوم صعب وحزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة ...
- من الانقلاب إلى العقوبات.. محطات العداء بين طهران وواشنطن
- ماذا نعرف عن مصير اليورانيوم المخصب لدى إيران بعد الضربات ال ...
- مخزية ودنيئة.. إيران ترد على إشادة أمين عام الناتو بالضربات ...
- خسائر الاحتلال بغزة تزيد الضغوط على نتنياهو لوقف الحرب
- هل انتهت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران؟ وما مكاسب كل طرف ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - المهدي بوتمزين - أكاديمية أبو غريب للبحوث الحيوانية