أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - عمن لم يبدلوا جلودهم: شهادة على زيف أبوة الثورة لدى بعضهم














المزيد.....

عمن لم يبدلوا جلودهم: شهادة على زيف أبوة الثورة لدى بعضهم


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8389 - 2025 / 6 / 30 - 08:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بيان نيسان والنسيان: تواقيع بالدم لا بالحبر

انطلقت الثورة السورية في آذار 2011، ببوصلة واضحة: الحرية، الكرامة، و"القطع" مع منظومة الاستبداد. عندما لم تكن قد انحرفت بوصلتها و استُهلكت بالولاءات والتمويلات بعد، ولم تتحول إلى مجردصورة تستعيد صورة السلطة، تحاكيها في القمع والعنف والاستحواذ.

في نيسان من العام نفسه، أُطلقت مبادرة لبيان يعلنه الصحفيون والكتّاب السوريون، يعلنون فيه موقفهم من الثورة السورية السلمية، ويتبرؤون من النقابات الرسمية التي وقفت مع النظام، ويعلنون استقالتهم منها.
وقفت كسواي من أصحاب الموقف مع تلك المبادرة، التي أطلقها الصديق حسام، المسيحي، السرياني، العربي، الكردي، المسلم، السوري، بمساعدة حسين جمو، الكردي. كلاهما كانا مستقلين، معارضين آنذاك.


أشرف حسام وحسين على جمع ثلثي التواقيع، بينما جمعتُ أنا الثلث الباقي، من مختلف الطيف السوري، من الداخل والخارج، من كرد، وعرب، وسريان، وأرمن، وإيزيديين. تواقيع بالدم لا بالحبر.

بادر بعضهم ووقّع متحديًا، كما فعل فرحان مطر من داخل سوريا، متحديًا آلة القمع، غير عابئ بما قد يكلّفه الموقف. اعتذر آخرون، وعاتبنا بعضهم لأننا لم نعلمهم. هكذا وُلد أول موقف مبدئي ثقافي سوري رسمي للكتّاب في لحظة كان فيها القتل مبكرًا، والمجازفة أثقل من القلم.

وبعيدًا عن هذا البيان، فإننا كمثقفين كرد في رابطة الكتّاب والصحفيين الكرد في سوريا- آنذاك- استطعنا أن نلتقي على كلمة سواء، من دون أية تبعية لأحد، خصوصًا مع دخول تركيا، وقطر، وظهور أول المرتزقة الذين ظنوا أن الثورة غنيمة. كما وجاء التمويل الأممي، وفقد كثيرون بوصلتهم. امتحانات كثيرة مرت، وبات الافتراق قدرًا.

ظهر من حاربوا الكرد بذريعة "قسد"، تلك التي حررت مع البيشمركة شعوب المنطقة ومنهم أهلهم، فيما كان لأمثالي موقفنا النقدي الصارم من الأوصياء الأغراب الذين يهيمنون عليها في مكاننا. كنا نحن على قوائم الاستهداف لدى من هم وراء "قسد"، كما كنا مستهدفين من قبل عنصريي وطائفيي الحالة الجديدة. فلم نبالِ. ولم نحسب موقفًا إلا بميزان الضمير، دفاعًا عن شعب مظلوم، بلد مظلوم، في وجه منظومة حاكمة مجرمة، متسلحة بالبعث وبطش المخابرات.

منذ اللحظة الأولى، كانت بيانات رابطة الكتّاب والصحفيين الكرد في سوريا- التي ستصبح لاحقًا في العام ٢٠١٦ الاتحاد العام للكتّاب والصحفيين الكرد في سوريا - شعلة ومنارة، برأي كل منصف، في وجه الانتهاكات وجرائم النظام.

تأسست هذه الرابطة قبل الثورة السورية ببضع سنوات، وتحديدا في نيسان 2004، انطلقت في فضاء الانتفاضة الكردية، نظرا لضرورتها، وكانت المؤسسة الوحيدة الخاصة بحملة الأقلام في الداخل السوري التي واجهت النظام قبل الثورة بسنوات، ووقفت أولًا مع الثورة علنًا قبل ولادة الرابطتين السوريتين: الكتاب والصحفيين، و أية منظمة مماثلة مستقلة لها أو لهما، على مستوى سوريا كلها. ويمكن مراجعة أول بياناتها، وهي موثقة.

رشحتُ أسماء ثلث المئة الأوائل في رابطة الكتّاب السوريين ورابطة الصحفيين السوريين، وأشرت إلى ذلك منذ أول التأسيس. من عملنا معًا في الرابطتين، كانوا من خيرة حملة الأقلام السوريين، وإن اختلفنا لاحقًا في بعض الأمور.

أرمي مثل هذا الموقف المضيء في وجوه من يسيئون إليها اليوم وإلى أحرارها، ممن لم يكن لهم صوت عندما واجهنا الاستبداد، سلمياً بكل ما لدينا، تمامًا كما الأحزاب الكردية التاريخية الميدانية، التي كان لها مثل هذا الخيار منذ تأسيسها 1957، وبات يُساء إليها، امتدادًا لثقافة النظام الساقط، بينما كان "بعض" المسيئين من هؤلاء المثقفين في صفه، ثم ما لبثوا أن ارتدوا ثياب الثوار دون أن يتخلوا عن ملامح الولاء الأولى.

أتذكّر أن تلفزيون "العربية" في دبي ألغى مداخلة لي، بدعوى أن السفير السوري في الإمارات تدخل شخصيًا لمنع أي حديث عن انتفاضة قامشلي ضد النظام. أكد لي هذا مسؤول في القناة، التقيته عام 2008، برفقة الصديق أحمد نعسو، الذي كان وراء ترشيح اسمي والشهيد مشعل التمو للمداخلة. أُلغيت المشاركة، وأُفسح المجال لمن يرى الكرد غوغاء دخلاء، مدفوعين بغريزة القطيع، بينما القاتل- كالعادة- بريء، طليق، له الشاشة والصدى.

لسنا من أولئك الذين بدّلوا جلودهم، كلما تبدلت الألوان أو تغيّرت المعسكرات. لم نهادن النظام، ولم نعتش على موائد الغزاة الجدد، ونقولها بتحد. كنا معابر حتى لبعض السوريين إلى مؤسسات الثورة، منها رابطة الكتّاب السوريين أو الصحفيين، بعد استحالة قبول بعضهم نتيجة مواقف ماقبل الثورة منهم. أقول بعضهم- وكانت تقويمات بينية لا شأن لنا بها، ووقفنا في مواجهتها، انطلاقًا من مقولة "الثورة تجب ما قبلها". فلم ننتظر مكافأة، ولم نحتج إذنًا كي نؤكد كرديتنا أو سوريتنا.

سنظل أوفياء لكرديتنا، ولسوريتنا التي لا تُقاس بمعايير الطارئين على القيم. لا ننتظر من أحد شهادة، ولا نخشى من أحد إسقاطًا. نقول كلمتنا، نحن الكرد، ونحن السوريين. إن رآنا بعضهم دخلاء، فلنا خطابنا، ولنا ما نقول.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ سعيد بيران في مئوية ثورته وإعدامه: مقاربة لدحض الرواية ...
- عودة فلول الإرهاب إلى البلد الخراب
- المسيح الذي صلب في الدويلعة!
- -طفل إبسن- في بلاد اللحى: من قال لا؟
- عندما تصير الأغنية وزارتي ثقافة ودفاع الأغنية توأم جبال الكر ...
- الشرق الأوسط الكبير: لماذا لا تكون المبادرات داخلية بدلًا عن ...
- هل بدأ العد التنازلي لفاتحة حربٍ عالمية ثالثة؟ أنباء عن استخ ...
- أما آن للعالم أن يطوي حقبة الحروب؟ الطغاة يدفعون الأبرياء إل ...
- جمهورية مهاباد في ذكراها التاسعة والسبعين: تساقط أضلاع مربع ...
- إيران: من ثورة الكاسيت الثورة إلى إمبراطورية المشانق- حضارة ...
- إيران: من ثورة الكاسيت الثورة إلى إمبراطورية المشانق القمع- ...
- الثورة السورية: تطهير الاسم قبل إعادة البناء
- نداء من أجل حسين هرموش
- التمثيل والكتابة والضجيج: عن موت القراءة وغياب المرجعيات!
- الفيدرالية السورية من عفوية التفكك إلى ضرورة التنظيم
- الاتحاد الديمقراطي: فرصة تاريخية لتصحيح المسار ب. ي. د، ما ل ...
- تجنيس الإرهاب ووطنية المثقف الكردي
- وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ النقد اليومي: هَلْ نَحْنُ هُوَاةُ أَذَى ...
- نغوجي واثيونغو حين كتب بلغته كي لا يُمحى شعبه... دروس لكردست ...
- خطر الأدوات التركية في سوريا الإيغور نموذجًا بين الخطة الأرد ...


المزيد.....




- ملامح متشابهة وجمال مختلف..نجمات الثمانينيات وبناتهنّ
- لمنعهم من الهروب.. صور لتماسيح بقبعات إدارة الهجرة الأمريكية ...
- استغرقت واحدة منها 249 ساعة من العمل..إطلالات دوا ليبا في جو ...
- مصر.. وزير الخارجية يكشف عن -مصادر قلق بلاده- من الوضع في سو ...
- ترامب يكشف إن كان يتحدث مع الإيرانيين منذ مهاجمة منشآتهم الن ...
- جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان عن خطة -السلام الشامل- في الشر ...
- تقرير عن -طلب- الجيش الإسرائيلي إنهاء الحرب أو احتلال غزة با ...
- ترامب يواجه تآكلًا في دعم قاعدته الانتخابية بعد الضربات الجو ...
- يورو 2025 للسيدات في سويسرا ـ ترقب لصراع كبار أوروبا
- موجة ترحيل جماعي... أكثر من 230 ألف مهاجر أفغاني غادروا إيرا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - عمن لم يبدلوا جلودهم: شهادة على زيف أبوة الثورة لدى بعضهم