أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - الاتحاد الديمقراطي: فرصة تاريخية لتصحيح المسار ب. ي. د، ما له وما عليه… من الهيمنة إلى التراجع الممكن!














المزيد.....

الاتحاد الديمقراطي: فرصة تاريخية لتصحيح المسار ب. ي. د، ما له وما عليه… من الهيمنة إلى التراجع الممكن!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8366 - 2025 / 6 / 7 - 07:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاتحاد الديمقراطي: فرصة تاريخية لتصحيح المسار
ب. ي. د، ما له وما عليه… من الهيمنة إلى التراجع الممكن!
مشروع المانيفست الأول
لا يمكن لأي باحث منصف أن يغضّ الطرف عن المأساة المتواصلة التي يعيشها الكرد في سوريا منذ أكثر من قرن، خصوصاً بعد تقويض نواة ومشروع كيانهم الإداري عقب اتفاقية سايكس بيكو "1916" ثم لوزان "1923". وإذا كانت الحكومات المتعاقبة على دمشق قد استباحت الكرد وجوداً وحقوقاً وهويةً، فإنّ مرحلة ما بعد 2011 شهدت تمظهراً جديداً للهيمنة، هذه المرة من الداخل، تمثل في فرض بعض كوادر حزب العمال الكردستاني أنفسهم على القرار الكردي في سوريا، من خلال ذراعهم العسكري والسياسي، وبتجاوز لإرادة كرد سوريا.
لقد تمكّن بعض هؤلاء الكوادر، أصحاب الأجندة الضيقة، لا حزب الاتحاد الديمقراطي ذاته كإطار كردي سوري مأمول، من احتكار القرار الكردي، مستفيدين من فراغ السلطة، وسند عسكري دولي مسوغ آنذاك في سياق الحرب على داعش. غير أنّ هذا الدعم تحوّل لاحقاً إلى غطاء سياسي شرّع انتهاكات عديدة، ليس أقلها التلاعب بخطاب التجنيد الطوعي، الذي ما لبث أن تحول إلى تجنيد إجباري، مروراً بسياسات أمنية ضاغطة، نسفت العلاقات بين الكرد أنفسهم، كما أضعفت الروابط مع الشركاء السوريين الآخرين، وفتحت الباب لتشويه صورة الكرد واستخدام حزب العمال كذريعة للتحريض عليهم.
وإذا كانت هناك من منجزات تُذكر في مقاومة الإرهاب أو إدارة المناطق الكردية، فإنّ هذه المنجزات تعود لدماء كرد سوريا، ولتضحيات الكردستانيين المؤمنين بحلم كردستان، لا لبعض المهيمنين من كوادرحزب العمال الكردستاني، الذي لطالما استغل القضية الكردية كجسر لأهدافه التنظيمية، دون إيمان حقيقي بمشروع كردي جامع، كما جاء التأكيد الأخير على هذا الكلام الذي طالما رددناه، وتم التحريض علينا، وذلك بعد إعلان مشروع أوجلان الجديد، رغم بعض وجوهه الإيجابية في حال تطبيقه. وقد ترك الحزب، بتدخلاته، تلك، جراحات وندوباً وهوّةً عميقة بين الكرد السوريين أنفسهم، وبينهم وبين محيطهم المكوني" السوري"، ما يجعل من استمرار العلاقة على النحو القائم عبئاً لا يمكن الدفاع عنه.
ومع مباركتنا الاتفاق الكردي على وفد واحد، ورغم كل الملاحظات التي يمكن أن تقال، باعتبار النقد جد ضروري، في زمانه ومكانه لكن المناسبين، إلا أنه وفد موحد، ويشكل قاعدة يمكن البناء عليها. والدفاع عن هذا الوفد وعدم التشكيك به هو ضرورة قومية ووطنية وإنسانية. وهنا، فإن المراجعة من قبل ب. ي. د تتطلب أمراً مهماً، ألا وهو: التشبث بوحدة الكرد، بعد أن كان ب. ك. ك ينسف أي تقارب، ويؤزم خطاب الكراهية ضد الكرد غير المنضوين زوراً عبر آلته التضليلية. ولا أعمم على ب. ك. ك كحزب الأبطال، بل أشير إلى بعض قياداته المهيمنة، المحرفة للوئام والكردستانية جميعها التي دفعنا، في أجزاء كردستان، والشتات، في آن واحد، ضريبة تهورها عقوداً طويلة.
لهذا، فإن العودة إلى المسار الطبيعي لحزب الاتحاد الديمقراطي، كحزب كردي "سوري" خالص، والتخلص من كل الآثار السلبية لفكر وسياسات ب ك ك، بات ضرورة مصيرية. عليه أن يتحرر من التبعية للوصاية التنظيمية الخارجية، وأن يتحول إلى مؤسسة كردية في سوريا ـ ولو ضمن الخريطة المصطنعة لهذه الأخيرة، تؤمن بالحوار مع الشركاء، وتسعى لإحقاق الفيدرالية- التي لاغنى عنها ولا بديل لها- بوصفها مطلباً مشروعاً، لا انفصالياً، كما تروج الأبواق المأجورة.
ولا يعني هذا الانفصال الانكفاء أو الانغلاق، فكل حزب كردي، في أي جزء من كردستان، مدعوٌ للتعاطف والتعاون مع بقية الأجزاء، كما يفعل إقليم كردستان، شرط ألا يُمارس أي جزء وصايته على الآخرين، أو يصادر قرارهم السياسي والاجتماعي والثقافي.
ولعل الاتفاق الكردي الداخلي، عبر تشكيل وفد موحد يطالب بحقوق الشعب الكردي، يمثل الخطوة الأولى في هذا الاتجاه، إذ يعكس تحوّلاً في المزاج العام نحو الشراكة، لا الوصاية، ويؤسس لبنية تفاوضية قادرة على إقناع الداخل والخارج بأن الكرد لا يطلبون أكثر من حقهم الطبيعي في إدارة شؤونهم، ضمن سوريا لا مركزية، ديمقراطية، حرة.
المرحلة القادمة تتطلب قدراً كبيراً من الشجاعة، ليس في مواجهة الخارج فحسب، بل في مواجهة الذات أيضاً. إن مراجعة تجربة المرحلة السابقة، والنقد الجريء لما شابها من تدخلات، لا يعني التخلي عن مكاسب الكرد، بل صونها من التبديد. فما بُني على تغييب الآخر، لا يدوم. وما تأسس على القطيعة، لا يثمر.
وقد آن أوان الاستفادة من تجربة إقليم كردستان، التي استطاعت عبر توحيد الصفوف وتوزيع الأدوار السياسية، أن تُحقق إنجازات تنموية ودبلوماسية كبيرة، وجعلت من الإقليم، رغم التحديات، فضاءً يشبه دبي، من حيث الحضور والانفتاح والفاعلية.
إن الكرد السوريين اليوم أمام مفترق طرق: إما تصحيح المسار والانطلاق من جديد، بوحدة خطاب، واعتراف متبادل، وتخلي حقيقي عن منطق الوصاية، وإما تكرار أخطاء الماضي التي أفقدت الكرد، على مر العقود، فرصاً تاريخية كان من الممكن أن تُنتج واقعاً مختلفاً تماماً.
إن اللحظة راهنة، والفرصة قائمة، فهل يفعلها الكرد، ويفتحون الباب أمام مستقبل يستحقونه؟
6-6-2025



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجنيس الإرهاب ووطنية المثقف الكردي
- وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ النقد اليومي: هَلْ نَحْنُ هُوَاةُ أَذَى ...
- نغوجي واثيونغو حين كتب بلغته كي لا يُمحى شعبه... دروس لكردست ...
- خطر الأدوات التركية في سوريا الإيغور نموذجًا بين الخطة الأرد ...
- طمأنات زائفة بين نقد الواقع ومكيجته
- إعادة تدوير التطرّف: كذبة تُهدد الدستور
- إضاءة في الذكرى العشرين لاغتيال الشيخ الشهيد د. محمد معشوق ا ...
- بعد عشرين سنة على اختطافه واغتياله: لماذا لا تزال ملفات اغتي ...
- إمبراطورية بلا ذاكرة... وعدالة بلا خريطة! لماذا يعتذر الأمري ...
- أنيس حنا مديواية: حارس الثقافة وذاكرة المدينة1
- كرد سوريا ووصاية الجزء الآخر: ازدواجية الخطاب والاستلاب المف ...
- أنيس حنا مديواية: حارس الثقافة وذاكرة المدينة
- إضاءة نقدية حول رواية الزلزال للكاتب ريبر هبون
- إضاءة نقدية حول رواية الزلزال للكاتب ريبر هبون بقلم الناقد ا ...
- تلويحة النار و دمعة الجبل: سفير عفرين جوان حسن في أغنيته الأ ...
- في حضرة المفارقة من -نبوءة التخوين- إلى السقوط في شراكه
- خدعة مرتد الهوية: خيانة الذات وأقنعة النموذج المأزوم-1-
- خدعة مرتد الهوية: خيانة الذات وأقنعة المأزوم-2-
- من الاستعمار الخارجي إلى استعمار الذات: اللغة الكردية بين من ...
- بين الإبراهيميّة والإخوانيّة: الكرد في مرمى المشاريع العابرة ...


المزيد.....




- السعودية.. محمد بن سلمان يشدد على مواجهة -التداعيات الكارثية ...
- طهران: لا نسعى لامتلاك سلاح نووي
- أم عراقية تصف ابنتها الصغيرة بالجلحة خلال بث مباشر
- رجل يقود سيارة وسط حشد من الناس في مدينة باساو الألمانية
- هل يواعد المغربي حكيمي طليقة زميله السابق -الفاتنة-؟
- ألمانيا.. زوجته وابنته من ضمن الضحايا.. سائق يصدم حشدا في با ...
- واشنطن بوست: البيت الأبيض حاول تلطيف حدة الصراع بين ترامب وم ...
- زعيم تنظيم -القاعدة- في اليمن يهدد ترامب وماسك وآخرين
- كندا أرسلت معدات وأجهزة عسكرية إلى أوكرانيا قيمتها تتجاوز 25 ...
- بريطانيا ترمي -بشباكها- على جيش جمهورية سوفيتية سابقة


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - الاتحاد الديمقراطي: فرصة تاريخية لتصحيح المسار ب. ي. د، ما له وما عليه… من الهيمنة إلى التراجع الممكن!