أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - كرد سوريا ووصاية الجزء الآخر: ازدواجية الخطاب والاستلاب المفروض














المزيد.....

كرد سوريا ووصاية الجزء الآخر: ازدواجية الخطاب والاستلاب المفروض


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8355 - 2025 / 5 / 27 - 07:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على امتداد أربعة عشر عاماً من الحرب السورية، ومنذ ما بعد انطلاقة الثورة، دأب كثير من أنصار حزب العمال الكردستاني على وصم كل من يختلف معهم بأنه "أردوغاني"، في محاولة لإقصاء الصوت الكردي المستقل، وتشويهه، وقطع الطريق أمام أي خطاب سياسي مغاير.
لكنّ المفارقة الكبرى تكمن في أن الحزب ذاته، عبر فرعه السوري "الاتحاد الديمقراطي"، لم يتوقف عن إقامة صلات مباشرة أو غير مباشرة مع تركيا. فقد عُقدت لقاءات غير معلنة، وشارك , ويشارك أنصار- الحزب الأصل- في البرلمان التركي، بل صدرت تصريحات رسمية بعد احتلال عفرين تفيد بالرغبة في إقامة علاقات مع أنقرة، حتى في عزّ الجراح المفتوحة.
أتذكّر جيداً أن بعض ممثلي المجلس الوطني السوري أكدوا في أكثر من مناسبة، بعد انطلاقتهم 2011 أن "ب ي د" سعى للانضمام إليه، ومن ثم إلى الائتلاف، وكان ذلك قابلاً للتحقّق، لولا اصطدامه باعتبارات محددة، ولأسباب معروفة إلا أنه طالما طالب المجلس الوطني الكردي بترك الائتلاف وها هو في انتظار لحظة التنسيق مع تركيا- أردوغان- بعد أن وافق على مشروع السيد عبدالله أوجلان.
اليوم، وبعد كل تلك التناقضات، بات واضحاً أن تركيا تخطط لوأد أي احتمال لنيل كرد سوريا حقوقهم، مستندة إلى ذريعة "مكافحة الإرهاب"، في حين أن الهدف الفعلي هو كسر إرادتهم وسلبهم استقلاليتهم.
رغم كل المعاناة، لم يسجل التاريخ أن كرد سوريا مارسوا وصاية على إخوتهم في أجزاء كردستان الأخرى، لا مباشرة ولا مواربة. لكن، ومنذ دخول حزب العمال الكردستاني إلى روج آفا، فُرضت على كرد سوريا وصاية مركّبة، مارست العنف الناعم والخشن، من ترهيب وترغيب، وجرّت الشباب إلى حرب لا تعود عليهم إلا بالمآسي.
أخوة أم رهائن للخلاص؟
في واقع الأمر، بدا أن كرد تركيا جعلوا من كرد سوريا جسراً للوصول إلى جمهورهم في باكور، كما لو أنهم اتخذوهم رهائن لتحقيق اختراقهم السياسي. فبدلاً من مدّ يد العون إلى إخوة المعاناة، تم استثمار وجودهم في روج آفا كأداة ضغط وابتزاز، سياسيًّا وماليًّا، وحتى عسكريًّا، وكأن الخلاص في باكور لا يتحقق إلا عبر التضحية بكرد سوريا، وتذويب خصوصيتهم، وإسكات أصواتهم لصالح خطاب واحد، لا يحتمل التعدد ولا يحترم التباين. إن هذه العلاقة المختلّة ليست علاقة تكامل بين أبناء قضية واحدة، بل أقرب إلى علاقة فوقية، تحوِّل الأخوة إلى أدوات وظيفية، والرابطة القومية إلى شبكة استغلال.
وإذا كان كرد باكور- الذين يناهز عددهم أربعين مليوناً - يملكون ثقلاً ذاتياً، فلماذا يُطلب من أبناء روج آفا حمل عبء حروب لا تعنيهم؟ ولماذا يُزجّ شبابهم، وبخاصة الفتيات، في معارك خارجية لا تُبنى على إرادتهم، بل تُفرض عليهم بحجج شعاراتية؟
نحن، بطبيعة الحال، مع نيل جميع أجزاء كردستان لحقوقها كاملة، ولكن من دون وصاية، ومن دون أن يتدخل جزء في شكل احتلالي أو يستلب القرار الذاتي للآخر.
السؤال المفتوح: لماذا يُحلّل لهم الحوار مع من يريدون- حتى الخصوم - ويُحرّم على غيرهم مجرد اللقاء مع جهة سورية ما لم يكن ذلك بإذن منهم؟ لماذا تمنع القوى الكردية الأخرى في روج آفا من الحضور والمشاركة إلا عبر بوابة الوصاية؟ وأين موقع الكرد السوريين، في ظل هذه الازدواجية، من الحق في الحوار الذاتي وبناء تفاهم داخلي سوري-سوري؟
لقد دُفع شباب كرد سوريا إلى معارك لا تخصهم، وتُركت منطقتهم رهينة أجندات لا تنتمي إليهم، في حين أن تلك القوى التي تزعم تمثيلهم، لم تكن سوى امتداد لحسابات قادمة من خارج الحدود، حوّلتهم إلى مجرّد أوراق تفاوضية.
كرد سوريا، بتجربتهم الخاصة، استحقوا أن يكون لهم قرارهم الحر. فهم ليسوا ملحقاً بأي مشروع، ولا مجرد ساحة لتجريب الوصايات أو تصريف الفوائض السياسية للآخرين. لقد آن الأوان للاعتراف باستقلاليتهم، واحترام صوتهم، والكف عن تخوين كل من يرفض الاصطفاف القسري، أو يعارض الزجّ بشبابه في صراعات عبثية.
إن وحدة الكرد لا تبنى بالقسر ولا بالوصاية، بل بالاحترام المتبادل، والتكامل، والاعتراف المتبادل بالخصوصيات والظروف. وكان الأجدر بمن جاء من خلف الحدود أن يدعم أهل الأرض، لا أن يتصدّرهم ويتحدث باسمهم ويمنعهم من التعبير عن أنفسهم.
في اللحظة التي يُمنع فيها الكرد السوريون من اتخاذ قراراتهم بحرية، ويُخيَّرون بين التبعية أو التخوين، نكون أمام جريمة أخلاقية وسياسية بحجم قضية شعب.
وكرد سوريا، ببصيرتهم وتجربتهم، لن يقبلوا بأن يكونوا مطية لأحد، ولا أن يُزجّ بشبابهم في حروب لا تعنيهم.
كفى وصاية. كفى تخويناً. كفى تحويل قضيّتنا إلى هامش في دفتر أجندات الأخوة والآخرين.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنيس حنا مديواية: حارس الثقافة وذاكرة المدينة
- إضاءة نقدية حول رواية الزلزال للكاتب ريبر هبون
- إضاءة نقدية حول رواية الزلزال للكاتب ريبر هبون بقلم الناقد ا ...
- تلويحة النار و دمعة الجبل: سفير عفرين جوان حسن في أغنيته الأ ...
- في حضرة المفارقة من -نبوءة التخوين- إلى السقوط في شراكه
- خدعة مرتد الهوية: خيانة الذات وأقنعة النموذج المأزوم-1-
- خدعة مرتد الهوية: خيانة الذات وأقنعة المأزوم-2-
- من الاستعمار الخارجي إلى استعمار الذات: اللغة الكردية بين من ...
- بين الإبراهيميّة والإخوانيّة: الكرد في مرمى المشاريع العابرة ...
- رحيل أحمد حسين الشيخ سعيد: عد إلى مسقط رأسك هناك، وارقد قرب ...
- من أجل ولادة حزب كردستاني جديد في تركيا نحو أفقٍ ديمقراطي بل ...
- الشاعر الذي يشبه قصيدته حسان عزت الهادىء العاصف بين منافيه!
- الرؤية بين الغياب والامتلاك من غواية اللحظة إلى عقلانية المص ...
- رفع العقوبات عن سوريا: لا رخصة للذبح الحلال... !
- في متوالية الاستقواءات حين يفقد العالم شرعيته
- بعد ثلاث وستين سنة من قتله تحت التعذيب.. نجل الفنان الشهيد ي ...
- وداعًا أيها السلاح لوعاد همنغواي حياً ماذا كان سيكتب؟
- وداعًا أيها السلاح: رواية الموت المؤجل والمعنى المنكسر-2
- وداعًا أيها السلاح...وداعاً أيها الظلم أم وداعًا أيها الحلم؟
- يوسف جلبي الفنان الكردي الكبير غنى لشعبه ولنوروز والمظلومين ...


المزيد.....




- شاهد كيف يحدد ترامب الجدول الزمني لكل شيء تقريبًا بـ-خلال أس ...
- ماذا نعلم عنه؟.. مقتل ضابط روسي بارز بانفجار داخل روسيا
- مسؤول إسرائيلي يكشف لـCNN الموافقة على اقتراح أميركي لوقف إط ...
- كيف يساعد الغرب روسيا في تمويل حربها على أوكرانيا؟
- في تحد للسلطة.. نساء إيران تحملن -نعش الحجاب- إلى مثواه الأخ ...
- الخارجية الروسية: نأمل أن تحذو كييف حذو موسكو في جدية التفاو ...
- موسكو: فريق ترامب يتعامل مع روسيا بعقلانية وبراغماتية أكثر
- العليمي يروي لـRT قصة أربع طائرات دمرتها إسرائيل في مطار صنع ...
- -مبعوث الرب-.. منشور غامض من الرئيس الأمريكي يثير الجدل
- -الاعتراف بدولة فلسطين مطلب سياسي-.. ماكرون يدعو لتشديد المو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - كرد سوريا ووصاية الجزء الآخر: ازدواجية الخطاب والاستلاب المفروض