أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - من أجل ولادة حزب كردستاني جديد في تركيا نحو أفقٍ ديمقراطي بلا عنف ولا وصاية














المزيد.....

من أجل ولادة حزب كردستاني جديد في تركيا نحو أفقٍ ديمقراطي بلا عنف ولا وصاية


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8344 - 2025 / 5 / 16 - 01:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أجل ولادة حزب كردستاني جديد في تركيا
نحو أفقٍ ديمقراطي بلا عنف ولا وصاية

لم تعد تركيا، ولا كرد كردستان الشمالية، قادرين على تحمل مزيد من الدوران في الحلقة المفرغة ذاتها: دائرة الدم، وتصدير الثورة، وفرض الوصاية، ومصادرة الإرادة، وهي ممارسات آذت أجزاء كردستانية أخرى. لقد آن أوان ولادة حزب كردستاني جديد في باكور كردستان (كردستان تركيا)، حزبٍ ينبع من روح العصر، ويتنفس الحرية، ويؤمن بالعمل السياسي كخيار حضاري، بعيدًا عن العنف والتخوين، وبعيدًا عن التطفل على شؤون الأجزاء الأخرى من كردستان، من دون أن يساوم في مواجهة العقل الاستبدادي الذي حكم تركيا منذ تأسيسها وحتى الآن، ونشر ثقافة عنصرية فاشية، تُعدّ السبب الرئيس فيما آلت إليه أحوالها. وقد بادر بعض قادتها، بعد استشعارهم خطأهم التاريخي، إلى محاولة تغيير ذواتهم، على أمل أن يكون التغيير حقيقيًا هذه المرة، لأن ولادة أو استمرار آلة العنف من قبل سلطات تركيا كانت السبب في خلق نواة حركة التحرر ضدها، وهي النواة التي لا بد أن تتجدد، إذا ما كان هدف أولي أمر تركيا خداع الكرد، عبر وصفة مؤقتة.

نقد ورفض
الكردستانيون ليسوا بحاجة إلى أوصياء

لقد أثبتت التجربة أن الحزب الذي لا يؤمن بتنوع الرؤى داخل البيت الكردي، سرعان ما يتحول إلى سلطة مستبدة، تمنع التعدد، وتقمع الأصوات الأخرى، بل وتذهب إلى ما هو أبعد من ذلك: تشويه صورة قادة الأجزاء الأخرى من كردستان، ومحاولة مصادرة منجزاتهم، وحتى اغتيال شخصياتهم المعنوية والسياسية.
لم يكن هذا مجرد اجتهاد خاطئ، بل سياسة مقصودة اتُّبعت لعقود، وكانت لها أثمان باهظة على مجمل القضية الكردية، وعلى صورة النضال الكردي أمام العالم، والأخطر: على وعي الإنسان الكردي في الداخل، الذي وجد نفسه مخيرًا بين السلاح أو الصمت.

من داخل البيت الكردستاني في باكور
آن أوان الفعل لا التهميش

أي حزب جديد يجب أن ينطلق من أبناء باكور أنفسهم، ومن نضالاتهم وتجاربهم وطموحاتهم. لا ينبغي أن يكونوا مجرد أدوات لتنفيذ أجندات تُفرض عليهم عبر جغرافيتهم، كما أنهم لن يتقبلوا من يتم فرضهم عليهم من خارج جغرافيتهم، ولا أن يكون كلا الطرفين ضحايا تهميش في القرار السياسي، كما حصل خلال العقود الماضية، حين تم إفراغ الساحة من الكفاءات، والتعامل مع الجميع بعقلية التابع، لا الشريك، كما ظهر هذا جليًا في كردستان سوريا، إذ تم فرض من سُمّوا بـ"الكادروات"، ليمارس بعضهم استبدادًا ودكتاتورية على رقاب الناس، وكأنهم قوة احتلال تمارس تسلطها داخل معسكر مغلق!

إن فتح المجال أمام الطاقات الكردية الحيّة في تركيا، هو المدخل الأول لاستعادة الثقة بالنضال السلمي المدني، القادر على التأثير في الحياة العامة، والمشاركة السياسية الحقيقية، دون أن يُنظر إليهم كمجرمين أو إرهابيين أو غرباء عن الدولة والمجتمع، كي ينال الكرد كل ما يحق لهم قانونيًا ودستوريًا، بل ما تنص عليه مواثيق حقوق الإنسان والشرعة الدولية، إذا ما تم التنكر لوجودهم.

ومن المهم أن يكون الحزب الجديد بعيدًا عن مشروع تصدير الثورة أو فرض الوصاية، كما فعل حزب العمال الكردستاني، الذي خوّل نفسه بنفسه لقيادة كل جزء كردستاني عبر آلة العنف، بل يجب أن يكون جزءًا من خارطة كردستان الكبرى، يتكامل مع باقي الأجزاء، ويحترم خصوصيات كل منطقة، في ظل التفاهم الوطني ضمن سقف مشترك، دون تدخل أو فرض توجهات. فلكل جزءٍ سياقه الجغرافي والتاريخي والسياسي، ولا يحق لأي جهة أن تحتكر تمثيل الكرد أو تدّعي أنها الناطق الوحيد باسمهم.

من أجل نضال سلميّ شامل
إذاً، كردستان الشمالية، وبعد فشل مشروع "ب ك ك"، كما ارتآه قادته أنفسهم بعد أربعة عقود من المقاومة، أحوج ما تكون إلى حزب لا يتغذى على الصدام، بل يفتح أبواب الحوار مع جميع الكرد داخليًا وخارجيًا، في إطار التعاون الحقيقي، لا يقمع المختلفين، بل يحتضنهم، ولا يلغيهم، كي تتابع أحزاب أخرى طريقها بعدما تم اقتلاعها عن طريق التصفيات والتخوينات، وفق عقل استبدادي متحكم. حزب لا يخوّن من لا يرفع شعاره، بل يرى في التعدد مصدر قوة. حزب يعيد الاعتبار إلى السياسة بوصفها حلاً، لا ذريعة للهيمنة أو التصفية أو الطاعة العمياء.

أجل، لقد حان وقت التحوّل الجذري في المشهد السياسي الكردي في تركيا. حزب جديد لا يشبه ما سبقه، لا يكرر التجارب الكارثية، ولا ينفصل عن روح العصر. حزب يعيد للكرد كلمتهم، ويمنحهم فضاءً حرًا للنضال والتعبير والتغيير، من دون أن ننسى عظمة روح وإرادة وإيمان وفطرة المقاتل الكردي، الذي انخرط في النضال من أجل قضيته، لا لكي يُستخدم في مواجهة شقيقه الكردي، أو في تحصين آلة الدكتاتورية الحزبية التي لم تعد تنتمي إلى العصر.

فمن دون أداة سياسية حقيقية، مستقلة، مدنية، ديمقراطية، سيبقى الحلم الكردي معطلاً، تائهًا بين بنادق لا تصنع مشروعًا، وسجون لا تبني وطنًا، لاسيما في بلد مثل تركيا، له إرث إجرامي دموي مديد، يمتد قرنًا من الزمن، في مواجهة الكرد والمكونات الأخرى، رغم كونهم أصحاب الجغرافيا والمكان. وإن كانت تجربة "ب ك ك" قد انبثقت ردًا على هذا الظلم التاريخي المشين بحق الكرد، إلا أنها آذتهم أيضًا، وهو موضوع يمكن تناوله مطولًا في وقفات أخرى، غير هذه.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر الذي يشبه قصيدته حسان عزت الهادىء العاصف بين منافيه!
- الرؤية بين الغياب والامتلاك من غواية اللحظة إلى عقلانية المص ...
- رفع العقوبات عن سوريا: لا رخصة للذبح الحلال... !
- في متوالية الاستقواءات حين يفقد العالم شرعيته
- بعد ثلاث وستين سنة من قتله تحت التعذيب.. نجل الفنان الشهيد ي ...
- وداعًا أيها السلاح لوعاد همنغواي حياً ماذا كان سيكتب؟
- وداعًا أيها السلاح: رواية الموت المؤجل والمعنى المنكسر-2
- وداعًا أيها السلاح...وداعاً أيها الظلم أم وداعًا أيها الحلم؟
- يوسف جلبي الفنان الكردي الكبير غنى لشعبه ولنوروز والمظلومين ...
- سري كانيي... المدينة المنفية من الخرائط والضمائر
- الفنان الكردي الكبير يوسف جلبي في الذكرى الثالثة والخمسين لا ...
- مأثرة التدوين وسقوط التخوين
- ليس دفاعاً عن الشيخ الهجري: حين تُستنجد الطائفة بأخلاقيات ال ...
- الطائفة كأداة تفكيك: حين تُغتال الدولة في مهدها
- الدروز واستهداف الكيان: فتنة المذهبة ومسؤولية الدولة المتخيل ...
- -الفتنةُ على سرير الموتى: فيمن يحترفون زرع الألغام وتأليب ال ...
- ما بعد مؤتمر قامشلي بين سمّ العقدة وشرعية الدفاع عن الوجود.
- الموالاة والمعارضة في سوريا: التقاءٌ وافتراقٌ في مرايا الدم
- خمسون عاماً في محرقة الصحافة: في سيرة الإعلامي الذي يحارب نف ...
- رمضان نجم أومري حين يصبح الفن جبهة والعود سلاحًا للوجود


المزيد.....




- -مفاجأة-.. بشأن-نسخة- وثيقة -ماغنا كارتا- في كلية هارفارد لل ...
- واشنطن تؤكد انفتاح القيادة السورية الجديدة على التطبيع مع إس ...
- وزير خارجية أمريكا: إيران قريبة جدا من امتلاك سلاح نووي.. ون ...
- تحليل لـCNN: ترامب يتخلى عن انعزالية سياسة -أمريكا أولا- خلا ...
- ما هي أبرز مواقف كييف وموسكو في محادثات السلام الأوكرانية؟
- 5 شهداء جنوب طوباس وتجريف واعتداءات للمستوطنين بشمال الضفة
- موجة جديدة من كوفيد تضرب آسيا.. هل يعود الفيروس؟
- ألمانيا: ارتفاع بنسبة 45% في حالات منع الدخول عبر الحدود بعد ...
- عباس يطالب بتحرك دولي لوقف -جرائم- إسرائيل بغزة في فعالية أم ...
- عدوى الانفصال.. لماذا تنقسم أرض الصومال إلى كيانين؟


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - من أجل ولادة حزب كردستاني جديد في تركيا نحو أفقٍ ديمقراطي بلا عنف ولا وصاية