أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - إضاءة في الذكرى العشرين لاغتيال الشيخ الشهيد د. محمد معشوق الخزنوي














المزيد.....

إضاءة في الذكرى العشرين لاغتيال الشيخ الشهيد د. محمد معشوق الخزنوي


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8360 - 2025 / 6 / 1 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إبراهيم اليوسف

تحلّ اليوم، تحديدًا، الذكرى العشرون لاستشهاد الشيخ الدكتور محمد معشوق الخزنوي، الذي اختُطف من دمشق في العاشر من أيار 2005، ليُعلن عن وفاته ودفنه في مقبرة في دير الزور- جنوب كراج الانطلاق- بعد عشرين يومًا من القلق والتوتر والترقب، فيما الأمل لا يفارق وجوه أسرته ومحبيه. كان قد أعلم رفيقة دربه، وهو يقدّم لها علبة "بقلاوة" أهديت إليه قائلًا:
"أتعرفين هذه العلبة؟ قُدّمت لي مقابل حياتي، لكني نجوت من إحدى العصابات."
تلك كانت إشارة إلى محاولة سابقة لاختطافه، بحوالي أسبوع فحسب، مؤكّدٌ أنه استُدرج آنذاك عبر وجوه استغلّت مكانته الدينية والاجتماعية. لم يكن النظام ليرضى بصوته المتصاعد، فانقضّ عليه، ثم حاول تغليف الجريمة بطابع عائلي جنائي، وقدّم أفرادًا لا ندري عددهم على أنهم خاطفوه وقتلوه. وربما كانوا أدوات حقيقية، وربما مجرد ستار.
لكن ما نعلمه يقينًا: أن الجريمة سياسية بامتياز. وأن التغطية لم تمت. وأنه أوصى- قبل استشهاده- بالتواصل مع شخصين إن هو تعرض لأي مكروه: أنا، والصديق أ.فؤاد عليكو.
ما لبث إعلان استشهاده أن فجّر الغضب، فبعد أيام فقط، وتحديدًا في الخامس من حزيران*، دُعي إلى مظاهرة احتجاجية في قامشلي، سرعان ما تحولت إلى لحظة فاصلة. كنت ممن شاركوا رغم أنني لم أكن من منظميها، بل كنت مترددًا في البداية. لكن التهديد الذي وُجه إليّ بعدم المشاركة كان كافيًا لدفع القرار نحو الميدان والمشاركة، لأني لن أكون بعيداً عن أي تضامن أو احتجاج على اغتيال الشيخ. المفارقة أن من بين الداعين انسحب بعضهم، بل حاولوا إقناعي بالامتناع. ويتذكر الصديقان: معمو وأحمدي موسى، تلك المحاولة، وكانا من المشاركين في الوقفة الاحتجاجية، عن تيار المستقبل.
عندما خرجت المظاهرة، وواجهتها قوات النظام بالرصاص الحي. سقط الجرحى. من بين هؤلاء ابن عم لنا، سيد رمضان حسن عبدو، من" قرية بلكا". كما تم الاعتداء بوحشية على نساء كرديات كن قادمات من الحي الشرقي، تم تجميعهن مقابل كافتيريا الموعد، وضُربن ضربًا مبرحًا. ما زالت بعضهن يحملن آثار ذلك العنف حتى اليوم، منهن: كلستان حسن صالح، هيلينا كردا، وغيرهن ممن لا تحضرني أسماؤهن الآن.
وقد تم استدعائي في خضم هذا التوتر، ومباشرة بعد المظاهرة، إلى دمشق، للتحقيق معي، واستمر التحقيق ستة عشر يومًا. لم يُنهِه سوى إقامة فعالية إحياء الذكرى السنوية الأولى في قامشلي، التي أصرّ على تنظيمها الصديق مشعل التمو، وتضامن معي فيها علنًا على منبر الاحتفال الصديق أحمد حيدر، باسم تيار المستقبل وكان الشهيد مشعل قد شارك ووجوه وأصدقاء منهم من يكيتي والتيار وآخرين ما عدت أتذكرهم، في الوقفة الاحتجاجية الأولى التي تمت في قامشلي21-5-2005
كنت قد نقلت- تعسفياً- إلى تربسبي لأدرّس في مدرسة فايز منصور، وهي خطوة كانت أشبه بالنفي الوظيفي، بسبب مقالاتي العلنية في الدفاع عن الشهيد. لم يطل الأمر حتى لحقتني المضايقات من موجهين وإداريين، وعلى رأسهم موجه اختصاصي وبعضهم من إدارة المجمع التربوي في تربسبي، ما اضطرني لمغادرة التعليم بعد سنتين، إثر حادثة ما تزال حاضرة في ذاكرة زملائي في مدرسة فايز منصور، ومنهم الصديق سليمان خالد.
كل هذا كان نتيجة طبيعية لموقفي: لقد رفضتُ الرواية الرسمية التي أرادت طمس الجريمة، وواجهتها علنًا، وساهمت بتشكيل لجنة أصدقاء الشيخ معشوق الخزنوي التي انضم إليها أ. حسن صالح -فؤاد عليكو- عبدالصمد داود- الملا محمد الغرزي، ثم منتدى الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي، ولاحقًا جائزة الشيخ الشهيد الخزنوي.
بل سعيتُ، رغم المخاطر، إلى جمع بعض من آل الخزنوي، وكان من بينهم موفد حزب يكيتي، الصديق فؤاد عليكو، في محاولة لرأب الخلاف داخل العائلة، وكنت أؤمن أن القضية أكبر من الخلافات، وأن الشيخ لم يكن ملك أسرة، بل رمزًا عامًا. عُقد أول لقاء بين "يكيتي" وأنجال الشيخ الشهيد في منزلي، بحضور أصدقاء له، ثم تدخل لاحقًا الشهيد مشعل التمو لتوسيع دائرة التفاهم.
وحين رفضتُ لاحقًا "دعوة لشرب فنجان قهوة" من جهة أمنية، تم أخذي من منزلي بسيارة تابعة لتلك الجهة. في تلك الفترة، أصدرت منظمة داد بيانًا تضامنيًا، وكذلك فعل جهاد صالح، فيما أعدت قيادة تيار قاسيون بيانًا مسبقًا تحسبًا لاعتقالي. توسط حينها الصديق مسعود ديواني لدى فارس عنز، الذي توسط بدوره لدى صديق له، وكان فحوى الرسالة: "لأجل إنهاء التحقيقات التي أخضع لها"، وتم ذلك
أتذكر أيضًا، أن أحد المحامين من الرقة طرق بابي ذات يوم، وعرّف نفسه بصفته وكيلًا للمتهمين بقتل الشيخ الشهيد، وطلب مني إقناع نجله بالتنازل لإطلاق سراحهم، قائلًا: "بما أنك تكتب دائمًا أن النظام هو القاتل، ساعدنا في إغلاق الملف."
رفضت. اتصلت بأسرة الشيخ، وكان جوابهم: لن نتنازل.
قلت له:
"لن أبرّئ أحدًا. النظام هو المسؤول الأول والأخير عن خطف رجل في وزن الشيخ، من قلب العاصمة، دون أن يجرؤ أحد على إخبار الناس بالحقيقة."
كل هذه التفاصيل وثقتها في مقالاتي، التي جمعتها لاحقًا في كتابي: "اغتيال كوكب: إضاءة على الشيخ محمد معشوق الخزنوي"، والذي تصدر اليوم طبعته الثانية، بمقدمة من نجله الدكتور مرشد الخزنوي، ومتوفر قريبًا ورقيًا وإلكترونيًا.
إنني أكرر السؤال:
من الذي أطلق الرصاص في قامشلي؟
من أمر بضرب النساء؟
من كان أول من نشر الإشاعة عن “جهات مجهولة”؟
أين المتهمون الذين قدمهم النظام؟ هل هم في سوريا؟ في أوروبا؟ ولماذا لا نعرف أسماءهم؟
في ذكرى هذا الكوكب الذي خُطف من سمائنا، لا نملك إلا أن نكتب.
لأننا حين نسكت، نرتكب الجريمة الثانية.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد عشرين سنة على اختطافه واغتياله: لماذا لا تزال ملفات اغتي ...
- إمبراطورية بلا ذاكرة... وعدالة بلا خريطة! لماذا يعتذر الأمري ...
- أنيس حنا مديواية: حارس الثقافة وذاكرة المدينة1
- كرد سوريا ووصاية الجزء الآخر: ازدواجية الخطاب والاستلاب المف ...
- أنيس حنا مديواية: حارس الثقافة وذاكرة المدينة
- إضاءة نقدية حول رواية الزلزال للكاتب ريبر هبون
- إضاءة نقدية حول رواية الزلزال للكاتب ريبر هبون بقلم الناقد ا ...
- تلويحة النار و دمعة الجبل: سفير عفرين جوان حسن في أغنيته الأ ...
- في حضرة المفارقة من -نبوءة التخوين- إلى السقوط في شراكه
- خدعة مرتد الهوية: خيانة الذات وأقنعة النموذج المأزوم-1-
- خدعة مرتد الهوية: خيانة الذات وأقنعة المأزوم-2-
- من الاستعمار الخارجي إلى استعمار الذات: اللغة الكردية بين من ...
- بين الإبراهيميّة والإخوانيّة: الكرد في مرمى المشاريع العابرة ...
- رحيل أحمد حسين الشيخ سعيد: عد إلى مسقط رأسك هناك، وارقد قرب ...
- من أجل ولادة حزب كردستاني جديد في تركيا نحو أفقٍ ديمقراطي بل ...
- الشاعر الذي يشبه قصيدته حسان عزت الهادىء العاصف بين منافيه!
- الرؤية بين الغياب والامتلاك من غواية اللحظة إلى عقلانية المص ...
- رفع العقوبات عن سوريا: لا رخصة للذبح الحلال... !
- في متوالية الاستقواءات حين يفقد العالم شرعيته
- بعد ثلاث وستين سنة من قتله تحت التعذيب.. نجل الفنان الشهيد ي ...


المزيد.....




- زلزال بقوة 6 درجات يهز منطقة حدودية في تركيا يتسبب بهزة أرضي ...
- زلزال بقوة 5.8 درجات يضرب تركيا ويشعر به سكان مصر
- الأمن الداخلي في محافظة ريف دمشق يعلن اندلاع اشتباكات أمس عن ...
- مراسل RT: هزة أرضية تضرب محافظة الجيزة في مصر
- بريطانيا: الصين تشكل تحديا -صعبا ومستمرا-
- ترامب يعلنها: لن نسمح بأي تخصيب لليورانيوم في إيران
- ماذا قال ترامب عن إمكانية السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم؟
- المبعوث الأمريكي الخاص إلى دمشق: هناك رغبة في إنهاء التمدد ا ...
- وصف بـ -الحدث الأمني الصعب-.. مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإص ...
- الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخاً من اليمن ويُفعّل صافرات الإنذ ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - إضاءة في الذكرى العشرين لاغتيال الشيخ الشهيد د. محمد معشوق الخزنوي