أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - نداء من أجل حسين هرموش














المزيد.....

نداء من أجل حسين هرموش


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8369 - 2025 / 6 / 10 - 19:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يموت المناضل من أجل حرية شعبه حين يُغتال جسده، بل حين يُطمس اسمه.
لهذا تكتب الذاكرة السورية اليوم، في مواجهة ما يراد فرضه من صفقات الصمت والتواطؤ، نداءً مفتوحاً: أين حسين هرموش؟
حين انشقّ المقدم حسين هرموش في صيف 2011، لم يكن مجرد ضابط يغادر ثكنته.
كان أول من خلع بزّة النظام ليعلن، من قلب المؤسسة العسكرية، انحيازه الصريح للشعب، وتأسيسه لـ"لواء الضباط الأحرار"… في وقتٍ كان الهتاف وحده يكلف صاحبه رصاصة.
في أيلول/سبتمبر من العام ذاته، وقعت الكارثة:
اختُطف الرجل من الأراضي التركية في عملية غامضة، شاركت فيها جهات متعددة، وسُلّم إلى أجهزة النظام.
ظهر لاحقاً على شاشات التلفزيون في مشهد مذلّ، تحت التعذيب. ثم اختفى، كما تُخفى الحقيقة في أقبية المخابرات.
ليست المسألة إنسانية فقط.
ملف حسين هرموش هو اختبار أخلاقي وسياسي، لكل من يتحدث عن "عدالة انتقالية" أو "مصالحة وطنية".
وفي ذاكرة شعبٍ مضطهد، هناك مثل كردي قديم:
دخل لصّ إلى البيت وسرق ديكاً، فقال الأب: ابحثوا عن الديك.
في الليلة التالية، سُرق الخروف، ثم العجل، ثم البيت، وكان الأب يردّد في كل مرة: ابحثوا عن الديك.
لأنه كان يعرف: التهاون في أول الجريمة يشرعن سلسلة الجرائم.
حسين هرموش هو أحد أعمدة الثورة* المسروق.
هو أول من أريد كسره، ليُكمل النظام بعده آلة الاختطاف والقمع والإخفاء القسري، ويُكمل الآخرون صمتهم.
لكن خلف الجدران، لا يزال هناك قلب ينتظر.
زوجته، أطفاله، أهله، ذووُه - على مدى السنوات، لم ينطفئ الرجاء في عيونهم، ولا انطفأ حقهم في معرفة مصيره.
لم تكن دمعة زوجته دمعة خاصة، بل دمعة وطنية، لأن غياب حسين هرموش ليس غياب رجل، بل غياب قِيَم كان يحملها.
والثقة التي وضعها حسين هرموش في شعبه لم تكن وهماً.
حين رفع صوته وانشقّ، كان يعلم أن بين السوريين من سيحمل الرسالة من بعده، وسيحفظ العهد لِمَن بادروا وقاوموا، ولِمَن وضعوا، ولو لبنة واحدة، في بناء الثورة.
هذه مسألة تتعلق بالوفاء.
الوفاء لذاكرة البدايات، لمن خاطروا بأرواحهم، لمن تقدّموا الصفوف يوم كان التقدّم إلى الأمام يساوي الموت.
كيف يمكن الحديث عن تأسيس وطن جديد، دون فتح هذا الملف؟
كيف يُكتب تاريخ الثورة، بينما أول رموزها في الظلام؟
هناك تواطؤ واضح:
صمتت المعارضة" السابقة" الرسمية.
طوى كثير من داعمي الثورة الصفحة عمداً.
ولا تزال جهات تركية مطالبة بالكشف عن دورها في اختطافه.
أما النظام الساقط البائد، فكان مجرد: آلة قمع وطمس ودمار.
ليست هذه قضية فرد، بل قضية ثورة.
الثورة التي تنسى أسراها وشهداءها، تفقد حقها الأخلاقي في ادعاء النقاء.
لذلك، نرفع هذا النداء:
إلى كل صحفي لا يقايض قلمه.
إلى كل حقوقي لا يساوم على العدالة.
إلى كل سوري لا تزال الثورة في قلبه.
افتحوا ملف حسين هرموش.
أعيدوا اسمه إلى الضوء.
طالبوا بحقه، وبحق أسرته، وبحق السوريين الذين آمنوا يوماً أن هذه ثورة كل السوريين، لا ثورة لحظية أو عابرة.
أي حديث عن مستقبل سوريا العادلة يبدأ من هنا:
من استعادة شرف البدايات.
ومن دون ذلك، كل عدالة كاذبة، وكل ذاكرة مثقوبة.

*
غدا مقال خاص عن إعادة النقاء لمصطلح الثورة التي تم تحريفها



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمثيل والكتابة والضجيج: عن موت القراءة وغياب المرجعيات!
- الفيدرالية السورية من عفوية التفكك إلى ضرورة التنظيم
- الاتحاد الديمقراطي: فرصة تاريخية لتصحيح المسار ب. ي. د، ما ل ...
- تجنيس الإرهاب ووطنية المثقف الكردي
- وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ النقد اليومي: هَلْ نَحْنُ هُوَاةُ أَذَى ...
- نغوجي واثيونغو حين كتب بلغته كي لا يُمحى شعبه... دروس لكردست ...
- خطر الأدوات التركية في سوريا الإيغور نموذجًا بين الخطة الأرد ...
- طمأنات زائفة بين نقد الواقع ومكيجته
- إعادة تدوير التطرّف: كذبة تُهدد الدستور
- إضاءة في الذكرى العشرين لاغتيال الشيخ الشهيد د. محمد معشوق ا ...
- بعد عشرين سنة على اختطافه واغتياله: لماذا لا تزال ملفات اغتي ...
- إمبراطورية بلا ذاكرة... وعدالة بلا خريطة! لماذا يعتذر الأمري ...
- أنيس حنا مديواية: حارس الثقافة وذاكرة المدينة1
- كرد سوريا ووصاية الجزء الآخر: ازدواجية الخطاب والاستلاب المف ...
- أنيس حنا مديواية: حارس الثقافة وذاكرة المدينة
- إضاءة نقدية حول رواية الزلزال للكاتب ريبر هبون
- إضاءة نقدية حول رواية الزلزال للكاتب ريبر هبون بقلم الناقد ا ...
- تلويحة النار و دمعة الجبل: سفير عفرين جوان حسن في أغنيته الأ ...
- في حضرة المفارقة من -نبوءة التخوين- إلى السقوط في شراكه
- خدعة مرتد الهوية: خيانة الذات وأقنعة النموذج المأزوم-1-


المزيد.....




- لكم ضابطًا في احتجاجات لوس أنجلوس.. شاهد كيف باغت الأمن الأم ...
- من الرفاهية إلى الاستدامة.. كيف تواكب الفنادق الفاخرة عصر ال ...
- وصفة -العيش الفلاحي- بطريقة تقليدية..هكذا يُحضر الفطور على أ ...
- تصريحان إيرانيان أحدهما من مضيق هرمز وسط ضجة -سحب دبلوماسيين ...
- سيئول تعلق على توقيف بيونغ يانغ البث الإذاعي عبر مكبرات الصو ...
- روسيا وكوريا الشمالية تبحثان توسيع رحلات الطيران المباشرة
- لوكاشينكو يهنئ بوتين بيوم روسيا
- بيل كلينتون يثير قلقا بعد تعثره في نيويورك (فيديو)
- مصدر يكشف عن محادثات ماسك مع روسيا
- تقرير: إسرائيل تستعد لمهاجمة إيران قريبا دون مساعدة أمريكية ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - نداء من أجل حسين هرموش