يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 8383 - 2025 / 6 / 24 - 23:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إستهلال :
في هذا البحث المختصر سأستعرض ما أنشده الوليد بن يزيد من شعر / وإستهانه بالقرآن ، من ثم إضاءة حول محنة خلق القرآن / في عهد المأمون ، وهذين الأمرين ، قادا الى إسلام أخر ، وهو" إسلام الخلافة " ! ، مع تطورات عقائدية أخرى .
الموضوع :
1 . سألقي إضاءة فكرية ، حول خلافة الوليد بن يزيد ، التي لم تكمل السنتين 743 - 744 م ( وكان الوليد من فتيان بني أمية وظرفائهم وشجعانهم وأجوادهم وأشدائهم ، منهمكا في اللهو والشرب وسماع الغناء فظهر ذلك من أمره فقتل/ نقل من إسلام ويب ) هذه الإضاءة ليست على أسلوب حكم ولكنها إضاءة على إنتقال فكر الوليد من إسلام النبوة الى إسلام الخلافة ، متمثلة بشعره الذي ضرب به المعتقد الإسلامي بمقتل .. فالخليفة الأموي الوليد ، لا يجروء على قول هكذا شعر / الموضح في أدناه إعتباطا ، ولكن لا بد له ، من خلفيات معلوماتية جعلته أن لا يكترث بردة فعل مما يقوله حول القرآن .. ( ومما شهر عنه أنه فتح المصحف فخرج : " واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد " ، فألقاه ورماه بالسهام وقال :
تهددني بجبار عنيد فها أنا ذاك جبار عنيد
إذا ما جئت ربك يوم حشر فقل يا رب مزقني الوليد .. / نقل من نفس المصدر السابق )
كرأي أولي ، كل خليفة ومن ضمنهم / الوليد ، لديه خلفية حول المعتقد الإسلامي الذي يدين به ، حتى وأن كان ماجنا .
2 . ومن أوضح معتقد خلافي ، بصدد " إسلام الخلافة " أيضا - إضافة لما سبق ، هو فتنة القول بخلق القرآن وصمود الإمام " أحمد بن حنبل "حيث ان الخليفة المأمون آمن بهذا القول ، وأنقل من موقع / المكتبة الشاملة ، ملخصا لذلك ( إن الخليفة المأمون انخدع ببعض المعتزلة فقربهم ، ومن أشهر من قربهم " أحمد بن أبي دؤاد " ، وكان جريئاً في الكلام قوي الحجة .. فوثق به المأمون ، وولاه القضاء ، وصار وزيراً له ، فكان من جملة ما دعا الخليفة إليه أن يبين له أن هذا القول من واجب المسلمين ومن عقيدتهم ، وأن الذي يقول : إن الله متكلم فقد شبه الله بالمحدثات ، ويكون بذلك كافرا ً. حتى أدى الأمر إلى أن قتل كثير من أهل السنة بسبب تصلبهم في هذا الأمر ، وإمتناعهم من القول بخلق القرآن . وكان من نكروا خلق القرآن وصبروا إمام أهل السنة الإمام أحمد بن محمد بن حنبل .. وقتل الأخير في سبيل معتقده في أبشع صورة .. ) .
القراءة :
* عقائديا .. أنه بموت محمد رسول الإسلام ، إنتهى " الإسلام كدعوة " ، بمفهوم أخر إنتهى " إسلام النُبُوَّة " ، وبدأ ما يسمى ب " أسلام الخلافة " ، الذي يعطي مساحة كاملة للخليفة ببيان الرأي بالأمور العقائدية ، لأن يقول وأن يفعل ما يشاء ، وأن يجتهد بما يرى ، حتى وإن كان مخالفا للمعتقد - وهذا ما حصل مع المأمون مثلا في محنة خلق القرآن . وللحاكم أفق واسع من الحرية ، فيما يقول ، ووجب الطاعة لما يقول ، وفق الآية " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ .. / 59 سورة النساء " ، والأذكى من هذا حديث الرسول ( عن حذيفة بن اليمان ، قال له النبي : " تَسمَع وتُطيع للأمير ، وإن ضُرِبَ ظَهرُك وأُخِذ مالُك ، فاسمعْ وأطِعْ " مسلم . هذا حديث صحيح لا مطعن فيه ولا مردَّ له )!.
* أما في" إسلام النبوة " ، ليس من إجتهاد وليس من تفسير أو تأويل للنص القرآني سوى ما يقوله محمد ، ولم يكن أحدا بإستطاعته ان يتكلم خلاف ما يقول ، فهو صاحب النبوة والقرآن معا ، وهو بذات الوقت الحاكم ، لا كلام أو قول يعلو على قوله - لأنه ظل الله على الأرض ، وبهذا الصدد ورد حديث لأبي هريرة ( " السلطان ظل الله في الأرض " ورد مرفوعا عن عدة من الصحابة من عدة طرق ، جمعها كل من الحافظين السخاوي والسيوطي في مؤلفين/ نقل من موقع دعوة الحق" ) .
* وتمخض الإسلام بمعتقدات أخرى ، يمكن لخلافة ما بعد إسلام محمد كانت سببا جوهريا لها ، وهذا التمخض تمحور الى مذاهب وإجتهادات وأفكار وتأويلات وتفاسير .. للقرآن والأحاديث وللسنة ، تختلف كلا منها عن الأخر ، من ذلك الأتي :
( 1 ) ظهور التشيع .. قد إختلفت المصادر في بدأ التشيع ، أنقل التالي ملخصا عنها ، من / موقع مركز الإشعاع الإسلامي { إن المؤرخين عندما يحددون فترة نشوء التشيع يتوزعون على مدى يبتدئ من أيام النبي ونهاياته بعد مقتل الحسين :-
أ -: رأي يرى أنهم تكونوا بعد وفاة النبي . ب -: الرأي الذي يذهب إلى أن التشيع نشأ أيام عثمان. ج -: الرأي الذي يذهب إلى تكون الشيعة أيام خلافة الإمام علي . د -: الرأي الذي يذهب إني أن ظهور التشيع كان بعد واقعة الطف . هـ - رأي الشيعة وغيرهم من المحققين من المذاهب ، ذهب إلى أن التشيع ولد أيام وأن النبي نفسه هو الذي غرسه في النفوس } .
( 2 ) وتطور أخر لإسلام ما بعد النبوة هو ظهور - بروز الأئمة الأربعة ، بمذاهبهم ونهجهم وإجتهادهم الخلافي ، ومن موقع / الإمام بن باز ، أنقل التالي بصددهم { المذاهب الأربعة : الأحمدية يعني : مذهب أحمد بن حنبل ، والشافعية أتباع الشافعي محمد بن إدريس الشافعي ، والمالكية أتباع الإمام مالك بن أنس ، والحنفية أتباع أبي حنيفة النعمان بن ثابت.. } .
أما الإختلاف بين هذه المذاهب ، فأنقل من موقع / الإسلام سؤال وجواب ، ملخصا لهذه الأختلافات ، وبإختصار : -
{ أولا : النقاط التي اختلف فيها الأئمة الأربعة المتبعون كثيرة .. منها : تعارض الأدلة الشرعية بنظر المجتهد - إختلاف يرجع إلى اللغة العربية ، كاختلافهم في تفسير "المشترك" في اللغة ، الذي يدل في اللغة على معنيين أو أكثر - إختلافهم في الأدلة الإجمالية من حيث الاعتبار وعدمه - إختلاف يرجع إلى التفاوت في الإحاطة بالعلم ، وقوة الفهم في النصوص .. - اختلاف يرجع إلى السنة المطهرة ؛ كاختلافهم في تصحيح الحديث أو تضعيفه - إختلافهم فيما يتعلق بالقواعد الأصولية ؛ كاختلافهم في المراد بنص معين هل هو باق على عمومه أم دخله التخصيص ؟ وهل باق على إطلاقه أم قُيِّد بنص آخر . ثانيا : الإختلاف بخصوص مسألة تقليد مذهب بعينه من مذاهب الأئمة الأربعة .. } .
إضاءة :
حكام المسلمين ، فصلوا الإسلام وفق قياسات خلافتهم / عن طريق فقهاء السلاطين ، ووفق أهداف سياسية معينة .. مثلا :
* الشيعة ، وفق موروثهم يؤكدون على أن الرسول أوصى بعلي خليفة على المسلمين من بعده ، فقد جاء في موقع / ويكي شيعة ، بهذا الصدد التالي ( خُطبة الغدير هي الخطبة التي خطبها النبي الأكرم في 18 ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة بعد حجة الوداع في منطقة يقال لها غدير خم . ونصّب عليّاً خليفة من بعده على المسلمين ، وذلك حين قال: " من كنت مولاه فهذا علي مولاه" وقد رواه علماء العامّة والخاصة عنه . ) . لكن أهل السنة والجماعة يرفضون ذلك ، ويقولون { يستدل علينا الرافضة مرارا وتكرارالرافضة بحديث ( من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه ) رغم انه لا يدل لا من قريب ولا من بعيد على ولاية علي على البشر .. لكن حق لنا ان نطالبهم بسند واحد صحيح الى النبي من كتبهم لهذا الحديث والولاية المزعومة / نقل شبكة الدفاع عن أهل السنة } هنا إجتهاد وإجتهاد أخر مخالف للأول.
* ووفق توجه المملكة العربية السعودية ، وفي خطوة كانت تعتبر من ضرب الخيال ، شكك ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، بأحادث الأحاد ، في مبادرة لخلق مملكة منفتحة على العالم ، وبعيدة عن التزمت الديني ، فقد جاء في حديثه لوكالة سي أن أن في 4.3.2022 ، ما يلي أنقله بإختصار { .. وأضاف : " أولًا : ما نسميه المتواتر ، وهذا يعني أن العديد من الناس سمعوا من الرسول ، والقليل من الناس سمع من هؤلاء العدة ، وقليل من الناس سمعوا ذلك من أولئك القلائل ، وقد تم توثيق ذلك ، وهذه الأحاديث قوية جدًّا ، وعلينا أن نتَّبعها ، وعددها قرابة 100 حديث .. وثانيًا : ما نسميها أحاديث الآحاد ، وهي ما سمعه شخص عن الرسول ، وسمعه شخص آخر عن الشخص الأول ، حتى نصل لمن وثقها ، أو سمعها قلة من الناس عن الرسول ، وسمعها شخص واحد من هؤلاء القلة ، لذلك إذا كان هناك شخص مُسند واحد ، فإننا نسميه خبر الواحد ، وهذا يُسمى الآحاد ، وعلينا تمحيص ما إذا كان ثابتًا ، ويتماشى مع تعاليم القرآن ! .. } .
خاتمة :
أما الأن بعد أن قضى إسلام محمد ، وبالإضافة لكل ما سبق .. فقد ولد لنا ، إسلام المؤسسات الدينية وإسلام المراجع الشيعية ، وإسلام الإخوان المسلمين وإسلام التكفيريين وإسلام السلفيين ، وإسلام المنظمات الإرهابية / القاعدة وداعش وبوكوحرام .. وغيرهم ، مما جعل المسلم يحتار لمن يتبع ! .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟